الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

انشغال...أم شدهة بال؟ بقلم د. محمود عبد المجيد عساف

تاريخ النشر : 2018-01-21
انشغال...أم شدهة بال؟
بقلم د. محمود عبد المجيد عساف
 
لأني أول المقصرين في حق من حولي والمشدوهين بالحال القريب والبعيد، أحاول دائماً أن أقتنص من الوقت لأقضيه مع أبنائي والعائلة، لكني لا أشعر بلذة القرب ونشوة السعادة لاعتبارات كثيرة يعاني منها أمثالي وغير أمثالي في هذا الوضع الاجتماعي الاستثنائي الذي يتأثر بأقل شيء يمكن أن يتخيله عقل وأي طارئ غير منتظر.

لا أعتقد أن أحداً من الأسوياء يرفض ولو نفسياً جلسات العائلة الودية التي يسودها الود والمحبة والدفء، والحوار الهادئ، والتعبير عن أجمل المشاعر والأحاسيس، لكن ثمة غصة تنتاب التحضيرات وحيثيات والنوايا  الصافية حول هذه الجلسات في مجتمع كمجتمع غزة، يعاني الويلات على كل الأصعدة .
لكن بمفارقة بسيطة، إن تجهيز الجميع لقضاء وقت أمام التلفاز لمشاهدة فيلماً أو برنامجاً ثقافياً، باغتهم قطع التيار الكهربائي، وإن كانت الكهرباء باغتهم الغزو التكنولوجي الذي يشتت الجميع، فينزوي كل في خلوته ليتابع حساباته الخاصة على جهازه الذكي عبر الشاشات الزرقاء.
وإن حيدنا كل ما سبق، وتمت الجلسة، طغى على الحوار مشكلات لا حصر لها، وآلام لا علاج لها، وآمال مهترئة، وشعور بهلامية المستقبل انعكست نفسياً على المغزى الاجتماعي للجلسة، وعكرت صفو اللقاء.
ومع قناعتي الكاملة بأن السعادة شعور داخلي، إلا أنه ليس من المنطق ألا تتأثر النفس بآلام الآخرين فكم من أب يتهرب من عجزه أمام متطلبات بيته؟، وكم من شاب يتهرب من تقصيره في حقوق زوجته؟ وكم من فتاة تنتظر مستقبلها المجهول؟، وكم من شخص حصل على عمل في ظل شح مصادر الرزق يعمل ليل نهار ليحافظ عليه؟، وكم من مظلوم ينتظر انتقام ربه ورد مظلمته؟ وكم من مغبون بنعمة الفراغ ولا يجد جدوى من استثماره ؟
وكم من طفل ضحية لهذا كله؟
     والإجابة عن هذه الأسئلة مجتمعة... أنه شدهة البال لا الانشغال، فقضاء الوقت مع العائلة في الأوضاع الطبيعية يقوي الروابط الأسرية ويصفي الخلافات، ويعزز لغة الحوار ويعيد الذكريات الجميلة، ويكشف الحب، خاصة عندما يخصص له وقت بعد عمل أو نشاط يومي ينتهي بالتجمع الدافئ .
لكن في غزة، يكون الهروب سيد الموقف لتجنب خلافات أو نقاشات عميقة حول أيديولوجيات متداخلة، أو تضييق الفجوة حول انتقاد تصرفات لم تعد ملامحها محسومة بين الرغبات والعادات، أو انسحاب من عجز قائم أصاب النسيج المجتمعي والبنية الأسرية بالتهتك.
إنه الانفصام يا سادة ..
انفصام بين ما يجب أن يكون وبين ما هو كائن، بين ما نتعلمه وما نمارسه، بين ما ندعو إليه وما نقوم به، بين ما يتمناه أولياء الأمور لأبنائهم وما فرضه الواقع العقيم عليهم.
لم يعد متسع للحديث أكثر، ولم يعد في الروح بقية.. ولم يعد بالإمكان تقييد سلطة التكنولوجيا على حياتنا، لكن بقي في النفس شبه انتماء، وخيط رفيع لنجمع الشمل من جديد، فلا شدهة  البال محققة لغايات في مجتمع ينتظر الموت، ولا الانشغال محقق لمزيد من الرفاهية ..!!
 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف