الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صدور ديوان "يا هذا، تَكلَّم لِأراكَ"عن دار فضاءات للنشر

صدور ديوان "يا هذا، تَكلَّم لِأراكَ"عن دار فضاءات للنشر
تاريخ النشر : 2018-01-21
عن دار فضاءات للنشر والتوزيع - الأردن
"ياااااهذا، تَكلَّم لِأراكَ"
للشاعر صلاح بوسريف
عَمَل شِعرىّ ذِي نفس ملحميّ، بِلَّوْرِي، مُتَعَدِّد الزَّوايا والأضلاع

عمل شِعريّ، يستغرقُ الكتاب بكامله. 460 صفحة، من القَطْع المتوسِّط. صدر في عمان عن دار فضاءات للنشر والتوزيع.
 إذا كان جلال الدِّين الرُّوميّ، هو فكرة هذا العمل، فهو ليس سوى الحُجَّة التي اتَّخَذَها صلاح بوسريف، سبباً، لِيَعْبُر بها «طريق الحَرير» في ما عَرَفَتْهُ من دَمٍ ودَمارٍ، في القرن السابع الهجري، الثالث عشر الميلادي، بالغزو المَغُولِيّ الَّذِي أتَى على الإنسان والعمران، معاً، دون رحمةٍ أو هوادَةٍ، حيثُ الرُّومي، رُفُقَة والده «سُلطان العلماء» غادر بَلْخَ مسقط رأسه، ليجد نفسَه، نزيل قُونِيَةَ، في هضبة الأناضول، تركيا الحديثة، التي فيها نَسَج أسطورَتَه..

تَقاطُع التاريخ مع الخيال، ودُخُول مرجعيات، ونصوص، ومعارف، كانت عوالم الصُّوفِيَة في هذا القرن أبرزها، ضمن ما رأى الشَّاعر أنَّه يذْهَبُ بهذا العمل الشِّعري إلى بِنائه المَلْحَمِيّ، ويجري في سياق نفس الماء، الذي هو تعبير عن مفهوم الشاعر ذاته لمفهوم «حداثة الكتابة»، أو الشِّعر في كَثْرَتِه وتَوَسُّع دَوَالِّه، بعيداً عن الغِنائية التي اسْتَحْكَمَت في «القصيدة»، كمفهوم، وكممارسة نصِّيَة، لم يخرج الشِّعر المُعاصر منها، بل «الحداثة»، نفسها، لم تخرُج منها، رغم ما ذَهَبَتْ إليه في  بياناتها، كان مفهوم الكتابة بينها.

في هذا العمل الشِّعْرِيّ، أفق لشعرية مُغَايِرَة، وأفق لكتابة بِلَّوْرِيَةٍ مُرَكَّبَةٍ، مُتَعَدِّدَة الزَّوايا والأضلاع، وهي امتداد لما كان الشاعر صلاح بوسريف خاضه في «حامل المرآة» و «شرفة يتيمة» وهي ثلاثية شعرية، و «رفات جلجامش. [كش. بل. كا. مش] الرجل الذي سينبث شجرة جديدة». وليست هذه الأعمال، إلا اشتغال نَصِّيّ، على ما كان بوسريف ذهب إليه في كتابه «حداثة الكتابة في الشِّعر العربي المُعاصر»، الذي صدر موازيا لهذا الديوان، عن دار فضاءات.

من بين أبرز ما يأخذ القارئ في هذا العمل الشِّعري، هو صعوبة تسميته بغير الشِّعر، أو حداثة الكتابة، وهما وجهان لنفس المفهوم، لِما يَتَّسِمان به من توسُّع، وتعدُّد، وانشراح. فلا مكان لتسمية «القصيدة» هنا. فالصفحة، أو التفضية، وتوزيع الأسطر والمقاطع والصفحات، وسُمك الحروف، أو رهافتها، وغيرها من الأبعاد البصرية الطباعية، كلها تدخل، في ما يعتبره الشاعر نفسُه، دَالّاً بصريا، لا يكتفي بقراءة السَّواد، بل إن للبياض، وللتَّفْضِيَةِ والتوزيع الطباعي، دور في النَّظر إلى النص، وكل سهو، أو غفلة عن دالٍّ من هذه الدوال، يجعل النص ناقصاً، والقراءة غير مفيدة، وتبتعد عن شعرية الكتابة. ولعلَّ «التعتيم» الأجناسي، الذي يمارسه بوسريف هنا، هو أحد خواصّ حداثة الكتابة، ففي الكتاب، شعرية النص تغتني بالحَكْي والقَصِّ، وليس فقط بالسرد، وبالاسترجاع، والتَّشَظِّي، والتَّشْقِيق، فبقدر ما النص يبدو متواصلاً، فهو يُحْدِثُ ثغرات، وفجواتٍ، وتصدُّعاتٍ، هي ما يمنح شعرية النص نَفَساً مُغايِراً للكتابة الخَطِّيَة ذات النفس الواحد المُتواصِل.

يحاول صلاح بوسريف، في هذا العمل الشِّعري، وضع الرُّومِيّ في سياقه الشِّعري المُشْكِل والقَلِق، ويعود بنا إلى ما جرى في تجربته الشعرية الصوفية، من تقاطُع غير مُعْلَن، أو مَسْكُوتٍ مع ابن عربي، الذي صَمَت عنه الرومي، رغم كثير مما يُشِير إلى اللقاء بينهما، سواء بالجَسَد، أو بالفكرة، والحلاج، أيضاً، وحتَّى النِّفَّرِيّ، وهو بهذا، يسعى ليقول لنا شعرياً، إنَّ للرُّومي آباء، ليس شمس الدين التبريزي، إلا الشرارة التي أيقظت الجُرْحَ، ووسَّعَتْه أكثر، ليخرج منه هذا الدرويش الدَّوَّار، الذي أحْدَث خَرْقاً في التصوُّفِ، وفي طُرُق النظر إلى االوجود، وإلى عالم الغَيْبِ نفسه، إلى الحدّ الذي صار فيه مُتَّهَماً بالتَّخْرِيف، والتَّجْدِيف، والكُفْر، كما حدث للحلاج وابن عربي قبله.

عمل شِعريّ، يحتاج أن نقرأه في صمت، وبصبر وهدوء، وهو عمل فيه نَفَس ملحمي، بلَّوْرِيّ مُرَكَّب، يُخْفِي ويُضْمِر، أكثر مما يُظْهِر ويُفْشِي، ولُغَتُه، هي لُغَةٌ تنأى بنا عن السياقاتالشعرية الجمالية المعروفة السَّائدة، لأنها تُعيد اخْتِلاق تركيبها وصُوَرِها، كما تُعيد اختلاق الإيقاعات والمُوسيقى النصية، بتدويب النثري في الشِّعري، وصَهْرِهِما، إلى درجة التشويش الشِّعْرِي الجمالي، وبناء نصٍّ ديناميّ مفتوح على الّلانهائي والمُحْتَمَل والمَجْهُول، أي على الشِّعر، لا على القصيدة، أو ما سمَّاه الشاعر بـ «حداثة القصيدة»، عند «الرُّواد» أنفسهم.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف