الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الـعــربــة والـحــصـان والحـيـاة الـمـعــاصــرة بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2018-01-18
الـعــربــة والـحــصـان والحـيـاة الـمـعــاصــرة بقلم:حسن زايد
حــســــن زايـــــــــد .. يكتب :
الـعــربــة والـحــصـان والحـيـاة الـمـعــاصــرة

هناك أزمة يعاني منها العقل العربي ، تمثل في تصوري عقبة كئود ، لم يتسن له أن يتخطاها بعد ، ليخطو الخطوة التي بعدها دون عرقلة ، ودون معوقات . تتمثل هذه العقبة في تلك الخصومة المتوهمة مابين الأمس واليوم ، أو التراث والمعاصرة .
وعلي ضوء هذه الثنائية انقسم أصحاب الرأي لدينا إلي قسمين :
الأول ـ ويري أن التمسك بالموروث أولي ، دون الإلتفات إلي المعاصرة . ورأسه وألف سيف ، أنه لن يتنازل عن رأيه ، أو يتراجع عنه ، أو يلتفت عنه يمنة أو يسرة ، في محاولة للموائمة ، أوترك الباب موارباً ، للحصول علي فرصة للأخذ والرد . ويذهب أصحاب هذا الرأي إلي القول بأنه لا صلاح لآخر هذه الأمة ، إلا بما صلح به أولها . وهذا لايعني سوي صب الخلف في ذوات قوالب السلف ، فيربح ــ في تصوره ومعتقده ــ الدنيا والآخرة .
الثاني ـ وينظر عكس اتجاه الأول ، فيري أنه يستحيل عملياً ، صب الخلف في قوالب السلف ، لأن الخلف جعلوا لزمان غير الزمان الذي جعل له السلف ، وأن لكل فرد فرديته المستقلة التي لا يشاركه فيها أحد من معاصريه ، أو سابقيه ، أو اللاحقين به . وكذا الأمر في الأفراد والجماعات والمجتمعات علي مر العصور وتعاقبها . هذه الفردية تحول دون صب الفرد في قالب بعينه ، وهكذا الجماعات والمجتمعات ، علي مر الأجيال وتعاقبها . وأنه يتعين الخلاص من هذه القوالب الجاهزة ، كي تتحرر إراة الإبداع . وأن الأفكار السلفية إن من وجهة نظر هذا الإتجاه ، إن هي إلا أغلال تكبلنا ، وتشدنا إلي الخلف ، وتحول بيننا وبين أسباب الحياة ، ودواعي الحركة التقدم والرقي .
ويضع كلا الفريقين باتجاهيهما العربة أمام الحصان بالنسبة للمجتمع ، حيث لا تكون هناك حركة إلا في المحل ، فلا يمكن للمجتمع التحرك للأمام تاريكاً دينه وراء ظهره ، أو التراجع والتحرك إلي الخلف تاركاً دنياه لغيره ، وكلا الوضعين ، مع حركة العالم من حولنا ، يضعان المجتمع كله في وضع السكون والخمول والتخلف .
وإذا نظرنا بإنعام إلي موقف كلا الفريقين واتجاهيهما . سنجد أن كلا الفريقين يريد أن يصب المجتمع في قالبه ، ويسعي في ذلك، سعياً حثيثاً دؤوباً ، لا يكل منه ولا يمل ، معملاً فيه إرداة الصب والقولبة بإمعان ، ففريق التنوير والمعاصرة يريد أن يصب المجتمع في القالب الغربي ، وينفيه عن دينه ، وينفي دينه عنه ، ظناً منه أن ما صلح في أوروبا ، إبان عصر النهضة ، وما تبعه من عصور ، وأفضي في محصلته ــ في النهاية ــ إلي عزل الدين المسيحي عن المجتمع ، وحصره داخل الكنيسة ، وقصر العلاقة الدينية علي العلاقة بين العبد وربه ، داخل الكنيسة ، وليس خارجها ، ولا شأن للمجتمع به ، ظن هذا الفريق وتوهم أنه يصلح بالضرورة في المجتمع المسلم .
أما فريق السلفيين فإنه كذلك يريد أن يصب المجتمع في قالب السلف الصالح . وينفي المجتمع عن عصره ، وينفي عصره عنه . ويدعوا إلي محاكاة السلف الصالح ، محاكاة من يترسم في سيره خطو السالفين ، دونما التفاتة يمنة أو يسرة . والجريان في ذات مجراهم . ويصدعون أدمغتنا ليل نهار بالحديث عن الحداثة والتنوير باعتبارهما من قبيل النطق بالكفر والزندقة . والطريف في هذا الأمر أننا نجد هذا الفريق ، يتحدث بمثل هذا الحديث ، وبتلك الحماسة ، وهو يستخدم أدوات والعصر ووسائله ، في دعوته ، وفي حياته .
وللخروج من هذا التناقض البين ، ذهب في تبرير موقفه ، إلي أن الله قد سخر هؤلاء الكفار ، ليصنعوا تلك الأدوات والأجهزة والوسائل ، ليستخدمها ، ويتفرغ هو للعبادة . غير مدرك ـ أو مدرك ـ أن هذا تبرير ممقوت ومستهجن ، وبالتالي فهو غير معقول ولا مقبول ، للتخلف المقيم الذي نحيا بين أقبيته المزيفة .
ولا ريب أن الإختيار بين البديلين يؤدي في النهاية إلي التهلكة ، فخيار الحداثة بلا دين ، يضيع الدين ، وخيار التسلف دون معاصرة ، يضيع الدين والدنيا معاً . ويرجع ذلك إلي أن محاكاة الآخر لا تدع أي مجالاً للإبداع ، كما أنها لا تمنح الإرادة الحرة فرصة الإختيار بين البدائل ، كي تقع عليها تبعة إختيارها ، كما اراد لها الله ، بجعل كل إنسان مسؤولاً عما يفعل . وفي ذلك قضاء علي سر الحياة ، واستشراف لمشارف الهلاك والفناء والإنقضاء ، وكم من حضارات قد اندثرت ، وانطوت ، وطمرها التاريخ بسبب ما نحن فيه .
لا شك أن الحياة قد اختلفت . فحياة اليوم ، ليست كحياة الأمس أو الغد ، والخيل والبغال والحمير ، قد استبدلت بالسيارة ، والقطار ، والطائرة ، والسفينة . وبدلاً من مجالس الشعر والسمر ، التي كان يستعرض فيها الأقدمون ما يبدعونه من مركبات لفظية ، سواء شعراً أو نثراً ، أصبح هناك مجالس العلم والبحث ، ومعامل الإختبار ، والإختراعات والإبتكارات . أصبح هناك نظم في كل شيء مما لم يكن معروفاً من قبل ،
فماذا علينا لو تلمسنا طريقاً لأنفسنا يجمع بين الطريقين ، طريق الموروث أو الأصالة ، وطريق الحداثة أو المعاصرة . دون محاكاة في خطوات السير ، أو مادة المشكلات ، وإنما محاكاة في الموقف والإتجاه والنظر . محاكاة في القيمة التي يجري الإحتكام إليها . وبذا لا نفارق الدين ، ولا نخاصم العصر ؟ .
حــســـــن زايــــــــــد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف