الأخبار
طالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من هو العدو يا عرب بقلم:د. محمود الدبعي

تاريخ النشر : 2017-12-11
من هو العدو يا عرب
 
بعد تسلّم دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة ، بدعمٍ من تيّار يميني مسيحي محافظ، وبترحيب قوي من الجماعات الصهيونية المؤيّدة للحكم المتطرّف في إسرائيل قام بزيارة الرياض ليشارك في القمة الإسلامية العربية ، من أجل حثّ بعض الحكومات الخليجية والعربية على التعاون مع واشنطن في التمهيد لعملٍ عسكري كبير ضدّ ايران، و من اجل ذلك حثهم على التطبيع مع اسرائيل و وجد حينها التجاوب المرغوب أميركياً واسرائيليا من قبل بعض الدول العربية. و نسي العرب أن الرئيس ترامب متبنّياً لسياسة نتنياهو القائمة على انشاء الدولة اليهودية و رفض حلّ الدولتين، وعلى تكثيف الاستيطان في القدس و الضفة، وعلى تهميش القضية الفلسطينية، وعلى مساواة المقاومة الفلسطينية للاحتلال بالإرهاب، و على استمرار حصار غزة حتى تستسلم المقاومة ، وعلى السعي لتسعير الصراعات الطائفية والمذهبية في العالم الإسلامي و نقل داعش من منطقة لأخرى لتنفيذ المخططات الأمريكية، و ايضا العمل على إشعال الحرب بين ايران و السعودية ، كما فعلوا سابقا حيث اشعلوا حربا مدمرة بين العراق و ايران.
 
 وربّما يجد الرئيس الأميركي مصلحةً كبيرة الآن في حديثه عن صفقة القرن،  وعن الخطر الإإيراني الذي يهدد الأمة العربية، و الإجماع الدولي لمحاربة داعش و هزيمتها عسكريا و عقائديا ، ليس فقط لخدمة سياسة مقرّرة، بل أيضاً لصرف الأنظار عن مشاكله الداخلية وعن التحقيقات القانونية الجارية مع فريق حملته الانتخابية و التدخل الروسي في التاثير على الناخب الأمريكي، ولتعزيز قاعدته الشعبية، مما يُسهّل تنفيذ أجندة عهده في "البيت الأبيض". المراهنة الأساسية الآن هي على وصول التحقيقات القانونية الجارية من قبل وزارة العدل (مع المحقّق روبرت ميللر) وفي داخل الكونغرس، إلى نتيجة حاسمة تؤدّي إلى استقالة ترامب أو إلى عزله من قبل الكونغرس. وربّما سيكون مطلع العام القادم 2018 هو الوقت المناسب لإمكانية حدوث ذلك.
 
وجد ترامب ضالته في الورقة المقدسية التي قد تعيد له شعبيته داخليا  و اعلن عن نقل سفارة بلاده للقدس و انها عاصمة اسرائيل الأبدية و لكنه بفعلته الخرقاء، فتح باب جهنم في المنظقة ،وان بوادر انتفاضة فلسطينية على الأبواب و في حال تعذّر إشعال فتيل الإنتفاضة هناك لاعتباراتٍ عربية فلسطينية ، فإنّ تزايد حدّة الصراعات مع إيران حول الكثير من الأزمات الحاصلة في المنطقة قد يجعل مكان الصراع السياسي و العسكري بين ايران و السعودية هو الخليج العربي ، وما قد يؤدّي إليه هذا الانفجار من تداعيات تستفيد منها اسرائيل و القوى السياسية والاقتصادية الداعمة لترامب في الولايات المتّحدة.
 
إن ما حدث ويحدث من ردود فعل دولية و فلسطينية هامّة على مسألة القدس وخروج الفلسطينيين في مسيرات شعبية عارمة  ومعهم شعوب العالم الإسلامي والمناصرين للقضية الفلسطينية و التهديد  الفلسطيني باعادة الزخم للإنتفاضة، مقدمة لمعالجة اساس القضية وهو الاحتلال الإسرائيلي لكلّ الأراضي الفلسطينية. فالإستيطان والتهويد يتصاعدان في القدس والضفّة الغربية منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، ولم تردعهما كل ردود الفعل التي حدثت وتحدث!. فكيف يمكن المراهنة الآن من جديد على مزيد من التفاوض مع إسرائيل برعاية إدارة ترامب، إذا كان نتنياهو ومعظم أعضاء حكومته يرفضون وقف الإستيطان والانسحاب من القدس وحقّ العودة للفلسطينيين، وهي القضايا الكبرى المعنيّة بها أي مفاوضات أو "عملية سلام" بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي قبل إقامة الدولة الفلسطينية؟! ثمّ كيف يأمل الفلسطينيون بموقف أميركي فاعل إذا كانت إدارة ترامب والكونغرس الأميركي يتحدّثون عن القدس كعاصمة أبدية لإسرائيل؟!.
 
 إنّ إدارة ترامب تراهن على استثمار نتائج ما حدث ويحدث في البلاد العربية منذ سنوات؛ من تهميش للقضية الفلسطينية، و اعتبار الصراع مع ايران هو قضيتهم الأولى ، ومن غياب لمرجعية عربية فاعلة، ممّا سيمهد لقبول إسرائيل بما يُعرف باسم "المبادرة العربية" بعد تعديلات جوهرية في نصوصها ، يخرج القدس و جزء كبير من الضفة من الحل النهائي و يحذف شرط العودة لفلسطينيي الشتات، و يعطى جزء من سيناء للفلسطينين ، فيعمّ التطبيع "العربي " مع إسرائيل قبل قيام الدولة الفلسطينية المستقلّة وقبل الانسحاب من كلّ الأراضي العربية المحتلّة في العام 1967!. لكن اعلان ترامب بنقل سفارته للقدس و انها عاصمة اليهود الأبدية ، قلب السحر على الساحر و اعتبره قادة العالم تهور سياسي مرفوض.
 
إن اعلان  ترامب ان القدس عاصمةً ابدية لإسرائيل، كان من المفترض التعامل مع تداعياته السياسية من خلال قمّة أميركية – إسرائيلية – عربية يتمّ التوافق فيها على ما أسماه ترامب ب"صفقة القرن". لكن لحمة الشارع العربي و الإسلامي مع القدس  احرج الحكام العرب و الذين سارعوا الى استنكار  الإعلان الأمريكي و تنصلوا من اي تفاهمات سياسية تطبيعية مسبقة مع اسرائيل والأمريكان حول القدس،  و انتفاضة الشارع العربي و الإسلامي اليوم ليست فقاعات هوائية بل هي ضمير انساني عاد بعد سبات عميق و اختلطت الأوراق و كان لتصريح مندوبة امريكا في الأمم المتحدة بقولها ”و هل انطبقت السماء على الأرض؟!!” ابعدا ساسيا  ستنعكس اثاره السلبية على مستقبل العلاقة بين امريكا والعرب !!
 
و بعد ان عدنا للمربع صفر و ان راعي السلام غدى طرفا في النزاع  على العرب و ايران ان يحلوا خلافاتهم سلميا و اخويا و ان تنسحب ايران  و المليشيات المناصرة لها من سوريا و العراق و اليمن و ان يعود حزب الله ليكون حزبا لبنانيا لا يتدخل في شؤون غيره و ان يعود السلام لليمن و سوريا و ليبيا و العراق و ان يصطلح الأشقاء العرب  و يحلوا خلافاتهم و ان يكون هدفهم الأساس حل القضية الفلسطينية انصافا للفلسطينيين و نصرة للقدس .

د. محمود الدبعي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف