الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الجبهات بين التشريع والتفكيك بقلم علاء الدين عبيد

تاريخ النشر : 2018-02-17
الجبهات بين التشريع والتفكيك

في قرأة للواقع الحالي والذي يشهد ازدحام في التحالفات الدولية والاقليمية، ترى بعض الدول نفسها رهينة لتلك التحالفات لمجرد وجودها وسط خريطة الصراع ومكانتها الجيستراتيجية التي تجبرها على التحالف مع دول لها نفوذ عسكري قد يكون مهددا لامنها القومي.
ومن جهة اخرى تضطر بعض الدول على مواجهة مصيرها بسبب استضافتها قصرا بعض المليشيات العسكرية والتي تصنف في غالب الاحيان كونها مليشيات متطرفة او ذات طبيعة دينية تحمل في مفاهيمها بعض العدائية لشعوب بعينها تسعى لمحاربتها.
ومن هنا نجد ان تسمية الجبهات وتوصيفها يشكل محورا اساسيا في تشريعها دوليا ، حيث يتم تصنيف هذه الجبهات على اسس ومحددات قومية .. وان كل ما يجري على الساحة العربية من ممارسات تأتي ضمن اطار ضيق لا يتعدى حدود مصلحة افراد او جماعات بعينها مما جعل من هذه الممارسات تأخد طابعا متطرف وغير شرعي وليس ضمن المصلحة القومية.
ان هذه المفاهيم هي عينها التي تراهن عليها الدول التي تمارس ما يسمى الديمقراطية في شتى مناح الحياة وتعتمد على الاغلبية لضمان نوع وسلامة الاهداف والحفاظ على قوميتها ووضعها في الاطار العام للدولة .
وعليه فان كل ما يطرح من اسباب ومسببات كانت تدعو لمحاربة هذه الحركات الوطنية او غيرها من ظواهر المقاومة التي تسعى للتحرير في ظاهرها وتبطن في مكوناتها الداخلية بعض المفاهيم المعقدة والتي يصعب على العامة فهمها فبالتالي تصبح هذه الحركات غير مكتملة الشرعية مما يجعلها منتقدة دوليا وهدفا محتمل للدول المستقرة والتي لها نفوذ في المنطقة.
واذا اردنا توضيح ما يجري على الساحة العربية نجد ان المشهد يظهر وبشكل واضح المكونات العسكرية والتي تحاول فرض سيطرتها على الشعوب بهدف تشريع نفسها ونزع السلطة القانونية والمدنية .. غير ان الدول العظمى تحاول دعم ومساندة من يروق لها ظاهريا وفي الحقيقة ان هذه الدول تسعى وبشكل غير مباشر لتفكيك هذه الجبهات واثبات عدم شرعيتها والقضاء عليها في محاولة منها لاخضاع الشعوب العربية .. مستخدمة شعار الارهاب وما يسمى المليشيات العسكرية والتلويح بما تشكله هذه المجموعات من خطر على الشعوب والتي في غالب الاحيان تكون من صنيعتها لزرع الفتنة مستخدمة اداوات التفكيك وجعل المواطن العربي يخضع للسياسات الدولية بحجة عدم الاستقرار واللجوء لها .
وعلى سبيل المثال ... نرى ان ما يجري في سوريا وتعدد الجبهات فيها هو دليل على عملية التفكيك حيث نجد ان تصنيف هذه الجبهات واختلاف مسمياتها اعطى ذريعة للدول العظمى التدخل لحماية المدنيين ومن ثم السيطرة على المنطقة وتنصيب من تراه مناسب لتمرير سياستها الدولية وفرض القوة على الارض بحيث لا تشكل اي تهديد لها او لحلفائها.
ومن جهة اخرى تشهد المنطقة مزيد من الجبهات المفككة والتي تشكل خطر حقيقي ، وبات من الضروري القضاء عليها تحقيقا للامن الاقليمي والدولي على حد سواء ..
فإن استراتيجية تفكيك الجبهات اصبحت واضحة .. وان التصنيفات الحديثة لقوة المقاومة ووضعها في قالب الارهاب ، اتى بعد تجريد هذه الحركات المقاومة من حاضنتها الشعبية والتي في الغالب تستمد منها شرعيتها .
واذا عدنا في الذاكرة لوجدنا ان كل حركات التحرر والمقاومة في العالم كانت شرعية ولها طابعها القومي والذي اعطاها الحق بالوجود كونها تمثل الاغلبية .. وقادت شعوبها للتحرر والاستقلال .
وفي المشهد الحالي وخصوصا في منطقتنا العربية نجد ان حالة التفكك على المستوى الفكري والعسكري اصبحت ذريعة للمحتل الاجنبي ان يقف موقف المدافع عن شعوبنا العربية في الوقت الذي نسعى فيه لاثبات عدائية الاحتلال وعنصريته .. نجد اننا نمارس العنصرية والعدائية على انفسنا.
وفي المقابل نجد ان عدونا يتغنى بالديمقراطية والاستقلال والدولة المدنية ذات الطابع الانساني .. تحاوطه دول مفككة تضطهد شعوبها وتدمر مقدرات وممتلكات مواطنيها .. استطاعت ان تجد لنفسها مبرر لوجودها وسط هذه الفوضى وتطلب الحماية والشرعية الدولية.

بقلم
علاء الدين عبيد
مستشار ومحلل اداري
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف