الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اعلام حركة النهضة ، خطاب الكراهية بقلم احمد الحباسى

تاريخ النشر : 2017-12-17
اعلام حركة النهضة ، خطاب الكراهية .
المتابع لوسائل اعلام حركة النهضة و بعض مواقع الاتصال المحسوبة عليها سيكتشف بذهول كامل تحول هذا الاعلام نحو التشدد و استخدام خطاب الكراهية ضد كل الاطراف الرافضة لمشروع الاسلام السياسى و هذا الامر ليس معزولا عن الخطاب التعبوى الحقيقى لحركة النهضة منذ نشأتها فى بداية الثمانينات على يد مؤسسها السيد راشد الغنوشى و لا على خطاب الاخوان المسلمين فى مصر باعتبار أن حركة النهضة هى فرع من هذه الحركة كما تتحدث عنه كثير من الادلة و الشواهد و من بينها ما ثبت من قيام مؤسس الحركة السيد راشد الغنوشى بتقديم واجب الطاعة و الولاء لمرشد الاخوان المرحوم حسن الهضيبى ، يمكن القول أيضا أن اعلام و خطاب الحركة الاعلامى فى كل المنابر يراد منه المساهمة فى تكوين اراء و افكار معادية لشخصيات و اعراق بعينها لزيادة الفجوة الوجدانية بين مكونات الشعب التونسى ، هذا الامر ليس معزولا عن سياقه و ليس خطأ " مطبعيا " كما يقال بل هو خطاب مدروس بعناية شديدة من قيادة الحركة و استعمال عبارات معينة مثل " كافر " و " طاغوت " الى غير ذلك من المفردات الخطيرة يأتى فى سياق التخويف و الترهيب و بالطبع الحركة هى حركة خطاب ترويع و ارهاب بهدف فرض الولاء و الطاعة و عدم معارضة مشروع الاخوان فى انشاء دولة الخلافة .
يتعامل اعلام حركة النهضة مع مكونات الشعب التونسى على أنهم ليسوا معارضين لحركة النهضة فحسب بل هم مجرد مجموعة من الكفار و الفاسقين و الملحدين و يرتفع خطاب الكراهية فى اعلام النهضة فى مناسبات معينة اهمها المواعيد الانتخابية ، فى هذا السياق لا يقبل اعلام الحركة من السياسيين و المعارضين بصورة عامة أى خطاب ينتقد سلوك الحركة أو يكشف مشاريعها الهدامة و بالذات مشروعها المريض الذى يراد منه فرض نمط مجتمعى متشدد يميل الى خطاب التكفير منه الى خطاب التنوير و المجتمع الوسطى و لعل النقاش فى موضوع حرية التعبير و حرية المرأة و حرية الضمير من أكثر المواضيع التى تثير غضب هذا الاعلام المحنط و هذا ليس خارجا من السياق باعتبار ما عانته المعارضة فى المجلس التأسيسى من تهديد و ضغوط و خصومات بمناسبة حرصها على مناقشة هذه المواضيع المهمة و تدوينها بالدستور كأحد ضمانات الانتقال الديمقراطى و نتاج من نتائج الثورة فضلا عن تعود المجتمع التونسى بنمط وسطى لن يحيد عنه ، لقد احتلت المعارضة بعد الثورة المرتبة الاولى فى قائمة اعداء اعلام حركة النهضة المستهدفة بخـــطاب التخــــوين و التكفير و الكراهية و قد تم تسليط الضوء على قيادات المعارضة بالتحريض التكفيرى و اغتيال الشهيدين شكرى بلعيد و محمد البراهمى على سبيل المثال هو أحد نتائج اعلام و خطاب الكراهية لحركة النهضة .
ان المتابع لقناة الزيتونة و الى صحيفة " الفجر " على سبيل المثال يتحقق من أن الخطاب الاعلامى ضد المعارضة و ضد الاغلبية الشعبية الرافضة للنمط القروسطى قد بلغ حدا غير مسبوق من حيث الحدة و المبالغة و التطرف ليرقى الخطاب الى مستوى خطاب الكراهية او التحريض على الكراهية او التمييز و هذا الخطاب لا يخرج من فم الاعلاميين فقط بل يخرج من فم رجال الدين فى الحركة و كثير من الدعاة التابعين لها بالولاء الناشطين بقوة فى هذه القنوات و وسائل الاعلام الاخرى مما يعبر عن فكر عنصرى ضد الاغلبية و دعوة صريحة للقتل بل هناك خطاب اعلامى ينعت بعض السياسيين بالطابور الخامس و بالخونة للإسلام و لا يسمح لمن حضر منهم بالرد و النقاش بل يتم تعنيفهم اعلاميا و المس من سمعتهم تحت يافطات منافقة كثيرة بل لا يخجل هذا الاعلام من اختلاق الاراجيف و الاكاذيب للمس من سمعتهم بهدف اخضاعهم و تخويفهم و جرهم الى الصمت ، فى ظاهرة خطيرة اصبحت هذه القنوات و الصحف و ميليشيات الفيسبوك مرتعا للأفكار الهدامة و التحريض الطائفى و القبلى بل وصل الامر الى تمجيدها للعمليات الارهابية و الدعوات القبيحة لتفهم هذا " الاسلام الغاضب " كما جاء على لسان مرشد النهضة الشيخ راشد الغنوشى نفسه ، ايضا تعدت هذه القنوات مرحلة الطعن فى الثوابت العربية و القومية و بدأت مرحلة التحريض على كل مقومات الحضارة و البعد الثقافى التونسى بما يمثله من مخزون ثقافى و ابداعى ناتج عن تراكمات السنوات و الحضارات التى توالت على تونس مما يعطى الانطباع ان فكر اعلام الحركة لا يختلف عن فكر طالبان الذى ادى الى هدم الاثار فى حركة قذرة اثارت الوجدان الحضارى العالمى .
يدرك المتابعون ان هذه الفضائيات و الصحف و ميليشيات الفيسبوك هدفها واحد و هو خدمة الاجندة الاخوانية و الترويج لوجهات نظر و فكر حسن البنا و سيد قطب و من السهل لمن يتابعها ان يدرك ان الممول واحد و ان اهدافها واحدة و أن من يقف وراءها واحد و هى قطر هذا الشقيق الذى يريد بتونس شرا ، يجب التذكير ايضا انه ليس من السهل لحركة النهضة ان تكون لديها الامكانيات المالية لتمويل هذه الوسائل الاتصالية التى تخدم المشاريع المشبوهة للحركة ، فى هذا الاطار يتساءل المتابعون عن السر وراء عدم تحرك الجهات المختصة للبحث وراء التمويل المشبوه و لماذا لا تتحرك جهات الرقابة على المنتج السمعى البصـــرى لملاحقة و تتبع مثيرى الفتنة و ناشرى خطاب الكراهية و التكفير و لعل الكثيرين قد تفهموا الامر من باب ان هذه الهيئة قد تم اختيار اعضاءها و تنصيبهم من طرف حركة النهضة ، لقد بات أمر خطاب الكراهية فى هذه القنوات و الصحف مثيرا و الآن وأكثر من أي وقت مضى يجب وضع قيود لتفادى ضرر خطاب الكراهية تماشيا مع الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز العنصرى التى كانت اول اتفاقية تجرم خطاب الكراهية و معاهدة العهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية و السياسية التى تحظر بالقانون اية دعوة الى الكراهية مهما كان شكلها .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف