حينما رأت خوْفاً أحمر
عطا الله شاهين
ذات ليلة اشتد فيه القصف على قرية تقطن فيه امرأة عانس، ولم تدر في تلك الأثناء إلى أين ستفرّ؟ فكل السماء رأتها بلون أحمر حتى الخوف من حولها رأته بلون أحمر، فما كان منها سوى السير تحت القصف، لأنه لم يكن أمامها أي مفرّ.. فهي أرادت أن تهرب من جنون القصف، الذي دكّ قريتها في تلك الليلة، باتت ترى اللون الأحمر لون النيران من شدة القصف على القرية.. كانت تخطو بسرعة، ولم تدر إلى أين هي سائرة، وكان دوي القصف يصمّ أذنيها، لكنها على الرغم من خوفها أثناء سيرها تحت القصف، إلا أنها ظلت تسير بخطوات سريعة حتى ابتعدتْ عن القصف، الذي دمّر قريتها، وشعرت بتعبٍ شديد، فاستراحت تحت شجرة وارفة على سفح جبلٍ، ونظرتْ صوب القرية، فلم تر شيئا سوى نيران مشتعلة، وظلت تشعر بخوفٍ مجنون حتى أن الخوفَ رأته أحمر.. فعيناها باتت ترى العتمة بلون أحمر، والخوف رأته أمام عينيها أحمر، لكنها ظلت ساهرة رغم توقف القصف حتى طلوع الفجر، وحين طلعتْ الشمس رأت الدّخان يتصاعد من قريتها، التي دكّت بجنونٍ من قذائف حرقتْ كل شيءٍ في قرية أحبّتها، فتنهدت تلك المرأة العانس، وقالت: إلى أين سأسير الآن؟ فلا أحد لي، سأذهب إلى المدينة، التي ما زالت بلا أي قصفٍ.. سأعيش هناك حتى تنتهي الحرب، كي أعودَ إلى منزلي لأرممه، ولكي أعيش فيه مرة أخرى، حينما يعمّ السّلام في بلدي التي أعشقها..
عطا الله شاهين
ذات ليلة اشتد فيه القصف على قرية تقطن فيه امرأة عانس، ولم تدر في تلك الأثناء إلى أين ستفرّ؟ فكل السماء رأتها بلون أحمر حتى الخوف من حولها رأته بلون أحمر، فما كان منها سوى السير تحت القصف، لأنه لم يكن أمامها أي مفرّ.. فهي أرادت أن تهرب من جنون القصف، الذي دكّ قريتها في تلك الليلة، باتت ترى اللون الأحمر لون النيران من شدة القصف على القرية.. كانت تخطو بسرعة، ولم تدر إلى أين هي سائرة، وكان دوي القصف يصمّ أذنيها، لكنها على الرغم من خوفها أثناء سيرها تحت القصف، إلا أنها ظلت تسير بخطوات سريعة حتى ابتعدتْ عن القصف، الذي دمّر قريتها، وشعرت بتعبٍ شديد، فاستراحت تحت شجرة وارفة على سفح جبلٍ، ونظرتْ صوب القرية، فلم تر شيئا سوى نيران مشتعلة، وظلت تشعر بخوفٍ مجنون حتى أن الخوفَ رأته أحمر.. فعيناها باتت ترى العتمة بلون أحمر، والخوف رأته أمام عينيها أحمر، لكنها ظلت ساهرة رغم توقف القصف حتى طلوع الفجر، وحين طلعتْ الشمس رأت الدّخان يتصاعد من قريتها، التي دكّت بجنونٍ من قذائف حرقتْ كل شيءٍ في قرية أحبّتها، فتنهدت تلك المرأة العانس، وقالت: إلى أين سأسير الآن؟ فلا أحد لي، سأذهب إلى المدينة، التي ما زالت بلا أي قصفٍ.. سأعيش هناك حتى تنتهي الحرب، كي أعودَ إلى منزلي لأرممه، ولكي أعيش فيه مرة أخرى، حينما يعمّ السّلام في بلدي التي أعشقها..