ليس الامر مقصورا على الغباء فقط 11-12-2017
بقلم : حمدي فراج
كيف تجرأ الرئيس الامريكي دونالد ترامب على اتخاذ مثل هذا القرار "الذي تأخر كثيرا" اهداء مدينة بحجم القدس وعراقتها ورمزيتها وقدسيتها عاصمة لاسرائيل ، الدولة التي لم يمض على تأسيسها سوى عدة عقود والتي ما زالت تحتل اراض الغير وما زالت تعكف على تثبيت اقدامها وشرعيتها في بحر هائج مائج من العداء والرفض .
الامر ليس مقصورا على الغباء وحده مخلوطا بحب المغامرة التي ترقى في مفاهيم البعض تشبهيها بالبطولة ، فهذه مسألة مقتصرة على بعض طغاة "انا الدولة والدولة أنا" و "ما شئت لا ما شاءت الاقدار / فاحكم فانت الواحد القهار" . امريكا دونالد ترامب ليست هكذا ، فهي تحكم بالمؤسسات والدوائر والاجهزة ، واحيانا تصل المسألة ان يكون مدير مخابراتها على سبيل المثال هو نفسه المدير في عصر رئيس جمهوري فيظل في منصبه حين يأتي رئيس ديمقراطي ، وهذا ما حصل مع "جورج تينيت" مدير السي أي ايه في عهدي كلينتون وبوش الابن ، ما لايمكن ان يحصل ابدا في نظامنا العربي .
كل الدلائل تشير ان ترامب حصل على موافقة عربية من الطراز الثقيل ، بل ما هو ابعد من الموافقة ، كالتشجيع مثلا ، او اسداء الوعد بالمساعدة في التنفيذ ، وبغض النظر عن تخريج ما جاء في مقابلة رئيس السلطة وولي العهد السعودي ، فإن المملكة لم تشهد اي تحرك جماهيري ضد القرار من ضمن الاف المظاهرات التي شهدها العالم في اربعة ارباعه بما في ذلك امريكا نفسها حيث ادى مسلمون صلاة اول جمعة بعد القرار امام البيت الابيض ، في حين خطبة هذه الجمعة في الحرم المكي كانت عن البر بالوالدين ، وقيام وفد بحريني بأول زيارة علنية للكيان بعاصمته الجديدة ، علّ اصحاب دعوات زيارة القدس من قيادة السلطة التوقف عن دعواتهم المختلة "انتم تزورون السجين لا السجان" فيتضح انهم يزورون السجن والسجان بموافقة اسرائيلية بحتة .
تغريدة واحدة في السعودية او الامارات قد تودي بك الى السجن ثلاث سنوات ، فكيف يغرد عشرات السعوديين بعضهم كتاب بارزون ضد فلسطين والقدس ، الكاتب تركي الحمد قال : "كيف ندافع عن فلسطين واصحابها باعوها ، حين يتخلى اهل الدار عنها فان للبيت رب يحميه" . حمزة السالم : "إذا عقد السلام مع إسرائيل فستصبح المحطة الأولى للسياحة السعودية"، سعود الفوزان : "أعطوني يهوديا واحدا قتل سعوديا وأعطيكم ألف سعودي قتل أبناء جلدته بالحزام الناسف". محمد آل الشيخ : "قضية فلسطين ليست قضيتنا.. وإذا أتاكم متأسلم متمكيج يدعو للجهاد فابصقوا في وجهه". عبد الرحمن الراشد المرشح لان يكون اول سفير للسعودية في تل ابيب او "اورشليم" : "حان الوقت لإعادة النظر في كل مفهوم المعاملات مع فلسطين وإسرائيل." . يقول الكاتب البريطاني المخضرم ديفيد هيرست : لا يمكن اعتبار هذه التغريدات مجرد تعبير تلقائي عن الرأي. بل هي الموسيقى التصويرية التي رافقت إعلان ترامب عن القدس.
***************************
ارحل عن القدسِ واترك ساحة الحرم ..هل يلتقى الطهر يا خنزير بالرمم/
كيف اجترأت على أرض مطهرة.. أسرى بها خير خلق الله والأمم/
لوثت بالعار أعتاباً مباركة .. وجئت كالكلب ، فى حشد مـــن الغنم /
فاروق جويدة
بقلم : حمدي فراج
كيف تجرأ الرئيس الامريكي دونالد ترامب على اتخاذ مثل هذا القرار "الذي تأخر كثيرا" اهداء مدينة بحجم القدس وعراقتها ورمزيتها وقدسيتها عاصمة لاسرائيل ، الدولة التي لم يمض على تأسيسها سوى عدة عقود والتي ما زالت تحتل اراض الغير وما زالت تعكف على تثبيت اقدامها وشرعيتها في بحر هائج مائج من العداء والرفض .
الامر ليس مقصورا على الغباء وحده مخلوطا بحب المغامرة التي ترقى في مفاهيم البعض تشبهيها بالبطولة ، فهذه مسألة مقتصرة على بعض طغاة "انا الدولة والدولة أنا" و "ما شئت لا ما شاءت الاقدار / فاحكم فانت الواحد القهار" . امريكا دونالد ترامب ليست هكذا ، فهي تحكم بالمؤسسات والدوائر والاجهزة ، واحيانا تصل المسألة ان يكون مدير مخابراتها على سبيل المثال هو نفسه المدير في عصر رئيس جمهوري فيظل في منصبه حين يأتي رئيس ديمقراطي ، وهذا ما حصل مع "جورج تينيت" مدير السي أي ايه في عهدي كلينتون وبوش الابن ، ما لايمكن ان يحصل ابدا في نظامنا العربي .
كل الدلائل تشير ان ترامب حصل على موافقة عربية من الطراز الثقيل ، بل ما هو ابعد من الموافقة ، كالتشجيع مثلا ، او اسداء الوعد بالمساعدة في التنفيذ ، وبغض النظر عن تخريج ما جاء في مقابلة رئيس السلطة وولي العهد السعودي ، فإن المملكة لم تشهد اي تحرك جماهيري ضد القرار من ضمن الاف المظاهرات التي شهدها العالم في اربعة ارباعه بما في ذلك امريكا نفسها حيث ادى مسلمون صلاة اول جمعة بعد القرار امام البيت الابيض ، في حين خطبة هذه الجمعة في الحرم المكي كانت عن البر بالوالدين ، وقيام وفد بحريني بأول زيارة علنية للكيان بعاصمته الجديدة ، علّ اصحاب دعوات زيارة القدس من قيادة السلطة التوقف عن دعواتهم المختلة "انتم تزورون السجين لا السجان" فيتضح انهم يزورون السجن والسجان بموافقة اسرائيلية بحتة .
تغريدة واحدة في السعودية او الامارات قد تودي بك الى السجن ثلاث سنوات ، فكيف يغرد عشرات السعوديين بعضهم كتاب بارزون ضد فلسطين والقدس ، الكاتب تركي الحمد قال : "كيف ندافع عن فلسطين واصحابها باعوها ، حين يتخلى اهل الدار عنها فان للبيت رب يحميه" . حمزة السالم : "إذا عقد السلام مع إسرائيل فستصبح المحطة الأولى للسياحة السعودية"، سعود الفوزان : "أعطوني يهوديا واحدا قتل سعوديا وأعطيكم ألف سعودي قتل أبناء جلدته بالحزام الناسف". محمد آل الشيخ : "قضية فلسطين ليست قضيتنا.. وإذا أتاكم متأسلم متمكيج يدعو للجهاد فابصقوا في وجهه". عبد الرحمن الراشد المرشح لان يكون اول سفير للسعودية في تل ابيب او "اورشليم" : "حان الوقت لإعادة النظر في كل مفهوم المعاملات مع فلسطين وإسرائيل." . يقول الكاتب البريطاني المخضرم ديفيد هيرست : لا يمكن اعتبار هذه التغريدات مجرد تعبير تلقائي عن الرأي. بل هي الموسيقى التصويرية التي رافقت إعلان ترامب عن القدس.
***************************
ارحل عن القدسِ واترك ساحة الحرم ..هل يلتقى الطهر يا خنزير بالرمم/
كيف اجترأت على أرض مطهرة.. أسرى بها خير خلق الله والأمم/
لوثت بالعار أعتاباً مباركة .. وجئت كالكلب ، فى حشد مـــن الغنم /
فاروق جويدة