الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ما زلت في جنون العرائش صغيراً بقلم:حسن العاصي

تاريخ النشر : 2018-02-19
ما زلت في جنون العرائش صغيراً بقلم:حسن العاصي
حسن العاصي

كاتب وصحفي فلسطيني مقيم في الدانمرك

ما زلت في جنون العرائش صغيراً

تحت ثوبها

تخفي أمّي كيساً صغيراً من القماش 

يتدلّى من عنقها

تحبس داخله أزهاراً جافة وأدعية

فيه يختلط الغار بالتسابيح والأذكار

طُهر الماء وعبق المسك تدلان عليها

يزهر الثوب في النهار صلاة للمواسم

عشق بلا مدى

ويصبح معجماً للأولياء ليلاً 

تفوح منه شفاعة مستترة

وينبت على أطرافه ورد الأنبياء

هذا أعمق سرّ لا يعرفه أحد

تقول: في الكيس مئذنة ومزمار حزين

وفي قلبي أبواب المطر تحرسها الطيور

فوق أكتافها ننمو وتمتد أطرافنا

مثل الغراس بأصائص الصباح أو أبعد

وحده الريحان يتنزّه بالطفولة

تفرش أمي أضلاع صدرها مرجاً كيْ نلهو

نقفز صغاراً فوق أديم الضوء المتوثّب

نصرخ فتهرع ومعها يجري بيت الله

كُنّا كما أذكر أسفاري في بيت بلا جدران

تعلو فيه أشجار الرمّان فوق بساط العنبر

والعرائش تحرس حلقات النور

حين تُراقص النسمات عنق النرجس

أتذكر كثيراً فراشات الخمائل تحاصر النهر

كأنّ البستان الصاخب أثمله لون الماء

وكثيراً كثيراً ما كان قلبي يغفو فوق نجمة المطر

حين يبدأ موسم الحكايات زخّات قناديل  

تجلس أمي مثل قدّيس قرب دائرة الضنك

تكابد رماح الوهن

أحياناً معنا تتقاسم الضحك كأنّما

يفرّ إيقاع العقارب الرملية

في غفلة من وتر الوقت

في كل ليلة

تعدّ لنا ما استطاعت من أحلام

 تمسح أجفاننا بكيسها القماشي وتقول

ناموا آمنين

يمدّ مزمارها فِراشه على أرق التراب

وتأنس الأجساد الطرية تعبها

نغفوا مثل الحملان فوق عشب أدعيتها

وينمو من حطب أحزانها في قلوبنا

ورداً قزحياً يخفق فرحاً

نحلّق مثل عصافير الله لنرحل

صوب أهداب الفجر

حينها كنتُ أصافح خدّ الشمس جداً

وجداً جداً كنتُ أحبّ مشاكسة شعاع الماء

أخفي رأسه في سلّة النهر

وأطلقه حين يحتدم الفَراش

أمي التي تخفي تحت ثوبها كيساً قماشياً

ننام وترفع كفيها للسماء تقول:

يا رب الرّيح التائهة والخيول الساجدة

إن لي طيوراً لا ريش لها

وأرقي بازغٌ من سديم الأفق

هُم بعض بحري وبكائي

إنني أودعتهم رياضك

فلا تمتحنهم على ما لا يطيرون 

هبهم يا ربي أجنحة الإيمان

في سهوة القماش اشتد ريش الطيور

أمي ما زالت تخفي كيسها تحت ثوبها

وفيه الأدعية والأعشاب

ما زالتْ كل ليلة تجثو قرب الأعشاش الفارغة

تبكي كيسها وتلقي دمعها جهات تغسل الذنوب

وأنا ضالع في المقام الماطر لا كف لي

كنت في سيل الشجر قد

أطعمت أصابعي للطيور الكسيحة

صار بيني وبين السرب لازمة

يغصّ بي من شعاعين مزمار ومئذنة

وكلّما عبرت درب الغابة غريباً

تصبح بيوت القشّ أكياساً

والأوراق الذابلة أذكاراً

رغم أنني أنام كل ليلة في الجامع القريب

تراني أبحث في عمق المروج عن سرير قماشي

ووسادة من العشب

ما زلت في جنون العرائش صغيراً

ولا زال ينبت ريش قلبي كلّما هطل المطر

أو جاعت العصافير
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف