بقلم : عمار نزال - قباطيه
ليست الإشكاليه في وجود خلاف بين تيار الصقور و تيار الحمائم في أروقة التنظيم الفتحاوي ، ففتح في وقت الذروه هي عاصفة لا يحلق في شدتها إلا الصقور الجارحه ، و ليست الإشكاليه في وجود تباين لوجهات النظر بين الحرس الجديد و القديم في فتح ، فهما مكملان لبعضهما على ذات الرساله ، و ليست الإشكالية في وجود صراع بين الجسم التنظيمي الشرعي و المفصول ، ففتح حسمت قرارها ، و تاريخيا كل منشق عنها أو مفصول منها مصيره التلاشي ، و ليست الإشكاليه في المنافسه بين فتح و أي حركه فلسطينيه ، فالواقع يبرهن على أن فتح لا زالت الأم لكل الفصائل ، رغم حاجتها لإستنهاض نفسها لتستنهض الكل الوطني .
قبل أن نبدأ الكلام ، الأصل و حسب النظام الأساسي و الداخلي لحركتنا فتح فإن كل فتحاوي عليه الإلتزام بأهداف الحركه و الانضباط بقراراتها ، و أن يبقى النقد و النقد الذاتي ضمن الأطر التنظيميه ، بما لا يخالف المبادئ الأساسيه للحركه و مع مراعاة المراتب التنظيميه ، و لذلك لن نتطرق للأمور التنظيميه التي لا يجوز نقاشها سوى بالغرف المغلقه ، لكن سنتطرق لقضايا تنظيميه عامه لتوضيحها .
و أنت تتجول في أزقة حارات المدن و البلدات و المخيمات ، ستجد آلاف الكفاءات و مئات المناضلين المهمشين ، و ثوارا سجلت بطولاتهم في ذاكرة الزمان و تم تجاهلهم أو التقصير بحقهم ، يجب أن ننتصر لهؤلاء حتى ينتصروا للوطن فلسطين الذي لأجله كانت عاصفة المارد الفتحاوي فكانت ثورة هذا الشعب و التي إشتركت فيها كل الفصائل لاحقا .
وفق السلم التنظيمي للحركه حسب النظام الداخلي ، فإن الأطر القاعديه في الحركة هي : الخلية ، الحلقة ، الجناح ، الشُعبة ، المنطقة .
و الهيئات القياديه في الحركه هي : مؤتمر و لجنة المنطقه ، و مؤتمر و لجنة الإقليم ، و المؤتمرات ليس مهامها الانتخاب فقط و إنما النقاش و وضع الخطط و الرقابه ، ثم تأتي أعلى سلطه في الحركه و المتمثله بإفرازات المؤتمر العام و الذي ينبثق عنه المجلس الثوري و الذي يعتبر الجهة الرقابيه و التشريعيه في الحركه ، و اللجنه المركزيه التي تعتبر الأداة التنفيذيه للمؤتمر العام و هي أعلى هرم تنظيمي في الحركه و يقودها القائد العام للحركه .
و العضويه في الحركه نوعان : عضو عامل / الذي اجتاز فترة التجربه ، و عضو نصير / هو العضو المرشح للانضمام الى صفوف الحركه ، و قديما كان هناك ما يسمى بالعضو الناظم و هو الذي يتم تزكيته مباشره من اللجنة المركزيه دون أن يخضع للتدرج في المراتب التنظيميه .
أما بالنسبة لأعضاء الحركة في الجناح العسكري و المثبتة عضويتهم في السجلات النضالية للحركة ، فيتم تأطيرهم في أطر تنظيمية خاصة بالجناح العسكري و الأمن الثوري .
حاليا يتم الحديث عن إعادة بناء التنظيم الفتحاوي و تغعيل الشُعب التنظيميه ، و التي تتبع للجان المناطق ، هذه الشُعب التي غابت سنوات طوال في أقاليم الداخل ، غابت بمفهومها التنظيمي و ليس الحركي ، فهي متواجده كجماهير لفتح و من كل الأجيال ، لكن معظمها غير مؤطر ، و يلزم تأطيرها وفق الجسم التنظيمي و بإستمارات عضويه و أداء القسم و عقد الجلسات التنظيميه للجيل الناشئ " الشبيبه في الجامعات و الشبيبه ككل / الأشبال و الزهرات و الشبيبه الثانويه هم دون سن الثامنة عشر و بالتالي لهم إطار خاص " حسب رؤية التعبئه و التنظيم ، و توعية الكادر و إستنهاضه ، و طبعا فتح ليست مجرد ورقه أو مسمى ، بل هي فكرة خالده لأجل أرض سلبها أقذر إحتلال بالتاريخ .
تلك كانت لمحة مختصره عن الأطر التنظيميه كما جاءت في النظام الداخلي للحركه و الذي يشرح بالتفصيل عن القواعد و الأسس التنظيميه و الالتزام و الانضباط و المركزيه الديمقراطيه و النقد و النقد الذاتي و السريه و العضويه و الأطر القاعديه و الهيئات القياديه و العقوبات ، بينما النظام الأساسي للحركه وضع الخطوط الثابته لمبادئ و أهداف و أسلوب الحركه ، المبادئ التي لم تتبنى أيديولوجيه محدده ، فإنطلقت فتح كحركة تحرر وطني تجمع في صفوفها القومي و الشيوعي و الليبرالي و الديني ، فكان لذلك إيجابيات و سلبيات ليس الآن موضوع نقاشها .
و بعد ما تم ذكره ، من الضروري توضيح النقاط التاليه :
أولا : القاعده و رأس الهرم ، إن أي بناء يرتكز على القاعده ، فهي التي تحمل العبئ الأكبر ، و لكن حتى تكون القاعده متينه فيجب أن تأخذ كل استحقاقاتها دون تمييز و دون إجحاف ، إن إعادة بناء التنظيم الفتحاوي و تفعيل الشُعب التنظيميه وصولا لانتخابات المناطق و الأقاليم لاحقا ، أمر يستلزم البعد عن الشعارات و المثاليات ، و حتى نبني شُعبا متينه تقودها لجان مناطق و أقاليم ، علينا مراعاة الفرق بين تركيبة الشُعب في الأقاليم الخارجيه حيث التنوع الثقافي للكادر المكونة منه الشُعب ، و بين الأقاليم داخل الوطن حيث تأثير التركيبه العشائريه ، و حتى ننهض بفتح لتكون لها قاعدة متينه تحملها ، فأيضا يتوجب أن تكون الهيئات القياديه و تحديدا المجلس الثوري و اللجنة المركزيه أكثر فاعليه ، فالقلائل منهم يتواصلون مع الأطر القاعديه و الجماهير ليشاركوهم فعالياتهم و مناسباتهم ، فتح مبادرة و عمل و ليست مسمى أو منصب ، و يجب أن يشعر الفتحاوي بأن كل عضو مجلس ثوري و كل عضو لجنه مركزيه هو قائد حقيقي يتواصل مع الميدان و يصنع المزيد من القاده و ليس الأتباع ، و أن نرفض و نعري كل متسلق ، حينها ننهض بفتح و ننهض بفلسطين التي تمر بأخطر مراحل قضيتها
ثانيا : فتح و السلطه ، بين واقع اليوم و الأمس حكاية تطول ، في الانتفاضة الأولى كانت المسلكية الثوريه لفتح نهج مقدس ، و كانت فصائل العمل الوطني الفلسطيني ككل بحال أفضل ، اليوم ترهلت كل الفصائل ، و السبب ثنائية أو تناقض التحرر و السلطه ، فالسلطه في ظل وجود الاحتلال يجب أن لا تكون برستيجا و مغالاة في المواكب و المناصب ، السلطه يجب أن تكون حالة تقشف و زهد خدمة لوطن جريح ما زال يناضل .
قدر فتح أن شعبويتها جعلت أمورها التنظيميه حديث الشارع ، و قدر فتح أن تكون رائدة العمل الوطني لمواجهة مخططات الاحتلال الغاشم من جهة ، و بناء مؤسسات الدوله من جهة أخرى ، و قدر فتح أن كادرها الأساسي تفانى في بناء المؤسسه الأمنيه للسلطه مما أدى لإهمال التنظيم ، فأصبحت قناعة كل فتحاوي أن مزايا السلطه للسلطه و مساوئ السلطه تتحمل وزرها فتح ، رغم قناعة الغير فتحاوي بأن السلطه " كنز " لفتح ، لكن الحقيقه الساطعه كالشمس أن السلطه ليست فتح و فتح ليست السلطه ، رغم وجود معظم كوادر فتح في الأجهزة الأمنيه للسلطه ، و رغم أن القائد العام لفتح هو رئيس السلطه ، إلا أن الحكومه الفلسطينيه و وزاراتها ليست فتحاويه ، و معظم الوزارات لا تتعاون بالشكل المطلوب مع أي كتاب تنظيمي يتم توجيهه لها من خلال المناطق و الأقاليم بخصوص قضايا عامه تخدم المواطن .
السلطه حكم ذاتي منبثق عن اتفاقية أوسلو الموقعه بين منظمة التحرير و إسرائيل ، السلطه نواة الدولة الفلسطينيه التي تصبو فتح لإقامتها ، تلك الدوله التي يهدف كيان الاحتلال الصهيوني الغاصب على تدمير فكرتها .
ثالثا : فتح و منظمة التحرير ، منظمة التحرير تقودها فتح ، تلك المنظمه التي تستند الى المجلس الوطني الفلسطيني و الذي يعتبر الهيئة التشريعيه العليا للكل الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهم ، تلك المنظمه التي ما زالت حتى اللحظه الممثل الشرعي و الوحيد للفلسطينيين رغم حصول فلسطين على دولة بصفة مراقب في الأمم المتحده ، و رغم اعتراض البعض الوطني على اتفاقية أوسلو حينها أو على فكرة اقامة دوله فلسطينيه على حدود عام 67 ، إلا أن كل خيارات الواقع كانت مغلقه و لم يكن أمام الرمز ياسر عرفات سوى هذا الطريق ، دون التفريط بشبر واحد من أرض فلسطين التاريخيه ، و هذا ما تؤمن به فتح في نظامها الأساسي ، تماما كما تؤمن بأن الكفاح المسلح هي الطريق الحتمي و الوحيد نحو التحرير ، لكن لكل مرحلة ظروفها ، خاصة في الوقت الحالي و الذي نشعر فيه بأننا أيتام بلا أي عمق عربي ، و الطريق المتاح وسط كل الخيارات المغلقه فإنك تسلكه دون التفريط بالثوابت الوطنيه ، تسلكه لحين انسداد أفقه ، وقتها سيقف الفلسطيني ليطرق بيديه كل أبواب المستحيل و يصرخ بكل صوته لعل ضمير الكون الآثم يستيقظ من سباته .. المهم أن الفلسطيني لا يعرف الاستسلام .
إن كانت فتح بخير ففلسطين بخير ، لا أقولها من باب تعصبي لتنظيمي ، و لكنها الحقيقه التي يدركها حتى من يتعارض مع فتح .
في النهايه ، المطلوب هو أن تضع فتح برنامج وطني متفق عليه ضمن منظمة التحرير ، و تتكاتف من خلاله كل فصائل العمل الوطني ، للتصدي للإحتلال الصهيوني و إستيطانه و مخططاته ، و للتصدي لأي مخطط يستهدف اغتيال القضيه الفلسطينيه ، فلسطين هي القضية التاريخيه العادله رغم عدم إنصافها في أروقة قرارات الأمم المتحده التي لم يتم تطبيقها ، و قد أبدع الأخ الرئيس أبو مازن في دهائه الدبلوماسي و السياسي فجعل هذه القضيه تجوب كل المنابر الدوليه و برلمانات الشعوب ، و أكمل مسيرة الياسر أبو عمار الذي كلما شاهدنا صورة له يؤكد لنا أنه رسم بكوفيته حدود فلسطين .. كل فلسطين ، التي روتها دماء الشهداء و صان كرامتها الأسرى الأبطال و كل مناضل آمن بها ، و حفظ عهدها كل لاجئ و مبعد ، كيف لا ؟؟ و هي أرض الأنبياء و الرسل !!
ليست الإشكاليه في وجود خلاف بين تيار الصقور و تيار الحمائم في أروقة التنظيم الفتحاوي ، ففتح في وقت الذروه هي عاصفة لا يحلق في شدتها إلا الصقور الجارحه ، و ليست الإشكاليه في وجود تباين لوجهات النظر بين الحرس الجديد و القديم في فتح ، فهما مكملان لبعضهما على ذات الرساله ، و ليست الإشكالية في وجود صراع بين الجسم التنظيمي الشرعي و المفصول ، ففتح حسمت قرارها ، و تاريخيا كل منشق عنها أو مفصول منها مصيره التلاشي ، و ليست الإشكاليه في المنافسه بين فتح و أي حركه فلسطينيه ، فالواقع يبرهن على أن فتح لا زالت الأم لكل الفصائل ، رغم حاجتها لإستنهاض نفسها لتستنهض الكل الوطني .
قبل أن نبدأ الكلام ، الأصل و حسب النظام الأساسي و الداخلي لحركتنا فتح فإن كل فتحاوي عليه الإلتزام بأهداف الحركه و الانضباط بقراراتها ، و أن يبقى النقد و النقد الذاتي ضمن الأطر التنظيميه ، بما لا يخالف المبادئ الأساسيه للحركه و مع مراعاة المراتب التنظيميه ، و لذلك لن نتطرق للأمور التنظيميه التي لا يجوز نقاشها سوى بالغرف المغلقه ، لكن سنتطرق لقضايا تنظيميه عامه لتوضيحها .
و أنت تتجول في أزقة حارات المدن و البلدات و المخيمات ، ستجد آلاف الكفاءات و مئات المناضلين المهمشين ، و ثوارا سجلت بطولاتهم في ذاكرة الزمان و تم تجاهلهم أو التقصير بحقهم ، يجب أن ننتصر لهؤلاء حتى ينتصروا للوطن فلسطين الذي لأجله كانت عاصفة المارد الفتحاوي فكانت ثورة هذا الشعب و التي إشتركت فيها كل الفصائل لاحقا .
وفق السلم التنظيمي للحركه حسب النظام الداخلي ، فإن الأطر القاعديه في الحركة هي : الخلية ، الحلقة ، الجناح ، الشُعبة ، المنطقة .
و الهيئات القياديه في الحركه هي : مؤتمر و لجنة المنطقه ، و مؤتمر و لجنة الإقليم ، و المؤتمرات ليس مهامها الانتخاب فقط و إنما النقاش و وضع الخطط و الرقابه ، ثم تأتي أعلى سلطه في الحركه و المتمثله بإفرازات المؤتمر العام و الذي ينبثق عنه المجلس الثوري و الذي يعتبر الجهة الرقابيه و التشريعيه في الحركه ، و اللجنه المركزيه التي تعتبر الأداة التنفيذيه للمؤتمر العام و هي أعلى هرم تنظيمي في الحركه و يقودها القائد العام للحركه .
و العضويه في الحركه نوعان : عضو عامل / الذي اجتاز فترة التجربه ، و عضو نصير / هو العضو المرشح للانضمام الى صفوف الحركه ، و قديما كان هناك ما يسمى بالعضو الناظم و هو الذي يتم تزكيته مباشره من اللجنة المركزيه دون أن يخضع للتدرج في المراتب التنظيميه .
أما بالنسبة لأعضاء الحركة في الجناح العسكري و المثبتة عضويتهم في السجلات النضالية للحركة ، فيتم تأطيرهم في أطر تنظيمية خاصة بالجناح العسكري و الأمن الثوري .
حاليا يتم الحديث عن إعادة بناء التنظيم الفتحاوي و تغعيل الشُعب التنظيميه ، و التي تتبع للجان المناطق ، هذه الشُعب التي غابت سنوات طوال في أقاليم الداخل ، غابت بمفهومها التنظيمي و ليس الحركي ، فهي متواجده كجماهير لفتح و من كل الأجيال ، لكن معظمها غير مؤطر ، و يلزم تأطيرها وفق الجسم التنظيمي و بإستمارات عضويه و أداء القسم و عقد الجلسات التنظيميه للجيل الناشئ " الشبيبه في الجامعات و الشبيبه ككل / الأشبال و الزهرات و الشبيبه الثانويه هم دون سن الثامنة عشر و بالتالي لهم إطار خاص " حسب رؤية التعبئه و التنظيم ، و توعية الكادر و إستنهاضه ، و طبعا فتح ليست مجرد ورقه أو مسمى ، بل هي فكرة خالده لأجل أرض سلبها أقذر إحتلال بالتاريخ .
تلك كانت لمحة مختصره عن الأطر التنظيميه كما جاءت في النظام الداخلي للحركه و الذي يشرح بالتفصيل عن القواعد و الأسس التنظيميه و الالتزام و الانضباط و المركزيه الديمقراطيه و النقد و النقد الذاتي و السريه و العضويه و الأطر القاعديه و الهيئات القياديه و العقوبات ، بينما النظام الأساسي للحركه وضع الخطوط الثابته لمبادئ و أهداف و أسلوب الحركه ، المبادئ التي لم تتبنى أيديولوجيه محدده ، فإنطلقت فتح كحركة تحرر وطني تجمع في صفوفها القومي و الشيوعي و الليبرالي و الديني ، فكان لذلك إيجابيات و سلبيات ليس الآن موضوع نقاشها .
و بعد ما تم ذكره ، من الضروري توضيح النقاط التاليه :
أولا : القاعده و رأس الهرم ، إن أي بناء يرتكز على القاعده ، فهي التي تحمل العبئ الأكبر ، و لكن حتى تكون القاعده متينه فيجب أن تأخذ كل استحقاقاتها دون تمييز و دون إجحاف ، إن إعادة بناء التنظيم الفتحاوي و تفعيل الشُعب التنظيميه وصولا لانتخابات المناطق و الأقاليم لاحقا ، أمر يستلزم البعد عن الشعارات و المثاليات ، و حتى نبني شُعبا متينه تقودها لجان مناطق و أقاليم ، علينا مراعاة الفرق بين تركيبة الشُعب في الأقاليم الخارجيه حيث التنوع الثقافي للكادر المكونة منه الشُعب ، و بين الأقاليم داخل الوطن حيث تأثير التركيبه العشائريه ، و حتى ننهض بفتح لتكون لها قاعدة متينه تحملها ، فأيضا يتوجب أن تكون الهيئات القياديه و تحديدا المجلس الثوري و اللجنة المركزيه أكثر فاعليه ، فالقلائل منهم يتواصلون مع الأطر القاعديه و الجماهير ليشاركوهم فعالياتهم و مناسباتهم ، فتح مبادرة و عمل و ليست مسمى أو منصب ، و يجب أن يشعر الفتحاوي بأن كل عضو مجلس ثوري و كل عضو لجنه مركزيه هو قائد حقيقي يتواصل مع الميدان و يصنع المزيد من القاده و ليس الأتباع ، و أن نرفض و نعري كل متسلق ، حينها ننهض بفتح و ننهض بفلسطين التي تمر بأخطر مراحل قضيتها
ثانيا : فتح و السلطه ، بين واقع اليوم و الأمس حكاية تطول ، في الانتفاضة الأولى كانت المسلكية الثوريه لفتح نهج مقدس ، و كانت فصائل العمل الوطني الفلسطيني ككل بحال أفضل ، اليوم ترهلت كل الفصائل ، و السبب ثنائية أو تناقض التحرر و السلطه ، فالسلطه في ظل وجود الاحتلال يجب أن لا تكون برستيجا و مغالاة في المواكب و المناصب ، السلطه يجب أن تكون حالة تقشف و زهد خدمة لوطن جريح ما زال يناضل .
قدر فتح أن شعبويتها جعلت أمورها التنظيميه حديث الشارع ، و قدر فتح أن تكون رائدة العمل الوطني لمواجهة مخططات الاحتلال الغاشم من جهة ، و بناء مؤسسات الدوله من جهة أخرى ، و قدر فتح أن كادرها الأساسي تفانى في بناء المؤسسه الأمنيه للسلطه مما أدى لإهمال التنظيم ، فأصبحت قناعة كل فتحاوي أن مزايا السلطه للسلطه و مساوئ السلطه تتحمل وزرها فتح ، رغم قناعة الغير فتحاوي بأن السلطه " كنز " لفتح ، لكن الحقيقه الساطعه كالشمس أن السلطه ليست فتح و فتح ليست السلطه ، رغم وجود معظم كوادر فتح في الأجهزة الأمنيه للسلطه ، و رغم أن القائد العام لفتح هو رئيس السلطه ، إلا أن الحكومه الفلسطينيه و وزاراتها ليست فتحاويه ، و معظم الوزارات لا تتعاون بالشكل المطلوب مع أي كتاب تنظيمي يتم توجيهه لها من خلال المناطق و الأقاليم بخصوص قضايا عامه تخدم المواطن .
السلطه حكم ذاتي منبثق عن اتفاقية أوسلو الموقعه بين منظمة التحرير و إسرائيل ، السلطه نواة الدولة الفلسطينيه التي تصبو فتح لإقامتها ، تلك الدوله التي يهدف كيان الاحتلال الصهيوني الغاصب على تدمير فكرتها .
ثالثا : فتح و منظمة التحرير ، منظمة التحرير تقودها فتح ، تلك المنظمه التي تستند الى المجلس الوطني الفلسطيني و الذي يعتبر الهيئة التشريعيه العليا للكل الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهم ، تلك المنظمه التي ما زالت حتى اللحظه الممثل الشرعي و الوحيد للفلسطينيين رغم حصول فلسطين على دولة بصفة مراقب في الأمم المتحده ، و رغم اعتراض البعض الوطني على اتفاقية أوسلو حينها أو على فكرة اقامة دوله فلسطينيه على حدود عام 67 ، إلا أن كل خيارات الواقع كانت مغلقه و لم يكن أمام الرمز ياسر عرفات سوى هذا الطريق ، دون التفريط بشبر واحد من أرض فلسطين التاريخيه ، و هذا ما تؤمن به فتح في نظامها الأساسي ، تماما كما تؤمن بأن الكفاح المسلح هي الطريق الحتمي و الوحيد نحو التحرير ، لكن لكل مرحلة ظروفها ، خاصة في الوقت الحالي و الذي نشعر فيه بأننا أيتام بلا أي عمق عربي ، و الطريق المتاح وسط كل الخيارات المغلقه فإنك تسلكه دون التفريط بالثوابت الوطنيه ، تسلكه لحين انسداد أفقه ، وقتها سيقف الفلسطيني ليطرق بيديه كل أبواب المستحيل و يصرخ بكل صوته لعل ضمير الكون الآثم يستيقظ من سباته .. المهم أن الفلسطيني لا يعرف الاستسلام .
إن كانت فتح بخير ففلسطين بخير ، لا أقولها من باب تعصبي لتنظيمي ، و لكنها الحقيقه التي يدركها حتى من يتعارض مع فتح .
في النهايه ، المطلوب هو أن تضع فتح برنامج وطني متفق عليه ضمن منظمة التحرير ، و تتكاتف من خلاله كل فصائل العمل الوطني ، للتصدي للإحتلال الصهيوني و إستيطانه و مخططاته ، و للتصدي لأي مخطط يستهدف اغتيال القضيه الفلسطينيه ، فلسطين هي القضية التاريخيه العادله رغم عدم إنصافها في أروقة قرارات الأمم المتحده التي لم يتم تطبيقها ، و قد أبدع الأخ الرئيس أبو مازن في دهائه الدبلوماسي و السياسي فجعل هذه القضيه تجوب كل المنابر الدوليه و برلمانات الشعوب ، و أكمل مسيرة الياسر أبو عمار الذي كلما شاهدنا صورة له يؤكد لنا أنه رسم بكوفيته حدود فلسطين .. كل فلسطين ، التي روتها دماء الشهداء و صان كرامتها الأسرى الأبطال و كل مناضل آمن بها ، و حفظ عهدها كل لاجئ و مبعد ، كيف لا ؟؟ و هي أرض الأنبياء و الرسل !!