الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إسرائيل .. خفايا المجتمع المغلق بقلم: أشرف صالح

تاريخ النشر : 2018-01-23
إسرائيل .. خفايا المجتمع المغلق بقلم: أشرف صالح
إسرائيل .. خفايا المجتمع المغلق
كان تواجد اليهود في فلسطين أبان حكم الخلافة الإسلامية العثمانية تحت مسمى "أهل الذمة" ومن ثم جاء الإنتداب البريطاني في فلسطين على أنقاض الخلافة العثمانية . ليتحول اليهود كمسمى من أهل ذمة إلى "الأقليات" كما نسمعه في الأعراف السياسية والديمقراطية . حتى تشكلت الحركة الصهيونية في العالم وهدفها إنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين . ليمزجوا بين قومية وعرقية ودينية في هذه البقعة الجغرافية الصغيرة . وبذريعة أن أرض فلسطين هي أرض الميعاد كما يعتقدون . وعملت الحركة الصهيونية ليلا نهارا على تهجير اليهود من الشرق والغرب ليستوطنون في فلسطين قبل نكبة 48 . حتى جاء يوم النكبة وإقامة دولة اليهود على دماء الفلسطينيين وعلى أنقاض ضعف وتخاذل العرب .
ومن هنا بدأت الحكاية . حكاية المجتمع اليهودي المغلق الذي لا يعرف عنه إلا فئة قليلة من المجتمع الفلسطيني كالسياسيين والباحثين المتخصصين في المجتمع اليهودي . وأيضا طبقة العمال الفلسطينيين اللذين عملوا داخل الخط الأخضر بحكم الإختلاط . كل التحية والإحترام لهم . ولكن طبقة العمال برغم خبرة التعايش مع اليهود ومعرفة الكثير عنهم تبقى طبقة مهمشة في المجتمع الفلسطيني وللأسف الشديد .
للأسف الشديد نحن مجتمع غير قارئ ولا نقرأ من الأحداث إلا العناوين . ولهذا السبب نجد صعوبة للتعرف على المجتمع اليهودي بتفاصيله . وقد نتعامل مع وسائل إعلامهم بأنها أكثر مصداقية من إعلام العرب . والسبب أن اليهود يقدمون لنا عبر وسائل الإعلام مواد تخفي الوجه الحقيقي لإسرائيل وتظهر الوجه المزيف . غير أنها تستهدف مصداقية العرب وتحاول الشبك بينهم بواسطة أخبار تحمل عناوين قريبة من أهدافهم ولكنها مزيفة .
إن مجتمع إسرائيل مجتمع عنصري طبقي ديني بإمتياز . وله تركيبة خفية لا يعرفها إلا المقربين . ورغم تطبيع إسرائيل مع غالب الدول العربية سياسيا وإقتصاديا لكن هذا لا يكفي ولا يتيح الفرصة للعرب الدخول في عمق المجتمع المغلق . فهناك مناطق في إسرائيل لا يستطيع أحد غريب أن يدخلها إلا بإذن الحاخام . وهم اليهود الأصوليين المتشددين . إنهم يرفضون الخدمة العسكرية بدافع ديني . عددهم يزيد عن مليون يهودي . لهم صلاحيات ونفوذ عند الحكومة كونهم الطبقة المحافظة على أصول الدين . اغلبهم يعيشون في القدس وبعض الأحياء . ومجتمعهم مغلق ومتعصب دينيا ولهم عادات وطقوس غريبة ولا يسمحون للغريب الدخول في أحياءهم والتعرف على حياتهم الخفية . يمارسون دور الحكومة بضبط المجتمع دينيا . ينزلون على الشوارع ويغلقون المحلات مساء الجمعة استعداد ليوم السبت المقدس .
وهناك أيضا طبقة المتدينين الأقل تعصبا تعيشون حياتهم طبيعية . من الواضح أن التدين في إسرائيل يسوده التدرج كما هو الحال في أي دولة في العالم .
وفي المقابل يوجد في إسرائيل التيار العلماني الذي يفصل الدين عن المجتمع في سلوكياته اليومية . وأيضا هناك يهود ملحدين لا يعترفون بالديانات أصلا . ولكنهم لا يظهرون علنا في المجتمع اليهودي لأن إسرائيل دولة دينية . وأيضا السامريين طائفة يهودية ولكنها تعتمد تفسير مختلف عن تفسير معظم اليهود للتوراة . وتعتبر نفسها تملك اقدم نسخة من التوراة .وتعيش في نابلس وتتعايش مع الفلسطينيين . أما الدروز فحدث ولا حرج يمزجون بين الأعراف والأديان . يأخدون أحكامهم الدينية قليل من الإسلام وقليل من اليهود وقليل من المسيحيين وتسيطر على عاداتهم ثقافة الغموض . وهناك أيضا يهود مسيحيين يجمعون بين قومية إسرائيل وعرقية اليهود وديانة المسيح .
وهناك أيضا الطائفة الأغرب في مجتمع إسرائيل المغلق . وهي تسمي نفسها حارس المدينة . حركة يهودية اوردتكسية ترفض الصهيونية بكافة اشكالها وتعارض وجود دولة اسرائيل . اتباعها يعتبرون انفسهم يهود فلسطينيين ويتمنون العيش في ظل حكم فلسطيني . ويحرقون علم اسرائيل في الشارع في عيد استقلال اسرائيل . وتعتبر هذه الحركة من أكبر الحركات المعادية للصهيونية في اسرائيل والعالم أجمع . والحكومة في إسرائيل تعتبرهم غير وطنيين وتعاملهم بقسوة شديدة وعنصرية .
إن مجتمع إسرائيل المغلق لا يقتصر على التقسيم الطائفي فقط . بل هناك عنصرية واضحة تسود البلاد وتعطي الحق لأناس على حساب آخرين . وتفرق العنصرية بين الطبقات دينيا وعرقيا وإجتماعيا . تفرق بين اليهود العرب والغرب . وتفرق بين اليهود العلمانيين والمتدينين . وحقوق المواطنة عندهم تنقسم لدرجات وكل درجة لها إمتيازاتها الخاصة .
وفي النهاية فإن الطبقة الأعلى مرتبة في إسرائيل هي الطبقة الدينية المتشددة . وهي التي تسيطر على كل مناحي الحياة في مجتمع إسرائيل المغلق .
الكاتب الصحفي : أشرف صالح
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف