الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أنا ولغتي (1)بقلم:سعيد مقدم أبو شروق

تاريخ النشر : 2018-02-21
أنا ولغتي (1)بقلم:سعيد مقدم أبو شروق
في زمن الحرب وعندما نزحنا من المحمرة، سكنا أماكن مختلفة ابتداء من قرى الجراحي ووصولا إلى الأهواز، والتي انتقلنا فيها أكثر من مرة من حي إلى حي.
كنت ومنذ الابتدائية أحب اللغة العربية، بل مغرم بها؛ فتراني أذهب مع أبي أو وحدي أبحث في المكتبات عن كتاب قصة أو رسم أو أي موضوع آخر خطت كلماته باللغة العربية ... وأرجع خائبا!
جميع الكتب والجرائد والمجلات كانت فارسية.
هل هناك عداء ضد هذه اللغة؟!
أو مؤامرة تحاك فتحيل بيننا وبينها فتحرمنا من أن نستنشق عبقها الطيب؟!
وكنت أجيب رغم صغر سني:
لا شك إنه عداء، وإنها مؤامرة.
وجلست أفكر بالحل للخروج من هذا الحرمان، ومواجهة هذه المؤامرة.
وسرعان ما خطرت ببالي فكرة وجدتها آنذاك إنها سديدة:
اشتريت ورقة خاصة كنا نسميها ورقة امتحان، وبدأت أكتب رسالة لا أتذكر كم من الأخطاء النحوية والإملائية فيها، ولكنني وبكل تأكيد ملأتها بالأغلاط الإملائية والأخطاء النحوية:
أيها الأخوة الكرام،
النجدة، النجدة، النجدة؛
ارسلوا لنا كتبا عربية ... وإلا ضعنا.
ولتكن الكتب قصصا للأطفال، وتأريخية ودينية للكبار.
وشرحت في الرسالة أوضاعنا المأساوية وحرماننا من الكتب والجرائد والمجلات العربية.
ثم رحت أفكر ثانية وآمالي الطفولية:
لمن أبعث هذه الرسالة؟!
إلى أي دولة عربية (شقيقة)؟!
إلى العراق؟!
ولكن الرسالة كيف تصل إلى العراق وفي الحدود نار الحرب مشتعلة!
وبسرعة فائقة اخترت مصر!
لا أدري كيف خطرت مصر على بالي رغم بعدها الجغرافيائي عنا؟
ربما لأني كنت أسمع الكبار يتحدثون عن جمال عبدالناصر، ويذكرون خلال أحاديثهم دولة مصر.
وذهبت أشتري ظرفا لرسالتي التي كنت أظن أنها ستحل المشكلة، وأن الكتب العربية سترسل إلينا بالمقطورات فور وصول الرسالة!
ولكن الرجل طلب مني سعرا باهظا مقابل الطابع وقال:
طوابع الرسائل التي ترسل إلى الخارج باهظة الثمن.
ورجعت أدخر ريالا ريالا لأجمع سعر الطابع، وقد استغرق الأمر عشرة أيام.
واشتريت الطابع وألصقته خلف الظرف، وكتبت العنوان:
مصر - المكتبة الكبرى.
وكتبت عنواني على واجهة الظرف:
الأهواز - الكواخة - محل كريم المياحي.
وأدخلتها بلطف في صندوق البريد.
أما بالنسبة إلى محل كريم المياحي، فإن طريق الكواخة لم يكن معبدا، ولا توجد أرقام على البيوت؛ فالكواخة حي يشبه القرية تماما، ولهذا فإن ساعي البريد يودع الرسائل عند كريم المياحي الذي ينتهي الطريق المعبد إلى محله.
ويأتي الناس الذين ينتظرون رسائل من أبنائهم الجنود، أو ذويهم أو أصدقائهم إلى المحل، فيبعثرون الرسائل ليجدوا رسالتهم.
ومعظم الرسائل لا تصل إلى أصحابها، وبعضها يمزقها الأطفال أو المشاغبون حيث كانت في متناول يد الجميع.
انتظرت جواب رسالتي كثيرا ... حتى يئست.

سعيد مقدم أبو شروق - الأهواز
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف