الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الضمير ووجبة السمك بقلم اسعيد حماد العماوي

تاريخ النشر : 2018-01-17
الضمير ووجبة السمك
وقف متسولاً على أحد أبواب المساجد وأطلق جملة من أعماق قلبه كانت حجة على الجميع، قال: ( من لا يملك نقوداً فليعطيني طعاماً من بيته والله أني جوعان) .. ومن ضمن السامعين كان (فلان) الذي كان قبل عام 2007م يملأ صوته المعمورة داعياً للفضيلة والتراحم ناقداً خصومة السياسيين بالفحش والفجور وقسوة القلب، وها هي عقارب الساعة تسير للأمام عشر سنوات وسنة ليصبح فلان في موقع متقدم في سطوة الحكم وهو الآن يسمع هذه الجملة من هذا السائل المعدوم وتسقط حروفها كاللهب لتشعل ضميره النائم في سبات عميق، ولكنه تجاوز اليد الممدودة دون اكتراث وأكمل خطواته لخارج المسجد، وهو يلبس حذائه تردد في داخله الشق الأخير من الجملة ( والله أني جوعان ) فوخزه ضميره وخزة قوية ولكنه سرعان ما أزاح هذه الجملة من مخيلته، وأكمل لبس حذائه وخرج إلى الشارع، وسرعان ما انطلق صوت عذب لأنشودة إسلامية تطرب النفس المؤمنة له ، وما كان إلا صوت هاتفه المحمول، فصديقنا (فلان) يحرص على الشكليات حتى في نوع رنين هاتفه فالحياة لا تستقيم بدون هذه الشكليات، كان المتصل زوجته تستعجله لتناول طعام الغداء وتذكره بأن يحضر معه الليمون فوجبة السمك لا تستقيم بدون وجود حبات الليمون لتزيين شكلها أولاً ( ألم نقول أنه حريص على الشكليات) ولإضافة الطعم الحامض لهذه الوجبة الشهية ثانياً ، طمأنها بصوت مرتجف أنه لم ينسى، وقبل أن يغلق الهاتف سالته عن سبب ارتجاف صوته فقال: لا شيء لا شيء واغلق الهاتف وهو يردد ( أنه جوعان أنه جوعان) وأكمل وهو يحدث نفسه ( أن هذا السائل أفسد علي يومي)، وواصل خطواته إلى محل الخضروات وبدأ بملأ الكيس بجبات الليمون، ولم يتركه ضميره بعد فقد بدأ يقول في نفسه: ( أتشتري الليمون يا فلان لتزين به وجبة السمك وذاك المتعوس جوعان؟) وللمرة الثالثة ازاح المشهد من أمامه، وأعطى البائع الثمن وغادر إلى البيت، وما أن فتح الباب حتى ملأت رئتيه رائحة السمك الشهية واستقبلته زوجته وأطفاله بشيء من العتاب على تأخره لدقائق قليلة، استبدل ملابسه واستعد لتناول الغداء الشهي مع أسرته، ولكن فلان الذي كان صوته يملأ المعمورة داعياً للفضيلة والتراحم قبل عشر سنوات وسنة لا زالت بقايا ضميره تؤلمه بعد أن سمع تلك الجملة من ذاك المتعوس الواقف بباب المسجد، وانتبه لوكزه من زوجته تعيده للواقع وهي تسأل بإلحاح ما بك يجب أن تخبرني، فقال لها خبر ذلك المتعوس وردد على مسامعها الجملة التي كانت حجة على الجميع ( من لا يملك نقوداً فليعطيني طعاماً من بيته والله أني جوعان)، صمتت قليلاً ثم قالت: لعله كاذب، تلك الجملة أراحت ضميره وقال في نفسه نعم لعله كاذب بل كلهم كذابون ويمتهنون التسول ويتفننون بالكلمات التي تجلب لهم الشفقة .. وحينها التهم وجبة السمك بشراهة وذهب بعدها للقيلولة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف