اللغة... الطبيعة والمرأة
بين جبال تغازل السهول، ووهاد تقف مشرئبة إلى قمم الجبال، وساحل يغتسل بماء البحر، وموج يقبل رمله، وأنواع من الزهور تتوزع في أركان الطبيعة ، بألوان زاهية خلابة، تلتذ لرؤيتها العين، وتدفع بذائقة الشعراء ، لشحذ القرائح .والمتأمل لأنواع الورود التي تختال تيهاً في المروج، يجدها تبحث عن عطر الوجود ، تنثره عبقاً في الطبيعة، وتستجلب به من يمر بساحتها، لكنها لا تقف تلك الزهور والورد عند اللون الرائع والزكي والهادئ، والناعم، وإنما تريد أن تخرج عن صمتها ، فتخاطب الطيور بلغة الجمال؛ لتحط على بتلاتها التي يقطر منها ندى الاشتياق؛ للتكامل مسرحية الحياة من خلال اللون والحركة،حيث نضيف إلى المعمار المسرحي عنصراً جديداً مستوحى من الطبيعة الخلابة، ألا وهو عنصر الرائحة الزكية، فالطبيعة قد حملت في مكنوناتها اللون أو قل الطيف بألوانه المتجلية في أزهارها مشهداً تراه العين ؛ أو عاكسة تحليل منشور الندى لأشعة العدل القادمة من السماء ، وقد عطرت نفسها من خلال عطور ذاتية بصمة لوجودها ، فلونها بصمة وعبقها بصمة أخرى ، تدل على هويتها، ولكن الصوت الشجي يأتي من خارجها من خلال عشق تنسجه مع طيور ومخلوقات تروم اقتطافها، وبهذا تكون الطبيعة الصامتة الجميلة ، والطبيعة ذات الرائحة الجذابة ، والطبيعة المتحركة ذات الصوت الموسيقي الذي ينطلق منه سيمفونية الحياة، بأصوات الطبيعة بشتى أشكالها ونغماتها.
والمرأة هي من أزهار الطبيعة الغناء ، فالجمال الذي تتسربل به المرأة مختلف الأذواق ، وهي كالورود في الطبيعة لها بصمة اللون ، وبصمة الصوت، وتجتهد في بصمة تأتيها من الخارج بصمة العطر الذي تختاره، فالمرأة والطبيعة قد تمازجا في محلول الجمال ، فهذه ،أي :الطبيعة بلونها وعطرها بصمة، والصوت الخارجي أهزوجه غدها ، وتلك ،أي: المرأة ، جمالها في لونها وصوتها ، والرائحة العطرة التي تختارها لحياتها القادمة.
وقفت اللغة حائرة بينهما ، فقد كانت في عصر من العصور لها ذوق يتفق مع البيئة المحيطة بها ، فهي كالمرأة التي تجوب الصحراء ، بعيون المها ، ولون الرمال، وهذا مقياس جمالها، في نسج شعرها ، فالشاعر عندما يصف أو يتغزل لا يخرج عن تقاليد وقوالب عهدها وتعلمها، فكانت صفات المرأة وصفات القصيدة التي عمادها اللغة واحدة ، والصور الحسية التي تنسجها اللغة هي لباس تتدثر به المرأة، وتلعب الطبيعة دور الوسيط بينهما كالناقد.
تطورت الحياة ، وتمازجت الشعوب ، فبعدما كانت العيون السود والمقلة البيضاء ، هي عنوان الجمال، والشعر الفاحم ، وفق قول الشاعر:
إن الذي خلق العيون السودا خلق القلوب الخافقات حديدا
دخل العنصر الجديد إلى عرين أهل الحضر والمدر ، وتلونت العيون، والشعر الأشقر، أثر في بناء الصورة في اللغة ، وحدا بها أن تتطور وفق هذا التطور ، وبدأت القصيدة بملامح جمالية طلبتها منها الطبيعة، وباتت الصورة الفنية التي تعكس المشهد الواقعي لها نكهة جديدة ومضامين تتفق وهذا التطور.
وبدأ الشعراء يشاهدون المرأة التي في الطبيعة بصورة أخرى ، ما جعلهم يخاطبون اللغة كي تطوع ؛لا ستيعاب الصورة الجديدة ، وكان لهم ما أرادوا.
وبدخول العصر العباسي، وحركة التجديد، تغيرت الصورة التي تعكس الطبيعة والمرأة التي اضطلعت بها اللغة، وبات الشعراء يحملون صندوق الأصباغ مثلما تحمل المرأة صندوق الألوان ، أو مايعرف بصندوق ( المكياج)، فأخذ الشعراء يكحلون القصائد بمرواد العاطفة ، والمرأة تكحل عيونها وفق طائر الطبيعة أو ظبيته، وهنا تتلاقى الصورة التي تؤخذ بعدسة الشاعر ليتم تحميضها في معامل النسج ، متأثراً بالمرأة والطبيعة ، وقد زود نفسه بلذيذ الألفاظ من معاجم العربية التي قطفت مادتها من تطور فكر الإنسان ، وتغير وتطور حياته، والمستجدات الحديثة.
فاللغة كائن يتطور بتطور الإنسان ، وبالبيئة المحيطة التي ترسم له لوحة الواقع ، فينقشها بريشة وصفه لما يرى من مناظر تتفاعل بين العقل والعاطفة ، فيكسبها الشعور رونق الجمال.
بين جبال تغازل السهول، ووهاد تقف مشرئبة إلى قمم الجبال، وساحل يغتسل بماء البحر، وموج يقبل رمله، وأنواع من الزهور تتوزع في أركان الطبيعة ، بألوان زاهية خلابة، تلتذ لرؤيتها العين، وتدفع بذائقة الشعراء ، لشحذ القرائح .والمتأمل لأنواع الورود التي تختال تيهاً في المروج، يجدها تبحث عن عطر الوجود ، تنثره عبقاً في الطبيعة، وتستجلب به من يمر بساحتها، لكنها لا تقف تلك الزهور والورد عند اللون الرائع والزكي والهادئ، والناعم، وإنما تريد أن تخرج عن صمتها ، فتخاطب الطيور بلغة الجمال؛ لتحط على بتلاتها التي يقطر منها ندى الاشتياق؛ للتكامل مسرحية الحياة من خلال اللون والحركة،حيث نضيف إلى المعمار المسرحي عنصراً جديداً مستوحى من الطبيعة الخلابة، ألا وهو عنصر الرائحة الزكية، فالطبيعة قد حملت في مكنوناتها اللون أو قل الطيف بألوانه المتجلية في أزهارها مشهداً تراه العين ؛ أو عاكسة تحليل منشور الندى لأشعة العدل القادمة من السماء ، وقد عطرت نفسها من خلال عطور ذاتية بصمة لوجودها ، فلونها بصمة وعبقها بصمة أخرى ، تدل على هويتها، ولكن الصوت الشجي يأتي من خارجها من خلال عشق تنسجه مع طيور ومخلوقات تروم اقتطافها، وبهذا تكون الطبيعة الصامتة الجميلة ، والطبيعة ذات الرائحة الجذابة ، والطبيعة المتحركة ذات الصوت الموسيقي الذي ينطلق منه سيمفونية الحياة، بأصوات الطبيعة بشتى أشكالها ونغماتها.
والمرأة هي من أزهار الطبيعة الغناء ، فالجمال الذي تتسربل به المرأة مختلف الأذواق ، وهي كالورود في الطبيعة لها بصمة اللون ، وبصمة الصوت، وتجتهد في بصمة تأتيها من الخارج بصمة العطر الذي تختاره، فالمرأة والطبيعة قد تمازجا في محلول الجمال ، فهذه ،أي :الطبيعة بلونها وعطرها بصمة، والصوت الخارجي أهزوجه غدها ، وتلك ،أي: المرأة ، جمالها في لونها وصوتها ، والرائحة العطرة التي تختارها لحياتها القادمة.
وقفت اللغة حائرة بينهما ، فقد كانت في عصر من العصور لها ذوق يتفق مع البيئة المحيطة بها ، فهي كالمرأة التي تجوب الصحراء ، بعيون المها ، ولون الرمال، وهذا مقياس جمالها، في نسج شعرها ، فالشاعر عندما يصف أو يتغزل لا يخرج عن تقاليد وقوالب عهدها وتعلمها، فكانت صفات المرأة وصفات القصيدة التي عمادها اللغة واحدة ، والصور الحسية التي تنسجها اللغة هي لباس تتدثر به المرأة، وتلعب الطبيعة دور الوسيط بينهما كالناقد.
تطورت الحياة ، وتمازجت الشعوب ، فبعدما كانت العيون السود والمقلة البيضاء ، هي عنوان الجمال، والشعر الفاحم ، وفق قول الشاعر:
إن الذي خلق العيون السودا خلق القلوب الخافقات حديدا
دخل العنصر الجديد إلى عرين أهل الحضر والمدر ، وتلونت العيون، والشعر الأشقر، أثر في بناء الصورة في اللغة ، وحدا بها أن تتطور وفق هذا التطور ، وبدأت القصيدة بملامح جمالية طلبتها منها الطبيعة، وباتت الصورة الفنية التي تعكس المشهد الواقعي لها نكهة جديدة ومضامين تتفق وهذا التطور.
وبدأ الشعراء يشاهدون المرأة التي في الطبيعة بصورة أخرى ، ما جعلهم يخاطبون اللغة كي تطوع ؛لا ستيعاب الصورة الجديدة ، وكان لهم ما أرادوا.
وبدخول العصر العباسي، وحركة التجديد، تغيرت الصورة التي تعكس الطبيعة والمرأة التي اضطلعت بها اللغة، وبات الشعراء يحملون صندوق الأصباغ مثلما تحمل المرأة صندوق الألوان ، أو مايعرف بصندوق ( المكياج)، فأخذ الشعراء يكحلون القصائد بمرواد العاطفة ، والمرأة تكحل عيونها وفق طائر الطبيعة أو ظبيته، وهنا تتلاقى الصورة التي تؤخذ بعدسة الشاعر ليتم تحميضها في معامل النسج ، متأثراً بالمرأة والطبيعة ، وقد زود نفسه بلذيذ الألفاظ من معاجم العربية التي قطفت مادتها من تطور فكر الإنسان ، وتغير وتطور حياته، والمستجدات الحديثة.
فاللغة كائن يتطور بتطور الإنسان ، وبالبيئة المحيطة التي ترسم له لوحة الواقع ، فينقشها بريشة وصفه لما يرى من مناظر تتفاعل بين العقل والعاطفة ، فيكسبها الشعور رونق الجمال.