على ضفاف السين ( 7 )
بقلم سمير سليمان ابو زيد
الحكومة الفرنسية تهتم كثيرا بالعمال الاجانب ( etranger) فاذا كانوا عزابا افرادا ليس لهم عائلات فقد خصصت لهم مدن سكنية تتولاها شركات شبه حكومية يسكن بها العمال الاجانب هذه الشركه هي
شركة ( sonacotra) فواييه سوناكوترا توجد هذه المجمعات السكنية بالقرب من المناطق المزدحمة بالمصانع حتى يكون العامل قريبا من سكنه فقد كان العنوان الذي قدمت اليه في فرنسا باحدى هذه المجمعات السكنية باحد المناطق الصناعية بمدينة روان شمال غرب فرنسا والسكن له مدخل خاص بمنطقة بعيدة عن الاحياء السكنية وهو عبارة عن بنايات ذات ارقام كل بناية تحتوي على عدة غرف كل عامل له غرفة خاصة به ولكن بالنسبة للمطابخ كل مطبخ يخص ستة اشخاص وكل له الغاز الخاص به وساعته الخاصة به غاز الانابيب ( gaz de ville) ببالاضافة الى ستة اماكن للحمام والشاور وكل يدفع ما يترتب عليه نهاية الشهر . فالامر يختلف عنه في عالمنا العربي حيث تجد العمال العرب الذين يعملون في اقطار عربية يسكنون حيثما طاب لهم حتى ان بعض المالكين من مالكي البيوت العربية القديمة خاصة يفضلون اسكان عمال فيها لانهم يسكنون باعداد كبيرة وكلما ارتفع العدد زاد المالك من اجرة البيت المتهالك والايل للسقوط ويوجد في التجمعات السكنية الفرنسيه موظفون خاصون للاشراف على تنظيف المجمع والعناية به من رشه بالمبيدات وتوفير ادوات الغسيل والتنظيف منعا لانتشار الامراض .
وفي كل مجمع سكني يوجد مقهى كبير وبه شاشة تلفزيون كبيرة لمشاهدة نشرات الاخبار والدعايات وغيرها كما يوجد اماكن للترفيه والتسليه حتى لا يشعر المغترب بالملل. لم اجد مع صاحبي الذي قدمت اليه المبلغ المطلوب والذي دفعته لوالده بالجزاير المبلغ المساوي له حسب الاتفاق ووجدته مع مجموعه من اصحابه يدفعون سيارة صغيرة متهالكه من طراز (رينو 5 ) كان قد اشتراها بشيء لا يذكر او ربما وجدها مهملة استغنى عنها صاحبها ولم يجد من يشتريها ومحركها لا يعمل فعندما وصلت وسلمت عليه واذا به يقول لي هذه سيارتك وانا لم اطلب منه ان يشتري لي سيارة فقلت له انا لا اريد سيارات انا اريد فلوسي فقط فقال لي انا لا املك فلوسا ( ادي ولا خلي ) يعني خذها او اترك في هذه الحالة حدثت بيني وبينه ملاسنة حادة وصلت الى العراك بالايدي وقد تم الفصل بيننا وجاء احدهم ويكون ابنة عمة المكور فاستأجر لي غرفة بالمجمع بمبلغ 126 فرنكا فرنسيا طيلة شهر فذهبت الى غرفتي منزعجا كي استريح وبعد ساعة تقريببا دق الباب واذا به يقول لي تفضل افطر سيد سمير فوجدته جهز لي افطارا معتبرا يعني غداءا كما يقولون هم يسمون الغداء افطار تناولت غدائي ولم نتحدث بالموضوع بالمحصلة قال لي هذا ما عندي انا لا املك فلوس .
ذهبت في سبات عميق حتى المساء في اليوم الاول وفتحت جهاز التلفاز فحضر ابن عمته وبدأ يكيل الشتائم له ويلومني لماذا لم اخبره هو لاانه كان قد حضر الى القرية في اجازة وتعرفت عليه لكنني اعتقدت بانه سيكون وفي معي لان اولاده يدرسون عندي .
ذهبت في المساء الى المقهى وبدأت اتعرف على المغتربين من مختلف الجنسيات وكلهم كان يكيل الشتائم والسباب للمذكور .
في النهار لم اكن اجد احدا لان الكل في عمله وصرت اتجول في طرقات مدينة روان ولم تكن بذلك الحجم الذي هي عليه اليوم قبل اربعين عاما فقد كانت اقرب الى قرية صغيرة وادعة تشتم منها عبق الحضارة والتراث والهدوء اجلس هنا وهناك اما على ضفاف السين او على ابواب كنيسة قديمة او جدارية عريقة او في حديقة غناء لكنني لم اكن ارى اناسا كثيرين فالاوروبيون كلهم يعملون رجالا ونساء صغارا وكبارا فللا تجد في المدن الاوروبية ولا حتى القرى مجموعات من الشباب المتسكعين لا عمل لهم ولا دراسة كل له مكانته في المجتمع وهذه هي مسؤولية الدولة اولا واخيرا .في احد الايام حدث امامي حادث سير بسيط وقبل ان ينزلا من سيارتيهما وصلت سيارة الشرطة او التحقيق المروري كما يسمونه عندنا والذي غالبا ما يصطالح الفريقان عندنا قبل ان تصل واذا وصلت فستصل متاخرة بعد ان تتعطل حركة السير .
سمعت سيدة تقول لرجل السير عندما وصل : faute de jeunesse
يعني لعب عيال بالمصرية او طيش شباب خلال دقيقتين انتهى الامر وذهب كل في طريقه ....يتبع
بقلم سمير سليمان ابو زيد
الحكومة الفرنسية تهتم كثيرا بالعمال الاجانب ( etranger) فاذا كانوا عزابا افرادا ليس لهم عائلات فقد خصصت لهم مدن سكنية تتولاها شركات شبه حكومية يسكن بها العمال الاجانب هذه الشركه هي
شركة ( sonacotra) فواييه سوناكوترا توجد هذه المجمعات السكنية بالقرب من المناطق المزدحمة بالمصانع حتى يكون العامل قريبا من سكنه فقد كان العنوان الذي قدمت اليه في فرنسا باحدى هذه المجمعات السكنية باحد المناطق الصناعية بمدينة روان شمال غرب فرنسا والسكن له مدخل خاص بمنطقة بعيدة عن الاحياء السكنية وهو عبارة عن بنايات ذات ارقام كل بناية تحتوي على عدة غرف كل عامل له غرفة خاصة به ولكن بالنسبة للمطابخ كل مطبخ يخص ستة اشخاص وكل له الغاز الخاص به وساعته الخاصة به غاز الانابيب ( gaz de ville) ببالاضافة الى ستة اماكن للحمام والشاور وكل يدفع ما يترتب عليه نهاية الشهر . فالامر يختلف عنه في عالمنا العربي حيث تجد العمال العرب الذين يعملون في اقطار عربية يسكنون حيثما طاب لهم حتى ان بعض المالكين من مالكي البيوت العربية القديمة خاصة يفضلون اسكان عمال فيها لانهم يسكنون باعداد كبيرة وكلما ارتفع العدد زاد المالك من اجرة البيت المتهالك والايل للسقوط ويوجد في التجمعات السكنية الفرنسيه موظفون خاصون للاشراف على تنظيف المجمع والعناية به من رشه بالمبيدات وتوفير ادوات الغسيل والتنظيف منعا لانتشار الامراض .
وفي كل مجمع سكني يوجد مقهى كبير وبه شاشة تلفزيون كبيرة لمشاهدة نشرات الاخبار والدعايات وغيرها كما يوجد اماكن للترفيه والتسليه حتى لا يشعر المغترب بالملل. لم اجد مع صاحبي الذي قدمت اليه المبلغ المطلوب والذي دفعته لوالده بالجزاير المبلغ المساوي له حسب الاتفاق ووجدته مع مجموعه من اصحابه يدفعون سيارة صغيرة متهالكه من طراز (رينو 5 ) كان قد اشتراها بشيء لا يذكر او ربما وجدها مهملة استغنى عنها صاحبها ولم يجد من يشتريها ومحركها لا يعمل فعندما وصلت وسلمت عليه واذا به يقول لي هذه سيارتك وانا لم اطلب منه ان يشتري لي سيارة فقلت له انا لا اريد سيارات انا اريد فلوسي فقط فقال لي انا لا املك فلوسا ( ادي ولا خلي ) يعني خذها او اترك في هذه الحالة حدثت بيني وبينه ملاسنة حادة وصلت الى العراك بالايدي وقد تم الفصل بيننا وجاء احدهم ويكون ابنة عمة المكور فاستأجر لي غرفة بالمجمع بمبلغ 126 فرنكا فرنسيا طيلة شهر فذهبت الى غرفتي منزعجا كي استريح وبعد ساعة تقريببا دق الباب واذا به يقول لي تفضل افطر سيد سمير فوجدته جهز لي افطارا معتبرا يعني غداءا كما يقولون هم يسمون الغداء افطار تناولت غدائي ولم نتحدث بالموضوع بالمحصلة قال لي هذا ما عندي انا لا املك فلوس .
ذهبت في سبات عميق حتى المساء في اليوم الاول وفتحت جهاز التلفاز فحضر ابن عمته وبدأ يكيل الشتائم له ويلومني لماذا لم اخبره هو لاانه كان قد حضر الى القرية في اجازة وتعرفت عليه لكنني اعتقدت بانه سيكون وفي معي لان اولاده يدرسون عندي .
ذهبت في المساء الى المقهى وبدأت اتعرف على المغتربين من مختلف الجنسيات وكلهم كان يكيل الشتائم والسباب للمذكور .
في النهار لم اكن اجد احدا لان الكل في عمله وصرت اتجول في طرقات مدينة روان ولم تكن بذلك الحجم الذي هي عليه اليوم قبل اربعين عاما فقد كانت اقرب الى قرية صغيرة وادعة تشتم منها عبق الحضارة والتراث والهدوء اجلس هنا وهناك اما على ضفاف السين او على ابواب كنيسة قديمة او جدارية عريقة او في حديقة غناء لكنني لم اكن ارى اناسا كثيرين فالاوروبيون كلهم يعملون رجالا ونساء صغارا وكبارا فللا تجد في المدن الاوروبية ولا حتى القرى مجموعات من الشباب المتسكعين لا عمل لهم ولا دراسة كل له مكانته في المجتمع وهذه هي مسؤولية الدولة اولا واخيرا .في احد الايام حدث امامي حادث سير بسيط وقبل ان ينزلا من سيارتيهما وصلت سيارة الشرطة او التحقيق المروري كما يسمونه عندنا والذي غالبا ما يصطالح الفريقان عندنا قبل ان تصل واذا وصلت فستصل متاخرة بعد ان تتعطل حركة السير .
سمعت سيدة تقول لرجل السير عندما وصل : faute de jeunesse
يعني لعب عيال بالمصرية او طيش شباب خلال دقيقتين انتهى الامر وذهب كل في طريقه ....يتبع