الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قصة عشق...(2) بقلم:رامي مهداوي

تاريخ النشر : 2018-02-18
قصة عشق...(2) بقلم:رامي مهداوي
قصة عشق...(2)
رامي مهداوي

في الصباح الباكر أستتنشق أكبر كمية من الأوكسجين البحري لتخزينه، أرحل أنا والحقيبة التي لم أستطع أن أضع بداخلها ما أريد كقهوة ديليس مثلا!! هكذا هي سياسة الإحتلال التدخل في حقيبة من يدخل ويخرج، كأنك ستقوم بتهريب قطاع غزة بأكمله في حقيبتك!
بالطريق الى معبر "إيرز" يبدأ العقل بطرح أسئلة عبثية أجهل الإجابة عليها حتى لحظة كتابتي هذه الكلمات: الى متى سيبقى الوضع هكذا؟  بعد اجتيازي المعبر هل سأخرج من السجن أم سأدخله؟ هل تم إخراج قطاع غزة من المعادلة/المعادلات؟ هل الهوية الفلسطينية بمعزل عن غزة هوية وطنية؟!
أسئلة كثيرة تتفاعل مع بعضها البعض أوصلتني لحالة الكُفر بالمشهد السياسي الفلسطيني بكل مكوناته وأطيافه، لا معنى للألوان الأصفر والأخضر والأحمر والأسود أمام "ربطة" خبز تحتاجها عائلة! ما معنى أن تكون مواطن ميت أمام صندوق الإنتخابات!؟ أسِرَّة المرضى الممتلئة في مواجهة مقاعد المجلس التشريعي الخاوية، صرخات الموت اليومية وصرخات الحفاظ على الإنقسام لمصالح خاصة!!
أستيقظ من متاهات الأسئلة لحظة وصولي المعبر، خطوات تنقلني من عالم الى عالم آخر، أدخل المشهد الأمني وكأني قادم من تورا بورا، أو إدخال أسير من معتقل غوانتانامو، أخرج من قاعة المعبر سريعاً، كمية الأوكسجين البحري بدأت تنفذ من رئتي، أحاول أخذ نفس عميق دون جدوى، تتوقف جميع الحواس، لكن القلب ينبض غزة غزة غزة غزة غزة غزة
أضع حقيبتي في الحافلة التي ستنقلني الى رام الله، أسترق النظرات الأخيرة لقطاع غزة، أقول لذاتي سأعود قريباً لها، تتحرك الحافلة أنظر من خلال الزجاج الخلفي حالة الإبتعاد عن العشيقة، حالة الصمت يقطعها سؤال السائق: أكلت سمك؟ أُجيب بغضب:" المهم اللي أكل سمكها يعمل شي الها".
أعترف وعلى الرغم من إطلاعي وتواصلي الدائم بقطاع غزة، إلاّ أنني كغيري غائبين عن حقيقة تفاصيل الأمور، وعلى الجميع أن يعترف بأنه فشل_ كل حسب موقعه ولونه_ في الحفاظ على أهل غزة ورمالها، وأننا نتعامل مع غزة فقط كخبر: فتح أو اغلاق معبر رفح، شهيد في مخيم الشاطئ، إنفجار في خان يونس، إنتحار شاب، مقتل فتاة، عدوان على قطاع غزة.
والأسوأ من كل ذلك بأننا نعيش في حالة من الغيبوبة، غيبوبة ذاتنا ومؤسساتنا عن واقع 2 مليون مواطن فلسطيني هم بحاجة الى كل مكونات هرم "ماسلو" من احتياجات فسيولوجية، حاجات الأمان، حاجات إجتماعية، الحاجة للتقدير، الحاجة لتحقيق الذات.
بعد أن قطعنا الحاجز وبدأنا دخول رام الله، أطلب من السائق أن يشغل المذياع فقد حان وقت الأخبار، أسمع صوت المذيعة:"حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف بعض المستشفيات في القطاع خلال ساعات بسبب أزمة نفاد الوقود". ينظر السائق لي عبر المرآة المعلقة أمامه في منتصف الحافلة ويسألني مجدداً: أكلت سمك؟؟ أجيبه بإنفعال وصوت مرتفع: أكلت سمة بدن!!

للتواصل:
 [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف