تأمّلات وخواطر في كَلمة ( أكباد) الواردة في شعر حَطّان بن المُعلّى الطّائي.
بقلم:سلامة عودة
وإنّـمــا أولادُنــا بيننـــا أكـبــادُنـا تمشــي علــى الأرضِ
لو هَبّتِ الريحُ على بعضهـم لامتنعتْ عيـني من الغَمْضِ
لعل علم التشريح قد أشار إلى القلب بأنه الأساس في ضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم ، وهو المهم ، وعليه المعول، فلم حظي الكبد بهذه الأهمية دون القلب؟ وبتنا نقول : فلذة الكبد ، ولم نقل فلذة القلب، والقصة لها تاريخ موغل في القدم تتعلق بالبابليين في شرحهم للكبد ، وابن منظور يقول: كبد الشيء وسطه ومعظمه، فكيف تسلل هذا المفهوم حتى بات المسيطر على الدلالة ؟ فقد كان يعتقد البابليون أن القلب موطن العقل والذهن ، والكبد موطن الأحاسيس والمشاعر؛ لهذا حظي الكبد بهذه الدلالة؛ إذ كان البابليون يقرؤون كبد الذبيحة التي توهب للآلهة قرباناً ، كما يقرأ الكفّ، وانتقل المفهوم إلى بيت حطان؛ ليقول: أولادنا أكبادنا ، ولم يقل: أولادنا قلوبنا.
وفي مقاييس اللغة نجد" كبد : الكاف والباء والدال أصل صحيح يدل على شدة في شيء وقوة . من ذلك الكبد ، وهي المشقة . يقال : لقي فلان من هذا الأمر كبدا ، أي مشقة . قال تعالى:"لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ" البلد:4)، وكابدت الأمر : قاسيته في مشقة . ومن الباب الكبد ، وهي معروفة ، سميت كبدا لتكبدها . والأكبد : الذي نهد موضع كبده . وكبدت الرجل : أصبت كبده . وكبد القوس : مستعار من كبد الإنسان ، وهو مقبضها . وقوس كبداء : إذا ملأ مقبضها الكف . ومن الاستعارة : كبد السماء : وسطها . ويقولون : كبيداء السماء ، كأنهم صغروها ، وجمعوها على كبيدات . ويقال : تكبدت الشمس ، إذا صارت في كبد السماء . والكباد : وجع الكبد . وتكبد اللبن : غلظ وخثر . روي عن ابن مسعود وابن عباس: يعني منتصباً، زاد ابن عباس: منتصباً في بطن أمه، والكبد: الاستواء والاستقامة، ومعنى هذا القول: لقد خلقناه سوياً مستقيماً.
ونجد كلمة كبد بمعنى وسط الشيء ، في عبارات متداولة من مثل: أصبت كبد الحقيقة،كما نجد من يوظفها في معرض كلامه الدارج " يا بعد كبدي"، لكن الشعر القديم استخدم القلوب، فنجد عنترة بن شداد يقول:
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا
ونجد البيت الشعري ينشده المتنبي:
أغرك مني أن حبك قاتلي وانك مهما تأمري القلب يفعل
ويوضح شوقي القسوة التي في القلوب، فيقول:
وَلِلمُستَعمِرينَ وَإِن أَلانوا قُلوبٌ كَالحِجارَةِ لا تَرِقُّ
ويبقى لنا ملاحظة لغوية تقول: قل أفلاذ الكبد، ولا تقل فلذات الكبد وفق المعجم الوسيط.
وإنّـمــا أولادُنــا بيننـــا أكـبــادُنـا تمشــي علــى الأرضِ
لو هَبّتِ الريحُ على بعضهـم لامتنعتْ عيـني من الغَمْضِ
لعل علم التشريح قد أشار إلى القلب بأنه الأساس في ضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم ، وهو المهم ، وعليه المعول، فلم حظي الكبد بهذه الأهمية دون القلب؟ وبتنا نقول : فلذة الكبد ، ولم نقل فلذة القلب، والقصة لها تاريخ موغل في القدم تتعلق بالبابليين في شرحهم للكبد ، وابن منظور يقول: كبد الشيء وسطه ومعظمه، فكيف تسلل هذا المفهوم حتى بات المسيطر على الدلالة ؟ فقد كان يعتقد البابليون أن القلب موطن العقل والذهن ، والكبد موطن الأحاسيس والمشاعر؛ لهذا حظي الكبد بهذه الدلالة؛ إذ كان البابليون يقرؤون كبد الذبيحة التي توهب للآلهة قرباناً ، كما يقرأ الكفّ، وانتقل المفهوم إلى بيت حطان؛ ليقول: أولادنا أكبادنا ، ولم يقل: أولادنا قلوبنا.
وفي مقاييس اللغة نجد" كبد : الكاف والباء والدال أصل صحيح يدل على شدة في شيء وقوة . من ذلك الكبد ، وهي المشقة . يقال : لقي فلان من هذا الأمر كبدا ، أي مشقة . قال تعالى:"لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ" البلد:4)، وكابدت الأمر : قاسيته في مشقة . ومن الباب الكبد ، وهي معروفة ، سميت كبدا لتكبدها . والأكبد : الذي نهد موضع كبده . وكبدت الرجل : أصبت كبده . وكبد القوس : مستعار من كبد الإنسان ، وهو مقبضها . وقوس كبداء : إذا ملأ مقبضها الكف . ومن الاستعارة : كبد السماء : وسطها . ويقولون : كبيداء السماء ، كأنهم صغروها ، وجمعوها على كبيدات . ويقال : تكبدت الشمس ، إذا صارت في كبد السماء . والكباد : وجع الكبد . وتكبد اللبن : غلظ وخثر . روي عن ابن مسعود وابن عباس: يعني منتصباً، زاد ابن عباس: منتصباً في بطن أمه، والكبد: الاستواء والاستقامة، ومعنى هذا القول: لقد خلقناه سوياً مستقيماً.
ونجد كلمة كبد بمعنى وسط الشيء ، في عبارات متداولة من مثل: أصبت كبد الحقيقة،كما نجد من يوظفها في معرض كلامه الدارج " يا بعد كبدي"، لكن الشعر القديم استخدم القلوب، فنجد عنترة بن شداد يقول:
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا
ونجد البيت الشعري ينشده المتنبي:
أغرك مني أن حبك قاتلي وانك مهما تأمري القلب يفعل
ويوضح شوقي القسوة التي في القلوب، فيقول:
وَلِلمُستَعمِرينَ وَإِن أَلانوا قُلوبٌ كَالحِجارَةِ لا تَرِقُّ
ويبقى لنا ملاحظة لغوية تقول: قل أفلاذ الكبد، ولا تقل فلذات الكبد وفق المعجم الوسيط.