الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حوار مع الكاتبة منى الجبريني

حوار مع الكاتبة منى الجبريني
تاريخ النشر : 2018-03-11
قام باعداد الأسئلة وإجراء الحوار سامح سليمان

نرجو تعريف القارئ بشخصكم الكريم ورحلتك مع القراءة وأهم أعمالك .
ــ منى الجبريني
مواليد 1984
تخرجت من كلية تربية بورسعيد – قسم لغة إنجليزية – عام 2005
لدي 3 روايات ( اسطورة الفرعون الأخير – احتراق – نيران مقدسة )

س : ما هو تقييمك لظاهرة الأكثر مبيعاً ؟ وهل ما هو رائج من قصة و شعر ورواية يعبر عن الإنسان العربي و أزماته و صراعه مع ضغوط الحياة ومع ذاته ؟
ــ إنها تعبر عن المستوى الثقافي للمجتمع , و متطلبات القراء بشكل عام , و ليس ضروريًا أن تعبر عن الإنسان العربي أو حتى أزماته النفسية و صراعه مع ضغوط الحياة . فأحيانًا يبحث الإنسان عن متنفس بعيدًا عن كل الأزمات التي تحيط به, عن عالم آخر يمتعه و ينسيه ضغوط الحياة ولو لفترة وجيزة , لكنه يمنحه الراحة التي يحتاجها كي يواجه الحياة بشكل أكثر قوة .

س : كيف كانت رحلتك مع كتابة و نشر أعمالك : احتراق _ نيران مقدسة ؟
ــ بدأت كتابة " احتراق " عام 2014, استغرقت مني عامًا كاملًامن الكتابة و البحث عن المعلومات , كذلك قراءة بعض الكتب التاريخية الخاصة بثورة يناير و الظروف المحيطة بها , ثم عرضتها على أكثر من دار نشر , حتى تم الاتفاق مع دار إبداع في منتصف 2015 ثم تم نشرها عام 2016, كنت سعيدة جدًا أن الرواية أخيرًا ستظهر للنور , خاصة انها استهلكت الكثير من نفسيتي و أدخلتني في حالة نفسية سيئة أجبرتني على اعتزال الناس و عدم الظهور في المحافل الأدبية بشكل ملحوظ . و في منتصف عام 2015شرعت في كتابة " نيران مقدسة " . كانت فكرتها تلازمني منذ خمس سنوات , وقتها كنت لا زلت أعمل بأحد المصانع في بورسعيد (حاليًا أعمل مُدرسة لغة إنجليزية ) و شاهدت العديد من الأحداث , لكن الفكرة لم تكن نضجت بعد . و عندما بدأت في كتابتها , أضفت إليها الكثير من الخيال كي تتسق مع هدف الرواية الرئيسي , ثم عرضتها على مدير دار إبداع , فأبدى أعجابه بها , ثم تم نشرها عام 2017

س : ما هي أهم المعوقات التي يصطدم بها الكتاب الشباب ، والكتابة من وجهة نظرك هل هي هدف أم وسيلة ؟
ــ أعتقد أن أهم معوق ألا يجد الكاتب من يوجهه ويرشده إلى ما يحتاج إليه في تلك المرحلة العمرية , ففي البداية لا نعرف إذا كنّا حقًا موهوبين أم لا , أو أن من ينتقدنا أو يمدحنا صادقًا أو مخادعًا . لكن مع الاحتكاك بالوسط الثقافي و كثرة القراءة قد نجد ذلك الشخص . بالنسبة لي أعتبر الكتاب مرشدي و صديقي الذي لا غنى عنه على الإطلاق , كما أنني تعرفت على نقاد و أدباء في بورسعيد لا أستطيع أن أنكر تشجيعهم و نصائحهم المهمة .
الكتابة بالنسبة لي وسيلة للتعبير عما يجول بروحي من مشاعر و أفكار , تمنحني الراحة النفسية التي أبحث عنها , كما انها حاليًا صارت هدفًا في حد ذاته , بدونها لا أشعر أنني على قيد الحياة , فأي يوم يمر بلا كتابة, ليس له أي قيمة . إنها الدافع الذي يجعلني استمر في الحياة , تنير لي الطريق نحو السلام النفسي
 
س : ما هي أهم الأعمال التي قد ساهمت في تكوين رؤيتك الفكرية و الأدبية ، وهل تكونت لديك رؤية واضحة لمشروعك الفكري و الأدبي؟
ــ في مرحلة المراهقة و الجامعة, كنت أعشق كثيرًا الأدب العالمي المترجم ,وأميل لمعرفة أدبهم بحكم دراستي في الكلية و حبي للغة الإنجليزية , فكانت أعمال شكسبير, تشارلز ديكنز , مارجريت ميتشل , إدجار آلان بو لها التاثير الأكبر ثم بعد ذلك أعمال نجيب محفوظ , يوسف إدريس , دوستويفسكي , هيرمان ملفل , كذلك رواية قواعد العشق الأربعون لأليف شافاق , المثنوي لجلال الدين الرومي , كما تعجبني كثيرًا أعمال هاروكي موراكامي , محمد المنسي قنديل , بهاء طاهر , و أيضًا أعمال واسيني الأعرج , كذلك نيتشه و شوبنهاور . لكن لا زلت أعتز كثيرًا بقراءتي لإدجار آلان بو , و شكسبير في المرحلة الإعدادية , وقتها كانت المدرسة لديها مكتبة تحتوي على عدد من أعمالهم المترجمة , فكنت أقرأ منها قدر المستطاع و أتخيل نفسي أواجه إحدى تلك الشخصيات القوية مثل ماكبث , أو حتى في قصص أدجار آلان بو المرعبة كبرميل من الأمونتيلادو أو حتى الموت الأحمر .. لا تزال تلك القصص حاضرة في ذهني حتى اليوم .

س: لماذا تدور أغلب الأعمال الأدبية العربية في فلك العلاقة بين الرجل والمرأة ؟ وهل بالفطرة الرجل عقلاني والمرأة عاطفية ؟
ــ أعتقد لأن العلاقة بين المرأة و الرجل تحتوي على العديد من الموضوعات التي تثير اهتمام القارئ منذ فجر التاريخ حتى هذه اللحظة, لكن المهم هو طريقة التناول , كما أنها تعد نموذجًا مصغرًا لكيفية مواجهتنا صعوبات الحياة و كيفية تقبل اختلاف وجهات النظر مع الآخرين , ومن خلال تلك العلاقة يمكن تناول أزمات مجتمعية و نفسية , كذلك دينية .

ما هو تعريفك للمثقف ؟ كيف يمكن بناء جسر بين النخبة المثقفة و البسطاء من الناس ؟
ــ من وجهة نظري المثقف هو كل من يستخدم الذكاء والتفكير النقدى فى حياته , و لديه وعي كبير بمشكلات الإنسان المعاصر و مجتمعه , و يبحث عن سبل حل تلك المشكلات , كما يكون لديه قدر كبير من المعرفة فى الفن ,الأدب, السياسة , الفلسفة و غيرها من العلوم المختلفة . يمكن بناء جسر التواصل بين المثقفين و بقية الناس عن طريق الحفلات الثقافية المختلفة والاحتفاء بالمثقفين و منحهم الفرصة للتعبير عن آرائهم . استخدام وسائل الإعلام المختلفة لتسليط الضوء على الأعمال الدبية الهامة و تقديمها للناس بشكل جذاب .

س : ما هي أهم قضايا المرأة العربية وهل أنت مع أم ضد مصطلح الأدب النسوي ؟
ــ في البداية أنا ضد مصطلح الأدب النسوي ,و إلا كان هناك أيضًا (أدب رجالي) , القارئ لا يعترف بتلك التصنيفات , بل يقرأ الرواية لأنها نالت إعجابه ولا يهتم إذا كان الكاتب رجلًا ام امرأة . كماأن الأديبة تعبر عن شرائح المجتمع المختلفة بشكل عام , حتى و إن اتخذت من مشاعر المرأة مشروعًا لأعمالها الأدبية فتظل تعبر عن شريحة من المجتمع من حقها التعبير عن أفكارها .و لا تزال أهم القضايا التي تشغل المرأة العربية هي الحرية , أو المزيد من الحرية . أرى أن المرأة تستطيع فعل كل ما تريد إذا تخلصت من القيود المجتمعية الراسخة في عقلها الباطن , و إذا استطاعت تغيير نظرة المجتمع لها باعتبارها كائن ضعيف ليس لها حقوق .

س : وما رأيك فى المنتج الصادر عن الأقلام النسائية في الوطن العربي ؟
ـ لا يزال معظمه يدور حول العلاقة العاطفية بين الرجل و المرأة , لكن هناك بعض الكاتبات اللاتي خرجن من تلك الدائرة و تنوعت موضوعاتهن ما بين فانتازيا و جريمة , ديستوبيا و صوفية . وهو كأي أدب في العالم , به أقلام تحتاج إلى المزيد من التطوير و النضج , و به أيضًا كاتبات متميزات ينبغي الاحتفاء بكتاباتهن و تقديمهن للقارئ الباحث عن أدب قيّم و مختلف.

س : ما هي نقاط التميز التي يمتلكها الأدب العربي وما هي نقاط الضعف التي يجب التخلص منها ؟
ــ اللغة هي من أهم نقاط التميز في الأدب العربي , فنحن نمتلك لغة ثرية جدًا بالمفردات و الصور البلاغية المتميزة , لكن الاهتمام المفرط باللغة على حساب بقية عناصر الكتابة مثل الحبكة وتقنيات الكتابة يفقد النص قوته وقدرته على توصيل رسالته . أما نقاط الضعف فتتمثل في عدم مواكبة التغيرات الفكرية و الأدبية المعاصرة وعدم الجرأة على تجربة تقنيات حديثة في الكتابة و الاكتفاء بالسير على خطوات عمالقة الأدب العربي , غير مدركين أن براعتهم جاءت من اختلافهم و تميزهم عن الآخرين وقتها .

س : هل أنت مع أم ضد الكتابة بالعامية و لماذا ؟ هل يجوز كتابة السرد بالعامية ؟
ــ أنا لا أحبذ الكتابة بالعامية , لكن يمكن الاستعانة بها في الحوار , إذا لم تستطع اللغة الفصحى إيضاح أو إبراز سمة أو لكنة أو لهجة بعينها لإحدى الشخصيات . كما لا أستسيغ فكرة استخدامها في السرد العادي إلا إذا كان شعرًا عاميّا , غير ذلك لا استطيع قراءته .

س : هل كتابة الحوار بالعامية تفسد الذوق العام ؟
ــ ليس بالضبط فهناك حوارات بالعامية جيدة و يمكن قبولها في الروايات , المشكلة في استخدام بعض الكلمات السطحية و الساذجة , التي تُضعف من قوة النص وقيمته . لكنني لا أعتقد انها تفسد الذوق العام .

س : ما تقييمك لما يسمى بالرواية الشبابية مثل أعمال أحمد مراد ومحمد صادق وأيضًا يجب أن لا ننسى مؤلفات زاب ثروت، وبماذا تفسر ما قد حصدوه من انتشار وشعبية؟
ــ الرواية الشبابية ظاهرة موجودة في جميع أنحاء العالم كما أنها تحقق انتشارًا جيدًا بين الشباب , و على الرغم من وجود بعض الأعمال الضعيفة , لكن هناك عدد منهم جيد ,و بذلك تجذب الشباب ناحية عالم القراءة . كما أنها تتوجه إلى نوعية قارئ بعينه , يبحث عن المغامرات و المتعة , العاطفة الجياشة بما يتناسب مع أفكاره , و أعتقد أنه مع الوقت سينجذب القارئ للأعمال الأدبية الدسمة التي إذا بدأ بها ربما كانتستبعده عن القراءة تمامًا .

س : هل توجد حالة ترصد بالكاتبات سواء من الوسط الثقافي أو من المجتمع بشكل عام ؟
لا أعتقد ذلك , فكلمة ترصد تعني أن ذلك يتم عن عمد , و لا أظن أن ذلك يحدث , لكن يمكن أن نسميه رد فعل طبيعي لتمرد النساء على القالب المعتاد الذي استقر في اللاوعي المجتمعي , فيظهر أن هناك ترصدًا بالكاتبات , لكن أعتقد أن حالة الانتقاد اللاذع تتم على الكُتّاب الشباب بصفة عامة , ليس على أساس جنسي أو ذلك بل فقط لأنهم شباب أو لا يزالون يتحسسون الطريق , فيؤدي ذلك إلىقتل مواهب حقيقية مدفونة في المجتمع بدلًا من مساندتها و توجيهها إلى الطريق الصحيح .

س : هل أنت مع أم ضد تحويل الأعمال الأدبية إلى أعمال سينمائية ومسرحية؟
ــ بالتاكيد أؤيد تحويل الأعمال الأدبية إلى أعمال سينمائية و مسرحية , حيث يؤدي ذلك إلى إثراء الفن بصفة عامة و تطوير وعي المجتمع , كما أنها تُعد فرصة جيدة للكاتب لعرض أفكاره و أعماله على أكبر عدد من الجماهير . وعلى الرغم أن هناك بعض الأعمال الأدبية تفقد جزءًا كبيرًا من رسالتها , لكنها إضافة جيدة للفن السينمائي , و للمجتمع بشكل عام . في الماضي اعتدنا مشاهدة أعمال نجيب محفوظ ( الحرافيش , الخريف و السمان , بداية و نهاية , ثلاثية قصر الشوق ـ بين القصرين ــ السكرية ) , ( دعاء الكروان ) ل " طه حسين " والأعمال الأدبية العالمية التي تم تحويلها لأفلام عربية مثل نهر الحب المقتبس من ( أنّا كارنينا ) ل " تولستوي " , الأخوة الأعداء المقتبس من ( الأخوة كارمازوف ) ل " دوستويفسكي " , كما أن المشاهد العربي تعرف على أعمال عالمية من خلال الأفلام الأجنبية التي تُعرض على التليفزيون , مثل (هاملت , ماكبث ) ل" شكسبير" , ( أوقات عصيبة , أوليفر تويست , حكاية مدينتين ) ل" تشارلز ديكنز " , كذلك رائعة "مارجريت ميتشل" ( ذهب مع الريح ). و حاليًا مع انتشار ( لعبة العروش ) لجورج مارتن في التليفزيون ينجذب الناس إلى عالم القراءة أكثر فأكثر , فالتاريخ السينمائي مليئ بالأعمال الناجحة التي تحولت لأفلام و مسلسلات أضفت ثراءًا للثقافة والمجتمع بشكل واضح و ملموس .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف