الأخبار
سيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الانتخابات القادمة العراقية ومستقبل العملية السياسية بقلم:عبد الخالق الفلاح

تاريخ النشر : 2018-02-20
الانتخابات القادمة العراقية ومستقبل العملية السياسية بقلم:عبد الخالق الفلاح
الانتخابات القادمة العراقية ومستقبل العملية السياسية

تنهمك القوى السياسية العراقية لطرح الاسماء في القوائم الانتخابية و حشد الأصوات و بدأ العد التنازلي للانتخابات البرلمانية في العراق المزمع إجراؤها في الثاني عشر من شهر مايو 2018 بعد أربع سنوات ، والتسابق في عرض المشاريع وبذل الوعود الانتخابية ، ويُرجَّح أن تستمر التحولات في المشهد السياسي العراقي بتغيير الخريطة السياسية في ظل استمرار الخلافات بين القيادات والأحزاب والتيارات الرئيسية، وسعي كل منهم لحسم الأغلبية الانتخابية لصالحه، والتغلب على خصومه السياسيين، والانفراد بتمثيل الكُتل الرئيسية المُكوِّنة للمجتمع العراقي .

فيما عاد جواً نحو الامل والتغيير يعيشه البلد. وتأتي الاهمية الاستراتيجية للانتخابات لتعزيز مشاركة أوسع في صناعة القرار داخل البرلمان ، والحرص على تحديد الفرص في المستقبل، وتوقع التحديات المؤثرة على العمل، والمساهمة في تطوير وتحسين وتنمية الأفكار المستقبلية ، كما انها تسعى إلى تحسين وتطوير الأداء الحكومي المنكمش وتبديل الوجوه العابثة بالعمل بسبب المصالح الشخصية وسوف تجد أغلب القوى صعوبة كبيرة في التعامل مع القوائم الانتخابية ، و ستشهد مبارزة قوية بين التحالفات وتتزايد الاحتمالات بتصاعد الاختلافات في التحالفات الانتخابية في ظل وجود عدد كبير من الأحزاب والحركات السياسية التي تتسم بالشخصانية ، حيث تبدل مواقفها سريعًا وفقًا لما يمكن أن يتحقق من مكتسبات لقادتها وستحاول قويا جدا في الفوز والتأهل لمجلس النواب وفي تشكيل الحكومة القادمة ولكن عقلية المواطن اخذ بالنمووالتطور نتيجة الممارسات السابقة وخاصة الشباب وهم النسبة الاكبرالتي تعاني من الاهمال وعدم المبالاة لدى القوى السياسية و يتطلعون الى نوع خاص من المشاركة السياسية ، فيما بالمقابل يبدو أنّ المشاريع الانتخابية لا تضعهم في أولوياتها، بل تعدهم جزءا من المكونات و خياراتها تبقى معلقة.المواطن الواعي عنده رؤية واضحة ويسعى الى التدقيق في قوائم المعلنة وسجلات الذين يتحدثون اليوم في المشاركة في الانتخابات كمرشحين في القوائم التي ستتضمن المئات من الاحزاب، وعلى المواطن ان لايبيع صوته بخساً لصالح من لايستحق وان يسأل ويستقصي عن سمعتهم وثقافتهم بدل القومية والعشيرة والطائفة وعن إنجازاتهم وصدقهم وخاصة من يدخل منهم جديدا في القوائم . صراع الإرادات ولي الأذرع سمة عامة تنتاب العمل الانتخابي ، فالتعارض ما بين افكار حتى الجماعات المنتمية الى تنظيم سياسي معين ليس فيه من الغرابة في شيئ، بالأخص عندما يضم التنظيم فئات مختلفة الاعمار ومختلفة التجربة ، حيث يريد الشباب الاسراع في الانجاز والتغيير بينما يفضل الكبار المحافظة والحكمة ، الامر الذي يخلق نوع من عدم الانسجام في العمل ، فيذهب البعض منهم الى خيارات اخرى قد تضيع المسيرة السياسية وهذا ما سوف نره في المستقبل لدى البعض من الحركات والكتل  . التحولات التي حدثت في بنية الأحزاب والتي تعتمد على الكلاسكية  في توجهاتها اصبحت غير مطمئنة للشارع ، وبعض التحالفات الكبيرة مثل التحالف الوطني لاحظنا تغييرا في بنية أحزابه من المذهبية إلى الوطنية ، وهذا ما حدث فعلا من خلال الإنشقاقات التي حدثت داخل الأحزاب المكونة للتحالف، وقد مثل ذلك في خروج عدد من التيارات مثل التيار الصدري والحكمة بقيادة عمار الحكيم الذي خرج من المجلس الأعلى الإسلامي ذات المرجعية المذهبية وشكل تياراً جديداً يحمل عنوان ذلك العنوان ، على اساس تبني فكرة تشكيل تحالفات عابرة للمذهبية وبناء هوية وطنية جامعة بعيدة عن التخندقات المذهبية ، واعداد برنامج خارطة الطريق للمرحلة القادمة تحت مفاهيم المواطنة والسيادة الوطنية ، وممارسة الديمقراطية الحقيقية في العلاقات ، واقرار مبدأ التعددية في السلطة ، اقرار حقوق المواطنة العامة والخاصة وضمان حمايتها، وخاصة حقوق المراة ، وحق الرائ، و له رؤية بضرورة الإنفتاح على الآخرين داخلياً وخارجياً، معركة الاستعدادات للانتخابات دخلت مرحلة الاحتدام في كثرت الانقسامات والانشطارات التي شهدتها المكونات السياسية العراقية ، والحديث عن التحالفات المستقبلية بدأت تخرج من السر إلى العلن رغم عدم استقرارها  وبعد اعلان القوائم اسماء مرشحيها فيما يتبقى عدد من الأحزاب السياسية التي لم تدخل في أي تحالف انتخابي ، لكن لا يزال القانون يعطيها حق المشاركة بشكل منفرد. المرحلة القادمة غير موثوقة وبعيدة عن التصديق والثبات و ستكون مفتوحة على جميع الاحتمالات لدخول وجوه جديدة والتي تأتي بعد الانتخابات لمجلس النواب قد تكون الاضعف لغياب الكفاءة وقلة الممارسة عند الاكثرية منهم وإعادة تكرار بعض الوجوه القديمة التي يرفض الشارع اليوم العديد منهم لفشلهم في إدارة الدولة ومؤسساتها ويظهرون بمسميات وشعارات جديدة و في تبادل للادوار ولا يتوقع حصول خلق جديد فيه وسوف تزداد الأزمات والانهيارات في البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي لم تعالج في وقتها وتبقى أمراضاً يصعب معالجتها بعد ان اختزنتها العملية السياسية في جسدها لان لكل عملية سياسية مقومات استمرار و ليس بالضرورة نجاحها لكن على اقل تقدير عدم المراوحة في مكانها والسير خطوة الى الامام . يبدو أن الصراع سيحتدم بين القوى السياسية على حصد أعلى الأصوات في الانتخابات بين القوائم الكبيرة خاصة و لا يستبعد عودة هذه الأطراف إلى الاصطفافات القومية والعشائرية والتقوقع الطائفي، لأن هذه الاصطفافات، رغم كل الحديث عن الكتل العابرة، تحوّلت إلى منظومة ثابتة من الصعب تخطيها... وستكون عملية تشكيل الحكومة خلال الانتخابات المقبلة صعبة بسبب التقارب النسبي بين الكتل، إذ لن تكون هناك كتلة كبيرة في الغالب، في هذه الانتخابات ، التي يتفق الجميع على انها ستكون أهم عملية انتخابية تجري في العراق بعد عام 2003 وفيها من الصعوبة حتى بعد اعلان النتائج في تشكيل الحكومة  لانها ستجري في ظل اوضاع سياسية منقسمة على نفسها وامنية مختلفة لسابقاتها من الانتخابات .

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف