الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نعم الرئيس عبّاس جزء من المشكلة و ليس من الحل

تاريخ النشر : 2018-02-24
نعم الرئيس عبّاس جزء من المشكلة و ليس من الحل
نعم الرئيس عبّاس جزء من المشكلة و ليس من الحل ...
بقلم : خالد السباتين
ما إن انتهى خطاب الرئيس عبّاس في مجلس الأمن حتى انهالت عليه الإتهامات من كل صوب و أطلقت اسرائيل كلابها المسعورة التي لا تنطق خيراً اطلاقاً ، انطلاقاً من دنون الذي اتهم الرئيس عباس بأنه هو المشكلة بحد ذاتها ، نعم صحيح هو المشكلة الذي ما زال يطالب بحل الدولتين ، نعم هو المشكلة الذي يؤمن بنشر ثقافة السلام و نبذ العنف و التطرف ، نعم هو المشكلة لأنه قال بثمن دبابة نبني مدرسة ليتعلم جيل بأكمله ، نعم هو المشكلة لأنه قال بثمن طائرة نبني مستشفى يعالج جيل بأكمله، نعم هو المشكلة لأنه يريد أن تعيش الدولتان جنباً الى جنب بأمن و سلام ، نعم هو المشكلة لأنه يريد أن يوقف شلال الدم الذي لم ينقطع ، نعم هو المشكلة لأنه يقبل بالمفاوضات دون شروط مسبوقة ولم يرفضها بتاتاً ، نعم هو المشكلة لأنه يسعى الى حل عادل و شامل وفق قوانين الشرعية الدولية ، نعم هو المشكلة لأنه آخر الأصوات التي ستسمعونها تطالب بالسلام في فلسطين .

الرئيس الذي يفهم جيّداً قواعد اللعبة المحفوفة بالمخاطر التي ساهم في تأسيسها ابتداءاً من أوسلو التي انهتها اسرائيل من جانبها و صولاً الي الطريق المسدود الذي آلت اليه عملية السلام ، فمن لاحظ و قرأ لغة خطاب الرئيس و وجهه المليء بالإحباط و اليأس و فقدان الأمل لكنه بالرغم من كل ذلك ما زال متمسك بشعرة معاوية ولا يريد ان يقطعها و يدرك تماماً حجم المأزق الذي نحن فيه ، الرئيس عباس لن يقدم على خطوة حتى اللحظة لقلب الطاولة او تغيير النهج الذي يسير عليه منذ سنين مع أنه قادر على ذلك لكن لعدم وجود غطاء عربي قوي صلب وداعم لأي قرار من شأنه يجعله و الشعب الفلسطيني يقف وحيداً في وجه العاصفة و هذا ما يحدث الان ، فأميركا غير معتادة على قول "لا" في وجهها من أحد ، فقد طالب الرئيس برعاية دولية لعملية السلام و حماية دولية للشعب الفلسطيني و وضع جدول زمني لانهاء الاحتلال و عدم ترك الامور تسير للحظ .

لقد اعتدنا على خطابات الرئيس شديدة اللهجة و التي يعلو صوته فيها تارة و ينخفض تارة أخرى ، لكن مخزون الصبر بدأ ينفذ عنده و عند الشعب الذي ما عاد يحتمل المزيد من الذل و الحصار و القهر و القتل ، فأنا باعتقادي ان بعد الرئيس عباس لن يسمعوا صوتاً يطالب بالسلام بل ستمحى هذه الكلمة من قواميس الفلسطينيين و لن يكون هناك جيل يؤمن بفكرة وجود اسرائيل و بقائها بما أن الصراع أصبح من حدود الى وجود .
أما بالنسبة لكبيرهم الذي علمهم السّحر السيد نتنياهو فقد نطق معلقاً أن الرئيس عباس يتهرب من عملية السلام لكن هل تسائل نتياهو عن أي سلام يتحدث؟؟ عن سلام تكون في ابو ديس عاصمة لدولة فلسطين ؟؟ أم عن سلام تكون فيه السلطة بلا سلطة و الدولة دون سيادة ؟؟ أم عن سلام على الورق بينما الأرض و ما عليها تحت قبضة اسرائيل ؟؟ أم عن سلام تكون فيه الضفة و غزة تحت رحمة المنسق بولي مردخاي ؟؟

نعم لم يعد بإمكان العالم الصمت عن هذه الجرائم و لم يعد بإمكان اسرائيل اخفاء الحقائق فمن يريد معرفة الحقيقة لن يصعب عليه البحث عنها بل فقط عليه ان يزور حي من احياء الخليل او شارع من شوارع غزة او مخيم من مخيمات اللاجئين ليدرك حجم الكارثة التي يعيشها الشعب الفلسطيني .

أما بالنسبة للولايات المتحدة التي عقدت أمرها على المضي قدماً في نقل سفارتها و عدم التراجع عن اعترافها بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل ، فهي لا ترى في الاستيطان أي عقبة ولا ترى بالطائرات التي تقصف الجانب الفلسطيني أي تهديد لحياة المواطنين ، و لا ترى التنكيل بالاسرى و تعذيبهم أمراً مرفوض وفق حقوق الانسان ، و لكنها ترى في طفلة تخرج في مسيرة سلمية على أنها تهدد أمن اسرائيل أو شاب يرمي حجراً على مدرعة كأنه استخدم سلاح محرم دولياً لذلك لا أدري ما هو الحل و ما هو السبيل للخلاص من الفيتو الذي نستطدم و سنستطدم به في كل مرة فهذا مجلس الأمن في نظري يحتاج الى حماية .

و أخيرا و ليس اخرا بالنسبة الى الأشقاء العرب و دورهم الذي لا يكاد يظهر و صوتهم الذي لا يكاد يسمع يجب ان نطرح هذا السؤال عليهم فيما اذا اصبحت القضية الفلسطينية عبئاً عليهم أم أصبحوا هم عبئاً على القضية الفلسطينية ؟؟

ربع موقف لا يصلح و نصف موقف لا يصلح بل نحتاج الى موقف كامل يخلو من الغموض ، فقد حان الوقت لنزع غطاء الألوهية عن رب البيت الأبيض و قد حان الوقت لانهاء خلافاتنا العربية فقد صدقت هذه المرّة الكاذبة نيكي هيلي بأن مجالس الأمن لا تجتمع الا للنظر في قضايا العرب و محاكم الجنايات لا تعقد الا للبت في خلافات العرب ، و علينا ان نتوقف عن الطواف حول البيت الابيض و السعي بين موسكو و باريس لإيجاد الحلول فقد أصبحت واشنطن هي قبلتنا الأولى فنحن أمة مصرّة على أن تطلق الرصاص على قدميها و تعيق مسيرتها نحو التقدم فإذا بقي الشعب الفلسطيني يعيش حياته كسجين و يمنح قوت يومه فقط و بقيت الأمور الى ما هي عليه سيكون السيناريو القادم مليء بالغموض و المفاجأت و لن تستطيع نيكي هيلي و طفلها المدلل كوشنير حينها كبح جماح بركان الغضب الذي سوف ينفجر في أي لحظة دون سابقة انذار و الذي قد تصل شظاياه الى كل العالم .
يا سيادة الرئيس  انت تمد يدك للسلام منذ عقود و ما زلت تنتظر من يمد يده من الطرف المقابل لكن اسرائيل تمد لك السلاح و العنف ، اسرائيل لا تريد سلام بل تريد استسلام للشعب الفلسطيني ، اسرائيل لا تعرف معنى السلام ولا تؤمن به و تقتل كل من يفكر بأن يقدم عليه من جانبها ، فهم لا يعرفون سوى الاستيطان و فرض الحصار و قتل المدنيين و قلب الحقائق ، فهذه حكومة لديها من الحقد و الكراهية و العنصرية ما يكفيها من المخزون لتصدره على العالم بأسره .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف