الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حجــاب الــرأس أم حجــاب الـعـقــل ؟ !بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2017-11-21
حجــاب الــرأس أم حجــاب الـعـقــل  ؟ !بقلم:حسن زايد
حــســــــن زايــــــــد .. يـكـتـب :

حجــاب الــرأس أم حجــاب الـعـقــل ؟ !

كثر اللغط ، وزادت حدته ، حول قضية الحجاب . وقد شُمِّر عن السواعد ، وامتُشِقَت الأقلام ، وأُدْلِي بالدِّلاء ، حتي لا يفُوت ـ أو يُفَوِّت ـ أحد ، فرصة الخوض مع الخائضين . ففريق ينافح عن الحجاب ، منافحة من اختزل الإسلام فيه ، فلو ضاع ضاع الإسلام واندثر ، ولو بقي وثبت ، لبقي الإسلام وانتشر . وفريق يتمترس علي الضفة الأخري من النهر، رافضاً له باعتباره فكرة رجعية ظلامية ، وهو في الأصل عادة بدوية ، جري استجلابها ، من بيئة صحراوية بدائية ، وفرضت علينا باعتبارها فريضة اسلامية . وفريق ثالث أصابته الحيرة والتردد بدوارالعقل ، فلا إلي هؤلاء ، ولا إلي هؤلاء ، وإنما يميل هنا تارة ، ويميل هناك تارة أخري .

والفريق الأول يسوق من الآيات ، والأحاديث النبوية ، ومواقف الصحابة ، ما يدلل به علي فرضية الحجاب . والفريق الثاني يذهب في الدفاع عن موقفه كل مذهب ، فتارة يقولون بِلَيِّ عنق النص القرآني حين تفسيره ، أو أن الحديث حديث آحاد ، إن لم يكن ضعيفاً ، وتارة يذهبون إلي أن مواقف الصحابة صادرة عن عادة بيئية حاكمة كانت موجودة ، وثالثة تقول بأن ارتداء الحجاب ، وعلة وجوده ، بقصد الوقاية من أوضاع مناخية قائمة في بيئة صحراوية .

الفريق الأول يسعي جاهداً إلي إثبات فرضية الحجاب ، وأن الفرض واجب النفاذ ، لا علي سبيل التخيير ، وإنما علي سبيل الإلزام ، ومن ثم لا مجال فيه للحرية والإختيار ، من ارتدته فقد أطاعت ، ومن لم ترتديه فقد عصت . والطائعة مثابة ، والعاصية معاقبة بمعصيتها .

والفريق الثاني يسعي جاهداً إلي إثبات كونه عادة ، وليس عبادة ، وبذا يصبح باب التخيير فيه مفتوحاً علي مصراعيه ، لا محل فيه للإلزام أو الإلتزام ، وإتيانه ليس بطاعة ، والإمتناع عنه ليس بمعصية .

وأنا هنا لا أسعي إلي الإنحياز لطرف علي حساب آخر ، أو الإنتصار لطرف علي حساب آخر . وإنما فقط أسعي إلي إزاحة حجاب العقل ، وخلعه بالكلية ، حتي يتبين لنا الخيط الأبيض ، من الخيط الأسود من الأمر .

وهنا نقول بأن الكلام محصور فيما بين المؤمنين بوجود إله لهذا الكون ، أما الملحدين الذين لا يؤمنون بوجود إله لهذا الكون ، فهم خارج إطار المناقشة لأن الكلام لا يعنيهم في شيء ، من قريب أو بعيد .

وقد حصرنا الكلام فيما بين المؤمنين بوجود إله في الكون ، كي نتباحث في أصل القضية ، ونتساءل : من وراء إرتداء البشرية للباس ، بقصد الستر ابتداءًا ؟ . مؤكد أنه الله . وهو الذي حدد ما يُري ، وما لا يُري من جسم الإنسان ، وأن ما لا يُري يسمي عورة تستوجب الستر ، والحجب ، عن رؤية الغير لها ، وما خلاف ذلك مباح ، لحكمة إرتآها جل شأنه ، قد تتكشف لنا إخباراً ، أو استنباطاً ، كلها أو بعضها ، وقد لا تتكشف . حتي لا نقول مع من يقول:بأن الأحكام تدور مع علتها ، وجوداً وعدماً ، فالأحكام ـ في رأيي ـ باقية ، وإن زالت علتها . وحتي لا نزايد علي الله في علمه بمن خلق .

إذن فالستر قضية منتهية باعتبارها فرضاً ، ومواضع العورة محددة سلفاً كذلك ، وهناك اختلاف بين هذه وتلك ، فيما بين الرجل والمرأة . وعلي ضوء ذلك تحدد للمرأة لباساً أو زياً ، يتناسب ومواضع العورة فيها ، فقيل في شأنه : أنه لا يصف ، ولا يشف . أي لا يصف تقسيمات الجسم علي نحو كما لو كان الجسم عارياً ، ولا يشف : أي لا يظهر ما تحته من الجسم . وقد يبالغ البعض بالذهاب إلي القول بألا يكون ملفتاً في ذاته ، باعتباره من الزينة . ويرد عليه بأنه حتي ولو كان ملفتاً في ذاته ، فمن باب إلا ما ظهر منها .

ثم يأتي القول علي الحجاب ، لأن اللباس أصبح مفروغاً منه ، واستقر في جبلة البشرية وفطرتها ، بحيث أصبحت تأنف أن تتعري في العلن ، إلا من آتي ذلك علي سبيل الشذوذ عن القاعدة . ونقول : أن هناك نهي بعدم إبداء الزينة باستثناء ما ظهر منها ابتداءًا ، والوجه محل الزينة الظاهرة ابتداءً ، وكذا الرأس ، فترك الوجه ، وأمر بتغطية الرأس والجيوب ، لأن الأصل في الخمار أنه غطاء للرأس ، فخمار الرجل عمامته ، وموضعها الرأس ، فيصبح بذلك الضرب علي الجيوب بالخُمُر ِزيادة علي الأصل ، وليس نفياً له ، فلا يصح عقلاً القول بضرب الخُمُر علي الجيوب دون الرأس . هذا عن النص القرآني القائل بفرضية الحجاب . أما الحديث النبوي ، وإن قيل فيه أنه حديث آحاد ، فهناك من العلماء من يقول بجواز العمل به في فضائل الأعمال ،وهناك السنة الإقرارية ، وفعل الصحابة ، وعمل أهل المدينة ، وشرع من قبلكم ، وما جرت عليه العادة ، من مصادر التشريع الإسلامي .

وقد يقول قائل : أين الحرية في كل ذلك ؟ . وهنا نقول بأن الحرية مقررة سلفاً ، في القمة ، حيث تُرِك الإختيار للإنسان في الإيمان من عدمه ، في مسألة العقيدة ، وهي القمة ، ورأس الأمر كله . فإن آمن الإنسان ، فإن هذا الإيمان يُرتِّب إلتزامات ، فيما يتعلق بالأمر والنهي . وإن كفر فلا تكليف عليه لا بأمر ولا بنهي .

والأصل في التشريع منفعة الإنسان ، كما يعلمها خالقه ، لا كما يعلمها هو ، لأن علم الله مطلق ومحيط ، وعلم الإنسان نسبي ومحدود ، ومن هنا جاء القول بأنه أينما تكون المصلحة ، فثم شرع الله . والله شرع للمرأة الحجاب فرضاً ، صيانة لها ، وحفظاً لأنوثتها ، وجاذبيتها ، وحظر علي الرجل رؤية مواضع الزينة والجمال من المرأة إلا بحقها ، وهو الزواج . أما لو رأي منها قبل الزواج ، ما يراه بعده ، فلا قيمة لما رآه مجاناً عندما يصبح لديه. وبذلك تفقد المرأة إنسانيتها ، وتصبح مجرد مستجلبة للشهوة وحسب ، شأن بقية الكائنات .

ويبقي القول بأن من لم تجد في نفسها القدرة علي قبول الإتيان بهذا الأمر، وأنها غير راغبة فيه ، ولا محبة له ، فلا ضير من إقرارها بوجوبه وفرضيته ، حتي تحسب عند الله عاصية وحسب ، بدلا من أن ترد الأمر علي الآمر ، نقداً ، ورفضاً ، ومزايدة ، ومبارزة لله . فماذا أنتن فاعلات ؟ .

حــســـــن زايــــــــــد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف