الجزائر العدو الصَّامت لإسرائيل
الإستراتيجية العامة لكيان الصهيوني والتي ترى في كل دولة لا تقيم علاقات دبلوماسية أو اقتصادية أو سياسية أو ثقافية، ولا تتقاسم معها نفس وجهات النظر فيما يخص القضايا الإقليمية أو الدولية، أو تلك الدول التي تدعم الحقوق العربية وتدعو إلى الوحدة والتعاون والتكامل العربي لإحباط المخططات الغربية الصهيونية الاستعمارية، و تدعم حقَّ الشعوب في تقرير مصيرها دولاً عدوة لها، فإسرائيل التي لا تخفي مراكز دراساتها الأمنية الجيواستراتيجية عدائها الشَّديد للجزائر، وتنشر بين الفينة والأخرى تقارير مفصلة عن خطط العدو الصهيوني في المجالات السِّياسية والعسكرية الاستخباراتية لمحاولة إضعاف البلاد على كافة النواحي والمستويات وفي كافة المجالات، فالجزائر التي ترى العقلية الأمنية والسِّياسية الصهيونية بأنها أخطر بلد قد يشكل تهديداً مباشراً على الأمن القومي الإسرائيلي في شمال إفريقيا رغم أنها ليست على خط المواجهة المباشرة معها، فالعقيدة السِّياسية والإيديولوجية والدينية لمؤسسة العسكرية الوطنية والتي تعتبر هاجساً مقلقاً لصناع القرار في تل أبيب، وذك منذ سنة 1973 حيث وضعت إسرائيل قائمة بالدول التي تعتبرها غير مروضة، والتي يجب التعامل بحذر وحزم معها وكان من بينها الجزائر، فجهاز الموساد الإسرائيلي وضع منذ سنة 2009م الحكومة الصهيونية، وذلك حسبما جاء في مقال لجريدة تايمز أوف إسرائيل العبرية في موقف صعب عندما أطلعها على تقارير استخبارتية حصل عليها من مصادره الخاصة، والتي تلقي الضوء على تطور القدرات البحرية العسكرية للجزائر بشكل مطرد ومخيف، فأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لا تريد للبحرية الجزائرية أن تكون قوية ومتطورة وقد قامت الشرطة الألمانية بالصدفة بإلقاء القبض على عنصرين من جهاز الموساد الصهيوني وبحوزتهما أشرطة فيديو وكاميرات متطورة، استعملاها في تصوير الفرقاطة الألمانية و التي كانت موجهة لقوات البحرية الوطنية الجزائرية وهي من نوع ميكو 200، والتي كانت راسية في مرفأ ميناء كييل العام الماضي، وذلك حسب المعلومات التي أوردها موقع ميناديفونس الألماني المتخصص في شؤون السِّلاح والأمن.
فالرغبة الصهيونية المحمومة للاطلاع على أدق تفاصيل وأنواع الأسلحة المتواجدة لدى الترسانة العسكرية لمؤسسة العسكرية دفعت بالقيادة البحرية العسكرية الصهيونية إلى أن توجه غواصاتها النووية، والفائقة التقنية والتي تستطيع حمل رؤوس نووية يبلغ مادها 1500 كلم للإبحار بالقرب من المياه الإقليمية للجزائر في البحر الأبيض المتوسط ، من أجل مُحاولة التجسس على الغواصات الجزائرية، وذلك حسبما أوردته مجلة إسرائيل ديفنس المتخصصة في استراتيجيات الدفاع الصهيونية وكلما يختص بالمؤسسة العسكرية في تل أبيب، العداء الصهيوني للجزائر ظهر جلياً كذلك، في التصريحات النارية التي أطلقها بن يامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان المحتل بتاريخ 14 جوان 2014 وذلك عندما وجهت الجزائر شحنة مساعدات طبية، وإغاثية وإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر والمعتدي عليه آنذاك، وفعلت الدبلوماسية الجزائرية المستحيل من أجل إقناع السلطات المصرية بفتح معبر رفح الحدودي من أجل إدخال تلك المساعدات العينية القيمة، و إخراج جرحى القطاع من أجل علاجهم والتكفل بهم في الجزائر، بالإضافة إلى أن موقع الجزائري الاستراتيجي البحري والذي يطلّ على مضيق جبل طارق والذي تمر منه حوالي 70 بالمائة من التجارة البحرية لصهاينة والتي تعتبر شرياناً اقتصادياً حيوياً لبقاء هذا الكيان المصطنع، و على مسافة تبعد حوالي 170 كلم عن المياه الإقليمية للجزائر، وهو ما يسمح لبحرية الجزائرية وصواريخها بإغراق السفن البحرية الصهيونية سواء العسكرية أو التجارية المارة من هناك بكل سهولة ويسر، لذلك فإن الجزائر تعتبر استخباراتياً وأمنياً من الدول التي تكن لها إسرائيل ما يعرف في علوم المخابرات بالعداء الصامت أو العداء الشبحي، حيث تقيّم حجم الدولة وخطرها الاستخباراتي عليك ولكن ضمن نطاق ضيق وأن تتجنب الدخول معها في مواجهة عسكرية مفتوحة، وتعمل على أن تبقيها تحت أنظارك دائماً وأن تتعامل بكل مع ما يتعلق بها استخباراتياً و لكن بحذر شديد، وبالتالي على الدولة الجزائرية أن تدرك بأنَّ إسرائيل ستبقى العدو اللدود الذي يتربص بها الدوائر، وأن تنقل مسرح العمل الأمني والمخابراتي إلى عمق الكيان الغاصب، وتشغله عناَّ حتى لا تكرر مأساة العشرية السوداء والتي يؤكد الكثير من المفكرين والمؤرخين الصهاينة بأنَّ الموساد الإسرائيلي قد أعدَّ وخطط لها قبل وقت طويل من حدوثها، وعمل على تهيئة كل الظروف الإقليمية الداخلية و اختلاق الحجج والذرائع لتمريرها، و بالتعاون مع عدَّة أجهزة مُخابرات غربية وعبر عملائه في الداخل بالتأكيد.
عميرة أيسر-كاتب جزائري
الإستراتيجية العامة لكيان الصهيوني والتي ترى في كل دولة لا تقيم علاقات دبلوماسية أو اقتصادية أو سياسية أو ثقافية، ولا تتقاسم معها نفس وجهات النظر فيما يخص القضايا الإقليمية أو الدولية، أو تلك الدول التي تدعم الحقوق العربية وتدعو إلى الوحدة والتعاون والتكامل العربي لإحباط المخططات الغربية الصهيونية الاستعمارية، و تدعم حقَّ الشعوب في تقرير مصيرها دولاً عدوة لها، فإسرائيل التي لا تخفي مراكز دراساتها الأمنية الجيواستراتيجية عدائها الشَّديد للجزائر، وتنشر بين الفينة والأخرى تقارير مفصلة عن خطط العدو الصهيوني في المجالات السِّياسية والعسكرية الاستخباراتية لمحاولة إضعاف البلاد على كافة النواحي والمستويات وفي كافة المجالات، فالجزائر التي ترى العقلية الأمنية والسِّياسية الصهيونية بأنها أخطر بلد قد يشكل تهديداً مباشراً على الأمن القومي الإسرائيلي في شمال إفريقيا رغم أنها ليست على خط المواجهة المباشرة معها، فالعقيدة السِّياسية والإيديولوجية والدينية لمؤسسة العسكرية الوطنية والتي تعتبر هاجساً مقلقاً لصناع القرار في تل أبيب، وذك منذ سنة 1973 حيث وضعت إسرائيل قائمة بالدول التي تعتبرها غير مروضة، والتي يجب التعامل بحذر وحزم معها وكان من بينها الجزائر، فجهاز الموساد الإسرائيلي وضع منذ سنة 2009م الحكومة الصهيونية، وذلك حسبما جاء في مقال لجريدة تايمز أوف إسرائيل العبرية في موقف صعب عندما أطلعها على تقارير استخبارتية حصل عليها من مصادره الخاصة، والتي تلقي الضوء على تطور القدرات البحرية العسكرية للجزائر بشكل مطرد ومخيف، فأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لا تريد للبحرية الجزائرية أن تكون قوية ومتطورة وقد قامت الشرطة الألمانية بالصدفة بإلقاء القبض على عنصرين من جهاز الموساد الصهيوني وبحوزتهما أشرطة فيديو وكاميرات متطورة، استعملاها في تصوير الفرقاطة الألمانية و التي كانت موجهة لقوات البحرية الوطنية الجزائرية وهي من نوع ميكو 200، والتي كانت راسية في مرفأ ميناء كييل العام الماضي، وذلك حسب المعلومات التي أوردها موقع ميناديفونس الألماني المتخصص في شؤون السِّلاح والأمن.
فالرغبة الصهيونية المحمومة للاطلاع على أدق تفاصيل وأنواع الأسلحة المتواجدة لدى الترسانة العسكرية لمؤسسة العسكرية دفعت بالقيادة البحرية العسكرية الصهيونية إلى أن توجه غواصاتها النووية، والفائقة التقنية والتي تستطيع حمل رؤوس نووية يبلغ مادها 1500 كلم للإبحار بالقرب من المياه الإقليمية للجزائر في البحر الأبيض المتوسط ، من أجل مُحاولة التجسس على الغواصات الجزائرية، وذلك حسبما أوردته مجلة إسرائيل ديفنس المتخصصة في استراتيجيات الدفاع الصهيونية وكلما يختص بالمؤسسة العسكرية في تل أبيب، العداء الصهيوني للجزائر ظهر جلياً كذلك، في التصريحات النارية التي أطلقها بن يامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان المحتل بتاريخ 14 جوان 2014 وذلك عندما وجهت الجزائر شحنة مساعدات طبية، وإغاثية وإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر والمعتدي عليه آنذاك، وفعلت الدبلوماسية الجزائرية المستحيل من أجل إقناع السلطات المصرية بفتح معبر رفح الحدودي من أجل إدخال تلك المساعدات العينية القيمة، و إخراج جرحى القطاع من أجل علاجهم والتكفل بهم في الجزائر، بالإضافة إلى أن موقع الجزائري الاستراتيجي البحري والذي يطلّ على مضيق جبل طارق والذي تمر منه حوالي 70 بالمائة من التجارة البحرية لصهاينة والتي تعتبر شرياناً اقتصادياً حيوياً لبقاء هذا الكيان المصطنع، و على مسافة تبعد حوالي 170 كلم عن المياه الإقليمية للجزائر، وهو ما يسمح لبحرية الجزائرية وصواريخها بإغراق السفن البحرية الصهيونية سواء العسكرية أو التجارية المارة من هناك بكل سهولة ويسر، لذلك فإن الجزائر تعتبر استخباراتياً وأمنياً من الدول التي تكن لها إسرائيل ما يعرف في علوم المخابرات بالعداء الصامت أو العداء الشبحي، حيث تقيّم حجم الدولة وخطرها الاستخباراتي عليك ولكن ضمن نطاق ضيق وأن تتجنب الدخول معها في مواجهة عسكرية مفتوحة، وتعمل على أن تبقيها تحت أنظارك دائماً وأن تتعامل بكل مع ما يتعلق بها استخباراتياً و لكن بحذر شديد، وبالتالي على الدولة الجزائرية أن تدرك بأنَّ إسرائيل ستبقى العدو اللدود الذي يتربص بها الدوائر، وأن تنقل مسرح العمل الأمني والمخابراتي إلى عمق الكيان الغاصب، وتشغله عناَّ حتى لا تكرر مأساة العشرية السوداء والتي يؤكد الكثير من المفكرين والمؤرخين الصهاينة بأنَّ الموساد الإسرائيلي قد أعدَّ وخطط لها قبل وقت طويل من حدوثها، وعمل على تهيئة كل الظروف الإقليمية الداخلية و اختلاق الحجج والذرائع لتمريرها، و بالتعاون مع عدَّة أجهزة مُخابرات غربية وعبر عملائه في الداخل بالتأكيد.
عميرة أيسر-كاتب جزائري