الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فتح .. بين البناء التنظيمي و بناء مؤسسات الدوله !!بقلم : عمار نزال

تاريخ النشر : 2017-11-21
بقلم : عمار نزال - قباطيه

ليست الإشكاليه في وجود خلاف بين تيار الصقور و تيار الحمائم في أروقة التنظيم الفتحاوي ، ففتح في وقت الذروه هي عاصفة لا يحلق في شدتها إلا الصقور الجارحه ، و ليست الإشكاليه في وجود تباين لوجهات النظر بين الحرس الجديد و القديم في فتح ، فهما مكملان لبعضهما على ذات الرساله ، و ليست الإشكالية في وجود صراع بين الجسم التنظيمي الشرعي و المفصول ، ففتح حسمت قرارها ، و تاريخيا كل منشق عنها أو مفصول منها مصيره التلاشي ، و ليست الإشكاليه في المنافسه بين فتح و أي حركه فلسطينيه ، فالواقع يبرهن على أن فتح لا زالت الأم لكل الفصائل ، رغم حاجتها لإستنهاض نفسها لتستنهض الكل الوطني .

قبل أن نبدأ الكلام ، الأصل و حسب النظام الأساسي و الداخلي لحركتنا فتح فإن كل فتحاوي عليه الإلتزام بأهداف الحركه و الانضباط بقراراتها ، و أن يبقى النقد و النقد الذاتي ضمن الأطر التنظيميه ، بما لا يخالف المبادئ الأساسيه للحركه و مع مراعاة المراتب التنظيميه ، و لذلك لن نتطرق للأمور التنظيميه التي لا يجوز نقاشها سوى بالغرف المغلقه ، لكن سنتطرق لقضايا تنظيميه عامه لتوضيحها .

و أنت تتجول في أزقة حارات المدن و البلدات و المخيمات ، ستجد آلاف الكفاءات و مئات المناضلين المهمشين ، و ثوارا سجلت بطولاتهم في ذاكرة الزمان و تم تجاهلهم أو التقصير بحقهم ، يجب أن ننتصر لهؤلاء حتى ينتصروا للوطن فلسطين الذي لأجله كانت عاصفة المارد الفتحاوي فكانت ثورة هذا الشعب و التي إشتركت فيها كل الفصائل لاحقا .

وفق السلم التنظيمي للحركه حسب النظام الداخلي ، فإن الأطر القاعديه في الحركة هي : الخلية ، الحلقة ، الجناح ، الشُعبة ، المنطقة .
و الهيئات القياديه في الحركه هي : مؤتمر و لجنة المنطقه ، و مؤتمر و لجنة الإقليم ، و المؤتمرات ليس مهامها الانتخاب فقط و إنما النقاش و وضع الخطط و الرقابه ، ثم تأتي أعلى سلطه في الحركه و المتمثله بإفرازات المؤتمر العام و الذي ينبثق عنه المجلس الثوري و الذي يعتبر الجهة الرقابيه و التشريعيه في الحركه ، و اللجنه المركزيه التي تعتبر الأداة التنفيذيه للمؤتمر العام و هي أعلى هرم تنظيمي في الحركه و يقودها القائد العام للحركه .

و العضويه في الحركه نوعان : عضو عامل / الذي اجتاز فترة التجربه ، و عضو نصير / هو العضو المرشح للانضمام الى صفوف الحركه ، و قديما كان هناك ما يسمى بالعضو الناظم و هو الذي يتم تزكيته مباشره من اللجنة المركزيه دون أن يخضع للتدرج في المراتب التنظيميه .
أما بالنسبة لأعضاء الحركة في الجناح العسكري و المثبتة عضويتهم في السجلات النضالية للحركة ، فيتم تأطيرهم في أطر تنظيمية خاصة بالجناح العسكري و الأمن الثوري .

حاليا يتم الحديث عن إعادة بناء التنظيم الفتحاوي و تغعيل الشُعب التنظيميه ، و التي تتبع للجان المناطق ، هذه الشُعب التي غابت سنوات طوال في أقاليم الداخل ، غابت بمفهومها التنظيمي و ليس الحركي ، فهي متواجده كجماهير لفتح و من كل الأجيال ، لكن معظمها غير مؤطر ، و يلزم تأطيرها وفق الجسم التنظيمي و بإستمارات عضويه و أداء القسم و عقد الجلسات التنظيميه للجيل الناشئ " الشبيبه في الجامعات و الشبيبه ككل / الأشبال و الزهرات و الشبيبه الثانويه هم دون سن الثامنة عشر و بالتالي لهم إطار خاص " حسب رؤية التعبئه و التنظيم ، و توعية الكادر و إستنهاضه ، و طبعا فتح ليست مجرد ورقه أو مسمى ، بل هي فكرة خالده لأجل أرض سلبها أقذر إحتلال بالتاريخ .

تلك كانت لمحة مختصره عن الأطر التنظيميه كما جاءت في النظام الداخلي للحركه و الذي يشرح بالتفصيل عن القواعد و الأسس التنظيميه و الالتزام و الانضباط و المركزيه الديمقراطيه و النقد و النقد الذاتي و السريه و العضويه و الأطر القاعديه و الهيئات القياديه و العقوبات ، بينما النظام الأساسي للحركه وضع الخطوط الثابته لمبادئ و أهداف و أسلوب الحركه ، المبادئ التي لم تتبنى أيديولوجيه محدده ، فإنطلقت فتح كحركة تحرر وطني تجمع في صفوفها القومي و الشيوعي و الليبرالي و الديني ، فكان لذلك إيجابيات و سلبيات ليس الآن موضوع نقاشها .

و بعد ما تم ذكره ، من الضروري توضيح النقاط التاليه :

أولا : القاعده و رأس الهرم ، إن أي بناء يرتكز على القاعده ، فهي التي تحمل العبئ الأكبر ، و لكن حتى تكون القاعده متينه فيجب أن تأخذ كل استحقاقاتها دون تمييز و دون إجحاف ، إن إعادة بناء التنظيم الفتحاوي و تفعيل الشُعب التنظيميه وصولا لانتخابات المناطق و الأقاليم لاحقا ، أمر يستلزم البعد عن الشعارات و المثاليات ، و حتى نبني شُعبا متينه تقودها لجان مناطق و أقاليم ، علينا مراعاة الفرق بين تركيبة الشُعب في الأقاليم الخارجيه حيث التنوع الثقافي للكادر المكونة منه الشُعب ، و بين الأقاليم داخل الوطن حيث تأثير التركيبه العشائريه ، و حتى ننهض بفتح لتكون لها قاعدة متينه تحملها ، فأيضا يتوجب أن تكون الهيئات القياديه و تحديدا المجلس الثوري و اللجنة المركزيه أكثر فاعليه ، فالقلائل منهم يتواصلون مع الأطر القاعديه و الجماهير ليشاركوهم فعالياتهم و مناسباتهم ، فتح مبادرة و عمل و ليست مسمى أو منصب ، و يجب أن يشعر الفتحاوي بأن كل عضو مجلس ثوري و كل عضو لجنه مركزيه هو قائد حقيقي يتواصل مع الميدان و يصنع المزيد من القاده و ليس الأتباع ، و أن نرفض و نعري كل متسلق ، حينها ننهض بفتح و ننهض بفلسطين التي تمر بأخطر مراحل قضيتها

ثانيا : فتح و السلطه ، بين واقع اليوم و الأمس حكاية تطول ، في الانتفاضة الأولى كانت المسلكية الثوريه لفتح نهج مقدس ، و كانت فصائل العمل الوطني الفلسطيني ككل بحال أفضل ، اليوم ترهلت كل الفصائل ، و السبب ثنائية أو تناقض التحرر و السلطه ، فالسلطه في ظل وجود الاحتلال يجب أن لا تكون برستيجا و مغالاة في المواكب و المناصب ، السلطه يجب أن تكون حالة تقشف و زهد خدمة لوطن جريح ما زال يناضل .
قدر فتح أن شعبويتها جعلت أمورها التنظيميه حديث الشارع ، و قدر فتح أن تكون رائدة العمل الوطني لمواجهة مخططات الاحتلال الغاشم من جهة ، و بناء مؤسسات الدوله من جهة أخرى ، و قدر فتح أن كادرها الأساسي تفانى في بناء المؤسسه الأمنيه للسلطه مما أدى لإهمال التنظيم ، فأصبحت قناعة كل فتحاوي أن مزايا السلطه للسلطه و مساوئ السلطه تتحمل وزرها فتح ، رغم قناعة الغير فتحاوي بأن السلطه " كنز " لفتح ، لكن الحقيقه الساطعه كالشمس أن السلطه ليست فتح و فتح ليست السلطه ، رغم وجود معظم كوادر فتح في الأجهزة الأمنيه للسلطه ، و رغم أن القائد العام لفتح هو رئيس السلطه ، إلا أن الحكومه الفلسطينيه و وزاراتها ليست فتحاويه ، و معظم الوزارات لا تتعاون بالشكل المطلوب مع أي كتاب تنظيمي يتم توجيهه لها من خلال المناطق و الأقاليم بخصوص قضايا عامه تخدم المواطن .
السلطه حكم ذاتي منبثق عن اتفاقية أوسلو الموقعه بين منظمة التحرير و إسرائيل ، السلطه نواة الدولة الفلسطينيه التي تصبو فتح لإقامتها ، تلك الدوله التي يهدف كيان الاحتلال الصهيوني الغاصب على تدمير فكرتها .

ثالثا : فتح و منظمة التحرير ، منظمة التحرير تقودها فتح ، تلك المنظمه التي تستند الى المجلس الوطني الفلسطيني و الذي يعتبر الهيئة التشريعيه العليا للكل الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهم ، تلك المنظمه التي ما زالت حتى اللحظه الممثل الشرعي و الوحيد للفلسطينيين رغم حصول فلسطين على دولة بصفة مراقب في الأمم المتحده ، و رغم اعتراض البعض الوطني على اتفاقية أوسلو حينها أو على فكرة اقامة دوله فلسطينيه على حدود عام 67 ، إلا أن كل خيارات الواقع كانت مغلقه و لم يكن أمام الرمز ياسر عرفات سوى هذا الطريق ، دون التفريط بشبر واحد من أرض فلسطين التاريخيه ، و هذا ما تؤمن به فتح في نظامها الأساسي ، تماما كما تؤمن بأن الكفاح المسلح هي الطريق الحتمي و الوحيد نحو التحرير ، لكن لكل مرحلة ظروفها ، خاصة في الوقت الحالي و الذي نشعر فيه بأننا أيتام بلا أي عمق عربي ، و الطريق المتاح وسط كل الخيارات المغلقه فإنك تسلكه دون التفريط بالثوابت الوطنيه ، تسلكه لحين انسداد أفقه ، وقتها سيقف الفلسطيني ليطرق بيديه كل أبواب المستحيل و يصرخ بكل صوته لعل ضمير الكون الآثم يستيقظ من سباته .. المهم أن الفلسطيني لا يعرف الاستسلام .
إن كانت فتح بخير ففلسطين بخير ، لا أقولها من باب تعصبي لتنظيمي ، و لكنها الحقيقه التي يدركها حتى من يتعارض مع فتح .
في النهايه ، المطلوب هو أن تضع فتح برنامج وطني متفق عليه ضمن منظمة التحرير ، و تتكاتف من خلاله كل فصائل العمل الوطني ، للتصدي للإحتلال الصهيوني و إستيطانه و مخططاته ، و للتصدي لأي مخطط يستهدف اغتيال القضيه الفلسطينيه ، فلسطين هي القضية التاريخيه العادله رغم عدم إنصافها في أروقة قرارات الأمم المتحده التي لم يتم تطبيقها ، و قد أبدع الأخ الرئيس أبو مازن في دهائه الدبلوماسي و السياسي فجعل هذه القضيه تجوب كل المنابر الدوليه و برلمانات الشعوب ، و أكمل مسيرة الياسر أبو عمار الذي كلما شاهدنا صورة له يؤكد لنا أنه رسم بكوفيته حدود فلسطين .. كل فلسطين ، التي روتها دماء الشهداء و صان كرامتها الأسرى الأبطال و كل مناضل آمن بها ، و حفظ عهدها كل لاجئ و مبعد ، كيف لا ؟؟ و هي أرض الأنبياء و الرسل !!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف