قرأءه تحليلية في سيناريوهات محتملة للحرب القادمة.بقلم: محمد عاطف المصري
المتابع الجيد للبعد الإستراتيجي والعسكري، يدرك أن بداية المواجهة القادمة ستكون من الجنوب، وأقصد ساحة قطاع غزة وسيناء، لأن العدو الإسرائيلي بنظره وتحليلات خبرائه العسكرية تؤكد أن غزة على وشك الإنفجار، وذلك بسبب تردي الأوضاع الإقتصادية، ويرافقه تبعيات وأزمات متلاحقة، التي سببها مماطلة أطراف حركتي حماس وفتح بتطبيق مخرجات تفاهمات القاهرة.
ومن جهة أخرى التنظيمات المتطرفة التي تطلق صاروخ من غزة وأخر من سيناء تريد بذلك جر المنطقه للحرب، ولكن أمن حماس يعمل كل ما بوسعه على ضبط الأمن في غزة وتجنيبها من أي حرب قادمة، وأن تكون الحرب القادمة مشتركة مع جبهة الشمال أقصد لبنان وسوريا لضمان هزيمة ساحقة لإسرائيل، ولا تريد العدو يستفرد بغزة وحدها.
الإسرائيليون يخشون المواجهة على الساحة الشمالية (سوريا ولبنان)، وذلك لوجود قوة الردع الصاروخية السورية للطائرات، وهذا سيؤدي إلى إحباط قوته العسكرية وهزيمته، بإلاضافة إلى تصريح القسام والمقاومة في غزة بأن أي مواجهة في الشمال ستلقن العدو الإسرائيلي ضربات موجعه في الجنوب، حيث أن المقاومة لا تريد للعدو أن يدير المعركة كيفما يشاء والإستفراد بالشمال دون الجنوب أو العكس.
هذا التهديد الصريح أكد للعدو الإسرائيلي أنه لو ضرب حزب الله وسوريا سيلقي جميع أطراف المقاومة في المنطقة تضربه من جميع الإتجاهات، ولكن في نظر الإسرائليين لو ضربت غزة وحدها حينها من الممكن أن لا يلاقي رداً من الشمال ويستفرد بغزة وهذا ما سيحصل ولكن خطة الإستفراد ستفشل.
المقاومة الفلسطينية في غزة، أدارت حساباتها ووطدت علاقتها بعد تعيين صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وأيضاً الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي د.رمضان شلح الذي أدرجته الخارجية الأمريكية على قائمة الإرهاب عام 1995، ومؤخراً أدرج على قائمة التحقيقات الفدرالية(FBL) في أكتوبر عام2017، الذين تربطهم علاقات قوية ووطيدة بالنظام السوري وإيران وحزب الله، من الراجح أن تكون هذه الأطراف أتفقت على حلف رسمي بإي مواجهة قادمة سواءاً بالشمال أو الجنوب.
ومما يدلل على هذا السيناريو وجود مواقع عسكرية للمقاومة الفلسطينية على حدود لبنان، بالإضافة إلى رد إسرائيل بعد سقوط طائرته على مواقع إيرانية وسورية، ومن قام بالتهديد بعد ذلك حزب الله وحركة حماس.