على ضفاف السين ( 12 )
بقلم سمير سليمان ابو زيد
بعد وصولي الى الجزائر جاء احد الاصدقاء والذي غادرنا قبل خمسة اشهر مع زوجته ذاهبا الى وهران باحثا عن لقمة عيشه بعد ان منعه امن مكتب فتح من العمل بحجة انه جاء من المغرب عن طريق الوحدة وهي طريق ما ين الجزائر والمغرب كان الناس يتنقلون بها على شكل تهريب قبل اندلاع ازمة البوليزاريو في الصحراء الغربية وقيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بعد ان قام الملك الحسن الثاني بالزحف الى الصحراء عبر المسيرة الخضراء عقب انسحاب اسبانيا منها دون ان تسلمها لاحد رغم انه كانت هناك الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب تعمل لتحرير الصحراء من الاستعمار الاسباني .
حدثني صاحبي انه فشل في احضار سيارة من فرنسا وعندما سالته عن كيفية سفره الى فرنسا ومن اين جاء بالمال اللازم رغم انه عاطل عن العمل قال لي انه عند وصوله الى مدينة وهران قصد مدينة بن سكران ثم قرية اسمها زديقة وهنا عرف الناس انه فلسطيني مهاجر من فلسطين المحتلة فاشفق عليه الناس وراحوا يجمعون له التبرعات النقدية والعينية لكنه رفض اخذ المساعدة طالبا ان يوفروا له عملا فاخبره رئيس البلدية ان البلدية والتربية بصدد اقامة امتحان قبول لتعيين مدرسين في القرية فتقدم للامتحان فحصل على وظيفة مدرس وعمل عدة اشهر وفي نهاية العامل الدراسي قبض راتب العطلة الصيفيه وقطع تذكرة باخرة متوجها الى فرنسا لكنهم رفضوا السماح له بالنزول في ميناء مرسيليا لانه يحمل وثيقة سفر لا تؤهله الدخول الى فرنسا وعاد على نفس الباخرة وعلى ظهر الباخرة تعرف على الراهبة شانطال مادلين وهي راهبة ايطاليه من اخوات يسوع الصغيرات تطوع كشهامة الشاب العربي لمساعدة على متن الباخرة وقد زاد من اهتمامها به عندما عرفت انه من قرية سلوان احدى ضواحي القدس لانها سبق وان عملت عدة سنوات في احد ى كنائس القدس وبدلا من ان ينزل في ميناء وهران ويذهب الى زوجته في زديقة بقي مع الاخت شانطال حتى وصل ميناء الجزائر العاصمة وذهب في ضيافتها في كنيسة نوتردام دي افريقيا في اعلى قمة من مرتفعات الجزائر وهناك تعرف على البير راعي الكنيسة الذي اشفق على حاله وطلب منه احضار اسرته ليقيم في الكنيسة والتي تكفلت باعالته واسرته لبعض الوقت .
لم اتمكن من وضع نمرة متعاون اجنبي على سيارتي الفرنسية لانني كنت املك سيارة قبلها تحمل نمرة CT وما زالت باسمي لكنني تمكنت من بيعها لاحد رجال الدرك الذين كنت ادرسهم في المساء سيارتي الاولةى كانت من نوع سيتروين مكشوفه حطمتها وانا اتسلق بها الجبال والغابات حتى انني لم اتمكن من بيعها وعملت بها اكثر من حادث حتى انني كتبت فيها قصيدة بالدارجة الجزائررية حتى ان الاخ ابو خليل قال لي بيعها وخذ مني ثمنها مضاعفا .
يـــا نـــــس خلصوني
من همي بالدوشوفـــــو
كل يـــــوم في الصباح
عجالهـــــــا يكــــــريفو
الموتور فيها جديـــــد
والبطاريــــــة نوفــــــو
والبرشوك معـــــووج
مكســــــرات طرافـــو
صار ليها شهــــــــــرة
قد عمليــــــــة سافــــو
من ياخذها بوالـــــــــو
وفوق منها برافـــــــــو
وما زالت السيارتان على اسمي حتى الان ورغم ذلك فقد ذهبت الــــــــى فرنسا مرة اخرى وفي هذه المرة ذهبت الى مدينة مونبلييه هذه المدينة التي درس بها الدكتور طه حسين وقد كان يدرس احد زملائنا في جامعة مونبلييه وهو الاخ احمد ياسين والذي عمل معنا مدرسا في قرية بابا علي وقد سجلت انا واياه في المركز الثقافي الفرنسي للتقوية باللغة الفرنسية عندما كنت طالبا في جامعة الجزائر وقد كان يحتم علينا ان يجلس كل شاب بجانب فتاة في المركز وكانت بجانبي فتاة امريكية اسمها بني مور وبجانب الاخ احمد ياسين فتاة امريكية هو الاخر لقد كان احمد ياسين يردد امامي دائما ان امنيته ان تركب وراءه فتاة على المتسيكل الدراجة النارية التي كان يملكها وبالفعل فوجئنا واذا به يحضر الى القرية ووراءه صديقته وقد احتج اهالي القرية على ذلك فصار يذهب من المدرسة الى المركز ومن ثم الى شقتها بالعاصمة وتزوجها وذهب معها الى فرنسا وعندما ذهبت اليه في فرنسا وجدت انه سافر الى امريكا مع زوجته لقضاء العطلة هناك اما انا فقد اخذتني الحمية الوطنية ورفضت مرافقة صديقتي بني مور الى الولايات المتحدة كما رفضت الزواج منها ايضا وبقيت المراسله بيني وبينها حتى بعد زواجها اكثر من عشر سنوات ... يتبع
بقلم سمير سليمان ابو زيد
بعد وصولي الى الجزائر جاء احد الاصدقاء والذي غادرنا قبل خمسة اشهر مع زوجته ذاهبا الى وهران باحثا عن لقمة عيشه بعد ان منعه امن مكتب فتح من العمل بحجة انه جاء من المغرب عن طريق الوحدة وهي طريق ما ين الجزائر والمغرب كان الناس يتنقلون بها على شكل تهريب قبل اندلاع ازمة البوليزاريو في الصحراء الغربية وقيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بعد ان قام الملك الحسن الثاني بالزحف الى الصحراء عبر المسيرة الخضراء عقب انسحاب اسبانيا منها دون ان تسلمها لاحد رغم انه كانت هناك الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب تعمل لتحرير الصحراء من الاستعمار الاسباني .
حدثني صاحبي انه فشل في احضار سيارة من فرنسا وعندما سالته عن كيفية سفره الى فرنسا ومن اين جاء بالمال اللازم رغم انه عاطل عن العمل قال لي انه عند وصوله الى مدينة وهران قصد مدينة بن سكران ثم قرية اسمها زديقة وهنا عرف الناس انه فلسطيني مهاجر من فلسطين المحتلة فاشفق عليه الناس وراحوا يجمعون له التبرعات النقدية والعينية لكنه رفض اخذ المساعدة طالبا ان يوفروا له عملا فاخبره رئيس البلدية ان البلدية والتربية بصدد اقامة امتحان قبول لتعيين مدرسين في القرية فتقدم للامتحان فحصل على وظيفة مدرس وعمل عدة اشهر وفي نهاية العامل الدراسي قبض راتب العطلة الصيفيه وقطع تذكرة باخرة متوجها الى فرنسا لكنهم رفضوا السماح له بالنزول في ميناء مرسيليا لانه يحمل وثيقة سفر لا تؤهله الدخول الى فرنسا وعاد على نفس الباخرة وعلى ظهر الباخرة تعرف على الراهبة شانطال مادلين وهي راهبة ايطاليه من اخوات يسوع الصغيرات تطوع كشهامة الشاب العربي لمساعدة على متن الباخرة وقد زاد من اهتمامها به عندما عرفت انه من قرية سلوان احدى ضواحي القدس لانها سبق وان عملت عدة سنوات في احد ى كنائس القدس وبدلا من ان ينزل في ميناء وهران ويذهب الى زوجته في زديقة بقي مع الاخت شانطال حتى وصل ميناء الجزائر العاصمة وذهب في ضيافتها في كنيسة نوتردام دي افريقيا في اعلى قمة من مرتفعات الجزائر وهناك تعرف على البير راعي الكنيسة الذي اشفق على حاله وطلب منه احضار اسرته ليقيم في الكنيسة والتي تكفلت باعالته واسرته لبعض الوقت .
لم اتمكن من وضع نمرة متعاون اجنبي على سيارتي الفرنسية لانني كنت املك سيارة قبلها تحمل نمرة CT وما زالت باسمي لكنني تمكنت من بيعها لاحد رجال الدرك الذين كنت ادرسهم في المساء سيارتي الاولةى كانت من نوع سيتروين مكشوفه حطمتها وانا اتسلق بها الجبال والغابات حتى انني لم اتمكن من بيعها وعملت بها اكثر من حادث حتى انني كتبت فيها قصيدة بالدارجة الجزائررية حتى ان الاخ ابو خليل قال لي بيعها وخذ مني ثمنها مضاعفا .
يـــا نـــــس خلصوني
من همي بالدوشوفـــــو
كل يـــــوم في الصباح
عجالهـــــــا يكــــــريفو
الموتور فيها جديـــــد
والبطاريــــــة نوفــــــو
والبرشوك معـــــووج
مكســــــرات طرافـــو
صار ليها شهــــــــــرة
قد عمليــــــــة سافــــو
من ياخذها بوالـــــــــو
وفوق منها برافـــــــــو
وما زالت السيارتان على اسمي حتى الان ورغم ذلك فقد ذهبت الــــــــى فرنسا مرة اخرى وفي هذه المرة ذهبت الى مدينة مونبلييه هذه المدينة التي درس بها الدكتور طه حسين وقد كان يدرس احد زملائنا في جامعة مونبلييه وهو الاخ احمد ياسين والذي عمل معنا مدرسا في قرية بابا علي وقد سجلت انا واياه في المركز الثقافي الفرنسي للتقوية باللغة الفرنسية عندما كنت طالبا في جامعة الجزائر وقد كان يحتم علينا ان يجلس كل شاب بجانب فتاة في المركز وكانت بجانبي فتاة امريكية اسمها بني مور وبجانب الاخ احمد ياسين فتاة امريكية هو الاخر لقد كان احمد ياسين يردد امامي دائما ان امنيته ان تركب وراءه فتاة على المتسيكل الدراجة النارية التي كان يملكها وبالفعل فوجئنا واذا به يحضر الى القرية ووراءه صديقته وقد احتج اهالي القرية على ذلك فصار يذهب من المدرسة الى المركز ومن ثم الى شقتها بالعاصمة وتزوجها وذهب معها الى فرنسا وعندما ذهبت اليه في فرنسا وجدت انه سافر الى امريكا مع زوجته لقضاء العطلة هناك اما انا فقد اخذتني الحمية الوطنية ورفضت مرافقة صديقتي بني مور الى الولايات المتحدة كما رفضت الزواج منها ايضا وبقيت المراسله بيني وبينها حتى بعد زواجها اكثر من عشر سنوات ... يتبع