الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صورة فرنسا المثقوبة! بقلم:نورالدين خبابه

تاريخ النشر : 2018-01-21
صورة فرنسا المثقوبة! بقلم:نورالدين خبابه
 
صورة فرنسا المثقوبة !
ما سأرويه لكم في هذا المقال المختصر، ليس من نسج الخيال، ولا محاولة  مني لتشويه صورة فرنسا، ولا سردًا لقصص عن حقبتها الاستعمارية المسعورة ، وما فعلته في الجزائر ، وافريقيا، في القرن الماضي ...
بل هو  واقع معاش في فرنسا الحالية، حيث الحضارة  والمدنية،  والعدل والمساواة، والأخوة والتسامح...وحقوق الإنسان.
لا تسألوني في نهاية المقال ووقتما تسللت الأسئلة الى أذهانكم: لماذا اخترت فرنسا عن غيرها ؟   أرجوكم .
وللإجابة عن سؤالكم المفترض: لو وجدت وطنا عربيا يأويني ما وضعت أقدامي فيها، ولو أجد اليوم وغدا وطنا عربيا يتحملني... سأركب أول طائرة وأغادر فرنسا  دون تردّد.
بالمختصر: أعطي لي سكن سنة 2006 في حي جديد النشأة، ومن الأحياء الجميلة، فرحت ومن معي أيما فرح بعد 5 سنوات من  المعاناة والانتظار، ولكن فرحتي بالسكن لم تدم طويلا، وتحولت خلال شهر واحد  الى كابوس  ظل يطاردني خلال 12 عاما، وهذا ما جعلني أعنون مقالي:  صورة فرنسا المثقوبة، والذي قرأتموه أعلاه.
في عزّ الصيف، حدث تسرب للمياه عبر السقف، ما جعلني أتصل بالجار الفرنسي...وعندما فُتح الباب، رأيت بركة من الماء وسط البهو، ولاحظت زوجته تقوم بعمل سحب الماء... ما جعلني أتفهم الأمر وأقبل بالواقع المحتوم بعد الاعتذار الذي قدم لي.
تكرّر الأمر عدّة مرات، فاتصلت بالمؤسسة المشرفة على السكنات، عن طريق المسير الأول، وكنت أعتقد أنهم سيتحركون بسرعة كما عهدت ذلك في أماكن أخرى، الاّ أنهم تباطأوا، وظل الأمر دون تدخل حاسم، الى أن بدأ جزء من السقف يتهاوى. ملاحظة: "السكن جديد".
كرّرت اتصالاتي بالمؤسسة المشرفة على السكنات، الاّ أنه في كل مرة أجابه بالتجاهل...وفي إحدى المرّات ذهبت الى المؤسسة وصرخت في وجه المسؤولة ، ما جعل مدير المؤسسة يأتي مهرولا من مكتبه، ويطلب مني أن أهدأ... بعدما تعرف على القضية، وعدني بحل المشكلة في أسرع وقت، وبالفعل، أرسل مختصًا وقام بإصلاح المكان المهلهل وغير دهن الصالون...
اعتقدت أن مشكلتي حلّت، وبعد شهر ين فقط، عاد تسرب الماء من جديد، وبقيت أشتكي كل مرّة.
أصبح الموظف المسير للسكنات كلما يراني، يرفع يديه معتذرًا متأسفًا ...قائلاً قبل أن أسأله: أعلم السيد نورالدين أنك على حق، ولكن ليس بيدي حيلة...
منذ عام ويزيد، جاءت لجنة خبراء  للمعاينة، وفهمت أنهم لم يستطيعوا تحديد الخلل مع أنه واضح بالنسبة لي، وهذا يرمي المسؤولية على الآخر بسبب التأمينات، وبقي ملفي طيّ النسيان.
قبل أشهر، تغيرت المسؤولة، وجاء المسير للسكنات الذي هو الآخر خلف المسير الأول، مبشرًا بأن قضيتي ستحل في أقرب وقت...سألته: هل يعقل أن تعجز فرنسا عن تسوية ثقب وفرنسا ما فرنسا ؟ كان متأثرا جدا من وقع السؤال.
في الوقت الذي تحوّل فيه الحي الذي أسكنه الى مدينة... ازداد   ولدي الأخير، وكبر مع هذا الثقب، وهو الآن يدرس في المدرسة التي لم تكن مبينة أصلا،  وقد بنيت الآلاف من السكنات حولنا ، وبعض الحدائق، وفتحت مراكز تجارية، وسكنات جامعية، دشن خط جديد للميترو...وانطلقت أكبر طائرة ايرباص في العالم، والترامواي، كما تغير عدة رؤساء في فرنسا ورؤساء البلدية، ونشأت أجيال وذهبت أخرى ، لايزال الثقب موجودا... !
لقد أصبح هذا الثقب بمثابة التعذيب النفسي، ويشبه الى حدّ بعيد وضع السجناء في زنزانة.
لا أقول أن الفرنسيين كلهم يتعاملون بهذا الشكل، ليس تدليسا على الناس ولا تلبيسا، وإنما هذه هي الحقيقة. هناك عنصرية مقيتة وتمييز وراءه   أناس   ندفع ثمنه كل يوم.
فكما درست في الجامعة، ودرس أبنائي وأخذوا أعلى الشهادات ...ظل هذا الثقب ينغص عيشنا في المناسبات المختلفة... وعليه:
مهما وصلت فرنسا من تطور وتكنولوجيا وعلم و حضارة،  سيبقى هذا الثقب يشوه صورتها في العالم...مالم يتم اصلاحه.
نورالدين خبابه شاهد على الثقب في فرنسا 20 جانفي 2018.


 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف