ماذا بعد إعلان ترمب القدس عاصمة لإسرائيل؟
بقلم الدكتور: بلال خليل ياسين
قبل مائة عام تقريباً منح وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور الحركة الصهيونية وعداً مشؤوماً يُمكنهم من أن يستوطنوا فلسطين، ويتخذوا من أرضها وبحرها وجوها وطناً قومياً لهم، وعلى إثر ذلك تم إعادة ترتيب البيئة العربية المُحيطة بفلسطين لتصبح قابلة لأن يُغرس في قلبها خنجراً مسموماً يمزق الأمة العربية، ويمحو هويتها، ويهين كرامتها؛ وذلك من خلال تنصيب أنظمة عربية متناحرة فيما بينها، متغطرسة على شعوبها، تسير وفق أهوائها، تؤمن بقوة أعدائها، وتُبحر في دماء أبنائها من أجل الحفاظ على ملكها.
واليوم وبعد الانقسام الفلسطيني المرير الذي دام لأكثر من عشر سنوات، وبعد أوضاع الشعوب العربية المنهكة بالحروب الداخلية، والصراعات الدموية، يُقرر دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية مدينة القدس عاصمة أبدية لإسرائيل بطريقة بربرية يعلو فيها صوت القوي المُفترس على حق الضعيف المنتكس، يُقرر من عاصمته واشنطن عاصمة دولة مزعومة بطريقة دكتاتورية حقيرة، يقتل من خلالها الديمقراطية التي طالما تغنت بلاده بها.
وبالنظر إلى نتائج الوعد البريطاني الأول وصورة القرار الأمريكي الأخير يبرز لنا تساؤلات بصيغة التأكيد وهو ماذا بعد إعلان ترمب القدس عاصمة لإسرائيل؟، هل سنشهد مذابح جديدة بحق المقدسيين كالتي حصلت عام 48؟؛ لأنّ القدس أصبحت عاصمة للصهاينة، هل ستشهد عاصمة فلسطين، وعاصمة الأمة العربية والإسلامية أياماً سوداء بسبب احتضان العالم القوي لهذا الشيطان المريد الذي يعبث في مقدساتها الإسلامية والمسيحية بالطريقة التي يراها، وبالصورة المشينة التي قدمها عبر تاريخه الحقير؟ هل سيُهدم المسجد الأقصى من أجل الهيكل المزعوم؟
إنَّ هذه التساؤلات التقريرية تبعث في مكنوناتنا الألم المرير، الذي يدفعنا نحو مسؤولياتنا العظيمة، التي تمنحنا أملاً كبيراً من خلال تحويل التحديات الجسيمة إلى فرص قادرة على تحقيق أهدافنا المشروعة؛ لذلك وجب علينا أن نقاوم هذا القرار المتغطرس بالوسائل المُمكنة والمؤثرة، وعدم الاستهانة بأية وسيلة صغيرة كانت أو كبيرة، والتي يتميز منها الجانب وحدة القيادة الفلسطينية في بلورة استراتيجية وطنية جامعة لإبطال هذا القرار الظالم، وكذلك التحرك من خلال الجانب القانوني، والشعبي، والرسمي، والإعلامي، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي التي يستهين البعض بفعاليتها.
ومن أهم هذه الوسائل المجدية في هذا الموقف التاريخي العصيب تقديم الدعم الكامل المادي والمعنوي لأهلنا في القدس الشريف خط الدفاع الأول عن مقدساتنا، وإنشاء صندوق مالي مختص لدعمهم؛ حتى يتمكنوا من الصمود أمام تهويد هوية المسجد الأقصى المبارك ومدينته القديمة، وخصوصاً إذا علمنا أنَّ اليهود ينفقون أكثر من 2 مليار دولار سنوياً على مدينة القدس من أجل تهويديها، مقابل مبالغ زهيدة تخرج من منظمة التعاون الإسلامي وغيرها والتي لا تتعدى 2% مما ينفقه اليهود.
بقلم الدكتور: بلال خليل ياسين
قبل مائة عام تقريباً منح وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور الحركة الصهيونية وعداً مشؤوماً يُمكنهم من أن يستوطنوا فلسطين، ويتخذوا من أرضها وبحرها وجوها وطناً قومياً لهم، وعلى إثر ذلك تم إعادة ترتيب البيئة العربية المُحيطة بفلسطين لتصبح قابلة لأن يُغرس في قلبها خنجراً مسموماً يمزق الأمة العربية، ويمحو هويتها، ويهين كرامتها؛ وذلك من خلال تنصيب أنظمة عربية متناحرة فيما بينها، متغطرسة على شعوبها، تسير وفق أهوائها، تؤمن بقوة أعدائها، وتُبحر في دماء أبنائها من أجل الحفاظ على ملكها.
واليوم وبعد الانقسام الفلسطيني المرير الذي دام لأكثر من عشر سنوات، وبعد أوضاع الشعوب العربية المنهكة بالحروب الداخلية، والصراعات الدموية، يُقرر دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية مدينة القدس عاصمة أبدية لإسرائيل بطريقة بربرية يعلو فيها صوت القوي المُفترس على حق الضعيف المنتكس، يُقرر من عاصمته واشنطن عاصمة دولة مزعومة بطريقة دكتاتورية حقيرة، يقتل من خلالها الديمقراطية التي طالما تغنت بلاده بها.
وبالنظر إلى نتائج الوعد البريطاني الأول وصورة القرار الأمريكي الأخير يبرز لنا تساؤلات بصيغة التأكيد وهو ماذا بعد إعلان ترمب القدس عاصمة لإسرائيل؟، هل سنشهد مذابح جديدة بحق المقدسيين كالتي حصلت عام 48؟؛ لأنّ القدس أصبحت عاصمة للصهاينة، هل ستشهد عاصمة فلسطين، وعاصمة الأمة العربية والإسلامية أياماً سوداء بسبب احتضان العالم القوي لهذا الشيطان المريد الذي يعبث في مقدساتها الإسلامية والمسيحية بالطريقة التي يراها، وبالصورة المشينة التي قدمها عبر تاريخه الحقير؟ هل سيُهدم المسجد الأقصى من أجل الهيكل المزعوم؟
إنَّ هذه التساؤلات التقريرية تبعث في مكنوناتنا الألم المرير، الذي يدفعنا نحو مسؤولياتنا العظيمة، التي تمنحنا أملاً كبيراً من خلال تحويل التحديات الجسيمة إلى فرص قادرة على تحقيق أهدافنا المشروعة؛ لذلك وجب علينا أن نقاوم هذا القرار المتغطرس بالوسائل المُمكنة والمؤثرة، وعدم الاستهانة بأية وسيلة صغيرة كانت أو كبيرة، والتي يتميز منها الجانب وحدة القيادة الفلسطينية في بلورة استراتيجية وطنية جامعة لإبطال هذا القرار الظالم، وكذلك التحرك من خلال الجانب القانوني، والشعبي، والرسمي، والإعلامي، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي التي يستهين البعض بفعاليتها.
ومن أهم هذه الوسائل المجدية في هذا الموقف التاريخي العصيب تقديم الدعم الكامل المادي والمعنوي لأهلنا في القدس الشريف خط الدفاع الأول عن مقدساتنا، وإنشاء صندوق مالي مختص لدعمهم؛ حتى يتمكنوا من الصمود أمام تهويد هوية المسجد الأقصى المبارك ومدينته القديمة، وخصوصاً إذا علمنا أنَّ اليهود ينفقون أكثر من 2 مليار دولار سنوياً على مدينة القدس من أجل تهويديها، مقابل مبالغ زهيدة تخرج من منظمة التعاون الإسلامي وغيرها والتي لا تتعدى 2% مما ينفقه اليهود.