الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حروف الماء بقلم: رشدي حفصي

تاريخ النشر : 2018-02-17
حروف الماء بقلم: رشدي حفصي
حروف الماء
_قصة_
بقلم الكاتب القاص: رشدي حفصي.

هو موعد تتبارز أحداث سبقته مع عقارب الحظ الذي خذل الأمنية على تلك الوسادة
أقفلت الخطّ، و توجهتُ مسرعاً نحو ذاكرتي... أبحثُ عن أناقتي بين أشيائي .....
أقلبها.... علني أجدُ ما تبَقّى من بذلتي الرسمية .....
هي ... حزينة بين ثفافيد الألبسة على تلك الرفوف .... تصارع هشاشتها ..
لمستُها .... فقالت: أ حان دوري ؟ فأرى النّور بك ، قبل أن يفتتني الظلامُ ....؟.
أجبتها: ربما...، قد نادتني السعادة اليومَ.... لأحتسي معها فنجانا من الحظّْ ....
ثمّ حَلَقتُ ذقني، و كوت بذلتي مشتاقة النّور جروحَ كسورها، و اتحدنا كفارس سيكرَّمُ - من بعدِ حربِ - بذاك الوسامِ ....
مشينا الاثنان حِملا على قِدَم الحذاء .... هي... تنثر غبارا عالقا بها - من تلك الخزانة - عليه .....
محاولةً أن تُفسِد بريق طلائه ....
بذلتي تنفثُ في اللعبة غيرةً منه .... حتى استفزته، ....
و لأنّ حذائي خبير بتلك الأزقة و يكاد يرشدني إلى ما أمشي إليه، صبرَ ... ثم صبرَ ...
و ما إن دنوتُ من بركة في تلك الطريق .... حتى عرقل يمناي بيسراي فأوقعني أرضاً ....
يقصدُ .... أوقَعها أرضاً ....
فابتُلت تلك الغيورة و دُنِست جزاء فِعلتها و سقطت من رأسي بضعُ كلمات عاودتُ إلتقاطها - و من حيثُ لا أنتبه- وضعتها في جيبي ....
أنا... غافل عن هذا الصّراعِ ...
و بداخلي.... كنتُ أصارعُ حظي الذي ما ألِفَ أناقتي التي تُفسِد أجواءه ..
وقفتُ أعزيها بعد أن لطّخها الوقوع بِطِينِ البِركة ...
ثم قررتُ العودة إلى ذاكرتي، فأماطلَ الزمنَ فيها، علّني أدفع عقاربَه إلى الوراء ....
عددتُ أدراجي و البذلة الحمقاء تنزف ندماً يزيد من بللها.... تُلِحُ أن لا أرجع فيذهب الموعد عنها.... و كأنها صاحبة اللّقاءِ ...
و الحذاء السّعيد يقفز بخطواتي و يرفس أحلامي التي اصفرّت فتساقطت من أغصان الأمنية ....
تتزحلق أفكاري في منحدرات الخيبة ....
و يعتصم اليأس بها فيشُدَّاني إلى كابوس معتم.....
و فجأة.... أيقظتني - من تلك الغفلة - بذلتي الثرثارة
و هي تشير بربطة العنق إلى "مسجد العتيق" .... راجية إيّايَ أن أدخله ... و كم أحبِطَ حذائي أن أطيعها، فأطعتُ ....
و دخلتُ ميضأته أنافس المصلين على طأسٍ ..... و الكل يسرع كي لا تفوتهم الركعةُ الأولى .... و قد أقيمتِ الصلاةُ .....
ضفرتُ بطأسٍ من جميلٍ – تفوح رائحة العنبر من لحيته البراقة -، ثم إنه تمعن هندامي فأخرج لي منديلاً كالكفن الأبيض تشعُّ طهارته ....
فلم أجد ما أقول ..... لأعَبِّرَ عن امتناني .....
فغمرتُ يدي في جيبِ الحمقاء المدنَّسة، أبحثُ بين الكلمات - التي خبأتُها سابقاً - عن مفردةٍ تليق بجميل الجميل .....
أخذتُ ألامس البرشاء و الملساء حتى اخترتُ الانعم منها .... فأخرجتُها و قرأتها دون أن أعقِلها - من اليسار إلى اليمين - : ...." ميرسي" ...
فصفعَتْه الكلمةُ و ندبت ملامحَه بعبوس كاد يقتلني ..... فسقط رأسي من الخجل في تلك الطأسِ .....
و تبخّر نصف ما حمل من ماءٍ ..... حتى فتحتُ عينايَ أتصببُ عرقاً - على ضوء المدفأة - أخذتُ بهاتفي أقرأُ ساعَتَه فوجدتُها الثانية بعد منتصفِ الليلِ ....
تنهدتُ ثم تقلبتُ على جانبي الأيمن علّني أرجِعُ الكابوس الى حُلُمٍ .... و الحمد لله، لم أجد الطيّبَ و قد غادرني ... رفعتُ رأسي – بعد أن هبطت حرارته من خجلٍ - الى موضعه ...
ثم نقعتُ المنديل حتى تبلل بماء ساخنٍ و أخذتُ به أمسحُ ما خلّفه الطينُ على بذلتي .... و لمّا أنهيتُ ... انصرفنا كلّنا و هي – بذلتي- تقودني من رصيف الى رصيف و كم مَرة كادت أن تصدمني بسيارة جرّاء جنونها و ما لبثت إلا أن تلاحق حرارة الشمس و ضوئها – علها تجِف من ماء توضأت به و لم تصلي .....
تسابقنا في الأزقة .... حتى اقتربنا الى مكان اللّقاء فأوقفتهم جميعاُ .... ثم أوصيتهما أن يكفّا عن مضايقتي هناك و أن لا يتشاجرا خلال قعدتي النرجسية
ثم قصدنا المقهى مكان موعدنا فدفعتُ بابه الزجاجي و دخلنا .............. استقبلتنا موسيقاه الهادئة المنسوجة بضوء الشموع صانعة رومانسية الأجواء
و كنتُ على مد البصر أرى طاولات تترصعها تلك باقات الزهور متناثرة على شساعة المكان كلها محجوزة بروايات الحب و مفردات الغرام .....
إلا واحدة في ركن مظلم و شمعتها التي كادت أن تنتحر .... أرادت أن تروي حكاية أخيرة كانت هناك قبل أن ترحل ....
سألتُ النادل عن موعدي أو ربما كان شخص هنا ينتظرني .... أم أنه لم يجئ بعدُ ....
فأجابني : آه ... قد جاءت و انتظرت لكنها غادرت و تركت رسالة لك ...
ذهب إلى صندوق الأمانات فجلبها و سلّمني إياها ....
كانت رسالة بلا غلاف مطوية.....
و لمّا فتحتها وجدتُ عليها بقعاً تشبه آثارُها قطراتَ الماء .... فسألتُ النادلَ إن كان هو من فعل هذا عن غفلة ...
لكنه أكد أنها على هاته الحال استلمها.
في الرسالة جملة واحدة ....
و الغريب أن البقع تموضعت على كلمات أذهبت حروفها و استحال لي أن أفهم تلك الجملة من دونها ...
و التي تقول: ( أنا ..... كثيراً .... لكنك ..... أو لم .... . و....ا ).
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف