الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تجنب التكلم بالعربية وإلا ستعاقب بقلم سعيد مقدم أبو شروق

تاريخ النشر : 2018-01-17
تجنب التكلم بالعربية وإلا ستعاقب بقلم سعيد مقدم أبو شروق
اليوم تكلم طلابي باللغة العربية في الصف فيما بينهم، فمنعتهم.
ولكن ليس على طريقة زميلتي الفارسية التي تدرس في إحدى قرى الأهواز وبالتحديد في قرية بيت محارب، والتي عاقبت طالبة لأنها تكلمت مع زميلتها بلغتها العربية.
وكانت العقوبة أن تكتب التلميذة الجملة الفارسية (از صحبت كردن به زبان عربي در كلاس پرهيز ميكنم)، مئة مرة.
ومعناها (سأتجنب النطق بالعربية في الصف).
والجدير بالذكر أن الدروس تلقى في مدارسنا الأهوازية باللغة الفارسية طبقا للدستور الإيراني، وقد نص هذا الدستور في مادته 15 على أن القوميات غير الفارسية تستطيع أن تدرس لغتها وأدبها بلغتها بجانب اللغة الفارسية، ولكن هذه المادة بقت ومنذ مجيء الجمهورية الإسلامية حبرا على ورق.
بل وازدادت العنصرية بلة حيث يمنعون طلابنا العرب من أن يتكلموا مع بعضهم بلغتهم العربية في المدارس.
يقال أن في عهد البهلويين المقبورين والذين كانوا يحكمون البلاد قبل أربعة عقود، مُنع النطق بالعربية في مدارس الأهواز منعا باتا، ومن لم يلتزم بهذا القانون الجائر يغرم.
فماذا غيرت الجمهورية الإسلامية في الأمر وكيف أصبح المعلمون الفرس في عهدها يمضون دوراتهم التدريبية التي تستغرق أربع سنوات في جامعة المعلمين؟
المعلمون الذين ترسلهم دوائر التعليم والتربية إلى مدارس المناطق العربية، هل علموهم أن يحترموا ثقافة ولغة الطلاب؟!
هل أوصوهم أن يحترموا الطالب العربي حتى لو كان لا يستوعب الدروس بسبب ضعفه في اللغة الفارسية؟!
بماذا أوصوك وماذا علموك أيتها الأستاذة حتى أمسيت تمقتين العربية وأهلها إلى هذا الحد؟!
وكم طالبة عربية زرعت اليأس والخوف في قلبها فشردتِها من الدرس والمدرسة؟!
عجبي، وكأن القوم أشربوا في قلوبهم كره العربية ومن ينطق بها!
قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا. (من سورة البقرة)
فأما أنا يا زميلتي التي لا أحب أن أنعتك بالعنصرية لأنك زميلتي، فلقد منعتهم من النطق بالعربية لأنهم كانوا يخلطون العربية بالفارسية خلطا يسيء إلى لغتنا الحبيبة لغة الضاد.
ولا ألومهم، ذلك لأنهم لم يدرسوها في مدارس عربية، وكان من حقهم الطبيعي أن يدرسوها، وبسبب هذا الحرمان فإنهم لا يتقنون النطق بلغتهم بشكل يليق بها وبهم.
فهذه اللغة لغة الله التي كلم بها رسوله وأنزل بها كتابه الكريم، وحفظه من الضياع والتحريف.
ولا يجدر بنا أن نمزجها بغيرها والحال أنها مكتفية بذاتها.
ولهذا طلبت من طلابي باحترام تام أن يتكلموا فيما بينهم بالفارسية في الصف، أو أن يتكلموا العربية بالعربية الصحيحة.
ولأنهم لا يستطيعون التخلي عنها، لأنها لغة الحنان والحب، لأنها لغة الأم؛ قالوا لي في حسرة:
لكننا لا نجيدها كما تتوقع منا!
خاطبتهم (وبكل احترام طبعا):
سنتعلمها بجانب الرياضيات إذن.
من الآن فصاعدا، لا تقل لزميلك:
اعطني الخودكار!
بل قل: (اعطني القلم الجاف)....
وكتبت على السبورة:
خودكار=قلم جاف
وطلبت منهم أن يكتبوها في دفاترهم، ففعلوا بلهفة وفرحة كفرحة طفل كان قد ضيع أمه فوجدها.
نعم، إنها لغة الأم، بل الأم بذاتها؛ فإن ضيعناها تيتمنا وضيعنا كل شيء.
واعدتهم أن أصحح لهم في كل جلسة كلمة أو جملة.
وقد استقبلوا اقتراحي، وبدؤوا يكتبون المفردات التي يتعلمونها بأقلامهم الجافة، ولكن يكتبونها مرة واحدة لا مئة مرة.

سعيد مقدم أبو شروق - الأهواز
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف