الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قطاع غزة..أوشكت صلاحيته على الانتهاء بقلم: د. سمير مسلم الددا

تاريخ النشر : 2018-02-23
قطاع غزة.......اوشكت صلاحيته على الانتهاء
د. سمير مسلم الددا
[email protected]

في شهادة صادمة امام لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف يوم الثلاثاء 06/02/2018، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "من أن التقديرات الأممية تشير إلى أن قطاع غزة سيصبح غير قابل للحياة بحلول العام 2020"، واصفًا الحالة الإنسانية والاقتصادية بالقطاع بأنها "غاية بالسوء".
بعد اسبوعين فقط من هذا التصريح المرعب الصادر عن اهم مرجع دولي في العالم ها هو رئيس اتحاد بلديات قطاع غزة نزار حجازي قد أعلن امس الأربعاء 21/02/2018 في مؤتمر صحفي عقده في مدينة غزة، حالة الطوارئ في كافة مدن وبلدات القطاع، وتقليص تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين بنسبة 50% تجنبًا لانهيارها بشكل كامل بسبب استمرار تفاقم الأزمات والكارثة الإنسانية والبيئة جراء سياسة العقوبات الجماعية المفروضة على أهالي القطاع بما فيها اشتداد الحصار الإسرائيلي, وقطع الكهرباء عن القطاع لأكثر من 20 ساعة يوميا، وتوقف المنح والمساعدات الخارجية وتوقف المشاريع التي تمولها جهات دولية منذ منتصف العام الماضي خاصة تلك التي تمس القطاعات الحيوية والخدمات الأساسية لا سيما الوقود, الطاقة, الصيانة, النظافة, التشغيل والتمكين الاجتماعي بالإضافة توقف تمويل المنح التشغيلية وفرص العمل الموسمية، هي العوامل الرئيسية التي ادت الى الانهيار شبه التام في كافة قطاعات الحياة وخصوصا الخدمات الأساسية وتهدد بانعدام مقومات الحياة والصحة العامة في كافة أرجاء القطاع البائس.

والملفت ان حجازي أعلن أن اتحاد بلدات القطاع قد قرر إغلاق بحر قطاع غزة بالكامل لأنه سيتم ضخ مياه الصرف الصحي نحو البحر بالكامل والتي تصل كمياتها وفق ما ذكره رئيس لجنة الطوارئ في بلدية غزة عبد الرحيم ابو القمبز في تصريح صحفي الى أكثر من 110 الاف متر مكعب يوميا بدون ادنى معالجة لعدم قدرة البلديات على توفير الوقود الضروري لتشغيل محطات توليد الكهرباء اللازمة لتشغيل محطات معالجة مياه الصرف الصحي, مما ينذر بكارثة بيئية لا يعلم عواقبها الا الله.

وتوجه رئيس اتحاد بلديات قطاع غزة الى كافة مواطنين القطاع قائلا: " نعتذر اليكم, فأنتم تستحقون الأفضل, ولكن قد تخلى الجميع عنا, بل البعض يعمل على التضييق علينا أكثر، سنبقى إلى جانب بعضنا البعض لن نتخلى عن مسؤولياتنا وسنكافح بكل ما أوتينا من جهد وقوة من أجل البقاء والصمود".
من الجدير بالذكر ان هذه الاجراءات تأتي كذلك بعد اسبوع بالتمام والكمال من جلسة المشاورات المغلقة التي عقدها مجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي 14/2/2018، بناءً على طلب مندوب الكويت الدائم لدى للأمم المتحدة السفير منصور العتيبي رئيس مجلس الامن للدورة الحالية بالإضافة الى بوليفيا عضو المجلس لهذه الدورة والمخصصة لبحث الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة.

من جهته الناطق الرسمي باسم الامين العام للامم المتحدة استيفان دوغريك اشار إلى أن المنسق الأممي في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف قدّم إحاطة إلى أعضاء المجلس "سلّط فيها الضوء على الوضع الإنساني المزري في قطاع غزة" ,وكان ملادينوف قد أكد قبل أيام على "الحاجة الملحة لتأمين تمويل يجنب القطاع كارثة إنسانية بسبب أزمة الطاقة"، وحذر في الوقت نفسه من "نفاذ الوقود الطارئ للمرافق الحرجة في غزة خلال أيام العشرة المقبلة".
المتحدث باسم الامين العام في رد له على أسئلة الصحفيين بعيد جلسة مجلس الامن المذكورة أرجع الأوضاع الصعبة في قطاع غزة إلى إغلاق المعابر وأزمة نقص تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، بالإضافة الى قضايا داخلية مرتبطة بملف المصالحة الفلسطينية".
وفي نفس السياق, قال رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة، السفير محمد العمادي خلال لقائه بالقنصل الأمريكي دونالد بلوم، أمس الأربعاء 21 فبراير: "إن الأوضاع الإنسانية في غزة تنذر بكارثة حقيقية، مشدداً على ضرورة إنقاذ الأوضاع في القطاع، واستنهاض المجتمع الدولي لوقف التدهور المستمر".

وفي سياق اخر ذا صلة شهد قطاع غزة اضرابا شاملا عم مختلف مناطق القطاع يوم اول امس الثلاثاء 20/02/2018، احتجاجًا على الأزمة الإنسانية الكارثية التي يعاينها القطاع بفعل الحصار الإسرائيلي, حيث أعلنت الإدارة العامة لشرطة المرور في غزة عن توقف كامل لحركة السير والمواصلات في كل مناطق ومحافظات القطاع، خاصة على شارعي صلاح الدين والرشيد وبعض المفارق الرئيسية.
من جهة اخرى, شهد قطاع غزة في السنوات القليلة الماضية ممارسات غريبة وشاذة غزاها الكثير من المُحللين والأخصائيين الى الضغوط الحياتية وخصوصا الاوضاع الاقتصادية المتدهورة التي أثرت بقوة على تركيبة المجتمع الغزى وأفرزت شريحة مجتمعية مصابة بتعقيدات نفسية نتج عنها هذه التصرفات المرعبة, وتتفق مع هذا التحليل تقارير منظمات حقوق الإنسان المحلية و مؤسسات المجتمع المدني، التي تفيد في مجملها بان" الحصار والحرب والفقر واليأس والعجز وانسداد الافق وانقطاع مصادر الرزق للكثيرين" هي عوامل تشكل بيئة خصبة لنمو الظواهر السلبية الجديدة وازدهارها بما فيها زيادة ملفتة في عدد الجرائم وبشاعتها.
تشير إحصائيات دولية في مجال الصحة وحقوق الإنسان إلى أن 68 بالمائة من الآباء و75 بالمائة من الأمهات في قطاع غزة يعانون نفسيا نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة السائدة بسبب الحصار المفروض على محافظات غزة في قطاع غزة بالدرجة الاولى, وكذلك أظهرت دراسات متخصصة أن أكثر من 80 بالمائة من جرائم القتل تتركز في وسط الشباب ذوي الفئة العمرية بين 15 و 39 سنة وهي الفئة الاكثر تضررا جراء الظروف الاقتصادية المتدهورة.
يخضع قطاع غزة منذ 12 عاما لحصار مشدد تفرضه بقوة السلاح قوات الاحتلال الصهيوني من الشرق والغرب والشمال فيما تغلق القوات المصرية معبر رفح الحدودي من ناحية الجنوب.
حصار قاتل يفرض حظرا شاملا وصارما على تنقل الافراد والاموال والادوية والاغذية والمحروقات ومواد البناء ومختلف انواع السلع من ضروريات وكماليات, مما أفضى الى شبه انهيار اقتصادي مرعب اصبح معه حوالي 80% من سكان القطاع تحت خط الفقر وفقا لما صرح به مؤخرا رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار جمال الخضري.
وفي الشأن ذاته, أورد تقرير للأمم المتحدة أن 80% من سكان القطاع يعتمدون على المساعدات الدولية, ومن جهتها أصدرت الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" ورقة عمل حول الأوضاع الاقتصادية والإنسانية الغير مسبوقة في القطاع جاء فيها ما ورد في تقرير الامم المتحدة المشار اليه أي 80% من سكان القطاع يعيشون على المساعدات الخارجية، ,اضافت الورقة ان أكثر من 70% من اهل غزة يعانون من عدم وجود غذاء صحي أو آمن, فيما بلغت نسبة العاطلين عن العمل خلال الربع الثالث من العام 2017 نحو (243.800) عاطل عن العمل، بنحو 50 %من القادرين على العمل.
يذكر ان تقارير محلية ودولية عديدة لفتت الانتباه الى ان حوالي 95% من المياه في قطاع غزة غير صالحة للشرب, ابرزها ما ورد على لسان شداد العتيلي رئيس سلطة المياه, هذا بالإضافة الى تحذير للدكتور خلدون أبوالحن مدير معهد المياه والبيئة فى جامعة الأزهر بغزة اول من امس الثلاثاء 20/02/2018، من تفاقم أزمة المياه فى قطاع غزة بشكل خطير قائلا: "إنه تبين للمعهد من خلال الدراسات المائية التى يشرف عليها أن المياه الجوفية الصالحة للشرب انتهت فى القطاع بنسبة تتجاوز 98% وهذه النسبة متطابقة مع التقارير الرسمية الصادرة عن الجهات ذات الاختصاص مثل سلطة المياه الفلسطينية ومصلحة بلديات الساحل".

أخر الكلام:

صحيح ان الحصار المفروض على قطاع غزة هو السبب الرئيس والاساسي في محنة قطاع غزة, الاحتلال الصهيوني القائم بالحصار عدو مبين, بيننا وبينه بحور من الدماء لا يتوقع منه الا كل شر, ولكنه يبرر حصاره للقطاع بالقول "يخضع القطاع لهيمنة حركة مصنفة ارهابية عالميا" يقصد حركة حماس, ونرى في الجانب المصري ايضا يبرر اغلاقه لمعبر رفح بأن المعبر يفتح فقط في حالة خضوع قطاع غزة لحكم الشرعية الفلسطينية, والسلطة الفلسطينية من جهتها قلصت رواتب موظفيها في قطاع غزة وتصر على ان يدفع قطاع غزة فواتير الكهرباء مما فاقم الظروف المعيشية المأساوية.
كل الاطراف المشار اليها غير بريئة وتتحمل المسؤولية الكاملة عن انهيار الاوضاع الانسانية في قطاع غزة وانحداره الى هذه الدرجة من الفقر وضنك العيش وهذا المستوى المتدني جدا من نوعية الحياة.
ما أوصل قطاع غزة الى تلك الحالة المزرية والغير مسبوقة هو الانانية والاطماع السياسية للأطراف ذات العلاقة وتحديدا حركتي فتح وحماس, فالسلطة الفلسطينية (ومن خلفها حركة فتح) تأمل في السيطرة على قطاع غزة سيطرة مطلقة لتعزيز وضعها ونفوذها على الساحة المحلية وتقوية موقفها السياسي اقليميا ودوليا, في حين تهدف حركة حماس الى القاء الملف الخدماتي للسلطة وتستأثر (هي أي حماس) لنفسها بالملف الامني والعسكري (السلاح) والذي يتبعه الجانب السيادي الفعلي على غرار نموذج حزب الله في لبنان, معادلة صعبة جدا, لا أرى لها حلولا واقعية تلوح في الافق في المستقبل القريب.
اخيرا أخشى ما أخشاه ان تتحقق (لا سمح الله) نبوءة امين عام الامم المتحدة حول عدم صلاحية قطاع غزة للحياة في العام 2020.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف