الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مشوار حياتي.. ج2 (رسالة قلم فلسطيني) 1979 ــ 2017 ــــ ح12: يوم السجين الفلسطيني ورحلة خروج في سبيل الدعوة

تاريخ النشر : 2018-01-21
مشوار حياتي.. ج2 (رسالة قلم فلسطيني) 1979 ــ 2017 ــــ ح12: يوم السجين الفلسطيني ورحلة خروج في سبيل الدعوة
مشوار حياتي..
الجزء الثاني (رسالة قلم فلسطيني) 1979 ــ 2017
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الرابعة عشرة: يوم السجين الفلسطيني ورحلة خروج في سبيل الدعوة
17 أبريل/ نيسان 1988 ويوافق بدء شهر رمضان المبارك 1408ه
وقد وافق هذا اليوم أيضاً ذكرى يوم السجين الفلسطيني، وبالنظر لأنه كان بالأمس قد اغتيل السيد خليل الوزير نائب السيد ياسر عرفات، فقد وقعت عدة أحداث انتفاضية؛ استشهد على إثرها ثلاثة من أهالي خانيونس، منهم الشاب أيمن عامر من سكان حيّ الأمل، وبعد تشييع جنازته ودفنه، فرض المحتل منع التجوّل على منطقة حي الأمل ومخيم خانيونس القريب، وكانت الطائرة الإسرائيلية الأمريكية "الأباتشي" تحوم في هذه الأثناء وتقذف بدفقات الحجارة على أسطح المنازل.. وبالرغم من ذلك تستمر الانتفاضة وسقوط الحجارة من شبابنا وأطفالنا الكامنين لجنودهم وسياراتهم كلما حاولوا المرور أو الاقتحام.. وأكتب في هذا الصدد مكملاً قصيدة " الغضب":
يا ثـورةَ الـحجــر المبـارك يا جهـادَ المسـلمِ !
ســيري ولا تتوقفي *** وإذا بـدأت فتمـِّمي
وإذا دويـلاُتُ الـمهـازل نـهنهـت فـتقـدمــي..
وإذا مـدافعها الهـزيـلةُ أعجـمت فتــكـلمـي!
وإذا لهيب الثـأر فيـها قـد خبـا فتـضـرّمي!
×××
يـا ثـورة الـحجـر الـمبـارك كـلَّ يـوم جدّدي..
وتفجَّري مشبـوبةً*** مثل السعير الموقـدِ!
وإذا الحصارُ أتى على** شعبي فلا تترددي
وتواصـلي لا تخمدي** لا تنكُصي لا تقعدي
حـتى ينـال الشـعـبُ حـقاً لم يصـنْهُ المعـتدي
في دولـةٍ عــربيـةٍ*** إسـلامها لـم يُجْحَـدِ !
وتعود أرضُ الطُّهر لي*والقـدس تبـقى مسجدي !
×××
أوّل أغسطس/ آب 1989
رحلة الخروج:
بصحبة إخوة الدعوة والتبليغ وعلى رأسهم الشيخ محمد سليمان كوارع، خرجنا من مسجد بلال بخانيونس متجهين إلى القدس مروراً ببيت لحم إلى قرية العبيدية؛ لننضم إلى مجموعة الشيخ فوزي أبو مصطفى في مسجد العبيدية الغربي.. وكانت تظهر أمامنا إلى الشرق قربة عرب التعامرة بمئذنتها العالية.. ومكثنا بالعبيدية يومي الثلاثاء والأربعاء، ثم تحولنا يوم الخميس إلى قرية تكوع؛ حيث مركز الدعوة بالضفة الغربية! والتقينا الشيخ عيسى أمير جماعة الدعوة هناك. واستمعت وتكلمت وتعرفت على عدد من رجالاتهم القادمين من شتّى المناطق: غزة .. الخليل.. يطّة.. صور باهر.. رفح.. خانيونس.. النصيرات.. وشاركت معهم في الطواف على البيوت والمحلات؛ داعين إلى الله تعالى على الطريقة المعروفة لديهم.. وغادرنا صباح الجمعة إلى منطقة الجبيعة جنوبي بيت لحم، ويقع إلى الشرق منها بيت ساحور وإلى الجنوب بيت جالا.. ومكثنا في الجبيعة يومي الجمعة والسبت، وتعرفنا على كثير من الأهالي وكذا خطيب الجمعة الشيخ محمود العدوي من الخضر.. وفوجئت عندما سمعته في الخطبة الثانية وقد اعتمد على فقرة كاملة من مقال نشرته حديثاً في مجلة البيادر السياسي؛ أتحدث فيه عن تبذير أموال الحكام العرب في بلاد الغرب! ما عاد عليّ بشعور الثقة والفخر بما أكتب.. وقد عزفت عن الإنماء للشيخ بذلك؛ خوفاً من الإحراج!
ثم إنني رحلت وحدي يوم الأحد؛ قاصداً زيارة مقر مجلة البيادر السياسي بالقدس الشريف، فالتقيت مؤسسها وهو يوسف عرابي، والأخ المشرف عليها جاك خزمو، وكان قد وافاني برسالة شكر على مقالاتي التي ساهمت بها في المجلة بلا مقابل! كما زرت الأخ الكريم (أبو محمد) عبد الله البديري الذي كان يكتب مقالاً أسبوعياً بالمجلة تحت عنوان "على الطاير" إذ كثيراً ما اتفقت وجهات نظره مع ما أرى في الحياة والسياسة.. وخصوصاً رأيه في جمال عبد الناصر وحكمه!
11 ديسمبر/كانون أول 1989
علمت أنّ الشهيد الذي سمعنا عن سقوطه أثناء منع التجول أمس، كان الأخ الصديق عاطف كلاب، وأنه استشهد بعد صلاة العصر؛ حيث خرج من مسجد الهدى متجهاً نحو الغرب مواجهاً جنود اليهود الذين بأعلى التل "السافية" التي تؤدي لحيّ الأمل، فأطلقوا عليه الرصاص وأردوه شهيداً.. فحزنت لفقده وإن فرحت لنيله الشهادة! وقد داوم المدرسون منذ اليوم في مدارسهم، بعد منع تجوّل دام أربعة أيام، في حين استمرّ منع التلاميذ من المداومة! وأثناء عودتي مررت بالأخ صلاح الفرّا وكيل مجلة البيادر بخانيونس، فطلب مني أن أُزوّده بصورة فوتوغرافية للشهيد ما أمكن؛ لنشر خبره بالمجلة فوعدته.. وعرجت على بيت الشهيد للتعزية، وطلبت الصورة من والده فأحضرها. لقد حفزني هذا الحدث المؤلم وما سبقه على نظم قصيدة بعنوان" صوت الصمود" قمت بنشرها في مجلة البيادر الأدبي، قلت فيها:
يأيها الدنيا فمن لا يسمعُ****** والصوتُ أرسله يرنُّ ويقرعُ
يحْيي الضمائر يستفزُّ جماحَها*إذ طفّ كيلُ الظالمين وفظّعوا
كم قتّلوا من عُزّلٍ أو عذّبوا*** أو يتّموا من رُضّعٍ أو روّعوا!
وينبّئُ المتخاذلين ومن رضُوا**** بتنازلٍ أو سلّموا أو طبّعوا
أنّي على درب الجهاد مواصلٌ* حرٌّ أبيُّ النفس لا أتضعضعُ
باقٍ على عهد الوفاءِ مرابطٌ
************** وضعوا بجسمي القيدَ أو هم قطّعوا!
متتبّعٌ أثر الشهيد على ثرىً**** مزج الشهيد به دماه ويقبعُ!
متمترسٌ في هذه الأرض التي** دمنا عليها كلّ حينٍ يُطبعُ!
تتصدّع الأطوادُ والروح التي
*************** في أضلعي كالصُّلب لا تتصدّعُ!
فابني السجون وضيّقي زنزانها* يا دولة الطغيان لا أتزعزعُ
وتعمّدي قتل الحياة بأضلعي** فالقلب بالإيمان حيٌّ ممرِعُ
وإذا يموتُ فتىً شهيدَ مسيرةٍ**** فسواهُ ألفٌ ثمّ ألفٌ تطلعُ
وإذا يُزاحُ عن المسيرةِ رائدٌ*** فمن الطلائع من ينوب ويدفعُ
×××
والبيت الأخير إشارة إلى إبعاد الشيخ عبد العزيز عودة خطيب مسجد القسام في نوفمبر/ تشرين ثان 1987 ثم أخيه المؤسس القائد فتحي الشقاقي في أغسطس/ آب 1988.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف