على ضفاف السين ( 3 )
بقلم سمير سليمان ابو زيد
بعد ان مكثت فترة في ساحة الكونكورد والني اسسها لويس الخامس عشر واعدم فيها لويس السادس عشر قررت الذهاب الى الحي اللاتيني وهو من اقدم واعرق احياء باريس والذي كان يسكن به عميد الادب العربي طه حسين عندما كان يدرس في فرنســـــــــــا وتزوج من زوجته الفرنسيه سوزان وانجبا هناك ابنتهما امينه والذي توجد به جامعة السوربون وهي من اقدم واعرق جامعات العالم حيث يتجاوز عمرها الثمانية قرون بالاضافة الى متحف اللوفر والكوليج دي فرانس ويوجد في ميدان السوربون تمثال اوغست غونت الذي اسقط في احداث الطلاب عام 1968 وتم بناؤه من جديد ومن تلاميذه المهندس محمد مظهر باني القناطر الخيرية ومنارة الاسكندرية ووزير الري في عهد الخديوي اسماعيل .
وفي الحي اللاتيني توجد ساحة انفاليد حيث مقبرة العظماء مثل نابليون بونابرت الذي احتل العالم ولكنه هزم على سواحل فلسطين في عكا ونائبه كليبر الذ ي قتله في القاهرة الطالب السوري سليمان الحلبي والذي كانت جمجمته موجوجده ايضا هناك ولكنها اعيدت الى سوريا .
نابليون بونابرت الفرنسي الايطالي الاصل وهو من من المستعمرة الفرنسية جزيرة كورسيكا الايطاليه كورسيكا التي تطالب الان بالحكم الذاتي في فرنسا نابليون الذي تامرت عليه كل الدول الاوروبية وهزمته في معركة واترلوا ثم قاموا بنفيه الى جزيرة سانت هيلانه وعينوا له خادما عملاقا وبشعا عامله اسوأ معامله حتى مات ودفن هناك وفي نهاية المطاف عرف الفرنسيون قدره واعادوا له الاعتبار ودفنوه في مقبة العظماء في انفاليد تمام كما حصل مع جان دارك التي انتصرت على الانجليز لكنهم اتهموها بالهرطقة واحرقوها وفي نهاية المطاف اعادوا لها الاعتبار ودفنوها في مقبرة العظماء ايضا .
كانت رحلتي الاولى الى فرنسا من اجل شراء سيارة ومن عادتي في كل اسفاري ان اذري هوائي حيثما طاب لي ولم التزم باي وقت لا بالذهاب ولا بالعوده .
بينما كنت هائما على وجهي لا ادري ماذا اعمل التقيت فجأة باحد تلاميذي والذي خانتني الذاكرة بتذكر اسمه الان لكن كل ما اذكره عن هذا الطالب انه يحسن اداء اغاني فريد الاطرش فقد غنى لنا في احدى الرحلات التنزهية بين الحقول الخضراء حوالي مدرسة بابا على المختلطة اغنية ساعة بقرب الحبيب وقد جاء هذا الطالب لزيارة والده العامل في فرنسا فطلبت منه ارشادي الى العنوان الذي احمله وهو يبعد مائة وخمسين كيلومترا شمالي باريس فقال لي أأأاأواه يا استاذ يجب عليك ان تذهب الى GARD DE PARIS NORD فقل له ماذا ماذا فكررها ثانية وترجمها لي قائلا عليك ان تذهب لمحطة قطارات شمال باريس فاخذني اليها وركبت بالقطار ومعي حقيبتي الصغيرة التقيت بالقطار بشابان جزائريان يقيمان في فرنسا وسألاني عن سبب زيارتي فقلت من اجل شراء سيارة فقالا لي عند ك PERMIS DE CONDUIRE فلم افهم شيئا قال لي عندك شهادة بيش تسوق ففهمت انه يقصد رخصة السياقة فاجبته نعم انا عندي رخصة سياقة مصرية وكنت قد سافرت الى القاهرة عام 1974 وقرات في ميدان التحرير على واجهة احدى المحلات احصل على رخصة السواقة في ساعتين فدخلت الى المكتب المواجه تماما للميدان واذا بفتاه تجلس وراء مكتبها فقلت لها انا اريد رخصة سياقة فقالت اعطني جواز سفرك وصورتان و18 جنيه اعطيتها ما طلبت فاخرجت مجموعة من الاوراق كلها جاهزة ومختومة وعليها الطوابع (الدمغة )اللازمة ووضعت صورتي عليها وقامت بتعبئة الاسم بجميع هذه الاوراق والتي تتضمن الفحص الطبي وشهادة السكن وشهادة الاقامة وشهادة الكفيل واوراق اخرى لا اعرفها وانطلقنا حوالي خمسة الى الدراسة حيث دائرة السير وهناك قال لنا انتظروا انتظرنا ربع ساعي في مقهى صغير هناك فعاد الرجل بعد ربع ساعة وقال لنا مبروك انتم الان ناجحين بالسواقة ونحن جالسون على المقهى فاحضر دفتر الكود يعني كتاب الاشارات وقال لنا احفظوا الاشارات دي ودي ودي فقط ودخلنا عند سيادة الرائد فاخطأ محسوبكم في ااحداها ولكني نجحت واخذت الرخصة ودفعت له الحلاوة .
استمرت رحلة القطار حوالي ساعتين او اكثر لانه كان يقف في محطات عديده وكنت اتمنى ان لا تنتهي الرحلة لكثرة المناظر الجميله من الجهتين والسهول الخضراء والانهار وقطعان المواشي والخنازير والغابات الحلوة الخلابه ففي حين لا تتجاوز نسبة الغابات في الوطن العبي 2% من مجمل مساحته تشكل الغابات 33% من مساحة فرنسا ومن اهم هذه الغابات غابة بولونيا الموجوده بضواحي باريس مرتع الهائمين والعشاق والمحبين .....يتبع
بقلم سمير سليمان ابو زيد
بعد ان مكثت فترة في ساحة الكونكورد والني اسسها لويس الخامس عشر واعدم فيها لويس السادس عشر قررت الذهاب الى الحي اللاتيني وهو من اقدم واعرق احياء باريس والذي كان يسكن به عميد الادب العربي طه حسين عندما كان يدرس في فرنســـــــــــا وتزوج من زوجته الفرنسيه سوزان وانجبا هناك ابنتهما امينه والذي توجد به جامعة السوربون وهي من اقدم واعرق جامعات العالم حيث يتجاوز عمرها الثمانية قرون بالاضافة الى متحف اللوفر والكوليج دي فرانس ويوجد في ميدان السوربون تمثال اوغست غونت الذي اسقط في احداث الطلاب عام 1968 وتم بناؤه من جديد ومن تلاميذه المهندس محمد مظهر باني القناطر الخيرية ومنارة الاسكندرية ووزير الري في عهد الخديوي اسماعيل .
وفي الحي اللاتيني توجد ساحة انفاليد حيث مقبرة العظماء مثل نابليون بونابرت الذي احتل العالم ولكنه هزم على سواحل فلسطين في عكا ونائبه كليبر الذ ي قتله في القاهرة الطالب السوري سليمان الحلبي والذي كانت جمجمته موجوجده ايضا هناك ولكنها اعيدت الى سوريا .
نابليون بونابرت الفرنسي الايطالي الاصل وهو من من المستعمرة الفرنسية جزيرة كورسيكا الايطاليه كورسيكا التي تطالب الان بالحكم الذاتي في فرنسا نابليون الذي تامرت عليه كل الدول الاوروبية وهزمته في معركة واترلوا ثم قاموا بنفيه الى جزيرة سانت هيلانه وعينوا له خادما عملاقا وبشعا عامله اسوأ معامله حتى مات ودفن هناك وفي نهاية المطاف عرف الفرنسيون قدره واعادوا له الاعتبار ودفنوه في مقبة العظماء في انفاليد تمام كما حصل مع جان دارك التي انتصرت على الانجليز لكنهم اتهموها بالهرطقة واحرقوها وفي نهاية المطاف اعادوا لها الاعتبار ودفنوها في مقبرة العظماء ايضا .
كانت رحلتي الاولى الى فرنسا من اجل شراء سيارة ومن عادتي في كل اسفاري ان اذري هوائي حيثما طاب لي ولم التزم باي وقت لا بالذهاب ولا بالعوده .
بينما كنت هائما على وجهي لا ادري ماذا اعمل التقيت فجأة باحد تلاميذي والذي خانتني الذاكرة بتذكر اسمه الان لكن كل ما اذكره عن هذا الطالب انه يحسن اداء اغاني فريد الاطرش فقد غنى لنا في احدى الرحلات التنزهية بين الحقول الخضراء حوالي مدرسة بابا على المختلطة اغنية ساعة بقرب الحبيب وقد جاء هذا الطالب لزيارة والده العامل في فرنسا فطلبت منه ارشادي الى العنوان الذي احمله وهو يبعد مائة وخمسين كيلومترا شمالي باريس فقال لي أأأاأواه يا استاذ يجب عليك ان تذهب الى GARD DE PARIS NORD فقل له ماذا ماذا فكررها ثانية وترجمها لي قائلا عليك ان تذهب لمحطة قطارات شمال باريس فاخذني اليها وركبت بالقطار ومعي حقيبتي الصغيرة التقيت بالقطار بشابان جزائريان يقيمان في فرنسا وسألاني عن سبب زيارتي فقلت من اجل شراء سيارة فقالا لي عند ك PERMIS DE CONDUIRE فلم افهم شيئا قال لي عندك شهادة بيش تسوق ففهمت انه يقصد رخصة السياقة فاجبته نعم انا عندي رخصة سياقة مصرية وكنت قد سافرت الى القاهرة عام 1974 وقرات في ميدان التحرير على واجهة احدى المحلات احصل على رخصة السواقة في ساعتين فدخلت الى المكتب المواجه تماما للميدان واذا بفتاه تجلس وراء مكتبها فقلت لها انا اريد رخصة سياقة فقالت اعطني جواز سفرك وصورتان و18 جنيه اعطيتها ما طلبت فاخرجت مجموعة من الاوراق كلها جاهزة ومختومة وعليها الطوابع (الدمغة )اللازمة ووضعت صورتي عليها وقامت بتعبئة الاسم بجميع هذه الاوراق والتي تتضمن الفحص الطبي وشهادة السكن وشهادة الاقامة وشهادة الكفيل واوراق اخرى لا اعرفها وانطلقنا حوالي خمسة الى الدراسة حيث دائرة السير وهناك قال لنا انتظروا انتظرنا ربع ساعي في مقهى صغير هناك فعاد الرجل بعد ربع ساعة وقال لنا مبروك انتم الان ناجحين بالسواقة ونحن جالسون على المقهى فاحضر دفتر الكود يعني كتاب الاشارات وقال لنا احفظوا الاشارات دي ودي ودي فقط ودخلنا عند سيادة الرائد فاخطأ محسوبكم في ااحداها ولكني نجحت واخذت الرخصة ودفعت له الحلاوة .
استمرت رحلة القطار حوالي ساعتين او اكثر لانه كان يقف في محطات عديده وكنت اتمنى ان لا تنتهي الرحلة لكثرة المناظر الجميله من الجهتين والسهول الخضراء والانهار وقطعان المواشي والخنازير والغابات الحلوة الخلابه ففي حين لا تتجاوز نسبة الغابات في الوطن العبي 2% من مجمل مساحته تشكل الغابات 33% من مساحة فرنسا ومن اهم هذه الغابات غابة بولونيا الموجوده بضواحي باريس مرتع الهائمين والعشاق والمحبين .....يتبع
