الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اللغة ومواقع التواصل الاجتماعي بقلم: سلامة عودة

تاريخ النشر : 2017-12-13
اللغة ومواقع التواصل الاجتماعي بقلم: سلامة عودة
اللغة ومواقع التواصل الاجتماعي
في خضم الاحتفالية السنوية بيوم اللغة العربية، الذي يصادف الثامن عشر من شهر كانون الأول من كل عام، حري بنا أن نسلط الضوء على واقع اللغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لنجد اللغة العربية تندب حظها، وتحضرنا قصيدة حافظ إبراهيم الذي أبرقها للأمة التي كانت تحمل المعناة في جرس عروضها، فجعل نهاية الأبيات الشعرية يعتريها زحاف جار مجرى العلة، ليوصل رسالته من خلال صرخة قافيته، وهو يقول:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
رمَوني بعقم في الشباب وليتني عقِمت فلم أجزع لقول عداتي
ولعل رسالته أصبحت لها صدى مجلجلاً في معترك الاستخدام ، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فلم يقتصر الأمر على كتابة حروفها بحروف لا تينية ، إنجليزية ، حتى وجدنا من يكتب حروفها التي ليس لها نظير في اللغة الإنجليزية أرقاماً، وهذا بدورة يجعلنا نقدس هذه اللغة التي تحتوي حروفاً فيها ، لا تجد لها نظائر في اللغات ؛ ليدل على أصالتها ، وعراقتها، وقدمها، وديمومتها. والأمثلة على استبدال هذه الحروف ، نوردها وفق الآتي: فحرف الهمزة استعاضوا عنها بالرقم(2) في اللغة التي أطلقوا عليها ( العربيزي)، وينسحب القول على حرف العين الذي أصبح يكتب بالرقم (3)، وحرف الخاء (5)، والطاء (6)، والحاء (7) ، والغين (8) ، وأخيراً الصاد (9)، وكان الأولى أن تكتب بحروفها الأم ، وبالتالي لا يحتاج القارئ إلى معرفة رموز لا داعي لها.
ولم تقتصر الأمور على هذا التلوين الكتابي ،بحيث تكون الكتابة اللغوية أشبه ما تكون بكلمة السر التي تشتمل على حروف وأرقام ، وقد تنزهت اللغة عن هذا الوصف، فهي اللغة العربية المفهومة ، والمحافظة على حرفها مهما تعاقبت الأزمنة ، واختلفت اللهجات، فهي محصنة ومحافظ عليها ، ومكفولة بحسبها أنها قد كتب بها القرآن الكريم.
ولا يخفى أننا بتنا نجد من يكتب عبارات أجنبية بلغة عربية ، وكأن اللغة قد عقمت ، فنجدهم يقولون بحروف عربية ( منشن ، وشير، ومسنجر ، ومسج ...) ، ومن جهة ثانية نجد الأخطاء اللغوية التي تتوزع على الصرف في اعتماد ضميرين للمونث ، وهي تكتفي بضمير واحد فقط أسوة بالمذكر ، وبالتالي أنصفت اللغة الجنسين ، ومثاله ( بارك الله فيك للمذكر ، وبارك الله فيكي للمونث ، والصحيح بارك الله فيكِ)، وهذه مطردة في الكتابات، ومن الناحية الصوتية نجد أن الصوت اللغوي ( القاف) الذي يلفظ في اللهجات ( همزة) ، وخاصة في المدن، نجد الكاتب يكتب باللهجة وهذا لا يجوز في اللغة العربية ، فنجدهم يكتبون ( قلبي : ألبي/ زوق : زوء) ، وقد يؤدي بهم إلى إكساب الكلمة أصوات التأثر مستغنيين عن علامات الترقيم التي تظهر الانفعال ، فبدلاً من إشارة التعجب (!) ، عوض عنه بتكرار الحروف ( زوووء، رااائع) وهكذا دواليك،حتى إننا وجدنا لافتة قد دون عليها عبارة ( كاسة شاي مع منئوشة)، بدلاٍ من منقوشة ، والعبارة التي نجدها تكتب وفق لهجة اللخلخانية ، إنشاء الله ، وعقبالكم، وكرمالكم، والصحيح : إن شاء الله ، والعقبى لكم ، والكرم لكم وعندكم.
ولما كانت اللغة وعاء الفكر وموطن الفهم ، فالمحافظة على حرفها وجرسها ونظمها ضرورة ؛ ذلك بأن التعامل مع اللغة العربية وفق فصحاتها مفهومة لدى كل من يتعاطى مع هذه التقنيات، ويزعم من ينتقد هذا الأمر أن كلمات عامية لا يمكن كتابتها، وأقول له مفردات اللغة لها حقول دلالية ، والدارج قد تجد فيه كلمات فصيحة ، وليس بالضروة أن يكون عامياً ، ولو تبصرت في بعض المفردات تجدها في عمق الفصيحة ، والاختلاف الذي يعتريها اختلافات لهجية، يمكن إرجاعها بسهولة إلى حظيرة اللغة.
ولا نتحدث عن كلمات تشيع في الأوساط الثقافية ، ولها نظائر عربية ، يفترض بمن يستخدم مواقع التواصل من المثقفين أن ينوهوا للكلمات الجديدة في تعليقهم أو منشوراتهم، وقد عهدنا تجربة لقيت نجاحاً ، فقد كان يكتب ( اللهم صلي على سيدنا محمد) ، وتم تعديلها بإسقاط الياء من صلي ، لتدل على المذكر ( صل ) ، وبالتالي راح يوظفها المستخدمون بطريقة صحيحة، وهي البداية ، ونهيب بالغُيُر على اللغة العربية أن يشمروا عن سواعدهم دفاعاًَ عنها.
وتبقى اللغة العربية عنوان العروبة ، وهي اللغة التي تشرفت أن كتب بها القرآن الكريم ، فحظيت بالتقديس، ونعول على المثقفين والغُيُر عليها أن يولوها جل اهتمامهم ، ويتجندون للذود عن حياضها ، ورفع شأوها بين لغات الأرض ، فالدارس للعربية جندي في خندق الدفاع عنها ، ويبقى حامياً ثغورها أن تخترقها ريح المولد والكلمات التي تهاجمها ، لتحتل أرض كلماتها، وتصبح الكلمة الغريبة عربية ، والعربية يكتب لها الاغتراب في بطون المعاجم ، لا ترى النور إلا من شاعر أو نائر قلب عنها صفحات المعجم ؛ لكي يوظفها ويخرجها من تجميدها في ثلاجات المعاجم.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف