الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اثر غياب الاسرة عن اطفالهم بقلم: د.عادل عامر

تاريخ النشر : 2017-12-12
اثر غياب الاسرة عن اطفالهم بقلم: د.عادل عامر
اثر غياب الاسرة عن اطفالهم
الدكتور عادل عامر
لا شك أن وجود الأب أمر ضروري في حياة الطفل، فهو مصدر الشعور بالأمان والسند بالنسبة للأبناء الذي يسهم تواجده في حياتهم في تشكيل شخصيتهم وأفكارهم وكذلك اتجاهاتهم في الحياة، وغياب الأب عن الأسرة لفترات طويلة في ظل أحوال كثير من المجتمعات العربية من أجل البحث عن فرص عمل أفضل وكذلك توفير حياة كريمة بات ظاهرة خطيرة وحساسة تهدد كيان الأسرة بأكمله
وتخلف العديد من الآثار النفسية والاجتماعية السلبية على الأبناء، هذا ما كشفت عنه مجموعة من الأبحاث الحديثة، أن الأطفال الذين يعيشون بعيدا عن والديهم لفترات طويلة يكون معدل الذكاء لديهم أقل من الذين يعيشون مع أبويهم ويُقصد بغياب الأب هنا أي حالة يكون الوالد فيها بعيداً عن أسرته مؤقتاً كحالات الخدمة العسكرية والأعمال التجارية والوظيفية وانفصال الزوجين (الهجر) والحجر أو السجن،، أو بشكل دائم كحالات الطلاق أو الموت.
كذلك أن حالات تعدد الزوجات في مجتمعنا العربي وما تجره من بُعد أو غياب دائم أو شبه دائم للأب عن أسرته, تشكل حالة خطرة ليس فقط على الاستقرار والروتين الأسري العام , بل على علاقات أعضاء الأسرة بعضهم ببعض وعلى نموهم الشخصي والقيمي.
ان اشد ما يعانيه الاطفال خلو البيت من الاباء نتيجة وفاه الاب او زواجه من اخرى واقامته معها بعيدا عن الأسرة الاولى ولكن اشد ما يعانيه الاطفال هجره الاباء من اجل العمل لفترات طويله في دول اخرى وايضا الاباء الذين يعملون في متاجرهم ومهنهم المختلفة حيث يخرجون من الصباح ويعودون في ساعات متأخرة من المساء حيث يعودون منهكين من العمل وغير متفرغين لمشاكل اطفالهم ولا يهتمون بهم
وبذلك يعتمد الاطفال في تربيتهم على امهاتهم ولذلك من الواجب على الاباء ان يولوا اطفالهم الرعاية والحنان والحب والعطف ان الاباء الذين يؤدون واجباتهم نحو اطفالهم من مأكل وملبس لا يشعرون بالسعادة وبلذة الحياة مثل الاباء الذين يقدمون الرعاية والعطف والحنان والحب لأطفالهم
فالأب، وكذلك الأم، يجب أن يكونا نموذجاً وقدوة لطفلهما، حتى يكون من السهل على الطفل أن يقلد السلوك الجيد في حياته، بدلاً من تنفيذ نصائح وأوامر لسلوكيات لا يراها، فالأب في نظر أبنائه هو ذلك البطل الذي يقلدونه في كل شيء، في حركاته وتصرفاته، في التواضع والأمانة وفي كل سلوكياته، لأن الطفل يميل إلى اعتبار أن كل تصرفات والده مثالية، من دون أن يشعر الأب بذلك.
إن أشكال التفاعل القائمة في مجتمعاتنا بين الكبار والصغار هي عموما غير سوية، لا تأخذ بعين الاعتبار تكوين الطفل النفسي وخصائصه وأفكاره وحاجاته، لذلك فهو يؤدي إلى نتائج عكسية، أي بدل التفاعل والتعاطف المتبادل الذي من المفروض أن يحقق اندماج الفرد، ويساهم في خلق تكامل عناصر شخصيته، يؤدي هذا التفاعل القائم في مجتمعنا إلى خلق شخصيات متصلبة، أو انعزالية، أو قلقة مريضة، يكتنفها إحساس بالنقص والدونية والقصور، معوقة نفسيا، وبدل الاجتهاد في إثراء الحياة الاجتماعية بالعطاء والمبادرة والبذل، تقضي ناشئتنا حياتها يستغرقها بذل الجهد في خفض قلقها والتخلص من توتراتها، فيحرم المجتمع من طاقة شبابية مهمة، كان ممكنا أن تساهم في تنميته وتطويره.
والمؤكد في علم النفس أن سلوك الأفراد واستجاباتهم اللاحقة واتجاهاتهم، تعتمد بصورة أساسية على البناء السيكولوجي الطفولي، لأن الخبرات التي يتعرض لها الفرد خلال طفولته يكون لها تأثير بارز في رسم معالم شخصيته، من حيث القوة والضعف، أو الوضوح والتكامل، أو الضياع والتشتت، رغم أن معظم الأفراد لا يدركون هذه الحقيقة حق الإدراك، لأنها تصبح في عداد التجارب المنسية بمرور الزمن.
والخبرات المؤلمة التي يتعرض لها الأطفال تأتيهم من ظروف الحياة العائلية، وعلاقاتهم بوالديهم التي تعتبر مصدرا لأغلب الصراعات، فالطفل يعتمد دائما على والديه للعلاقات وللسند، وأيضا للحب. فإذا كان الوالدان مسرفين في البرود أو عدم الاستجابة، أو إذا كانا قاسيين يستعملان العقاب البدني وسيلة وحيدة في الضبط، ينشأ لدى الطفل شعور أساسي بعدم الطمأنينة والقلق الذي يؤدي إلى الصراع النفسي، فهو يحب والديه، ولا يستطيع الاستقلال عنهما، وفي الوقت نفسه يخشاهما لما يسببانه له من ألم نفسي وبدني لا يستطيع دفعه، فينفر منهما.
الحرمان
وظاهرة فقدان الحب أو الحرمان العاطفي تمثل لدى الأطفال أكثر الخبرات المؤلمة المتعلقة بالوالدين، وبالأم بشكل خاص، إبان مرحلة الطفولة الأولى التي تمتد إلى العام السادس من عمر الطفل، وهذا الافتقار للحب وما يلقاه الطفل من إحباط في سبيل الحصول عليه، يترك في نفسيته ندوبا عميقة تلحق مشاعره نحو ذاته، ونحو الآخرين المحيطين به ، فقد تبين دراسة أثر العلاقات بين الوالدين والصبيان على ظهور السلوك المنحرف، أن للحرمان أثرا قويا على الطفل، خاصة خلال السنوات الخمس الأولى من عمر الصبي، والتي تكون حاسمة في تشكيل شخصية الطفل.
فالطفل الذي يشعر – من خلال أساليب التربية وأشكال التفاعل التي يخضع لها – بأنه منبوذ محروم من العاطفة والحنان، أو أنه غير مرغوب فيه، أو أنه لا قيمة ولا اعتبار له، يحاول وبشتى الوسائل إثارة الانتباه إلى ذاته المنسية وتأكيدها، وقد لا يفلح دوما في ذلك، فتظهر عليه دلائل القلق والصراع النفسي واضطرابات السلوك المختلفة، وأخطارها العصاب
القسوة
يميل بعض الوالدين في معاملتهم وتربيتهم لأطفالهم إلى التمسك بالوسائل القسرية الزاجرة الشديدة الإيلام، والتأثير على الطفل، فيلجأون إلى الضرب المبرح لأتفه الأسباب، وفي ظنهم أن هذه القسوة ستحقق لهم التربية السليمة لأطفالهم، فالعقاب البدني هو أكثر طرائق التأديب استعمالا في مجتمعنا، ويشكل اتجاها تنشيئيا سائدا في مجتمعنا، ويستخدم بدرجات متفاوتة، كالصفعة، وهي أكثر شيوعا وأشد إيلاما للنفس والبدن على السواء، إلى جانب الضرب على القفا، أو في أي مكان آخر من الجسم، باليد أو بآلة أخرى كالحزام أو العصا أو النعال أو غير ذلك، لهذا الاتجاه التربوي انعكاسات سيكولوجية ووجدانية على الطفل، ويتفق كل المربين وعلماء النفس على ضرره، وإن اختلفوا في تحديد آثاره ونتائجه على الطفل، صغيرا وكبيرا وتقدير خطورتها.
لذلك، وجب على الآباء أن يبذلوا جهداً كبيراً في تربية أبنائهم، ويظهروا لهم حبهم وشعورهم بمكانتهم ودورهم الرئيس في حياتهم، وأن يدرك الآباء أن دورهم لا ينتهي عند مرحلة معينة، بل يجب أن يكونوا دائماً موجودين ومنخرطين في حياة أبنائهم.
ومن آثار غياب الاب اجتماعيا في الاطفال؟؟؟

1. يؤثر على نمو الطفل وعلى ثقافته وشخصيته
2. الحرمان من العطف
3. يؤثر على تشكيل الضمير الاخلاقي لدى الطفل
4. يؤدي لصراعات نفسية والى اضطراب وانعدام التوازن العاطفي والامن النفسي
5. يؤثر على مدى تقبل الطفل لرفاقه
6. يؤثر على مستوى التحصيل الدراسي
7. يؤثر في النمو النفسي والعقلي حيث يتعرض الطفل الغائب عنه والده للخوف والحرمان والتهديد والاكتئاب
8. يؤثر في اكتساب الطفل الادوار الاجتماعية كالذكورة والانوثة والتي تعد اساسا عملية تعلم اجتماعي
9. يؤثر في استقلال شخصيات الاطفال وفي اعتمادهم على انفسهم
10 - يؤدي الى الاضطرابات السلوكية والجنوح احيانا
عوامل مخففة
هناك عوامل ايجابيه تخفف من الاثار السلبية لغياب الاب -- وهي
1- الام
فالدور الذي تقوم به وتتمالك اعصابها وتحافظ على اتزانها النفسي وتستغل قدراتها الذاتية والخارجية وتقوم بدور الاب والام معا كل هذا يخفف الاثار السلبية والنفسية لغياب الاب
2 - الاب البديل
ان ربط الطفل بأب بديل من الكبار من خلال مؤسسات كفرق الكشافة ودور العبادة ودور الرعاية والمدارس وايضا من خلال الاخوة الكبار للطفل او الاعمام او الاخوال كل هذا يعمل على تخفيف معاناه الاطفال
والخلاصة ----
ان غياب الاب عن الأسرة لمجمل الاسباب الأنفة الذكر له اثر سلبي على حياه الاطفال ومن الواجب على الام ان تهتم بأطفالها وان تنقل لهم صورا طيبه عن والدهم حتى ولو كان قد جرى بينهما خلافات
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف