الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قرار ترامب..معارضة واسعة رسمية وشعبية داخل المجتمعين الامريكي والاسرائيلي بقلم: د. سمير مسلم الددا

تاريخ النشر : 2017-12-12
قرار ترامب........معارضة واسعة رسمية وشعبية داخل المجتمعين الامريكي والاسرائيلي
د. سمير مسلم الددا
[email protected]
قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بشأن القدس الاسبوع الماضي هو الاول من نوعه في غرابته وكان ومازال شاذا عن الاجماع الدولي, مما تسبب في عزل الولايات المتحدة بالكامل عن الموقف العالمي فيما يخص هذه القضية, ناهيك عن انتهاك فاضح لقواعد القانون الدولي وخرق خطير لقرارات وتوصيات مجلس الامن والامم المتحدة ذات العلاقة.
لم يكن المجتمع الدولي فقط هو الرافض لقرار ترامب بل ان الغالبية العظمى من المجتمع الامريكي لا يؤيدون هذا القرار, اذ اظهر استطلاع للرأي اجرته جامعة ميريلاند بالتعاون مع معهد بروكينجز ان 67% من الامريكيين يعارضون نقل السفارة الامريكية الى القدس, كما كشف استطلاع للرأي أجرته نيويورك تايمز أن تسعة سفراء أمريكيون سابقون في إسرائيل (من أصل 11) اعربوا عن معارضتهم لهذه الخطوة الأحادية الجانب، وفي الوقت ذاته أدان أكثر من مائة أستاذ في الدراسات اليهودية بالولايات المتحدة قرار ترامب في رسالة جماعية.
أما داخل الادارة الامريكية نفسها فهناك جناحا مهما يعارض قرار ترامب متمثلا في وزير الخارجية ووزير الدفاع ومجلس الامن القومي (نائبة مستشار الامن القومي دينا باول قدمت استقالتها بعيد قرار ترامب)
وفي سياق ذا صلة, كشفت استطلاعات للراي اجريت مؤخرا, أن غالبية اليهود الأمريكيين ممن لديهم مستويات تعليمية جيدة يعارضون الخطوة, حيث يرون في هذه الخطوة نهاية للوضع الراهن التي يعتبر مثاليا ومريحا للإسرائيل, بما في ذلك حالة الغفلة التي تنتاب العالمين العربي والاسلامي وانشغالهم عن فلسطين بأولويات محلية واقليمية, اخذين في الاعتبار ما يترتب على مثل هذا القرار من ايقاظ لهؤلاء من سباتهم واعادة ترتيب اولوياتهم لتتصدر سلم هذه الاولويات قضية فلسطين وفي القلب منها القدس والدفع بها الى صدارة الاهتمامات الإقليمية والدولية مما يشكل ضغطا على سياسيا وقانونيا على اسرائيل سيصعب عليها التصدي له بفاعلية كما هو الواقع الان.

اما في الداخل الاسرائيلي, فهناك شريحة مهمة من المجتمع الاسرائيلي لا تؤيد خطوة ترامب, ففي هذا السياق رأت صحيفة "هآرتس" وهي واحدة من اهم الصحف الاسرائيلية واوسعها انتشارا أن قرار ترامب يشكل "تراجعاً عن حل الدولتين لشعبين، وانحيازاً لرؤية نتنياهو المتعلقة بالسلام في المنطقة، وهديه له بدون مقابل".
وأشارت الصحيفة إلى أن حديث ترامب "الجميل" عن عملية السلام "لن يحل أزمة 320 ألف مواطن فلسطيني يقطنون في القدس، دون أية حقوق مدنية ولن يستطيع إيقاف اليمينيين الإسرائيليين الذين يهدفون إلى إعادة بناء الهيكل حتى لو كان ذلك على حساب حرب دينية أبدية مع العالم الإسلامي".
اما ديفيد هوروفيتش (مؤسس ورئيس تحرير صحيفة تايمز أوف إسرائيل) من أهمية قرار ترامب لأن "القدس التي تحدث عنها ترامب هي المناطق غير المتنازع عليها والتي هي بالفعل قائمة تحت السيطرة الإسرائيلية، وهي القدس التي زارها رسميا رؤساء امريكيون والتي يوجد بها مقر رئيس الدولة والكنيست والمحكمة العليا, اما المناطق المقدسة (شرقي المدينة) تبقى كما هي، سواء للمسلمين أو المسيحيين أو اليهود, كما قال ترامب", ويضيف هوروفيتش: هذا غموض متعمد ليترك هامشا امريكيا للتحرك وفق الصفقة التي يتم الترويج لها".
وجاء في افتتاحية الصحيفة "أن ترامب ساعد نتنياهو على تحقيق إنجاز دبلوماسي يصب في مصلحته وأزال الشكوك حول إمكانية أن تملي الولايات المتحدة رأيها على مفاوضات السلام".
من جهته عارض اليسار الإسرائيلي إعلان ترامب واعتبره دعماً لليمين في الدولة العبرية. رئيسة حزب ميرتس زهافا غال-أون اعتبرت ان القرار يضرّ بالجهود الهادفة إلى دفع مسار عملية السلام إلى الأمام لأن أية تسوية في رأيها "تتطلب تسوية السيادة بشأن القدس"، وأضافت رئيسة حزب ميرتس: "يعيش في القدس أشخاص حقيقيون سيتأثرون بهذا القرار الذي اتخذه شخص (في اشارة الى دونالد ترامب), سأكون متفاجئة إن كان هذا الشخص يعلم حتى موقع القدس على الخريطة, وتابعت "نعم سيحتفل أنصار اليمين المتشدد بهذا الانتصار، وأتمنى أن لا يدفع المجتمع الاسرائيلي ثمنا باهظا لهذا القرار".
أما عضوة الكنيست ميخال روزين المنتمية إلى نفس الحزب، فقد اعتبرت أن "إدارة ترامب أنهت دور الولايات المتحدة الأمريكية التاريخي كوسيط بين الإسرائيلييين والفلسطينيين، والاعتراف الحقيقي والمستدام بالقدس عاصمة لإسرائيل كان يجب أن يكون مقبولاً في إطار دعم قرار إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية"، مضيفةً أن "القرار يضر بالتسوية المستقبلية ومن شأنه أن يضر بالرؤية الصهيونية التي تأسست عليها دولة إسرائيل".
وعارض عضو الكنيست المنتمي إلى حزب المعسكر الصهيوني زوهار بهلول قرار ترامب بقوله إنه "وضع ألغاماً في طريق التسوية المستقبلية، ومن شأنه أن يُفشل علاقة إسرائيل الناشئة بدول إسلامية" وتابع بهلول: "قد تشعر الحكومة الإسرائيلية اليوم بأنها حققت فوزاً، لكن على المدى الطويل فإنها تسببت بخسارة كبيرة, سنكون عرضة للدخول في حرب دموية, وخلص الى القول:" القدس أبداً لم تكن عاصمة لطرف واحد، فهي عاصمة للدولتين المخطط قيامهما جنباً إلى جنب".
من جهتها, منظمة "بيتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية عارضت قرار ترامب وأشارت إلى أن إسرائيل لم تعترف أبداً بسكان القدس الشرقية من الفلسطينيين، رغم أنها بادرت وضمتهم إلى حدودها وخالفت بذلك القوانين الدولية", وتابعت بيتسيلم: "لا لنقل السفارات ولا للإعلانات أحادية الجانب، فنقل السفارات لا يمكنه محو حقيقة أن هناك مساحات من الأراضي أصبحت محتلة، يعيش فيها ملايين الفلسطينيين بدون حقوق سياسية, هذا هو الواقع الذي يجب تغييره".
ناطوري كارتا: القدس ليست عاصمة سياسية
أما جماعة ناطوري كارتا، اليهودية الأرثودكسية والتي ترفض الصهيونية بكل أشكالها وتعارض وجود دولة إسرائيل، فقد طالبت الرئيس الأمريكي "بالتراجع عن قراره بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس", وقالت في بيان أصدرته بهذا الخصوص: "نطلب من الرئيس الأمريكي عدم نقل السفارة خشية أن يتسبب ذلك في متاعب لليهود وفي تنفيذ هجمات إرهابية ضدهم، في جميع أنحاء العالم، وسيدفع اليهود ثمن آثام الصهيونية".
ونشرت الجماعة اليهودية إعلانا في صحف ووسائل إعلام يهودية أمريكية جاء فيه: "عاصمة يهود أمريكا هي واشنطن، عاصمة يهود روسيا هي موسكو، عاصمة يهود فرنسا هي باريس، عاصمة يهود إنكلترا هي لندن، عاصمة يهود إيران هي طهران، لذلك دولة إسرائيل لا تستطيع إعلان القدس في الوقت الحالي عاصمةً لليهود. القدس هي مدينة مقدسة وليست سياسية".
بطبيعة الحال، أثار قرار ترامب غضب أعضاء القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي (13 مقعدا من اصل 120) واعتبر النائب طالب أبو عرار أن بيان ترامب "مخجل وشهادة دفن لعملية السلام، لأنه لن تقام دولة فلسطينية عاصمتها غير القدس الشرقية"، معتبراً قرار ترامب "إعلان حرب على العالمين الإسلامي والعربي".
ورأى زميله في الكتلة عبد الحكيم حاج يحيى أن ترامب تحوّل من وسيط إلى طرف.
واعتبر عضو الكنيست العربي أحمد طيبي أن "نضال الشعب الفلسطيني الشعبي وليس المسلح تجاه ما حدث للقدس، مثل نضالهم لإزالة البوابات الإلكترونية في المسجد الأقصى، هو النموذج الأكثر فاعلية في النضال".
وأشار رئيس القائمة العربية المشتركة أيمن عودة إلى أن ترامب أشعل منطقة الشرق الأوسط بتصريحاته، وسيدفع كلا الشعبين ثمن هذا الإعلان، مضيفاً أن أمريكا أعلنت "أنها جزء من القوة المحتلة، وبالتالي لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال راعية للمحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
في مقالة نشرتها صحيفة هآرتس، لفت الكاتب الإسرائيلي نير حسون إلى أن قرار ترامب قسم أبناء المدينة بين شعورين مختلفين، أحدهما النشوة والانتصار للإسرائيليين، والآخر اليأس والإحباط للمقدسيين.
وأكد أن القرار سيزيد من حالة الإحباط الفلسطيني من السياسية الإسرائيلية، وقد يحوّل هذا الإحباط إلى إحباط ديني، محذراً من أن يتحول "الذل السياسي في المدينة إلى ذل ديني" ما يدفع المقدسيين إلى ردة فعل عنيفة تجاه الإسرائيليين.
وقلل محلل الشؤون العربية في صحيفة هآرتس تسفي برئيل من قيمة إعلان ترامب بحال قررت إسرائيل التوصل إلى سلام حقيقي مع الجانب الفلسطيني، لافتاً إلى أنه "لو أصبح موضوع التوصل إلى سلام جاداً بين الجانبين فإن مسألة اعتراف ترامب لن تشكل عائقاً".
واعتبر أن ترامب وقف باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل على قبر عملية السلام، وتفاخر بأنه أعلن عن موتها، بعكس أسلافه من رؤساء أمريكا الذين كانوا يرددون خدعاً كثيرة حول عملية إحياء السلام
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف