الموضوع / موعد على حفلة الشاي
-------------------------------
-------------------------------
بقلم : ضياء محسن الاسدي
(( جلست في شرفتها المطلة على حديقة بيتها الامامية بعدما بدأت الشمس تلملم اطراف ردائها الذهبي متسلقة جدران البيت شيئا فشيئا وهي مستلقية على كرسيها الهزاز الخشبي وأمامها على الطاولة ابريق من الشاي الاخضرالمعطر بنكهة الهيل , ترقب بنظرتها الثاقبة أشجار حديقتها وهي تستمع الى حفيف أغصان الحديقة التي تشكل لديها ذكريات جميلة في كل زاوية من زواياها التي ودعتها قبل أن تضع قدميها على أعتاب الخمسين من العمر لكن عزائها أن السنين التي مضت لن تؤثر على رونق جمالها ونضارته ولم تاخذ منها مأخذا . مرت دقائق ولحظات من الهدوء تارة ومن القلق تارة اخرى وهي تحدق بساعتها الصغيرة التي تزين معصمها وفكرها مشدود الى الضيف القادم . بدد شتات قلقها رنين الجرس الخارجي ليطل عليها شاب في متوسط العمر ذو سحنة سمراء فيه كل المواصفات الحيوية والاناقة ليلقي بالتحية عليها والاعتذار أخذ أحد اطراف المنضدة وجلس على الكرسي بهدوء حينها تشابكت الايدي مع بعضها لتزيد حرارتها حرارة أبريق الشاي . قطعت الصمت والسكون بالسؤال عن سبب التاخير وقليل من التنهد لتضع سؤالها على طاولة الشاي وهي تقول خشيت أن لا تأتي ثانية لتزرع في مخيلتي هجرانك لي بسبب فارق العمر بيننا لم يدعها تكمل كلماتها حتى بادرها بنظرته الساحرة ليجدد الثقة ثانية بعلاقتهما الوطيدة الجميلة التي تملئها المحبة وصدق المشاعر البعيدة عن الفروقات الزمنية للجسم فطالما الروح النقية تتجدد تكون العلاقة قوية لا تهتز ولا تتأثر بالتأثيرات الجسدية الفانية .فالحب لا يعرف مكان ولا زمان ولا عمر عندما يعشق المرء تذوب كل المقاسات الدنيوية وتتوقف حينها موازين القوى البشرية . أنتفضت فجأة وأتجهت صوب سياج حديقتها الخشبي وهي تمد بنظرها الى الشمس التي ترسم الوانها الذهبية على وجنتها المحمرة معترضة على قوله لا أعلم قد أجدك في يوم ما تضع الاعتبارات العرفية للمجتمع تحت يديك وفارق العمر من بينها حينها أصبح الضحية التي تذبح قربانا للعاشقين في هذه الاثناء لم تستطيع ان تمنع تلك القطرات المتحدرة من مآقيها الواسعة من التوقف وهي تكفكف بكفها دموعها . سحب الشاب الكرسي من خلفه وتوجه صوبها واضعا رأسها على صدره وهو يمسح دموعها من على خدها الذي فاض خوفا من المستقبل المجهول . ضمها الى صدره بقوة وطبع على جبهتها قبلة لينعش آمالها وروحها ونفسها بكلماته التي نزلت كالثلج لتبرد حرارة دماء قلبها المرهف ليضع نهاية لمخاوفها حين ختم حديثه بأن الحب الصادق النابع من القلب المتجرد من الماديات الوفي المدرك عقليا لن يهتز أمام التحديات الزمنية بل يتجدد بين الحين والاخر ويزداد قوة وصلابة ))
بقلم : ضياء محسن الاسدي
(( جلست في شرفتها المطلة على حديقة بيتها الامامية بعدما بدأت الشمس تلملم اطراف ردائها الذهبي متسلقة جدران البيت شيئا فشيئا وهي مستلقية على كرسيها الهزاز الخشبي وأمامها على الطاولة ابريق من الشاي الاخضرالمعطر بنكهة الهيل , ترقب بنظرتها الثاقبة أشجار حديقتها وهي تستمع الى حفيف أغصان الحديقة التي تشكل لديها ذكريات جميلة في كل زاوية من زواياها التي ودعتها قبل أن تضع قدميها على أعتاب الخمسين من العمر لكن عزائها أن السنين التي مضت لن تؤثر على رونق جمالها ونضارته ولم تاخذ منها مأخذا . مرت دقائق ولحظات من الهدوء تارة ومن القلق تارة اخرى وهي تحدق بساعتها الصغيرة التي تزين معصمها وفكرها مشدود الى الضيف القادم . بدد شتات قلقها رنين الجرس الخارجي ليطل عليها شاب في متوسط العمر ذو سحنة سمراء فيه كل المواصفات الحيوية والاناقة ليلقي بالتحية عليها والاعتذار أخذ أحد اطراف المنضدة وجلس على الكرسي بهدوء حينها تشابكت الايدي مع بعضها لتزيد حرارتها حرارة أبريق الشاي . قطعت الصمت والسكون بالسؤال عن سبب التاخير وقليل من التنهد لتضع سؤالها على طاولة الشاي وهي تقول خشيت أن لا تأتي ثانية لتزرع في مخيلتي هجرانك لي بسبب فارق العمر بيننا لم يدعها تكمل كلماتها حتى بادرها بنظرته الساحرة ليجدد الثقة ثانية بعلاقتهما الوطيدة الجميلة التي تملئها المحبة وصدق المشاعر البعيدة عن الفروقات الزمنية للجسم فطالما الروح النقية تتجدد تكون العلاقة قوية لا تهتز ولا تتأثر بالتأثيرات الجسدية الفانية .فالحب لا يعرف مكان ولا زمان ولا عمر عندما يعشق المرء تذوب كل المقاسات الدنيوية وتتوقف حينها موازين القوى البشرية . أنتفضت فجأة وأتجهت صوب سياج حديقتها الخشبي وهي تمد بنظرها الى الشمس التي ترسم الوانها الذهبية على وجنتها المحمرة معترضة على قوله لا أعلم قد أجدك في يوم ما تضع الاعتبارات العرفية للمجتمع تحت يديك وفارق العمر من بينها حينها أصبح الضحية التي تذبح قربانا للعاشقين في هذه الاثناء لم تستطيع ان تمنع تلك القطرات المتحدرة من مآقيها الواسعة من التوقف وهي تكفكف بكفها دموعها . سحب الشاب الكرسي من خلفه وتوجه صوبها واضعا رأسها على صدره وهو يمسح دموعها من على خدها الذي فاض خوفا من المستقبل المجهول . ضمها الى صدره بقوة وطبع على جبهتها قبلة لينعش آمالها وروحها ونفسها بكلماته التي نزلت كالثلج لتبرد حرارة دماء قلبها المرهف ليضع نهاية لمخاوفها حين ختم حديثه بأن الحب الصادق النابع من القلب المتجرد من الماديات الوفي المدرك عقليا لن يهتز أمام التحديات الزمنية بل يتجدد بين الحين والاخر ويزداد قوة وصلابة ))
بقلم : ضياء محسن الاسدي