الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فلسطين تقاوم بأخلاق بقلم سامر عنبتاوي

تاريخ النشر : 2018-02-18
فلسطين تقاوم بأخلاق بقلم سامر عنبتاوي
ما مر بشعب فلسطين من تشريد و سرقة أراضي و بيوت و قهر و ظلم و قتل و أسر و قمع و كافة أشكال الاذلال و هضم الحقوق كافي لتحويل هذا الشعب الى الارهاب و الانتقام و الاجرام و لكن لم يحدث أي من هذا , لماذا لأن الشعب الفلسطيني رغم قرن من المعاناة ظل متمسكا بمباديء الحرية و المقاومة و النضال من أجل الحرية و الخلاص , فقاوم بشرف و أخلاق , استعمل كافة أساليب المقاومة المشروعة لأي شعب محتل و حسب قوانين الشرعية الدولية ,, فلم نسمع عن فدائي مثل بجثة و لا عن مناضل تعامل بسادية أو تلذذ بالقتل و لا اغتصب و لا مارس أي نوع من الجنون ممكن أن يرتكبه مراهق في مدرسة امريكية أو سادي في مجتمع ما .

الشعب الفلسطيني و رغم الظلم و الألم لم يفقد البوصلة و بقي واضح الهدف نحو الحرية و التحرير , و الشعب الفلسطيني بكافة قواه وجه السهام تجاه الاحتلال و ادواته فلم يدخل في معادلات الارهاب الدولي و لم يفرغ غضبه في أي من الدول حتى الداعمة الأساسية للاحتلال كالولايات المتحدة الامريكية ,, و رغم ذلك فقد اتهمت بعض حركاته زورا و بهتانا بالارهاب رغم عدم اندماجه مع أي من الحركات الارهابية على المستوى الاقليمي أو العالمي بل ادانته لها و تعارضه معها.

ما دفعني لكتابة هذا المقال هو التأكيد على هذه المباديء , فحسب قرائتي للتاريخ لم أقرأ عن شعب قاوم بهذه القيم الأصيلة و السمو الأخلاقي رغم كافة عوامل الجنوح و الانحراف , وقد مرت على الشعب في داخل حدود 48 و في الضفة و القطاع و حتى الشتات ظروفا من القهر كافية لردات فعل لا حدود لها ,, و استعمل الاحتلال و مستوطنيه أبشع و أحقر وسائل الاجرام و القتل الجماعي و الاسلحة المحرمة دوليا و العقوبات الجماعية وبقي شعبنا وفيا لمبادئه و مثله .

لقد حدد شعبنا قوانين و سبل الصراع و المقاومة و حدد عدوه بجيشه و مستوطنيه و أثبت بصموده أنه شعب جدير بالحياة و الحرية ,, اذ لو تعرض شعب بحجمه و امكانياته لما تعرض له الشعب الفلسطيني لرفع راية الاستسلام و رضي بالامر الواقع و تلاشت قضيته و هناك الكثير من الأمثلة على ذلك على مستوى العالم , و لكن الشعب الفلسطيني أبقى قضيته حية في الضمير و الوجدان العالمي ببسالة و صمود اسطوري و بقيت تحمل صفات التحرر الوطني رغم ما شابها و أثر عليها من اتفاقات مجحفة .

ببساطة و اختصار فان عدوى و فيروس الحركات الصهيونية الميكافيلية لم تصل لشعبنا و حركاته و قد امتازت هذه الحركات بالعنصرية و السادية فتم حصر الآفة بهم و بحركاتهم و عصمنا أنفسنا من الانجرار لمربع ارهابهم و تميزنا عنهم بالنقاء الثوري و الايمان بالانسان و قيمه ,, و أثبتنا للعالم كله أن قضيتنا ليست قضية ثأر ( العين بالعين و السن بالسن ) و انما هي قضية تحرر وطني بكل قوانينها و مثلها ’’ نعم فنحن لم ننجر لعصابات شتيرن و آرغون و لا الى عصابات المستوطنين بأساليبهم الفاشية و العنصرية . و كنت قد كتبت قبل أيام عن ما يتعلق بحادثة الجنديين الذين دخلا جنين و من باب الحفاظ على النقاء الثوري و الوطني و البعد عن لغة الثأر .

و رغم أن الاحتلال و ما فعله بنا و خاصة أخيرا في جنين و مخيمها و قراها كاف لاثارة المشاعر العنيفة للانتقام ,,الا أن معايير نضالنا يجب أن تكون استراتيجية لا ترتبط بحادثة و لا ردة فعل ( مع التفهم الكامل لبواعث و اندفاع و غضب شعبنا ضد ممارسات الاحتلال و مستوطنيه ) ,, و هنا اؤكد أن وجود الاحتلال بجيشه و مستوطنيه و كافة عملائه هو وجود غير شرعي و غير قانوني و أن مقاومته مشروعة و بكافة الوسائل ,, و مع ذلك نظل كشعب يحمل لأعدل القضايا في التاريخ محافظا على قيم و أخلاق النضال الوطني و عندما نصمد فعلى أرضنا ,, و عندما نقاوم نقاوم بأخلاق لايملكونها و سنحقق الحرية بقيم سيتحدث التاريخ عن أصالتها . سامر عنبتاوي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف