( القُدسُ أَم أُورشَلِيم ! )
بِقَلَم / مَجدِي يَعقُوب
- فِي الهَزِيعِ الأَخِيرِ مِنَ قَصِيدَةٍ
مَسكُوبَةٍ عَلَى قَمِيصِ يُوسُفُ الصِّدِّيق
يَنتَحِرُ القَلَمُ بَينَ فَاصِلَتَينِ هَائِمَتَينِ
مَا بَينَ أَزرَارِ الطَّهَارَةِ و الخَطِيئَة
فَيَتَسَاءلُ مَن حَاوَلَ كِتَابَتِهَا !
هَل يَصبُوَ العَاشِقُ لأَن يَكُونَ عَاشِقًا
أَم أَنَّهُ يَصبُو للحَبِيبَة ؟!
و هَل يَكتَفِي الشَّاعِرُ بِأَثوَابِ المُنَادَمَةِ
أَمَامَ بَابِ الخَليفَةِ
أَم أَنَّهُ يَرجُو القَصِيدَة ؟!
- لا جَوَاب !
- لِنُكمِلْ القَصِيدَةَ بِقَلَمٍ آخَرٍ
لَم يُفَكِّر فِي الإنتِحَارِ مَرَّةً مِن ذِي قَبلٍ
رُبَّمَا يَكُونُ أَقَلَّ جَودَةٍ مِن أَخِيهِ
لَكِنَّهُ يَحمِلُ نَفسَ الجِّينَاتِ فِي مِدَادِهِ
هَكَذَا يَقُولُ كَاتِبُهُا
- هَيَّا يَا قَلَمِي أُكتُب
- مَاذَا تُرِيدَ مِنِّي أَن أَكتُب ؟!
القُدسُ أَم أُورشَلِيم !
- أُكتُب بِلِسَانٍ عَرَبِيٍ مُبِين
- مَا أَنَا بِكَاتِبٍ
و مَا نَفعُ نَقشَ أَبجَدِيَّةٍ
لا تَعرِفُ قَاتِلَهَا و لا مَقتُولَهَا
أَكمِلْ هَزِيعَكَ بِلا مِدَادِي
فَاليَتِيمُ لا يُعرَفُ عِندَ أَبِيهِ يَا سَيِّدِي
- قَالَهَا و انتَحَر
- لِمَا تَنتَحِرُ الأَقلَامُ تِبَاعًا ؟!
فَأَنَا لَم أَدعُهَا لِلقِتَالِ
و لَم أَدعُهَا لِتَبَادُلِ القُبَل !
و الأَورَاقُ لَيسَت سَاحَةً لِلنِزَالِ
و لا سَاحَةً لِلرَّقصِ
كَمَا أَنَّ حُرُوفِي لا تَمتَلِكُ مَهَارَةَ الجُّنُودِ
المُوغِلِينَ فِي البُطُولاتِ
و لا غَنجَ المُومِسَاتِ فِي زُقَاقِ الرَّقِيقِ
حِينَ تَنَامُ اللَّذَّاتُ مَع أَحلَامِهَا
- ثُمَّ مَاذَا ؟
- مَا الفَرقُ بَينَ الإنتِحَارِ فِي قَصيِدَةٍ
و بَينَ المَوتِ مِن أَجلِهَا ؟!
- لا جَوَاب !
- هنا تَسَاءلَ بَعضُ العَابِرِينَ
عَلَى جَنَبَاتِ القَصِيدَةِ
قَبلَ أَن يَتَوارَو خَلفَ المَجَازَات
مَا الَّذِي مَنَعَ تَدَلِّي الرُّطَبُ مِن ثَدِّيِ أُمِّهِ ؟!
هَل هِيَّ غُربَةُ النَّخِيلِ فِي شَوارِعِ المَدِينَةِ
و انزِعَاجِهَا مِن ضَوضَاءِ البَاعَةِ المُتَجَوِّلِينَ !
أَم أَنَّهُ الوَطَنُ الَّذِي بَاتَت أَجرَاسُهُ
لَا تُقرَعُ إِلَّا فِي أَعنَاقِ البَهَائِم !
- لا جَوَاب !
- القُدسُ أَم أُورشَلِيم !!
- سَأُجِيبُكَ دُونَ أَن تَكتُبَ هَزَائِمَكَ عَلَى قُيُودِي
- هِيَ القُدسُ مُجَلَّلَةٌ بِكُلِّ هَذَا المُقَدَّس
تَنتَظِرُ خُوذَاتَ المُدَافِعِينَ عَن أَشلَائِهَا
و عَن أَسرَابِ الحَمَام
مُحَرَّمَةٌ أَرضَهَا إلَّا عَلَى زَيتُونِهَا
و عَلَى رِيحِ الحَصِيدِ حَافِظَ أَسرَارَ البَتُولِ
مَمزُوجٌ بِأنفَاسِهَا
مُحَرَّمَةٌ أَرضَهَا إلَّا عَلَى هِلالِ قُبَّتِهَا
كَأنَّهُ ابتِسَامَتِهَا
هِيَ القُدسُ مَدِينَةٌ يَمُوتُ مِن أَجلِهَا الجَّمِيعُ
و عَلَى عَتَبَاتِهَا زَرَعنَا أَكبَادَنَا فِي أَصَائِصِ الزَّعتَر
كَي تُنبِتَ لَنَا الرِّجَالَ و أُمَّهَاتِهِم
و تُنبِتَ لَنَا النِّسَاءَ و آبَائِهِم
خَلِيطٌ مِنَ الأَموَاتِ و الأَحيَاء
يُسقِطُونَ مِن جُيُوبِهِم الهَزِيمَةَ فِي سُجُودِهِم
و يُعلِنُوا الإنتِصَارَ عِندَ القِيَام
بِقَلَم / مَجدِي يَعقُوب
- فِي الهَزِيعِ الأَخِيرِ مِنَ قَصِيدَةٍ
مَسكُوبَةٍ عَلَى قَمِيصِ يُوسُفُ الصِّدِّيق
يَنتَحِرُ القَلَمُ بَينَ فَاصِلَتَينِ هَائِمَتَينِ
مَا بَينَ أَزرَارِ الطَّهَارَةِ و الخَطِيئَة
فَيَتَسَاءلُ مَن حَاوَلَ كِتَابَتِهَا !
هَل يَصبُوَ العَاشِقُ لأَن يَكُونَ عَاشِقًا
أَم أَنَّهُ يَصبُو للحَبِيبَة ؟!
و هَل يَكتَفِي الشَّاعِرُ بِأَثوَابِ المُنَادَمَةِ
أَمَامَ بَابِ الخَليفَةِ
أَم أَنَّهُ يَرجُو القَصِيدَة ؟!
- لا جَوَاب !
- لِنُكمِلْ القَصِيدَةَ بِقَلَمٍ آخَرٍ
لَم يُفَكِّر فِي الإنتِحَارِ مَرَّةً مِن ذِي قَبلٍ
رُبَّمَا يَكُونُ أَقَلَّ جَودَةٍ مِن أَخِيهِ
لَكِنَّهُ يَحمِلُ نَفسَ الجِّينَاتِ فِي مِدَادِهِ
هَكَذَا يَقُولُ كَاتِبُهُا
- هَيَّا يَا قَلَمِي أُكتُب
- مَاذَا تُرِيدَ مِنِّي أَن أَكتُب ؟!
القُدسُ أَم أُورشَلِيم !
- أُكتُب بِلِسَانٍ عَرَبِيٍ مُبِين
- مَا أَنَا بِكَاتِبٍ
و مَا نَفعُ نَقشَ أَبجَدِيَّةٍ
لا تَعرِفُ قَاتِلَهَا و لا مَقتُولَهَا
أَكمِلْ هَزِيعَكَ بِلا مِدَادِي
فَاليَتِيمُ لا يُعرَفُ عِندَ أَبِيهِ يَا سَيِّدِي
- قَالَهَا و انتَحَر
- لِمَا تَنتَحِرُ الأَقلَامُ تِبَاعًا ؟!
فَأَنَا لَم أَدعُهَا لِلقِتَالِ
و لَم أَدعُهَا لِتَبَادُلِ القُبَل !
و الأَورَاقُ لَيسَت سَاحَةً لِلنِزَالِ
و لا سَاحَةً لِلرَّقصِ
كَمَا أَنَّ حُرُوفِي لا تَمتَلِكُ مَهَارَةَ الجُّنُودِ
المُوغِلِينَ فِي البُطُولاتِ
و لا غَنجَ المُومِسَاتِ فِي زُقَاقِ الرَّقِيقِ
حِينَ تَنَامُ اللَّذَّاتُ مَع أَحلَامِهَا
- ثُمَّ مَاذَا ؟
- مَا الفَرقُ بَينَ الإنتِحَارِ فِي قَصيِدَةٍ
و بَينَ المَوتِ مِن أَجلِهَا ؟!
- لا جَوَاب !
- هنا تَسَاءلَ بَعضُ العَابِرِينَ
عَلَى جَنَبَاتِ القَصِيدَةِ
قَبلَ أَن يَتَوارَو خَلفَ المَجَازَات
مَا الَّذِي مَنَعَ تَدَلِّي الرُّطَبُ مِن ثَدِّيِ أُمِّهِ ؟!
هَل هِيَّ غُربَةُ النَّخِيلِ فِي شَوارِعِ المَدِينَةِ
و انزِعَاجِهَا مِن ضَوضَاءِ البَاعَةِ المُتَجَوِّلِينَ !
أَم أَنَّهُ الوَطَنُ الَّذِي بَاتَت أَجرَاسُهُ
لَا تُقرَعُ إِلَّا فِي أَعنَاقِ البَهَائِم !
- لا جَوَاب !
- القُدسُ أَم أُورشَلِيم !!
- سَأُجِيبُكَ دُونَ أَن تَكتُبَ هَزَائِمَكَ عَلَى قُيُودِي
- هِيَ القُدسُ مُجَلَّلَةٌ بِكُلِّ هَذَا المُقَدَّس
تَنتَظِرُ خُوذَاتَ المُدَافِعِينَ عَن أَشلَائِهَا
و عَن أَسرَابِ الحَمَام
مُحَرَّمَةٌ أَرضَهَا إلَّا عَلَى زَيتُونِهَا
و عَلَى رِيحِ الحَصِيدِ حَافِظَ أَسرَارَ البَتُولِ
مَمزُوجٌ بِأنفَاسِهَا
مُحَرَّمَةٌ أَرضَهَا إلَّا عَلَى هِلالِ قُبَّتِهَا
كَأنَّهُ ابتِسَامَتِهَا
هِيَ القُدسُ مَدِينَةٌ يَمُوتُ مِن أَجلِهَا الجَّمِيعُ
و عَلَى عَتَبَاتِهَا زَرَعنَا أَكبَادَنَا فِي أَصَائِصِ الزَّعتَر
كَي تُنبِتَ لَنَا الرِّجَالَ و أُمَّهَاتِهِم
و تُنبِتَ لَنَا النِّسَاءَ و آبَائِهِم
خَلِيطٌ مِنَ الأَموَاتِ و الأَحيَاء
يُسقِطُونَ مِن جُيُوبِهِم الهَزِيمَةَ فِي سُجُودِهِم
و يُعلِنُوا الإنتِصَارَ عِندَ القِيَام