الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ذاب الثلج وبانت أريحا بقلم:مروان سمرات

تاريخ النشر : 2017-11-21
ذاب الثلج وبانت أريحا بقلم:مروان سمرات
ذاب الثلج وبانت أريحا
 
أهم  مافي التاريخ أنك تعود  للماضي كي تتقدم مستقبلا فتكون  مثل شجرة تضرب جذورها عمقا تزيد أوراقها الرغدة خضرة وجمال  وهكذا التاريخ واثاره فكلما عرفنا الماضي أكثر تقدمنا على أسس وضعها من قبلنا ليرسموا منابت أصولنا  وطرائق عيشنا  ولقد كانت أريحا النطوفية أولى خطى التقدم أملا بمستقبل تحميه أسوار كتلك التي لم تسقط حين أول الاجتياحات التي دارت حول سورها فهوى السور ولم تهوي أريحا فالسور بناء وأريحا الفكرة والفكرة لا تموت
حين انتهى العصر الجليدي وانحسر عن معظم مناطق الكرة الأرضية بزغت  ملامح العصر النطوفي الفلسطيني العميقة والتي حملت أملا واعدا للبشرية بدأ بأريحا وبكل ( وادي النطوف) في مناطق امتدت من اريحا وحتى القدس كما أثبتته عالمة لا تنتمي للمكان فتتحيز له ولكنها انتمت للعلم فكان أجمل تحيز وظهرت لأول مرة كلمة ( نطوف) من قبل العالمة الانجليزية دروثي جارود عام 1929 Dorothy Garrod والتي وثقت وبالدلائل بأن الفلسطينيين أوائل صناع الحضارة وأول من تحول لمجتمعات زراعية ومنظمة حين كان العالم غارقا بالفردية وحياة الرجعية,  فكانت سمات العصر اثنتين متعارف عليها بالمصطلح العلمي الأثري  Nomadic and Sedentry  في حين أن كلمة Nomadic تسمية أطلقها علماء الاثار على العصور التي عاش أهلها حياة الكهوف والانفرادية والعشوائية ولكأن الناس حينها عاشوا بهجير الوحدة والتفرد ولو سكنوا قلوب المروج الخضراء. ثم كانت التسمية المناقضة Sedentry والتي تعني حياة الجماعة وحياة التقدم والتنظيم بالبناء وأول الزراعة والمشاكنة ولعل هذا نتج بسبب عوامل  المناخ والمكان والبيئة وهذه ثلاثية لم تكن موجودة الا في ( وادي النطوف) فكانت أريحا النطوفية أوائل مدن التقدم منذ زمن فاق العشرة الاف عام وما  تل السلطان الا شاهدا واحدا من شواهد لازالت صورتها غير مكتملة  بسبب من يخاف أن تظهر دفائن التاريخ فتبان عورته .ولأن تلك الفترة كانت تعني حضارات متتابعة لنفس  العصر والذي امتد ومنذ مطلع الألف العاشرة ووجدت آثاره في العراق وفي حلوان بمصر، حيث انتشرت القرى النطوفية حول نهر الفرات في المربط وأبو هريرة فضلا عن عشرات المواقع في فلسطين والأردن ولبنان وسوريا، ويمكن تحديد انتشارها من النيل إلى الفرات.
حين ذاب الثلج ظهر امتداد فلسطين من الفرات إلى النيل وليس غيرهم فهم أوائل العصور حيث كان الامتداد علميا بحت . فأجمل امتداد هو العلم وأن يأخذ العالم ما يفيده وهذا ما كان فقد أخذ العالم التجربة الفلسطينية الأولى لنظام عيش أستمر حتى  عصر كتابة هذا المقال وما بعده.  ان تعمقنا بفكرة أن الحفريات أصدق من النظريات لوجدنا أن  سكن الريحاويين النطوفيين الفلسطينيين كان  في بيوت متقنة الصنع، غائرة  في الأرض، أساساتها من الحجر، وجدرانها من الطين، بسقوف خشبية، أشكالها دائرية، وأرضيتها مرصوفة بالحجارة، في وسطها موقد وبقربها مخازن للحبوب؛ مما يدل على أنها منازل عائلية لم تكن معهودة من قبل، وهذا دليل على أنها  قطعت خطوة مهمة نحو الاستقرار وإنتاج الطعام. وهو دليل نشوء علاقات اجتماعية واقتصادية أكثر تطوراً وتعقيداً. ثم كانت صناعات تليق أن نطلق عليها (مدائن صناعية)  كصقل الحجارة واللوحات الحجرية والأواني والأدوات التي تحمل أشكالاً وزخارف متنوعة. لذا كان من الطبيعي أن تدخل فلسطين جزءا في مملكة سوريا الكبرى
واستخدمت الأدوات المايكروليثية الهندسية ذات أشكال مثلثة ومربعة ومنحرفة وهلالية ورؤوس السهام والأدوات العظمية والمخارز والإبر والصنانير وبعض العظام المزينة بإشارات ورموز وصور لرؤوس حيوانات. وهناك أيضا الأدوات الزراعية كالمناجل والأجران. وقد عثر   في أريحا على نماذج من المقابر  النطوفية كان بعضها يحتوي على الفجوات المستديرة. وكذلك عثر على المقابر الفردية والجماعية وقد لوحظ تغطية الهيكل العظمي بالكتل الصخرية بالإضافة إلى وجود بعض الأواني في أماكن الدفن مما يدل  على أن هناك طقوس دينية وأن هناك إيمان بحياة أخرى بعد الموت عند النطوفيين.
لقد ذاب الجليد والعصر الجليدي  بأكمله وظهرت أريحا وفلسطين كقلب حضاري للعالم بريقه القدس وطريقه أريحا أول الوطن قدوما واخر الوطن وداعا.
ان الذين يسكنون ( وديان لا زرع فيها ) لايمكن أن يتفهموا بأن الحضارة تتابع وأن الفلسطينيين فضاء واسع كانوا (أول من) بكل المقاييس حين نعتمد العلم والحقيقة والعلم زرع والحضارة زرع فعند معرفة التاريخ ندرك تماما أي تقدم  أورثته  فلسطين للبشرية حيث كان  ودا نطوف ( واد فيه  زراعات)  خضراء يانعة رغدة شعلتها سراج فخاري كان الفلسطيني الريحاوي أول من أشعل ناره ليبدد العتمة وينير الدرب لكل  العيون فكان من  العيون من يلتمس نورا وحقيقة  ومنها من صدق العتمة وكذب النور.
 المقالة مترجمة وتبحث عن موقع لتنشر بالانجليزية.

مروان سمرات
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف