الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عشرات الدول تعترف بالقدس عاصمة لفلسطين؟ بقلم:د.أحمد جميل عزم

تاريخ النشر : 2017-12-13
عشرات الدول تعترف بالقدس عاصمة لفلسطين؟ بقلم:د.أحمد جميل عزم
هناك رأيان أساسيان يبرزان في الأفكار المتداولة للرد الدبلوماسي على الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة إسرائيلية. الأول، هو الرسمي تقريباً، أنّ مصير المدينة يتحدد بالمفاوضات. والثاني، يعبر عنه أشخاص وسياسيون، ويدعو إلى اعتراف دول اسلامية وعربية بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية. كلا الرأيين فيه محاذير، وفيه مكاسب، ولكن الفيصل وضع أحدهما في تصور استراتيجي.
المشكلة الأساسية في الدعوة لحسم ملف القدس في المفاوضات، أنها قد تعني تراجعاً للخلف. فالموقف الفلسطيني، منذ سنوات يرى أنّ معالم الحل النهائي قد اتضحت بموجب ما جرى من مفاوضات وبفعل القرارات الدولية المختلفة، والمطلوب تنفيذها. ومنذ سنوات يطالب الفلسطينيون الاعتراف بدولتهم، ويوجد بالفعل عدد يعترف بالدولة الفلسطينية، يفوق من يعترف بإسرائيل، ويمكن أن يصبح تحديد العاصمة جزءا من هذا الاعتراف، مع عدم تحديد حدود المدينة أيضاً. أما الحديث عن التفاوض، فكما لو كان هناك أمر بحاجة لاتفاق عليه، وخاضع للمساومة.
هناك إشكالية في المطالبة بالاعتراف بالقدس تحديداً عاصمة في قرار خاص بالمدينة. وممن دعا لذلك أحمد الطيبي، القيادي الفلسطيني في الأراضي المحتلة العام 1948، وكذلك عدنان الحسيني، وزير القدس ومحافظها، في السلطة الفلسطينية، وهذه الإشكالية هي أنّ وضع القدس تحدد في القرار 181 على أنّها دولية، وهذا هو الأساس القانوني والسياسي، الذي منع دول العالم من الاعتراف بأي جزء من المدينة على أنّه عاصمة للإسرائيليين، أو "جزء من إسرائيل". وينطبق هذا على الولايات المتحدة الأميركية، التي التزمت بذلك حتى القرار الأخير الذي اتخذته إدارة دونالد ترامب. وأي اعترافات دولية بالقدس عاصمة لفلسطين، سيخص القدس الشرقية على الأغلب، وسيسجل سابقة للخروج على قرار 181، وباقي القرارات الدولية، ويفتح الباب مشرعاً لاعتراف دول بالقدس الغربية عاصمة للإسرائيليين، ولما كان الفلسطينيون لا يمتلكون أي سلطة على الأرض، سيكون قرار الاعتراف الخاص بالإسرائيليين، ذا معنى عملي، بعكس اي اعتراف خاص بالفلسطينيين.  
لا يوجد شيء في العلاقات الدولية أن تعترف دولة بمدنية ما عاصمة، والاعتراف يكون بالدولة، التي تقرر ما هي عاصمتها، وعدم الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيلية، سببه عدم اعتراف العالم بشرعية احتلال المدينة عموماً، وعدم اعتبارها جزءا من إسرائيل.
من هنا يجب أن يصعد الفلسطينيون اتجاههم للحصول على اعتراف بفلسطين دولة، على كامل حدود العام 1967، بما فيها القدس.
لا يمكن أن يكون الرد على القرار الأميركي بشأن القدس خاصا بمدينة القدس تحديداً، بل ضمن استراتيجية أوسع. فعدا عن دعم صمود الفلسطينيين في المدينة، وتوجيه دعم حقيقي لهم، فإن الرد على الخطوة الأميركية يجب أن يبقى في الإطار الذي عبرت عنه القيادة الفلسطينية، بالفعل، بأنّ هذه الخطوة تقوض كل العملية السياسية والتفاوضية برعاية أميركية، وتفرض وتبرر استراتيجية بديلة.
وبالتالي يجب طرح استراتيجية فلسطينية جديدة، تتعلق بالكل الفلسطيني، ومطالبة الدول العربية والإسلامية وباقي العالم، بدعم هذه الاستراتيجية، عبر آليات مثل الأمم المتحدة، ووضع مخطط تفصيلي، يتعلق بضرورة فرض عقوبات على الجانب الإسرائيلي، وعدم التطبيع معه، من قبل الدول العربية والإسلامية، وتقليص العلاقات السياسية والاقتصادية معه من قبل باقي دول العالم، حتى تتم الاستجابة للقرارات الدولية.
الاعتراف بالقدس عاصمة للفلسطينيين، لا يتجزأ عن الاعتراف بدولة فلسطين.
الوقت الآن مناسب جداً لطرح استراتيجية على ثلاثة مستويات، أولا، التحرك الدولي ومواجهة باقي دول العالم بأنّ الفلسطينيين لا يمكن أن يراهنوا على الموقف الأميركي، وأنّه كما يتخلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتفاقية باريس للمناخ، ويخرج من اتفاقات تجارية ودولية عدة، ضارباً عرض الحائط بالقوانين والأعراف الدولية، يفعل ذات الشيء مع الفلسطينيين، ولا بد من وضع المسألة الفلسطينية كجزء من استراتيجيات الحفاظ على النظام والسلام الدوليين. والمستوى الثاني، الوحدة الفلسطينية الداخلية وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، ومن الجيد فعل ذلك عاجلا، في الوقت الذي تنقطع فيه الاتصالات مع الجانب الأميركي. وثالثاً، طرح استراتيجية مقاومة جديدة، شعبية مدنية موحدة، مع تفعيل الجاليات الفلسطينية حول العالم. 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف