على ضفاف السين ( 5 )
بقلم سمير سليمان ابو زيد
في باريس لا يسعفك الوقت ان تزور معظم معالمها الحضاريه والتاريخية العريقة ربما لقلة المال اذا اردت ان تمكث طويلا او عدم معرفة الاماكن التي على المرء ان يزورها اذا كان مهتما بالعراقة والحضارة والثقافة وهذا ينطبق حتى على مدننا العربية فعلى سبيل المثال القدس عاصمة فلسطين يجهل الكثيرون معالمها التاريخية والحضارية والعلمية والثقافية وكل ما يعرفه الكثيرون انها اولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ورغم ان هذا يكفي كي تكون قبلة العرب والمسلمين والمسيحيين حيث المسجد الاقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة الا ان المتعمق بتاريخ القدس لا يجد نهاية لتراثها العلمي والثقافي فقد كانت قبلة لطلبة العلم المسلمين من كافة الاقطار وكان بها جامعة عريقة كانت توفر لطالب العلم المسلم العلم والسكن والملبس والماكل وكان بها دور الشفاء وامهر الاطباء الذين كان يزخر بهم العالم الاسلامي.وعند الغزو الصليبي للقدس واغراقها بدما الضحايا على ايدى الغزاة الصهاينة فر العلماء الصالحين بعلومهم الى دمشق وسكنوا منطقة الاملائية على ضفاف بردى ولكن لكثرة البعوض في تلك المنطقة رحلوا الى سفوح جبل قاسيون واسسوا المدارس العلمية والدينية واستصلحوا الارض وزرعوا حوالي ثلاثين الف نخلة واسسوا فيها التكايا وانشأوا
البستتين و بنوا العمران فاطلق عليها اسم منطقة الصالحين وقد حرف الاسم مع الزمن حتى صار منطقة الصالحية وهي من اجمل وارقى احياء دمشق .
في باريس مثلا منطقة الباستيل وهي ساحة واسعة تعتبر معلما اثريا وسياحيا من معالمها يقع فيها انقاض سجن الباستيل الذي بناه الملك شارل الخامس قبل حوالي سبعة قرون ودخله الثوار في 14/تموز / 1789 بعد ان فتح ابوابه لممثلي الجمعية الوطنية التي تشكلت للاطاحة بالملك لويس السادس عشر وزوجته ماري انطوانيت وما زال هذا التاريخ عيدا وطنيا لفرنسا وما زاال يطلق على البرلمان الفرنسي اسم الجمعية الوطنية فقد دخل من الثوار 622 رجلا منهم امراة واحدة فقط هي ماري شارنتييه وهي واحدة من اشهر النساء الفرنسيات اللواتي شاركن في التصدي لجزاري الثورة ما بعد الملكية هذه الثورة الفرنسيه التي ولدت من افكار فولتير ومونتيسكيو وجان جاك روسو
ومن هؤلاء النسوة
مدام رولان دي لامبليتير زوجة وزير الداخلية الفرنسي والتي قالت كلمتها المشهورة
ايتها الحرية كم يرتكب باسمك من جرائم
شارلوت كورداي
اصغر امراة حكم عليها بالاعدام من قبل الثوار لانها قتلت جزارا من جزاري الثورة وهو ( مارا ) وقالت قتلت رجلا لانقاذ مائة الف رجل
وكان عمرها 23 عاما
اوليمب جوج اوليفييه بلان والتي اتهمت بالتآمر على الجمهورية وادعت بانها حامل وقالت افضل ان القي نفسي بالسين على شرط ان يكون روبسبير معي
لقد عاشت فرنسا بعد اعدام لويس السادس عشر واعلان الجمهورية حالة من البطش والقتل وعمليات الاعدام على يد جزاري الثورة امثال روبسبير وغيره ...... يتبع
بقلم سمير سليمان ابو زيد
في باريس لا يسعفك الوقت ان تزور معظم معالمها الحضاريه والتاريخية العريقة ربما لقلة المال اذا اردت ان تمكث طويلا او عدم معرفة الاماكن التي على المرء ان يزورها اذا كان مهتما بالعراقة والحضارة والثقافة وهذا ينطبق حتى على مدننا العربية فعلى سبيل المثال القدس عاصمة فلسطين يجهل الكثيرون معالمها التاريخية والحضارية والعلمية والثقافية وكل ما يعرفه الكثيرون انها اولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ورغم ان هذا يكفي كي تكون قبلة العرب والمسلمين والمسيحيين حيث المسجد الاقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة الا ان المتعمق بتاريخ القدس لا يجد نهاية لتراثها العلمي والثقافي فقد كانت قبلة لطلبة العلم المسلمين من كافة الاقطار وكان بها جامعة عريقة كانت توفر لطالب العلم المسلم العلم والسكن والملبس والماكل وكان بها دور الشفاء وامهر الاطباء الذين كان يزخر بهم العالم الاسلامي.وعند الغزو الصليبي للقدس واغراقها بدما الضحايا على ايدى الغزاة الصهاينة فر العلماء الصالحين بعلومهم الى دمشق وسكنوا منطقة الاملائية على ضفاف بردى ولكن لكثرة البعوض في تلك المنطقة رحلوا الى سفوح جبل قاسيون واسسوا المدارس العلمية والدينية واستصلحوا الارض وزرعوا حوالي ثلاثين الف نخلة واسسوا فيها التكايا وانشأوا
البستتين و بنوا العمران فاطلق عليها اسم منطقة الصالحين وقد حرف الاسم مع الزمن حتى صار منطقة الصالحية وهي من اجمل وارقى احياء دمشق .
في باريس مثلا منطقة الباستيل وهي ساحة واسعة تعتبر معلما اثريا وسياحيا من معالمها يقع فيها انقاض سجن الباستيل الذي بناه الملك شارل الخامس قبل حوالي سبعة قرون ودخله الثوار في 14/تموز / 1789 بعد ان فتح ابوابه لممثلي الجمعية الوطنية التي تشكلت للاطاحة بالملك لويس السادس عشر وزوجته ماري انطوانيت وما زال هذا التاريخ عيدا وطنيا لفرنسا وما زاال يطلق على البرلمان الفرنسي اسم الجمعية الوطنية فقد دخل من الثوار 622 رجلا منهم امراة واحدة فقط هي ماري شارنتييه وهي واحدة من اشهر النساء الفرنسيات اللواتي شاركن في التصدي لجزاري الثورة ما بعد الملكية هذه الثورة الفرنسيه التي ولدت من افكار فولتير ومونتيسكيو وجان جاك روسو
ومن هؤلاء النسوة
مدام رولان دي لامبليتير زوجة وزير الداخلية الفرنسي والتي قالت كلمتها المشهورة
ايتها الحرية كم يرتكب باسمك من جرائم
شارلوت كورداي
اصغر امراة حكم عليها بالاعدام من قبل الثوار لانها قتلت جزارا من جزاري الثورة وهو ( مارا ) وقالت قتلت رجلا لانقاذ مائة الف رجل
وكان عمرها 23 عاما
اوليمب جوج اوليفييه بلان والتي اتهمت بالتآمر على الجمهورية وادعت بانها حامل وقالت افضل ان القي نفسي بالسين على شرط ان يكون روبسبير معي
لقد عاشت فرنسا بعد اعدام لويس السادس عشر واعلان الجمهورية حالة من البطش والقتل وعمليات الاعدام على يد جزاري الثورة امثال روبسبير وغيره ...... يتبع