الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المخدرات الرقمية بقلم:أ. عاطف صبري عوض

تاريخ النشر : 2018-02-19
المخدرات الرقمية
كلما تطور العلم ورقى الإنسان فى الحضارة، كلما زادت الطرق والأساليب في الحصول على الاستمتاع بطرق شرعية أو غير شرعية، والمخدرات تجارة سائدة وقديمة، ولكن بسبب التطورات التقنية قرر البعض اكتساب هذه المتعة والإدمان من خلال بعض الطرق غير التقليدية.
ولم يعد استهلاك المخدرات مقصوراً على ما كان يجرى سابقاً بحقنها فى الوريد أو بمضغها أو شمها أو تدخينها، وإنما تطور الفكر الإنساني ليحول نظم التعاطي إلى تعاطٍ إلكتروني أو تعاطٍ رقمي يحدث التأثير نفسه الذى تحدثه المخدرات الطبيعية أو التخليقية الأخرى.
ما هي المخدرات الرقمية ؟
المخدرات الرقمية هي أحدث وسائل الإدمان بين البشر، تعتمد على جرعات موسيقية صاخبة توحي بنشوة التعاطي بين الشباب، وتعطيهم إحساساً بالسعادة غير الدائمة التي قد تؤدي إلى وفاة المستمع.
والمخدرات الرقمية أو ما يُطلق عليه اسم "Digital Drugs" أو "iDoser" هي عبارة عن مقاطع نغمات يتم سماعها عبر سماعات بكل من الأذنين، بحيث يتم بث ترددات معينة في الأذن اليمنى على سبيل المثال وترددات أقل إلى الاذن اليسرى، وقد نشأت "المخدرات الرقمية" على تقنية قديمة تسمى "النقر بالأذنين"، اكتشفها العالم الألماني الفيزيائي "هينريش دوف" عام 1839، واستخدمت لأول مرة عام 1970 لعلاج بعض الحالات النفسية، لشريحة من المصابين بالاكتئاب الخفيف في حالة المرضى الذين يرفضون العلاج السلوكي (الأدوية)، ولهذا تم العلاج عن طريق تذبذبات كهرومغناطيسية، لفرز مواد منشطة للمزاج.
واستخدمت موسيقى "المخدرات" في مستشفيات الصحة النفسية، نظرًا لأن هناك خللًا ونقصًا في المادة المنشطة للمزاج لدى بعض المرضى النفسيين، ولذلك يحتاجون إلى استحداث الخلايا العصبية لإفرازها، تحت الإشراف الطبي بحيث لا تتعد عدة ثوان، أو جزء من الثانية وألا تستخدم أكثر من مرتين يوميًا، وتوقف العلاج بهذه الطريقة - آنذاك – نظرًا لتكلفتها العالية.
وقد عرف العالم العربي المخدرات الرقيمة عام 2012، خاصة دولتي السعودية ولبنان، حيث تناقلت الأوساط السعودية خبراً عن تسجيل أول حالة وفاة جراء تعاطي "المخدرات الرقمية"، على الرغم أن المملكة رفعت مستوى التأهب للحدّ من وصول هذه المخدرات إلى المجتمع عبر الإنترنت، إلا أن وزارة الصحة أقرت بعجزها عن إمكانية الوصول إلى معلومة من هذا النوع في وقتٍ قياسي، كما نوهت الحكومة اللبنانية بضرورة زيادة وعي الأهالي لمثل هذا النوع من المخدرات، ومراقبة ما يقوم به أولادهم على الانترنت، كما دعت جهات حكومية لبنانية مختلفة لحجب المواقع الإلكترونية التي تقوم بتسويق وبيع هذه الموسيقى.
آلية عمل المخدرات الرقيمة
يحاول الدماغ جاهداً أن يوحد الترددين في الأذن اليمنى واليسرى للحصول على مستوى واحد للصوتين، الأمر الذي يترك الدماغ في حالة غير مستقرة على مستوى الإشارات الكهربائية التي يرسلها، ومن هنا يختار المروجون لمثل هذه المخدرات نوع العقار الذي تريده.
ومن خلال دراسة حالة الدماغ وطبيعة الإشارات الكهربائية التي تصدر عن الدماغ بعد تعاطي نوع محدد من المخدرات يمكن تحديد حالة النشوة المرغوبة، حيث أن كل نوع من المخدرات الرقمية يمكنه أن يستهدف نمطاً معيناً من النشاط الدماغي، فمثلا عند سماع ترددات الكوكائين لدقائق محسوبة فإن ذلك سيدفع لتحفيز الدماغ بصورة تشابه الصورة التي يتم تحفيزه فيها بعد تعاطي هذا المخدر بصورة واقعية.
أنواع المخدرات الرقمية
هناك ترددات لكل نوع من المخدرات، مثل الكوكائين وميثانفيتامين المعروف بـ"كريستال ميث" وغيرها الكثير، منها ما يدفعك للهلوسة وآخر للاسترخاء وآخر للتركيز وهكذا.
مدى تأثيرها
انقسم من قام بتجربة هذا النوع من المخدرات، فمنهم من يقول إنها ذات فاعلية كبيرة، إذا ما التزمت بشروط سماعها، في حين أن آخرين يجزمون بأن لها تأثير سلبي، فالمستخدمون لها يعانون من آلام في الرأس والأذنين بعد الانتهاء من سماع المقطع، وتأثيرها على الجسم يكون تقريباً مثل المخدرات، حيث يبدأ الشخص بالصراخ اللاإرادي ويصاب بتشنجات في العضلات.
كما تحدث المخدرات الرقمية تأثيراً على الحالة المزاجية يحاكي تأثير الماريجوانا والحشيش والكوكايين، يتم الاستماع إليها من خلال سماعات الأذن أو مكبرات الصوت، ويقوم الدماغ بدمج الإشارتين، ما ينتج عنه الإحساس بصوت ثالث يدعى binaural beat مما يؤدي إلى خلق أوهام لدى الشخص المستمع لهذه الموسيقى، وتنقل المتلقى إلى اللاوعي، وتهدده بفقدان التوازن النفسي والجسدي.
وتلحق المخدرات الرقمية لمتعاطيها نفس الضرر التى تسببه المخدرات التقليدية التى تؤثر على ردة فعل الدماغ بخلق حالة من الاسترخاء أو القوة عند الإنسان، بعدما تتسبب في إفراز غير طبيعي للمادة المنشطة للمزاج، والتي قد تؤدي إلى تحطم الخلايا العصبية، والإصابة بالتشنجات أو الإعاقة العقلية، كما أنها تؤدى إلى الانعزال عن عالم الواقع والسعي لنشوة زائفة، وكذلك حدوث عطب بالجهاز السمعي.
شروط الاستخدام
هناك شروطاً للمستخدم في سبيل الحصول على المفعول التام لهذا المخدر، حيث أن البعض يقول إنه لابد من خلق بيئة مثالية للاسترخاء الكامل وتغطية العينين والجلوس في غرفة معتمة، ومنهم من يطلب شرب ماء قبل الاستماع وغيرها من الشروط التي قد تصل إلى حد المبالغة في بعض الأحيان مما يؤدي الى انعزال المدمنين عليها عن العالم الخارجي.
كيف يتم الحصول عليها ؟
هناك مواقع متخصصة تقوم ببيع هذه النغمات على مواقع الانترنت، ولا توجد رقابة رسمية أو حظر لمثل هذه النغمات في الوقت الحالي، ويتم ترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً مقابل القليل من الدولارات، إلى جانب إمكانية الحصول عليها عبر موقع يوتيوب بشكل مجاني.
علاج المخدرات الرقمية
1. تطوير وتحديث القانون لتجريم استخدام هذه المخدرات
2. تدريب فرق المكافحة على رصد وحجب المواقع التي تروجها
3. إيجاد تعاون دولي قوي لتحديد مصادر هذه المواقع، والعمل على ضبط مروجيها
4. تطبيق توعية مبتكرة تتناسب مع الشباب
5. التواصل مع الأسر، وتدريبها على فرض نوع من الرقابة الذاتية على أبنائها
6. استهداف المدارس والجامعات بالتوعية من خلال التنسيق مع إداراتها
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف