الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اﻻنطﻻقة مآثر وتاريخ وهدف!بقلم:سعدات بهجت عمر

تاريخ النشر : 2017-12-12
اﻻنطﻻقة مآثر وتاريخ وهدف!بقلم:سعدات بهجت عمر
اﻻنطﻻقة مآثر وتاريخ وهدف!
سعدات بهجت عمر
الانطلاقة حدث كبير في تغير الوعي الفلسطيني، وهي اللحظة التي بدأت فيها فتح تلعب دورا أساسيا ومهما في الشعور الوطني الفلسطيني، وبدأت تعكس صورة مميزة لنفسها، وأصبح شعبنا الفلسطيني مرتبطا بأسلوب ثوري خاص به، واحتل مكانة أبرز على خارطة النضال التحرري. أصبح بعدها شعبنا ينظر الى كفاحه على أنه تعبير ساطع عن حرص أبي عمار على المحاورة العميقة لصياغة القرار الوطني المشترك المستقلبعناصر جوهرية في تقدير خطورة المرحلة التي يتعامل معها العمل الفلسطيني فكرا وممارسة ليتخذ معنى محددا وملموسا عند شعبنا الفلسطيني، وأنه تعبير عما يكنه أبو عمار من رعاية لهذا المنبر وايمانا منه بالدور الذي يؤيده في الصراع الفكري والثقافي مع العدو الاسرائيلي، وهي وثيقة أضيفت الى سجل أدبيات حركة فتح.

ان القاعدة الجماهيرية لفتح وفي فتح هي مصدر غنى ودليل عمق وتنوع ثقافتنا التاريخية، ومظهر من مظاهر العافية. كما يمكن أن تكون وهنا على وهن الانقسامات الداخلية، وهي بالتالي أخطر من الاحتلال وتمده بالكثير من أسباب التمدد والتشدد، وأن أية حالة سلبية تظهر هي جزء كبير منها صنيعة صهيونية خصوصا تلك المبالغة في استظهار عصبيات كانت في طريقها الى التكيف مع الحالة المدنية والانكفاء لزمن مضى، ويقينا أن فتح ستنتصر لمجتمع فلسطيني حي وستنتصر وحدته الوطنية بالمشروع الثوري الذي سلكه أبو عمار، وآمن به أبو مازن رغم تبعثر شعبنا في أكثر من مكان. من هنا يمكننا أن نفهم المستقبل بامكانياته الملموسة عندما نفهم نفهم الحاضر بظواهره الملموسة، وبالتالي تعتبر البصيرة رؤيا للواقع الملموس الذي يمتلك الرؤيا الاستراتيجية التي تستشرف التوقعات المستقبلية.

ان القراءة الفتحاوية للمرحلة الراهنة بكل تحدياتها ومفاصلها ومخاطرها تنطلق من استبيان أبعاد المخطط الصهيوني التصفوي الذي يقوده الآن نتنياهو للثوابت الفلسطينية ومواقع الصمود فيها التي تمثل عنفوان الرئيس أبو مازن والقيادة الشرعية بتمسكهم بهذه الثوابت، وهو مخطط يتلازم مع محاولات تفتيت البلاد العربية الى كانتونات وطوائف واثنيات متناحرة ليسهل تفتيت وتدمير المجتمع الفلسطيني الواحد عبر طرح مشاريع جيوسياسية، واستبدال الهويات من خلال الدور الذي تلعبه في خدمة المصالح الصهيو- أمريكية.

بعد الانطلاقة بدأ الاعتداد بالنفس يلازم كل انسان فلسطيني وكل انتفاضة تعقب هزيمة أو صدمة عنيفة تصيب العرب، وان الثورة الفلسطينية حالة ثورية متواصلة تعكس تقلبات موازين القوى في الواقع العربي القومي. فاذا تلاشت العلاقات العربية الوحدوية أو بهتت تأكدت فلسطينية الثورة، واذا نضجت خطوات عربية وحدوية أو أخذت طريقها للتنفيذ تأكد الارتباط القومي للثورة العربية في فلسطين، وبعد الانطلاقة ظهرت جليا مواضيع استنباط الافكار في حقل الثورة وفي حقل الهوية وفي حقل السياسة والتحرير.

وقد ثبت وبشكل فريد أن تأثيرات الهزيمة الايجابية تكمن في اسهامها في عملية نضوج التجربة الثورية وبفعل ايمان أبو عمار بعد هزيمة حزيران 1967 أن الهزيمة يجب أن تكون دافعا لاستخلاص العبر  كمقدمة لتحقيق النصر. فكانت معركة الكرامة في 21/3/1968 انتصارا مدويا على الهزيمة. لذلك نرى أن الحركة الثورية الفلسطينية نجحت في الاستمرار لأنها نجحت في التعاطي مع الواقع المحيط بها سواء الداخلي أو الاقليمي أو الدولي، والأهم أنها عرفت كيف تتخطى الأزمات والعوائق.

أما بالنسبة لمشروع المصالحة الوطنية في هذه الذكرى. فان مثل هذه الحالة التي لا تتواجد فيها ظروف ملائمة للتغيير الاجتماعي والسياسي غالبا ما يخلقها العمل الجذري الراديكالي. أي لا يمكن خلق الرغبة في تغيير الأوضاع القائمة فقط عندما تتوافر المفترضات الموضوعية أو عندما تنضج في الواقع أن بعض الشروط الرئيسية لهذا النضوج هي المتطلبات الثورية القائمة بعد مفرزات انتصار الرئيس أبو مازن في الجمعية العمومية وقيام دولة فلسطين التي لن يكون آخرها اعتراف البرلمان اليوناني على دراسة الواقع بكل سلبياته وايجابياته حيث استطاع الرئيس أبو مازن أن يعطي أن التصوير اليقيني للتاريخ هو تصور حاضر لا نهاية له ليعتمد في النظرية الثورية الى الأمور المرجى تحقيقها على اسلوب لا يقف عند الحالة الفلسطينية الحاضرة بل يتجاوزها ويبعد عنها الفشل في فهم الحقيقة الديناميكية بين القوى الفلسطينية كافة والشارع الفلسطيني، ويتخذ تفكير الحقيقة التي هي الكل في المسألة والقضية الفلسطينية ليصبح ممكنا التعامل مع الظروف الدولية من وجهة هذه النظرة، وبناء على هذه الاعتبارات أصبح التفكير السائد تفكيرا ثوريا له مرجعه الملائم وطريقته، وأسلوبه الخاص، وأدوات تحليله الخاصة.

الوحدة الوطنية في هذه الذكرى وكل المناسبات هي أم القضايا في العمل الوطني الفلسطيني، وهي مفتاح المخرج من المأزق. فلا عجب اطلاقا أن تكون قضية الوحدة أكثر القضايا هيمنة والحاحا على الحوار الوطني في مختلف أصعدته وأجوائه، ولا عجب أيضا أن تكون ساحات بحث الوحدة مرتعا للمزايدات والتخريجات. ربما يستغرب من عجز عن قراءة الواقع قرائنه ومدلولاته أن الشرذمة والضياع ما هي الا صورتين خطيرتين من صور حركة حماس الخيالية، واننا لا نقول في ظل وهم ولو للحظة واحدة بأن تحقيق الوحدة في ظل حكومة وفاق وطني قوية ما هي الا الحل السحري لكافة مشكلات شعبنا على أن تجمع هذه الحكومة وحدة تنفيذية في قطاع غزة تتوحد على أساس برنامج نضالي مشترك ومحدد مع الشرعية الفلسطينية، وأن وحدة من جانب واحد وبدون صراع ستنتهي في الواقع بتدمير الأرض والشعب.

ان م - ت - فوهي تعتمد على القوى الأساسية لشرائح شعبنا الفلسطيني، وتقوم في كل مرحلة بتقدير دقيق للتغيرات التي تطرأ على مواقع الفصائل، وتحدد بشكل سليم العدو الأكثر خطورة ذلك الذي يجب الاطاحة به سوف يطبق بتكتيكات مرنة لتدفع بحكومة الوفاق الوطني بدون توقف وتقودها ( كمرجعية ) لكي تتبنى أشكالا من العمل المشترك من أجل هدف ثوري محدد ومباشر، ومن هنا تنقسم المشكلات الأساسية في مسيرة الوحدة الوطنية من حيث طبيعتها في فئتين الأولى مشكلات موضوعية أخذت ملامحها منذ نشأة حركة حماس من التباين في المنطلقات النظرية وتصورات العمل، ومن اختلاف الرؤى، وكذلك من تباعد الخلفيات التنظيمية من التشرذم والصراع الخفي مضافا اليها الجهد الكامل تقريبا لحركة حماس لم يتوجه الى تحديد وحدة الهدف والاسلوب منذ انتفاضة 1987 في صالح تنمية علاقات وحدوية تدريجية، وانما الى التركيز على الذات. ذات حركة حماس والتحجر عندها حتى كادت وحدة الهدف والاسلوب تمسي قضايا بلا مدلول عملي فاعل الا بما يصب في خانة دمار شعبنا وهلاكه، وباتت واضحة أمام المطلع وغير المطلع على مشاكل شعبنا ( الثانية ) هي المشكلات الذاتية، ومن الواضح أنه لو أمكن التغلب على هذه المشكلات وتقليص أحجامها لأصبح متاحا التصدي للمشكلات الموضوعية، وعلى رأس قائمة المشكلات الذاتية تأتي قضية العقلية التي تهيمن على قيادة حركة حماس التي أفرزت عجزا تنظيميا، وكذلك سياسيا وأمنيا ( احمد وحسن يوسف ) ثم تأتي قضية عدم القدرة على تخطي جدار أزمة الثقة التي ظلت تتفاقم الى الآن حتى بلغت في افتعال الاعتقالات والاغتيالات الغير مبررة ولا مقبولة ( نيابة عن العدو) ثم يأتي الاسلوب الناتج من هذا كله الذي اعتمد لمجابهة المشاكل الذي يعتبر انعكاسا أمنيا، وقد تميز الاسلوب بصيغة الهروب في اتجاهين نحو الذات في محاولة دؤوبة للتركيز عليها وابرازها ومناطحة كل شيء من أحلها. والاتجاه الثاني نحو المجهول أي نحو قضايا غير مضمونة الطريق ولا النتائج بعيدا عن المشاكل الحقيقية وعن جوهر الأزمة وفي ظل غياب الفهم والقناعة، وكذلك في ظل غياب الفهم العلمي لكيفية بنائها من حيث القوى والبرامج. فان التعامل قد تميز بصفتين رئيسيتين، الموسمية والفوقية، وهكذا كانت تنتهي المحاولات وما زالت الى مزيد من التعقيد. نريد الحوار والوحدة ولكننا دائما نخشاهما. هنا يكمن سر الفشل رغم الجهود ورغم اللقاءات والاجتماعات المضنية والمكثفة، ولتبدأ أية محطة في العمل الوطني مهما كانت. بالتسلح بتاريخنا النضالي.

الى أين نحن الآن ذاهبون اليوم؟ ان هذا السؤال مطروح بشدة في سياق المتغيرات لا يشكل لشعبنا هما شاقا ومضنيا اذا نظرنا اليه من زاوية المستقبل من زاوية الأهداف البعيدة التي لا تشكل اجتهادا فتحاويا. وانما هي قناعة ثورية نحملها جميعا ويصبح التخلي عنها تخليا عن فلسطين. فالحل مع الكيان الاسرائيلي يعني الانسحاب التام والكامل من جميع الأراضي التي احتلت بعد هزيمة حزيران 1967 وأن يقبل هذا العدو ثمن  ذلك حدودا آمنة تؤكدها اتفاقات وضمانات دولية، وهذا شيء لا يوجد له أي دليل أبدا عليه. لذلك فان العلاقة الممكنة منذ اغتصاب فلسطين كانت وما زالت علاقة حرب في ضوء قناعة تعتمد تجارب التاريخ قاعدة لها. فعندما تكون التضحيات والتنازلات المرتقبة تضحيات وتنازلات محدودة يسهل أنها حالة الحرب، ولكن عندما تكون الأهداف غير محدودة فان حالة الحرب تصبح كلمة.

هذا الكلام ليس مجرد تمنيات لأنه وبرغم هذا الحطام النفسي بعد تدمير قطاع غزة ستنهض فتح وقاعدتها الشعبية برغم الكابوس الرهيب الذي يعيشه شعبنا منذ 2007 في مواجهة التحديات ونحن واثقون من أن المواجهة مع الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة ستوقظ في روح شعبنا البيان الأول.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف