الأخبار
"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربية
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إن لم توحّدنا القدس فسوف تخذلنا واشنطن!!بقلم : خالد السباتين

تاريخ النشر : 2017-12-11
إن لم توحّدنا القدس فسوف تخذلنا واشنطن!!بقلم : خالد السباتين
إن لم توحّدنا القدس فسوف تخذلنا واشنطن ... !!!

نعم هكذا هي المعادلة اليوم إمّا أن نكون أو لا نكون لأن الخائفون لا يصنعون الحريّة و المترددون لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء هذه القدس بؤبؤ العين و سويداء القلب درة التاج و قلب العروبة النابض مسرى نبينا و مهد مسيحنا أولى البدايات و اخرالنهايات فمن أراد من الرؤساء و الملوك و القادة أن تعلق صوره في الشوارع و على جدران البيوت و من أراد أن تهتف الشعوب بإسمه حتى تنقطع الأنفاس و أن يحمل على الأكتاف و من أراد أن يقرع أجراس العودة الان الان و ليس غدا عليه أن يقف مع القدس و أهلها عليه أن يكون جندي من أجناد القدس فالقدس لن تخذل من يقف معها و من يقف مع القدس لن يخذله شعبه ما دام حّيا ...

نعم إرتكب الرئيس ترامب حماقة يشكر عليها لأنه أيقظ الأمة من سباتها العميق و أعاد النبض لشريان العروبة و العزة و الكرامة من جديد أعاد لنا الوحدة التي افتقدناها أعادنا للبوصلة الحقيقية و جوهر الصراع أعادنا الى قضيتنا المركزية و هي القدس فالشوارع العربية اليوم تهتف للقدس من المحيط الهادر الى الخليج الثائر و من أقصاها الى أدنها عربها و عجمها مسلميها و مسيحييها أحرارها و ثوّارها نعم لأننا أصحاب حق و لأن الشعوب تريد أن تنفض عن أجسادها غطاء و ثوب الهيمنة الأمريكية و كسر شوكتها فكيف لترامب الذي لم يكمل عام على ولايته و الذي يحكم بلاد لا تتجاوز عمرها ربع قرن أن يمنح مدينة عمرها خمسة الاف عام لكيان محتل عمره سبعون عاما و يستفز بذلك مشاعر 1.6 مليار مسلم حول العالم ...
اذا هل يمكن للمصيبة أن تجمعنا ؟؟ أن تصفعنا لنفيق من سباتنا ؟؟

نلاحظ اليوم أن الشعوب العربية مستعدة أن تدفع الضريبة مهما كان ثمنها من أجل القدس فقد بدأت الولايات المتحدة بتهديد السلطة الفلسطينية بقطع المساعدات المالية محاولة بذلك تركيع الشعب الفلسطيني إن لم تتم الاستجابة للقرارات و لاحظنا منذ فترة كيف يحاول نتنياهو استفزاز الأردن بتعطيشه و قطع المياه عنه نتيجة الموقف الصلب من الملك عبدالله في قضية السفارة و رفضه الانتهاكات و الممارسات الغير شرعية تجاه فلسطين و القدس على وجه الخصوص و ستمارس أيضا الضغوطات على مصر و لبنان و العراق و تونس و الجزائر و الخليج العربي و كل من يقف مع أصحاب الحق لذلك يجب علينا في الوقت الراهن وضع الخلافات جانبا حتى يكون تأثيرنا و قرارنا و موقفنا أٌقوى تجاه القدس و القضية الفلسطينية و انتزاع حقهم الشرعي في حصولهم على دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف فالقدس تحتاج القادة و القادة تحتاج الشعوب و الشعوب تحتاج الحرية و الكرامة من هذا المحتل سواءا الأمريكي أم الصهيوني فكلاهما وجهان لعملة واحدة .

سيسقط ترامب و سيسقط قراره و لكن علينا أن نسقط أميركا من عقولنا أوّلا علينا أن نحج للبيت المقدس بدلا من الحج للبت الأبيض على الشعوب أن تتخذ نهج و فكر مختلف في التظاهر و في مواجهة هذا المحتل و الانتفاض في وجهه فهذا غاندي الذي حرر الهند من الاستعمار الانجليزي بالصوم والاكتفاء الذاتي والمقاطعة الاقتصادية والاحتجاجات السلمية والعصيان المدني و يوصف غاندي بأنه الأب الروحي لفكرة للاعنف حيث قال عبارته المشهورة تعليقا علي سياسة اللاعنف التي يتبعها: "إن اللاعنف هو أعظم قوة متوفرة للبشرية، إنها أقوى من أقوى سلاح دمار صنعته براعة الإنسان" .

فالاحتجاج أمام السفارات انتفاضة و سحب التمثيل الدبلوماسي انتفاضة و رفض استقبال نائب ترامب انتفاضة والدعاء للقدس في الصلاة انتفاضة و رفع شعارات القدس بالملاعب انتفاضة و تفعيل المسيرات الحزبية و النقابية و المسيرات الطلابية و الجامعية انتفاضة و الهتاف للقدس انتفاضة و الغناء للقدس انتفاضة و مقاطعة المنتجات الأمريكية انتفاضة وتفعيل الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي انتفاضة و رفع الحصار عن اليمن انتفاضة و انهاء الحرب في سوريا انتفاضة و حل الازمة الخليلجية انتفاضة نعم الجميع يستطيع أن يقاوم فالمقاومة لا تقتصر على شكل أو نهج معيّن و لا يوجد أحد عاجز لكن يوجد إرادة و إصرار للانتفاضة ضد التراكمات التي خلفتها العقلية الأمريكية في عقولنا و احتلتنا بطرق أذكى مما نتوقع فاليد التي تمدنا بالسلاح هي نفس اليد التي تثير الفتن بيننا لذلك واجب علينا قطعها لنعش بسلام و أمان.

في المقابل على الساحة الدولية و على الصعيد السياسي والحراك الدبلوماسي هناك معارك شرسة أيضا لا تقل خطورة عن المعارك الميدانية و من يظن أن القدس سترفع رايتها البيضاء و تستسلم للمحتل الغاشم يكون مخطأ و جاهلا للتاريخ فالرياح ستأتي كما تشتهي سفينة أهل القدس و ستثبت لنا الأيام ذلك و ستتذكر الأجيال القادمة أن الجيش الذي لا يقهر سيسقط على بلاط مدينة القدس تحت أقدام المصلين كما سقط في المرات السابقة عندما صدحت حناجرهم ب " الله أكبر" نعم فالقدس لنا و ليست لهم حتى و إن نقل ترامب أميركا بحد ذاتها فلن يستطيع أن يلغي وجود الشعب الفلسطيني و لن يستطيع أن يقنع أصغر طفل مقدسي أن القدس ليست عربية و لن يستطيع أن يلغي إرتباط العرب و المسلمين بالقدس نعم سنبقى و يرحلون نعم سنبقى و يرحلون .

و في نهاية المطاف شكراً للقدس لأنها كشفت لنا الحقيقة فعرفنا من يصلّي نحو القبلة و من يصلّي نحو عواصم المال سقطت الأقنعة و ظهرت الوجوه الحقيقية فشكرا للأردن شعباّ و حكومة و قيادة و على رأسهم الملك عبدالله الذي يحبّه إبن القدس أكثر من إبن الكرك و يحبّه إبن الخليل أكثر من إبن السلط لأنه ترك وحيداً في معركته الدبلوماسية في نفس الخندق الفلسطيني يدافع عن فلسطين و مقدساتها و شكراً للشعب الأردني الأصيل الذي انتفض في كل المحافظات تلبية لنداءالقدس فهم بالفعل كما قال جلالة الملك أنهم نبض هذه الأمة وشكراً للشعوب الحرة التي خرجت في كل أنحاء العالم رافضة للقرار و داعمة لحق الشعب الفلسطيني و يجب أيضاً أن نشكرمن جلسوا جميعاً على مقاعد الانتظار ينتظرون قدوم الإجتماع الطارئ بفارغ الصبر ...

ليست عيون فيروز وحدها كانت ترحل إلى القدس كل يوم، فعيون مليار ونصف مسلم وعربي ترنو للأرض المقدسة والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتشتاق لأن تدور في أروقة المعابد وتعانق الكنائس القديمة وتمسح الحزن عن المساجد و كمال قال الشاعر الكبير نزار قباني :
من يوقف العدوان؟ عليك، يا لؤلؤة الأديان  
من يغسل الدماء عن حجارة الجدران؟
من ينقذ الإنجيل؟ من ينقذ القرآن ؟
من ينقذ المسيح ممن قتلوا المسيح ؟ من ينقذ الإنسان ؟
يا قدس.. يا مدينتي  ...  يا قدس.. يا حبيبتي
غداً .. غداً ... سيزهر الليمون و تفرح السنابل الخضراء و الزيتون و تضحك العيون
و ترجع الحمائم المهاجرة .. الى السقوف الطاهرة
 ويرجع الأطفال يلعبون  ... و يلتقي الآباء و البنون
على رباك الزاهرة ... يا بلدي
يا بلد السلام والزيتون .
 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف