الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عجائز فى عُمر الزهور بقلم: الهام حسنى

تاريخ النشر : 2018-01-19
عجائز فى عُمر الزهور .

عجائز فى عمر الزهور ,ياله من تعبير قاسى ولكنه الحقيقة ,الحقيقة التى قد يشاركنى فيها الكثير ممن سوف يقرأ هذا المقال ,نلتقى بهن فى الذهاب والإياب , فهذه تبيع المناديل فى الإشاره ,وهذه تجلس على الرصيف تطلب ممن يمر عليها المساعدة ,وتلك تحمل حقيبة قد يزداد وزنها عن وزن جسدها الهزيل تسير بها هنا فى الشوارع ,أو تتنقل بها هناك بين عربات المترو لجلب قوت يومها ,ومن المضحك أنها بذلك العمر الذى قد لايتجاوز العشر سنوات بل وربما كان أقل من ذلك وبتلك الحقيبة قد تكون تعول أُسرة بأكملها .
نلتقى بهن كل يوم ,وتختلف نظراتنا إليهم ما بين الشفقة وما بين أنهن متسولات,وما بين التعاطف والمساعدة ,ومابين النفور والإبتعاد عنهن خشية أن تلامس ثيابنا النظيفة تلك الثياب البالية ومابين اللامبالاة و اللاشعور وكأننا بعالم لا يرىد أحد أن يرى سوى ما يُؤلمه هو فقط ,ولكن هل تسائلتم يوماً كيف هى نظراتهن لنا .
هل هى نظرات حُب أم كُره أم عتاب أم أمل فى المساعدة أم ........؟
موقف قد لايهتم له الكثير,تلك الفتاة التى لا يتجاوز عمرها العشر سنوات والتى تحمل حقيبة تفوق وزن جسدها بدلاً من أن تحمل حقيبة المدرسة.
ما بالنا نحن من شعورها وهى تستيقظ باكراً لا للمدرسة ولكن للعمل ,وفى تنقلها هنا وهناك ,ترى تلك البنت الصغيرة والتى ترتدى زى المدرسة المهندم وذلك الحذاء الرائع وذلك الشعر المصفف ممسكة بيد والدتها والتى تحمل عنها الحقيبة التى ليس بها سوى كتيبات خوفاً من أن تثقل بحملها على إبنتها الصغيرة.فإذا إقتربت تلك الفتاة ذات الملابس البالية من تلك الفتاة ذات الملابس المهندمه ,إنتابها الخوف لتقترب من والدتها التى تنظر إلى هذه الفتاة وكأنها تريد أن تقول كيف تجرؤين الأقتراب إبتعدى ,لتاخذ بيد إبنتها إلى الجانب الآخر بعيداً عنها ,ما بالنا نحن بشعورها ,هذا الموقف الذى يتكرر أمام هذه الفتاة فى اليوم مراراً وتكراراً,ماذا ننتظر أن تكون نظرتها إلينا ؟
هُن فتيات نعم هُن فتيات ,تراودهن فى أحلامهن تلك الثياب الجميلة ,وذاك الحذاء الرائع ,وذلك الشعر المصفف ,وأن تتعلم وتكون يوماً ما خريجة فى مجال كذا ,ويأتى فارس أحلامها ليكملان الحياة سوياً ,وأن ,وأن ,وأن .......
حتى يأتى الصباح وتبقى كما هى أحلام ,وتمضى الأيام بهن فتصبح أوهام .
وإليكم حديث تلك الفتاة الجميلة (زهرة) والتى إلتقيت بها فى أحد الأيام بالمترو وبعد حديث طويل معاها قالت ليا تلك الكلمات والتى تغنى عن الحديث بأكمله.
"إحنا ياآبله بنعيش يوم بيوم ,الفرح فى حياتنا ملهوش مكان ,لو ضحكنا بنخاف,دايماً بقول لنفسى أنى هافضل طول عمرى كدا فى الشقا والتعب,أنا وأمى وأبويا بنشتغل طول اليوم علشان إخوات الصغيرين اللى بكره وبعده الله أعلم هيكونوا معانا ولا هيشتردوا ويشتغلوا هنا وهنا ويبقوا زى باقى العيال اللى فى الحتة ,أنا باصحى من الفجر وأحيانا بأفضل لحد الساعه 11بره أبيع لو إتعملى مخالفه فى المترو ودفعت اللى كسبته وأكتر فى المخالفة ,بروح خايفة من السكة محدش بيرحم حد ,بس هعمل إيه يعنى ,لولا إنى مش عايزة أموت كافرة كنت إنتحرت ,بس الحمدلله "
وبعد هذه الكلمات ,حملت (زهرة) حقيبتها لتصعد المترو للبحث عن رزقها كما قالت لي ,وينتهى حديثى معاها ,ولتكمل هي وغيرها معانتهم .
هُن بداخلهن بنات ,هُن بداخلهن أحلام الطفولة ,ولكن كيف لهن بتلك الأحلام ,وأرى هناك فتاة سنها قد لا يتجاوز العشر سنوات تضع رأسها على يدها وكأن براسها هموم الدنيا وما فيها ,هُن فى عمر الزهور فبدلاً من أن نروى تلك الزهور ,تركناها بلا ماء ليس فقط ذلك بل وأخذنا بها إلى الظل كى تبذل وتموت .

كُل هى منهن تُريد أن تُخبركم ......(أنا بنت).
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف