الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قبعات التفكير ، وتطور أنماط التفكير بقلم: سلامة عودة

تاريخ النشر : 2017-12-30
قبعات التفكير ، وتطور أنماط التفكير  بقلم: سلامة عودة
القبعات الست وعلاقتها بأنماط التفكير.
تزدهي الطبيعة بطيف الألوان، وهي منظومة يقودها اللون الأبيض، وعند تحليل هذا الطيف وفق منشور التحليل الضوئي، تخرج هذه الألوان ، غير أن السؤال المطروح هو: ما السبب الذي منح بعض هذه الألوان دلالات معينة، وهذه الألوان التي في صدد دراستها : الأحمر ، والأخضر، والأصفر، والأبيض، والأسود، والأزرق، واللغة العربية قد أطلقت أسماء عليها ، وهي التي انبثقت عن طيف الألوان؛ لذا عبقرية اللغة منحتها اسماً ، ولم تمنحها صفة كباقي الألوان التي سنأتي على ذكرها واتشحت بثوب الصفة لا الاسم، ومن هنا نرى أن الألوان تنقسم إلى قسمين : منها ما يعد اللون اسماً للمسمى، وما يعد اللون صفة للمسمى، فمثلاً : اللون الأحمر وهو اسم لهذا المسمى، ويرمز إلى الحب ، ذلك بأن القلب مخزن هذا الشعور ، وهو أحمر في وصف الرسامين له عندما يرمزون إلى فكرة الحب بين المحبين، يكون شكل القلب بلونه الأحمر حاضراً في مخيلتهم ، لتسقط على الورقة صورة القلب الحمراء الرامزة للحب، ولكن اللون الأحمر يدل على لون الدم الذي يندلق من الشرايين أو الأوردة، وبالتالي ينذر بالخطر ، فاللون الأحمر حمل دلالتين: الأولى دلالة الحب ، والثانية دلالة الخطر، ألا ترى أن إشارة المرور التي تدل على الخطر قد لونت باللون الأحمر، وهناك تطبيقات كثيرة في الحياة قد حملت اللون الأحمر للدلالة على التحذير.(1)
أما اللون الأسود فقد كان يرمز إلى الحزن، قد لوحظ ذلك من خلال ثوب الحداد المتدثرة فيه الثكلى ، والعقال الذي صبغ بالأسود تاريخياً دلالة على الحزن الذي لف المسلمين عندما غادروا درة المغرب الأندلس، وفق الروايات، ويرجع تاريخ اتخاذ اللون الأسود دلالة على الحزن من زمن السومريين ، فقد كان يعبدون الآلهة ، ومن أشهر آلهتهم ( تموز) الذي يجلب لهم الخير، وبالتالي عند حلول الخريف والشتاء وفق معتقدهم ، ينزل إلى العالم السفلي ، عالم الأموات، وهنا يسود الحزن الشديد على الفراق، ومن هنا دل الأسود على الحزن، والطبيعة تكتسي بالسواد وخاصة في فصل الشتاء، الذي يصل السواد في الجو إلى أوجه، ليبزغ فجر الربيع ، ويعود الخصب والحياة ثانية، وقد تغنى الشعراء بأسطورة تموز في أشعارهم، من خلال توظيف الأسطورة ، لتدل على الرمز ومن الشعراء الذين تناولوا الأسطورة نجد محمود درويش، وعبد الرحيم عمر ، وغيرهم.
وبالإضافة إلى ذلك ، نجد اللون الأسود الذي كان زمن السومريون يدل على الرفعة والمكانة، فما زالت هذه المعتقدات سائدة حتى وقتنا الحاضر ، والأمثلة كثيرة نورد منها: لباس القاضي، والخريج الجامعي، وبدله العريس يوم زفافه...
أما اللون الأخضر فيدل على الأمان، واللون الأخضر يدل على رقعة اليابسة المتدثرة باللون الأخضر الذي يقري عين الناظر، ولعل فكرة الآمان جاءت من سفينة نوح ، فعندما بعث الغراب لم يرجع، فكان اللون الأسود حليفه، ويدل على البعد، حتى إنهم نعتوه بغراب البين، أما الحمامة البيضاء فعادت بالآمان ، من خلال غصن الأمان ، وهو غصن الزيتون الأخضر، واللون الأخضر يدل على التجدد والحيوية والإبداع، والمزارع يعرف هذا الإبداع من خلال انبثاق زرع جربه في أرضه، وعندما يجد ساقه، يعلن عن شيء جديد خرج من جراء تجاربه التي أثمرت هذا الإبداع الذي سيعممه لاحقاً.
وأما اللون الأصفر، فينذر بقدوم شيء غير مرغوب فيه، فتراه يسبق اللون الأحمر في الظهور في الإشارة الضوئية مثلاً، كما أنه يشير إلى مرض قد يلف الجسد، وله دلالة على الغيرة التي تمسي حجر عثرة في طريق الحب والمحبين، وله ارتباط بفصل الخريف المتساقطة أوراقه بعد إصفرارها إيذاناً بقدوم فصل الشتاء الذي يعقب فصل الخريف، ببرده ، وشح الغذاء.
وكما أننا نلمس هذا التشاؤم ، عندما نجد الشمس بلونها الأصفر تكسب الطبيعة الحياة ، وتدل على النشاط والحيوية من خلال الطاقة التي تدفعها في الطبيعة والإنسان، فيصبح اللون يدل على الإيجابية ، لا السلبية، وموطن السلبية فيه عند تنحدر الشمس إلى الزوال تشعر بهذا الأسى الذي يلفها وهي تنذر بقدوم الليل أو الموت على جدار الأفق، فالدلالة متداخلة، فهي في رائعة النهار أو قل رابعة النهار تكون في قمة عطائها، وعندما تبدأ بالرحيل إلى المغيب توحي بالحزن على الفراق.
أما اللون الأبيض فيدال على النقاء، وما لباس العروس، إلا دلالة على نقاء الفتاة، وكفن الميت إلا دلالة على ذلك؛ ليكون نقياً في أعماله، عند إرساله لربه، كما ارتبط بلون الحليب الأبيض الصافي الفصيح، وهو فصيح خالي من الشوائب، وقد أطلق على العربية بالعربية الفصيحة تشبيهاً بهذا اللبن الخالي من الشوائب، وكذلك العربية الفصيحة الخالية من شوائب المفردات الدخيلة، لذا كانت البادية بعيدة عن هذا الامتزاج، وقد بعث خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم إلى البادية للرضاعة لهذا اللبن الخالص السائغ للشاربين، واللغة الخالصة السائغة للمتحدثين.
(1)- ينظر إلى ظواهر حضارية وجمالية في التاريخ القديم، فوزي رشيد، ص 85-86،98-93.
وأما اللون الأزرق، فيدل على الصفاء، وهو لون سائد في الطبيعة، في لون السماء، والبحار والمحيطات، وهذا اللون يشغل قرابة 72% من مساحة اليابسة، والصفاء أتى من انقشاع الغيوم والغبار من على صفحة السماء، فيبدو صافياً بلونه الأزرق.
وهذه الألوان السابقة الذكر، لها أسماء في اللغة العربية، وعرفت بها، وسنورد صفات لألوان اكتسبتها من البيئة المحيطة ، وهي اللون الفضي، والرمادي، والجوزي، والبنفسجي، وهي على النحو الآتي:
فاللون الفضي يشبه لون الفضة، واكتسب الصفة من هذا المعدن، وختم بالياء ليدل على الصفة، والرمادي من لون الرماد المتخلف بعد إيقاد النار، واللون الجوزي يشبه لون الجوز، والبنفسجي يشبه ورد البنفسج، واللون البصلي والبطيخي ، والخمري والزيتوني... إن هذه الألوان اكتسبت صفاتها بالتشبيه ، وليست أسماء أساسية لها وفق وصف اللغة العربية لها.
وبالوقوف على لونين لتبيان الدلالة ووضوحها، نأخذ اللونين الرمادي والبنفسجي، فاللون الرمادي يدل على الوسطية ولا يعطي حسماً للون أبيض أو أسود، فمثله كمثل الذي يمسك بالعصا من الوسط، فنسمع من يطلق على المياه بالمياه العادمة بين الصفاء والكدر، واللون الرمادي لا يعطي حكماً قاطعاً، وهو يصلح مع كل الألوان نظراً لحياديته في عدم حسم الأمور.
أما اللون البنفسجي فهو تركيب من اللون الأحمر والأزرق، فهو لون يدل على العاطفة ، والصفاء في الوقت نفسه، فهو قد جاء اسمه من وردة البنفسج كما ذكرنا، ويرمز إلى الأمل ، ونلحظه في الطبيعة من امتزاج اللون الأحمر الذي تخضب به الأفق عند المساء، باللون الأزرق المتشحة به رقعة السماء، وبالتالي يأتي من التقاء المساء بالسماء في لونيهما، يظهر اللون البنفسجي ، وبخاصة في فصول الربيع والشتاء والربيع.
والموروث التاريخي له يقول: عندما يظهر اللون البنفسجي عند الغروب، ينمي رغبة الناس في إنهاء فترة العمل، والعودة إلى البيوت للراحة، والتمتع بوقت الفراغ، والتخلص من عناء العمل، وبرودة الجو في الشتاء، لهذا صار اللون البنفسجي عندهم لون الأمل.(1)
والألوان لها دلالات أخرى في المجال العلمي ، فنجد الجدول الدوري قد اتخذ من الألوان منصة لتمييز العناصر، والمقاومات قد بنيت على الألوان في إظهار قيمتها، وإشارات السيمافور من الألوان، ووقفة متأنية عند ألوان الأعلام في الدول نجد الألوان حاضرة ، ولكل لون دلالة وفق ثقافة الشعوب، ولو عبرنا إلى العلم الفلسطيني وجدنا أربعة ألوان ، الأسود والأخضر ، والأبيض ، والأحمر ، وهناك في التاريخ ارتبطت بالراية في المعركة ، فراية الرسول صلى الله عليه وسلم كانت خضراء، ومن ثم راية من جاء بعدة بيضاء وسوداء.
ونجد الشاعر صفي الدين الحلي يقول:
بِيضٌ صَنائِعُنا، سودٌ وقائِعُنا خِضرٌ مَرابعُنا، حُمرٌ مَواضِينا.
ولما كانت لهذه الألوان هذه الدلالات، فقد درسها الطبيب البريطاني إدوارد دي بونو، في الثمانينيات من القرن الماضي، وابتدع نظريتة القائمة على فبعات التفكير الست، من الألوان الست التي لها أسماء في اللغة العربية، فاتخذ الألوان الأحمر والأخضر ، والأزرق، والأصفر،والأسود ، والأبيض، ولم يتخذ الصفات، ليخرج بأنماط تفكير لدى البشر وفق دلالات لهذه الألوان، وبالتالي استطاع بفكرته أن ينفذ إلى حل المشكلات من خلال توظيف هذه القبعات الست.(2)، وهودكتوراة في الطب وعلم النفس،والفلسفة،مبتدع برنامج كورت لتطوير تفكير الإنسان، ووسائل التفكير الإبداعي، واستشاري لكثير من المؤسسات.(3)
(1)- ظواهر حضارية وجمالية ، مرجع سابق، ص98.
(2)-قبعات التفكير الست ، www.ketabna.com
(3)-مفهوم القبعات الست، www.khodkhebra.com
قبعات التفكير الست
وفي محاولة لدراسة تحليل عملية التفكير عند الإنسان، قام الطبيب إدوارد دي بونو الذي أفاد من معلوماته الطبية عن المخ في تحليل أنماط التفكير عند الإنسان؛ ليصبح أشهر عالم في مجال التفكير وتحليله وأنماطه؛ إذ ابتكر طريقة القبعات الست، وله نظريات عديدة في هذا الخضم، ومنها: التفكير الجانبي، والميداليات الست.
وفي أثناء سفره من بريطانيا إلى ماليزيا، لمعت فكرة القبعات الست؛ وذلك بالمقارنة بين طريقة تفكير الغرب المعتمدة على الفلسفة السفسطائية التي تقوم على الجدل ، والحوار، والمناقشة، وطريقة تفكير الشرق ، ولاسيما اليابانيون المعتمدة على التفكير الموازي، كما أسماه، فالطريقة الأولى تنهض على التفكير المتعاكس بين الأفراد المجتمعين؛ إذ يبدي كل طرف وجهة نظره في مسألة ما، ويجادل الآخر لإثبات صحة هذا الرأي، مما يجعل الأفكار متعاكسة ؛ أي كل فكرة تقابلها فكرة مختلفة؛ ما يجعل الأفكار تتجاذب في أحيان كثيرة؛ فتصبح المحصلة صفراً، في النهاية؛ وذلك وفقاً للقانون الفيزيائي الذي أثبت أن دفع الجسم من هذه الجهة ، ومن الجهة المقابلة، بالقدر نفسه يفقده الحركة، وتكون المحصلة صفراً، وقد أسقط هذا القانون على طريقة التفكير المتعاكس؛ ما يعني أن الجدل أحياناً لا يؤدي إلى نتيجة مرضية ، في حين كنا نعتقد أن هذا الجدل سبيل لتحقيق الموضوعية في التفكير(1)، وهذا ما يتفق ورأي الإسلام من خلال النهي عن الجدل، وقد أشار إليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وفق الآتي:
دور الجدل في أصله اللغوي على معاني القوة والصلابة وشدة البأس، فالجدل هو العظم الموفَّر لا يُكسر، ولا يُخلَط غيره به، والرجل المجدول الخلق هو المحكم الفتل، المتين التركيب، ويقال: جدَل الشيءُ؛ أي قوِي، وجدل خصمَه: صرعه على الجدالة؛ أي الأرض، وكان من ذلك أن جادله بمعنى ناقشه وخاصمه، وأنَّ الجدل شِدَّة الخُصومة والقُدرة عليها.

والجدل إذًا ضرْبٌ من الخُصومة والمغالبة بالحُجَّة، يثور بين المتجادلين في قضيَّة ليسوا فيها على رأْيٍ جَميع، فيحاول كلٌّ أن تَكونَ له الغلبةُ فيه والانتصار بِما يُدْلِي به من حُجج، ويصطنع فيه من وسائل الإقناع؛ مثلهما كمثل المصطرعين، لا يزال كلاهما بصاحبه يعالج مقاومته حتى ينتصر عليه، ويلقي به على الأرض واهنًا مخذولاً.(2)
روى أبو داود عن أبي أمامة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسَّن خُلُقَه "(3)

(3)- رواه أبو داود، في كتاب: الأدب، باب: في حسن الخلق، رقم الحديث: (4800).
أما طريقة التفكير الموازي التي يستخدمها اليابانيون، بنجاح في إدارة اجتماعاتهم، تقوم على التشارك بالرأي، وباستخدام أنماط متوازية في التفكير، فكل نمط يوازي النمط الآخر، ولا يعاكسه؛ وذلك من أجل الوصول إلى نتائج ، وقرارات سريعة وفاعلة.
ففي معركة الأحزاب كان القائد الملهم رسولنا صلى الله عليه وسلم قد وظف التفكير الموازي ، واستشار أصحابة ، فخرجت فكرة سلمان بحفر الخندق.

ولتوضيح الفرق بين التفكير المتعاكس ، والتفكير الموازي، وفق الصورة أدناه.(1)


والمشهورُ بين المؤرخين أن الذي اقترح حفر الخندق حول المدينة هو سلمانُ الفارسي باعتبار أن مسألة حفر الخندق كانت أسلوباً دفاعياً معروفاً ومعتاداً في بلاد فارس آنذاك ولم يكن هذا الأسلوبُ معروفاً عند العرب إلى ذلك اليوم بل كان يعد ظاهرةً جديدة, فسلمانُ الفارسي نقل هذه التجربةَ الدفاعيةَ من بلاد فارس, وعمل بها النبيُ(ص) والمسلمون. هذا هو المعروف بين المؤرخين ولكن بعض المحققين يرى أن النبي (ص) هو صاحبُ فكرةِ حفر الخندق وليس سلمانَ الفارسي. وأن النبي (ص) هو الذي بادر إلى طرح هذه الفكرة أمام المسلمين ولكن عندما اختلف المسلمون في ذلك تكلم سلمانُ بطريقة بيّن لهم فيها وجه الحكمة في اعتماد هذا التدبير العسكري وهذا الإجراءِ الدفاعي المتقن باعتبار أن سلمان هو من بلاد فارس وهذا الإجراء كان إجراء معروفاً في بلاده.(2).

ما هذه القبعات ( الأنماط )، وكيف تعمل؟
هي ستة أنماط تمثل أكثر أنماط التفكير الشائعة عند الناس:
هي ستة أنماط تمثل أكثر أنماط التفكير الشائعة عند الناس، فالقبعة البيضاء تمثل التفكير الرقمي، الذي يؤمن بلغة الأرقام والوثائق والإثباتات، والقبعة الصفراء تمثل نمط التفكير المتفائل الحالم الذي يركز على الإيجابيات، والقبعة الحمراء تمثل نمط التفكير العاطفي الذي يفعَّل العاطفة وخياراتها بشكل أكبر وفي كل المواقف، والقبعة السوداء تمثل نمط التفكير المتشائم الذي يركز على السلبيات، والخضراء تمثل نمط التفكير الإبداعي، الذي يهتم بالبحث عن البدائل الأخرى، والتفكير بالأمور بطريقة غير مألوفة وجديدة، أو يعطي الكلمات دائماً مفهوماً معاكساً، وأخيراً القبعة الزرقاء، التي تسمى قبعة التحكم بالعمليات، وتمثل نمط التفكير الذي يدير ويضع جدول الأعمال ويخطط ويرتب وينظم باقي العمليات. والفكرة الأساسية التي يقوم عليها برنامج قبعات التفكير هي ضرورة تدّرب الإنسان على ممارسة كل هذه الأنماط أثناء حل المشكلات والقضايا العالقة تجنباً للوقوع في مصيدة تشويش الأفكار، ويتم ذلك من خلال الممارسة والتدّرب على تجسيد شخصية الإنسان الرقمي والعاطفي والمبدع والإيجابي والسلبي، باختصار…. ارتداء قبعة كل نمط ثم خلعها لارتداء القبعة الأخرى وهكذا….، فتبديل كل هذه القبعات وممارسة كل هذه الأنماط من التفكير على حدا يساعد الإنسان على ترتيب أفكاره أكثر وتنظيمها بشكل متوازٍ، فيكفل له الوصول إلى الحل الأفضل للمشكلة واتخاذ القرار السليم.(1)
أما الطريقة التي نبين فيها حقيقة القبعات وأنها ليست حقيقية ، واختيار القبعة لأن الفكر في الرأس، وسهل التعامل معها، وهي تتعلق بالناحية النفسية ، ولا تجد في البشر من يلبس قبعة ملونة تدل على تفكيره، فهي رمزية بحتة؛ لتقريبها لذهن المتلقي، وأن الإنسان يحكم على موقف معين بنمط واحد، لكن لو استخدم أكثر من نمط في التعامل مع المشكلة أو الموقف، ربما يتغير نمطه.
إن القبعات التي نتحدث عنها قبعات ليست حقيقية، وإنما قبعات نفسية، أي أن أحداً لن يلبس أية قبعة حقيقية، وطريقة القبعات الست هي الجواب على السلبية حيث ستتوقف بعد استيعابك لهذه الطريقة عن منع الناس من التفكير. فمفتاح الموضوع ليس منع أي نوع من التفكير، وإنما إعطاء كل نوع من التفكير اسمه، فهذه الطريقة تعطيك الفرصة لتوجه الشخص إلى أن يفكر بطريقة معينة ثم تطلب منه التحول إلى طريقة أخرى، كأن يتحول مثلاً إلى تفكير القبعة الخضراء التي ترمز إلى الإبداع. وحتى إذا لم يكن المشتركون في الجلسة يحسنون الإبداع فنقول ” لنخصص ثلاث دقائق لتفكير القبعة الخضراء، لنقم بذلك كأننا ممثلون نقوم بهذا الدور، هذا التوجية يجعل الحاضرون يفكرون دون حواجز ودون خوف. وحينما نتحول من نوع التفكير إلى آخر عن اتفاق وقصد فإن الذي يكون في موقف الناقد دوماً (و هو تفكير القبعة السوداء) يصبح في وضع ضعيف ما لم يغير طريقته المعتادة، ويتوقف عن الهجوم على الآخرين.(2)
كما يشير العلماء والتربويون المتخصصون إلى وجود العديد من أنماط التفكير، وهي: التفكير الاستدلالي،والتفكير البصري، والتفكير الناقد، والتفكير التأملي، والتفكير الإبداعي.(3)
(1)-قبعات التفكير الست، www.ar.wikipedia.org
(2)_ المصدر نفسه؛ بيكار، عبد الكريم، (1999)، مدخل إلى التنمية المتكاملة رؤية إسلامية،دمشق،دار القلم، ص87-91).
(3)-عبيد، وليم وعفانة، عزو(2003) ، التفكير والمنهاج المدرسي، العين، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع،ص41.



أما التفصيل بشأن القبعات، فيأتي على النحو الآتي:
1. القبعة البيضاء وترمز إلى التفكير الحيادي
2. القبعة الحمراء وترمز إلى التفكير العاطفي
3. القبعة السوداء وترمز إلى التفكير السلبي
4. القبعة الصفراء وترمز إلى التفكير الإيجابي
5. القبعة الخضراء وترمز إلى التفكير الإبداعي
6. القبعة الزرقاء وترمز إلى التفكير الموجه

القبعة البيضاء
وترمز إلى التفكير الحيادي، هذا التفكير قائم على أساس التساؤل من أجل الحصول على حقائق أو أرقام، إن الأسئلة الموضوعة تنتظر إجابات لسد الثغرات في المعلومات ولكن الحقائق أو الأرقام قد تكون مؤكدة أو غير مؤكدة، ما هو مؤكد يعطي اتجاهاً لفكرة، ويضع خطا على خريطة التفكير، ويرسي أساساً للاتفاق مع الآخرين، أما غير المؤكد من تلك الحقائق أو الأرقم فيثار حوله النقاش وتكون المواجهة. ويركز معتمرو هذه القبعة على التفكير الحيادي وتحديداً على الأمورالآتية::
طرح وتجميع المعلومات أو الحصول عليها.1
التركيز على الحقائق والمعلومات..2
التجرد من العواطف والرأي..3
الاهتمام بالوقائع والأرقام والإحصاءات..4
5-الحيادية والموضوعية التامة وتمثيل دور الكمبيوتر في إعطاء المعلومات أو تلقيها دون تفسيرها.
الاهتمام بالأسئلة المحددة للحصول على الحقائق أو المعلومات..6
الإجابات المباشرة والمحددة على الأسئلة..7
التمييز بين درجة الصحة في كل رأي..8
الإنصات والاستماع الجيد..9
حاول أن تلبسها الآخرين..10
استعملها في بداية الجلسة**
القبعة الحمراء
وترمز إلى التفكير العاطفي: إنه عكس التفكير الحيادي الذي يتميز بالموضوعية، فهو قائم على ما يكمن في العمق من عواطف ومشاعر، كذلك يقوم على الحدس من حيث هو رؤية مفاجئة أو فهم خاطف لموقف معين. وإن تأثير كل ذلك على التفكير يتم بطريقة خفية ويعتبر جزءاً من خريطة التفكير، وليست هناك حاجة لتبرير أو تحليل تلك التأثيرات حيث لم يتم التوصل إلى نتيجة، وغالباً ما يتعدى الفكرة إلى السلوك. إن هذا التفكير قائم على الإحساس والشعور والذي قد لا تكون هناك كلمات للتعبير عنه، ولكن كلما حقق هذا النوع من التفكير نجاحاً، كلما ازداد الاعتماد عليه والثقة فيه. قوة تأثير المشاعر في التفكير تتوقف على مدى قوة خلفية العواطف، واستثارة العواطف بإدراك معين، واحتواء العواطف على مقدار كبير من المصلحة الذاتية. هذه القبعة ترمز إلى التفكير العاطفي وعندما ترتديها فأنت تمارس بعض الأمور الآتية:
إظهار المشاعر والأحاسيس (و ليس بالضرورة بوجود مبرر لهذه المشاعر).-1
ومن أبرز هذه المشاعر (السرور، الثقة، الاستقرار، الغضب، الشك، القلق، الأمان، الحب، الغيرة، الخوف، الكره).
-الاهتمام بالمشاعر فقط دون حقائق أو معلومات.2
3-تبين الجانب الإنساني غير العقلاني وتتميز غالباً بالتحيز أو التخمينات التي لا تصل إلى درجة جعلها فرضيات، أي مشاعر ليس لها سوى
إحساس الفرد بها في الغالب..
-المبالغة في تحليل الجانب العاطفي وإعطاؤه وزناً أكبر من المعتاد.4
-رفض الحقائق أو الآراء دون مبرر عقلي بل على أساس المشاعر أو الإحساس الداخلي.5
-حاول أن تنبه الآخرين إلى عدم ارتدائهم له.7
-حاول أن تجعل المقابل يرتديها لتعرف حقيقة مشاعره للأمر.8
قلل من استعمالها في جلسات العمل**

القبعة السوداء
وترمز إلى التفكير السلبي (أو النقدي): إن أساس هذا التفكير: المنطق والناقد والتشاؤم، أنه دائماً في خط سلبي واحد، سواء في تصوره للأوضاع المستقبلية، أو تقييمه لأوضاع ماضيه، ورغم أنه يبدو منطقياً فإنه ليس عادلاً باستمرار، إنه غالباً ما يقدم منطقاً يصعب كسره وغالباً ما يركز على أشياء فرعية أو صغيرة. إن كيميائية المخ التي تشكل هذا النوع من التفكير قد تكون هي كيميائية الخوف أو عدم الرضا، إنه سهل الاستعمال ويعطي قناعة لدى البعض بأنهم في دائرة الضوء، ويعطيهم الإحساس بالتميز عن مقدمي أي فكرة أو اقتراح. إن المنطق الإيجابي مطلوب لإيجاد البدائل والردود على هذا النوع من التفكير ولهذا لا بد من التأكد من أساسيات المنطق وتبريراته، وأن تكون القواعد المستنبطة مباشرة وسليمة، وأن تكون هناك محاولة لاستنباط قواعد أخرى. إن لهذا النوع من التفكير له جوانبه الإيجابية، فهو يحدد المخاطر التي يمكن أن تحدث عند الأخذ بأي اقتراح. هناك أمور تميز هذه القبعة ذات التفكير السلبي أو التشاؤمي أو المنطق الرافض وعندما ترتديها فأنت تفعل بعض ما يأتي:
-نقد الآراء ورفضها باستعمال المنطق.1
-التشاؤم وعدم التفاؤل باحتمالات النجاح.2
-استعمال المنطق وتوضيح الأسباب التي قد تؤدي لعدم النجاح.3
إيضاح نقاط الضعف في أي فكرة والتركيز على الجوانب السلبية لها.-4
التركيز على احتمالات الفشل وتقليل احتمالات النجاح.-5
-التركيز على العوائق والمشاكل والتجارب الفاشلة.6
التركيز على الجوانب السلبية كارتفاع التكاليف أو قوة الخصوم أو شدة المنافسة.-7
توقع الفشل والتردد في الإقدام.-8
-عدم استعمال الانفعالات والمشاعر بوضوح بل استعمال المنطق وإظهار الرأي بصورة سلبية.9
حاول أن ترتديها حتى لا تبالغ في التفاؤل أو تغامر بدون حساب.-10
حاول أن تميز المتحدث عندما يرتديها.-11
-عندما ترتديها اعترف بنقاط الضعف واقترح كيفية التغلب عليها.12
-عندما تحاور من يرتديها لا ترفض المخاطر أو المشاكل بل قدم حلولاً لها أو بين خطأ الرأي المضاد.13
استعمالها مع القبعة الصفراء للتعرف على سلبيات وإيجابيات أي اقتراح..**
القبعة الصفراء
وترمز إلى التفكير الإيجابي: إن هذا التفكير معاكس تماماً للتفكير السلبي، ويعتمد على التقييم الإيجابي، إنه خليط من التفاؤل والرغبة في رؤية الأشياء تتحقق والحصول على المنافع، وقليل من الناس يتبعون هذا التفكير، ويتزايد عددهم إذا كانت الأفكار المطروحة تتمشى مع أفكارهم. وهناك نوع من الناس المتفائلين لدرجة التهور أحياناً ويتخذون بعض القرارات على أساس نظرة تفاؤلية مبالغ فيها. وهذا النوع من التفكير يحتاج إلى حجج قوية حتى لا ينقلب إلى نوع من التخمين، ورغم أهميته في طريقة التفكير، إلا أنه ليس كافياً ويحتاج إلى النقد السلبي ليحصل التوازن. ومجالاته الأساسية هي حل المشكلات واقتراح التحسينات واستغلال الفرص وعمل التصميمات اللازمة للتغيرات الإيجابية. إنه لا يتطلب التخصص الدقيق أو المهارة العالية بقدر ما يتطلب القدرة على الجمع بين العوامل والمكونات للمشكلات والقدرة أيضاً على فصلها بعضها عن البعض لكي يقدم حلاً أو تصور أو تصميماً. وتعبر هذه القبعة عن التفكير الإيجابي ومن يرتديها يهتم بالآتي::
التفاؤل والإقدام والاستعداد للتجريب.-1
2- التركيز على إبراز احتمالات النجاح وتقليل احتمالات الفشل.
تدعيم الآراء وقبولها باستعمال المنطق وإظهار الأسباب المؤدية للنجاح.-3
-إيضاح نقاط القوة في الفكرة والتركيز على جوانبها الإيجابية.4
تهوين المشاكل والخاطر وتبيين الفروق عن التجارب الفاشلة السابقة.-5
التركيز على الجوانب الإيجابية كالربح العالي والقوة الذاتية ونقاط الضعف في الخصوم والمنافسين.-6.
الاهتمام بالفرص المتاحة والحرص على استغلالها.-7.
توقع النجاح والتشجيع على الإقدام.-8
عدم استعمال المشاعر والانفعالات بوضوح بل استعمال المنطق وإظهار الرأي بصورة إيجابية ومحاولة تحسينه.-9
يسيطر على صاحبها حب الإنتاج والإنجاز وليس بالضرورة الإبداع.-10
• يتمتع بأمل كبير وأهداف طموحة يعمل نحوها. -11.
ينظر للجانب الإيجابي في أي أمر ويبرر له تهوين الجانب السلبي.-12
حاول أن ترتدي القبعة الصفراء قبل وبعد السوداء عند مناقشة أي اقتراح ليحدث التوازن***.
حاول أن تميز الحديث عندما يرتدي صاحبه هذه القبعة
القبعة الخضراء
وترمز إلى التفكير الإبداعي: لقد اختار دي بونو اللون الأخضر ليكون مركزاً للإبداع والابتكار إنه مثل نمو النبات الكبير من الغرسة الصغيرة، إنه النمو، إنه التغير، والخروج من الأفكار القديمة. هناك أوقات نحتاج فيها أن ندخل في التفكير المبدع عن قصد، تماماً كما قلنا عن الدخول في تفكير القبعة الحمراء وعن التفكير السلبي، وقد تكون أهمية التفكير الإبداعي أكثر من غيره من التفكير. فحينما نشرع في هذا التفكير عن قصد فنحن نستخرج أفكاراً تتجاوز التفكير الموجود عادة، ونحمي الغرسات الصغيرة التي هي الأفكار الجديدة من التفكير الذي يحاول تجفيفها، وهو تفكير القبعة السوداء. إن تفكير القبعة الخضراء يمضي بعيداً خلف التقويم الإيجابي ويتغاضى عن إصدار الأحكام العقلية حتى لا تكبله تلك الأحكام عن إيجاد الشيء الجديد، إنها تعني بالحركة وتمد أفقها إلى ما يمكن أن يؤدي إلى الشيء المطلوب بلا قيود. إن التفكير الإبداعي أو الإحاطي نعبر عنه بالقبعة الخضراء ومرتديها يتميز بالتالي:
-الحرص على الجديد من الأفكار والآراء والمفاهيم والتجارب والوسائل.1
• -البحث عن البدائل لكل أمر والاستعداد لممارسة الجديد منها.2
-لا يمانع في استغراق بعض الوقت والجهد للبحث عن الأفكار والبدائل الجديدة.3
• استعمال طرق الإبداع ووسائله مثل (ماذا لو….؟) أو (التفكير الجانبي) وغيرها للبحث عن الأفكار الجديدة-4
• 5-محاولة تطوير الأفكار الجديدة أو الغريبة
الاستعداد لتحمل المخاطر واستكشاف الجديد.-6
عندما تستعمل هذه القبعة اتبعها بالسوداء والصفراء حتى تعرف سلبيات وإيجابيات الفكرة الجديدة.-7
• -حاول أن ترتديها قبل الاختيار بين البدائل المطروحة فلعلك تجد أفكاراً أو بدائلاً جديدة8
9-حاول أن تنتبه عندما يرتديها الشخص المقابل ،ساعده على تطوير الأفكار الجيدة.
القبعة الزرقاء
وترمز إلى التفكير الموجه (الشمولي): إنه تفكير النظرة العامة، والسبب في اختيار اللون الأزرق هو أن السماء زرقاء وهي تغطي كل شيء وتشمل تحتها كل شيء، وثانياً لأن اللون الأزرق يوحي بالإحاطة والقوة كالبحر إننا حين نلبس القبعة الزرقاء فنحن لا نفكر بالموضوع المطروح للبحث، وإنما نفكر بالتفكير، نفكر كيف نوجه التفكير اللازم للوصول إلى أحسن نتيجة. إن عمل تفكير القبعة الزرقاء يشبه مخرج المسرحية، إنه يقرر أدوار الممثلين، ومتى سيدخلون، ومتى سيقفون، والدور المناسب لكل منهم. يقوم صاحب القبعة الزرقاء بتقرير أي القبعات يجب أن تنشط ومتى يكون عملها. إنه يضع الخطة لتفكير القبعات المختلفة ويتابع إعطاء التعليمات في نسق معين. إن هذه النظرة تختلف اختلافاً شديداً عن النظرة التقليدية التي تجعل التفكير عملية تلقائية تنساب انسياباً بلا تحكم. إن دي بونو يفرق بين المفكر الجيد والمفكر غير الجيد، والفرق عنده هو في القدرة على التركيز فهناك التفكير بالمعنى الواسع العام، وليس هذا هو التفكير الجيد، وإنما التفكير الجيد هو القدرة على توجيه التفكير بشكل محدد نحو المسألة المطروحة للبحث والوصول إلى أحسن الأجوبة. ومهمة تفكير القبعة الزرقاء – سواء أكان الفرد يفكر وحده أو ضمن مجموعة – أن ينتبه إلى أي انزلاق أو ابتعاد عن الموضوع الذي يدور حوله البحث والتفكير. إذاً القبعة الزرقاء توحي بالتفكير المنظم أو الموجه وصاحبها يتميز بالاهتمام بما يلي:
-البرمجة والترتيب وخطوات التنفيذ والإنجاز.1
• -توجيه الحوار والفكر والنقاش للخروج بأمور عملية.2
التركيز على محور الموضوع وتجنب الإطناب أو الخروج عن الموضوع.-3
• تنظيم عملية التفكير وتوجيهها-4
تميز بين الناس وأنماط تفكيرهم أي صاحبها يرى قبعات الآخرين بوضوح.-5
• توجيه أصحاب القبعات الأخرى (و غالباً بواسطة الأسئلة) ومنع الجدل بينهم-6
• 7-التلخيص للآراء وتجميعها وبلورتها
• 8-يميل صاحبها لإدارة الاجتماع حتى ولو لم يكن رئيس الجلسة
• يميل للاعتراف بأن الآراء الأخرى جيدة تحت الظروف المناسبة ثم يحلل الظروف الحالية ليبين ما هو الرأي المناسب في هذه الحالة-9
• يميل للتلخيص النهائي للموضوع أو تقديم الاقتراح الفعال المقبول والمناسب-10
• حاول أن ترتديها وخاصة عند نضج الموضوع في نهاية الجلسة-11
حاول أن تميز من يرتديها وساعده على عدم السيطرة إلى أن ينضج الموضوع ثم ساعده في أداء دوره ولا تسمح بارتدائها في أول الجلسة.-12
ما أهم استخدامات قبعات التفكير؟
يمكن استخدام طريقة عمل قبعات التفكير في مجالات عديدة في الحياة، سواء في التعليم أو الإعلام أو القضاء، أو الأسرة والعلاقات الاجتماعية، وفي مجالات الأعمال كلها واتخاذ القرارات…. ففي التعليم مثلاً، يمكن للمعلم أن يُعلَّم الطلاب مهارات التفكير من خلال لعبة القبعات، فعندما يعرفون عمل كل قبعة سيحفزهم ذلك على التفكير بعمق في كل نمط من الأنماط الستة، لا سيما وأن استخدام اللعب في التعليم يدفع الطالب إلى التركيز أكثر على المعلومة فيستفيد منها بشكل أكبر وممتع….
واستخدام القبعات في مجال الإعلام يحقق الموضوعية والمصداقية وهما شرطان أساسيان لأي مادة إعلامية ناجحة، فالمشاهد أو القارئ لن يقتنع عندما يقرأ مثلاً مقالاً صحفياً لا يتضمن إلا إيجابيات الظاهرة المدروسة التي يتحدث عنها أو سلبياتها فقط، أو لا يتضمن أرقاماً ومعطيات معينة ووثائق توضح هذه الظاهرة وكذلك حلولاً مبدعة لها (1)

(1)-المدهون، حنان، أثر استخدام برنامج قبعات التفكير الست في تنمية مهارات التفكير الإبداعي، في مبحث حقوق الإنسان، لدى تلاميذ الصف السادس بغزة,ص 45؛
قبعات التفكير الست، الموسوعة الحرة .


وأضاف نوفل( 2009) وأدرجته المدهون في دراستها جدولاً يوضح القبعات ، من حيث نوعخا ومدلولها، ونمط الأسئلة المطروحة، على النحو الآتي:
نمط الأسئلة مدلولها نوع القبعة
من؟ ، ماذا؟،متى؟،ماذا تريد أن تعرف عن...؟، ماذا نحتاج لمعرفة معلومات عن...؟ معرفة، تذكر، حقائق، معلومات، بيانات. البيضاء
ما شعورك الآن؟
هل تتغير مشاعرك تجاه...؟
ما مشاعرك تجاه المشكلة؟ المشاعر، الأحاسيس،الانفعالات،التقدير. الحمراء
ما الفوائد؟
ما النقاط الإيجابية؟
ما المخرجات الإيجابية في عمل...؟
ما الشيء المميز في...؟ الفوائد، الإيجابيات،النقاط الجيدة، الصفراء
كيف يمكن عمل ذلك بطريقة مختلفة؟
هل تتوافر بدائل جديدة؟
هل يمكن النظر إلى الموضوع من زاوية أخرى؟ الإبداع،توليد الأفكار، البدائل،الاحتمالات. الخضراء
ما خطة العمل تجاه قضية ما؟
كيف يمكن أن نلخص مجريات هذا الحوار؟
ما استنتاجاتك حول...؟ جدول الأعمال،التطبيق،التحكم والسيطرة،إصدار الأحكام. الزرقاء
ما النقد الموجه لهذه القضية؟ النقد، السلبيات. ونضيف السوداء
------
نوفل، محمد، (2009)، الإبداع الجاد مفاهيم وتطبيقات، عمان، ديبونو للطباعة والنشر والتوزيع ص 356-358؛ المدهون، (2012) ص 40.

ويرى دي بونو أن قبعات التفكير الست صممت لمساعدة الأفراد بشكل كبيرعلى تبني تشكيلة واسعة من المناحي، أو المناظير التي تساعدهم على رؤية الموضوع من مختلف الزوايا؛ إذ إن الأفراد عندما يلبسون قبعة فهم يلعبون دوراً ، وهم سيصبحون داخل منظور معين.(1)
واللافت في هذا الموضوع أن نجد من التربويين من تجند لإضافة قبعة سابعة؛ لتصبح القبعات السبع ، وقد أدخل الدكتور عثمان باعثمان قبعة سابعة، واختار لها اللون البني، وقد وصف هذه القبعة بأنها تناقش البدائل ، والخيارات، والحرية، والتعددية،وإرضاء الأطراف الأخرى، غير أن هذا اللون مركب من أصفر وأزرق وأحمر، وبالتالي نجد من يعتمر قبعة بنية يأخذ الجوانب الإيجابية والطاقة والشمول، ولا ينظر إلى النقد في اللون الأسود، والإبداع يكون شحيحاً، ودي بونو ركز على الألوان غير المركبة، ولها أسماء في اللغة، وصحيح أن اللون البني له مسمى وهو ليس بصفة، ولكن عندما وضع له خيارات دخل على اللون الأخضر الذي هو ليس من أساسيات اللون البني.(2)
والقبعات الست وفق تصنيفها في الشكل الآتي:

(1)- ديبونو ، إدوارد، ( 2001م)، قبعات التفكير الست، ترجمة خليل الجيوشي،أبو ظبي، المجتمع الثقافي، ص 84.


والقبعات الست وفق الخريطة الذهنية على النحو الأتي:

والرابط بين هذه القبعات وفق شقي الدماغ ، فنجد الأيمن به القبعة الحمراء، والصفراء، بينما تتمثل البيضاء في الأيسر بمشاركة القبعة السوداء، وإن تداخلت القبعات من خلال عمل شقي الدماغ، نورد شقي الدماغ للمقارنة:

ومن هنا خرجت الفكرة التي تعالج أنماط التفكير ، من خلال تنشيط أحد الشقين على حساب الآخر، فالجمال والتذوق اللغوي في الأيمن ، والنقد في الأيسر، هذا وفق تصنيفنا للغة العربية.
فالخط الجميل في الأيمن ، وقواعده في الأيسر، والخطاط اللامع الذي يفتح نافذته بين الشقين، وقل مثل ذلك على الأجناس الأدبية، فالإبداع في الأيمن، ولكن هناك إبداع وتفكير ناقد في الشق الأيسر.
أما اللون المركب الذي رأينا أن ندخله قبعة للقبعات الست ، فهو اللون البنفسجي، الذي هو صفة لزهرة البنفسج.

ويتركب اللون البنفسجي، ومن اللونين الأحمر والأزرق، صحيح أن اللون الأزرق يمتاز بالشمولية، إلا أنه يحتاج إلى المشاعر والإنسانية، وأرى أن المسؤول ينبغي أن يعتمر القبعة البنفسجية، لأنها حملت المشاعر والعاطفة، وقد دمجت الإنسانية بالواجبات، ليخرج لون الأمل ألا وهو اللون البنفسجي، وهو في الطبيعة تكملة لدائرة الألوان السابقة، وهو يدفع إلى فكرة رائعة ، وهو التفكير التأملي.
وللحصول على اللون البنفسجي ودلالاته يعتبر اللون البنفسجي أحد الألوان الثانوية التي يمكن الحصول عليها من خلال دمج كل من اللونين الأساسيين التاليين الأحمر والأزرق، أما عن دلالاته فهي كثيرة نذكر بعضاً منها: يساعد على التأمل العميق. يمكن القول بأنه مرتبط إلى حد كبير بالمستويات العليا من التفكير، كما يمكن استخدامه لاستثارة الأفكار خلال عملية العصف الذهني. يشحن التركيز على هذا اللون من "الشاكرة" العليا، والمقصود بالشاكرة هو مركز الطاقة لدى الإنسان، وهذا اللون مرتبط بالروحانية. يبعث في النفس الهدوء والراحة.(1)
وتتشابك الألوان المختلفة في أعلام دول العالم، لكن نلاحظ أن اللون البنفسجي مستثنى منها، رغم وجود أكثر من 130 علمًا مختلفًا في الوقت الحالي، وأضعافها مرت عبر التاريخ، فلماذا كان هذا الاستثناء وما دوافعه؟
شرحت قناة "أفتر سكول" التثقيفية على يوتيوب هذا الأمر، وكيف كان العامل الاقتصادي هو الأهم في منع استخدام اللون البنفسجي في أعلام الدول، باستثناء جزء صغير من لون الطائر على علم الدومينيكان..
وبحسب القناة، يكمن السبب الرئيسي في غلاء اللون البنفسجي في العصور السابقة، إذ كان إنتاج غرام واحد من هذا اللون يحتاج لـ10 آلاف حلزون من نوع محدد، ما يجعل تكلفته باهظة ليوضع على الأعلام، واستعملته فقط الجمهورية الإسبانية الثانية لمدة 8 أعوام (1931-1939).
وكانت العائلات المالكة وعلية القوم فقط من يرتدي هذا اللون، بينما اضطر بعض الحكام إلى منع زوجاتهم من ارتداء الحرير ذي اللون الأرجواني؛ لأن كل باوند من اللون كان يساوي ثلاثة باوندات من الذهب..
وكان على العالم الانتظار حتى عام 1856 من أجل أن ينجح الكيميائي الإنجليزي، ويليام هنري بيركن، في اكتشاف معادلة اللون البنفسجي خلال محاولة إنتاج دواء للملاريا..
اللون البنفسجي يأتي اسم البنفسجي من اسم زهرة البنفسج أي زهرة التفكير بالفرنسية، واللون البنفسجي يشير عادةً إلى وجود تدرج أرجواني، وهو عبارة عن خليط من اللونين الأحمر والأزرق، وهو لا يعتبر أحد الألوان الطيفية المعروفة، كما لا يمكن أن يتم استنساخه بشكلٍ كامل على شاشة الحاسب الآلي، وفي هذا المقال سنذكر معاني ودلالات اللون البنفسجي. ماذا يعني اللون البنفسجي يعتبر علم النفس اللون البنفسجي لوناً ملكياً قادراً على حماية النفس ومساعدتها على تحقيق الأفضل، كما أنّه مرتبط بمستويات التفكير العليا، وبالقدرة على رؤية الأشياء المختلفة وسماع صوتها دون الحاجة إلى استخدام الحواس، وبالتالي فهو أحد الألوان التي ترتبط بشكلٍ رمزي في الدماغ، كما أنّ الأختصاصيين يستخدمون هذا اللون بهدف العلاج من أوجاع الرأس، وتهيجات جلدة الرأس، بالإضافة إلى اعتباره أحد الألوان المفيدة في علاج الالتهابات الداخلية، ومشاكل اختلاجات القلب، وهو من الألوان التي تقوي الجهاز المناعي. لا يُستحب الإكثار من هذا اللون بشكلٍ كبير لأنّه لون ثقيل، حيث إنّ التعرض الكبير لذبذباته يمكن أن يؤدي إلى حدوث اكتئاب، وبالتالي فلا ينصح باستخدامه في ملابس الأطفال أو حتى في محيطهم المباشر مثل غرف نومهم والإضاءة التي يتعرضون لها، ويمكن استخدام التدريج الفاتح والخفيف منه، وهذا لا يعني الابتعاد الكلي عنه؛ لأنّ النظر إلى حقل من الخزامى يزيد الشعور بالأمن والراحة، كما أنّ وضع أزهار بنفسجية بالقرب من الشخص أثناء العمل يساهم في تخفيف إرهاق العينين. وثمة معلومات إضافية عن اللون البنفسجي في اختياره للأثاث المنزلي؛ إذ يتطلب أن يمتلك صاحب المنزل القدرة على تحمّل تأثير هذا اللون. تركيب هذا اللون يكون من ألوان عدة وهي الأحمر، والأزرق، ويعتبر لون الطاقة والنشاط، ويتميز بقدرته على إعطاء ذات التأثير الذي يعطيه اللون الأخضر. الشخصية التي تحب اللون البنفسجي تُعرف بأنّها شخصية خيالية، وخلاّقة، وكذلك مبتكرة، بالإضافة إلى امتلاكها للصفات الروحانية والحساسية. تصنيف اللون البنفسجي مميّز، حيث إنّه يعتبر من الألوان الملكية، فهو يُعطي شعوراً بالفخامة وكذلك العظمة؛ وكذلك لارتباطه بالملوك والأباطرة، وتجدر الإشارة إلى أنّه كان اللون المفضّل للملكة كليوباترا. والإبداع مرتبط بهذا اللون بشكلٍ أساسي، حيث إنّ معظم الرسامين وأهل الفن يفضلون هذا اللون عن غيره من الألوان.(2)

--------
فلا عجب أن نختار هذا اللون لون الإبداع، والتأمل، والفخامة ؛ ليكون قبعة المسؤول أو قل المشرف التربوي ، لأنه حمل في طياته البعد الإنساني في اللون الأحمر الذي يعكس العاطفة، واللون الأزرق الذي يعكس وجهة نظر المسؤول أو المشرف وهو ينظر إلى العمل بزواياه كافة، ويعد جدول اجتماعات، وخطط ، ومهمات، ونظرة تأملية إلى أداء متميز مع قادم الأيام؛ لهذا رأينا أن نضيف قبعة جديدة إلى القبعات السالفة الذكر ونطلق عليها القبعة البنفسجية.


نتائج البحث والتوصيات

أولاً: تناول البحث القبعات الست، وهي قبعات التفكير الست وقد عكست أنماط تفكير لدى الإنسان، ويستطيع الإنسان أن يعتمرها بانتظام ، أو بشكل عشوائي؛ ليرى الأمور من زوايا مختلفة بعد الإطلاع على مظان القبعات وأثرها في وضوح الرؤية، وتحديد القرار الصائب.
ثانياً: القبعات ليست حقيقية، وإنما تعبر عن مواقف نفسية، وخص بها الرأس موطن الدماغ، وسهولة ارتدائها.
ثالثاً: الربط التاريخي واللغوي بفلسفة الألوان ، وتبيان دلالتها ، وسبب اختيارها لهذه القبعات.
رابعاً: التعرف على قبعات إضافية كالقبعة البنية ودلالتها.
خامساً: التفريق بين وجهة النظر المتوازية ووجهة النظر المتعاكسة.
سادساً: السبب الذي دفع الدكتور دي بونو للكشف عن هذه الأنماط.
سابعاً: الحديث عن قبعة جديدة رأينا إضافتها، وهي البنفسجية.
التوصيات:
أولاً: توظيف هذه الطريقة في المدارس، استراتيجية تدريس.
ثانياً: يمكن الاستعانة بهذه القبعات لإدارة اجتماعات، وتعزيز المشورة.
ثالثاً: حث الطلبة على إجراء دراسات ميدانية تجريبية، على غرار دراسة المدهون.
رابعاً: بناء برنامج تدريبي شامل لهذه الاستراتيجية على مستوى الوزارة.

المصادر والمراجع :
بيكار، عبد الكريم، 1999م، مدخل إلى التنمية المتكاملة، دمشق، دار القلم.-
-ديبونو، إدوارد، 2001م، قبعات التفكير الست، ترجمة خليل الجيوشي، أبو ظبي، المجتمع الثقافي.
-رشيد، فوزي، ظواهر حضارية وجمالية في التاريخ القديم.
عبيد، وليم وعفانة، 2003م، التفكير والمنهاج المدرسي، العين، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع.-
-المدهون، حنان، 2012م، أثر استخدام قبعات التفكير الست في تنمية مهارات التفكير الإبداعي،رسالة ماجستير، جامعة الأزهر، د.ن.
-نوفل، محمد، 2009م، الإبداع الجاد مفاهيم وتطبيقات، عمان، ديبونو للطباعة والنشر والتوزيع.
المواقع الإلكترونية
تم بحمد الله
سلامة عودة، تربية قلقيلية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف