الأخبار
ما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقط
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الكنيسة الارثوذكسية عربية الوجه واليد واللسان بقلم:علام منصور

تاريخ النشر : 2017-11-21
الكنيسة الارثوذكسية / عربية الوجه واليد واللسان

حسب الاعتقاد المسيحي، بدأ تاريخ تأسيس كنيسة القدس من يوم العنصرة وحلول الروح القدس على تلاميذ المسيح في القدس. وقد كان الرسول يعقوب أول رئيس أساقفة على القدس سنة 62. بعد الإضطهادات الأولى للمسيحيين من قبل اليهود ودمار القدس على يد القائد الروماني تيطس سنة 70، كان مقر كنيسة القدس مدينة بيلا، شرقي نهر الأردن، وكانت تضم عدداً كبيراً من اليونانيين خلفاء الإسكندر الأكبر، ولأن عدد اليهود المسيحيين قد تقلص، أخذت هذه الكنيسة تأخذ الطابع اليوناني، وهكذا انتشرت في جميع أنحاء فلسطين حيث سكن قسم كبير من تابعيها في مدينة القدس.

أخذ آخر أعضاء الكنيسة اليونانية في بيلا بالرجوع إلى القدس والسكن فيها بعد ثورة باركوخبا سنة 135، حيث أُنشأت في الجهة الشمالية من المدينة جالية رومانية وسميت (إيليا كاپيتولينا)، وكان قد حُظر على اليهود دخول القدس بالكليّة. أما المزارات الشريفة فكانت مطمورةً تحت الأرض وبني فوقها معابد وثنيّة.

في ذلك الوقت كانت مدينة قيصرية مركزاً لرئاسة وتنظيم الكنيسة في الأراضي المقدسة، أما القدس (إيليا) فقد كانت قرية صغيرة وأسقفها كان تابعاً لمتروبوليتيّة قيصرية. حيث كان مسيحيو الأراضي المقدسة يواجهون اضطهاداً عنيفاً من قبل أباطرة الرومان مثل أدريانوس  وذيوكليتيانوس ومكسيمينوس الذين قتلوا عدداً كبيراً منهم.

بدأت سيطرة رجال الدين اليونان على رئاسة بطريركية القدس عبر جمعيتهم " القبر المقدس " عام 1534 في عهد السلطان العثماني سليم الأول، أما في الحقبة الممتدة من عصر المماليك إلى تاريخ سيطرة جمعية أو أخوية القبر المقدس على الإكليروس، فقد كان معظم الرهبان والأساقفة عرباً، وكان آخرهم البطريرك عطا لله المعروف باسم دوروتاوس الثاني (1505-1534)، لكن الرهبان اليونان كانوا يتوافدون على القدس بكثرة أيام الدولة العثمانية، بصفتها جزءاً من هذه الدولة في ذلك الحين، وكان مركز البطريركية الأرثوذكسية في القسطنطينية، وبطاركتها من اليونان، ورويداً رويداً شكّلوا أغلبية الرهبان والأساقفة في القدس وتولوا مقاليد الحكم والسيطرة على البطريركية، وقام البطريرك كيرللس الثاني (1845-1872)  بنقل مقر البطريركية من القسطنطينية إلى القدس، وفي نهاية عام 1908 حاولت الدولة العثمانية تصحيح الأوضاع في الكنيسة لكن تدخلات اليونان والروس أجّلت الإصلاحات، ثم جاءت الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918 وانهيار الدولة لتقضي على عملية الإصلاح تلك.

تتكون كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس اليوم من ست مطرانيات في قيصرية وبيسان والبتراء وعكا وبيت لحم والناصرة، وهناك ستة مراكز لرئيس الأساقفة في اللد وغزة وسيناء ويافا ونابلس وسبسطية وجبل الطور، ويساعد البطريرك في رئاسة الكنيسة مطران في الناصرة وآخر في عمان، بالإضافة إلى المجمع المقدس أو "السينودوس" المكون من 18 عضواً برتبة أسقف أو أرشمندريت، وهو المجمع الذي تسيطر عليه أخوية القبر المقدس التي يحمل كل أعضائها الجنسية اليونانية، إضافة إلى مجلس مختلط مكون من 15 عضواً من العرب واليونان ينتخب لمدة ثلاث سنوات.

حالياً فإن اختيار البطريرك يكون من قبل أعضاء المجمع المقدس "السينودس" في الكنيسة، الذي يضم 18 أسقفاً أو أرشمندريتاً كلهم من اليونان حاليًّا، ويجب أن يكون البطريرك المنتخب واحداً من هؤلاء بحيث يرّقى إلى رتبة بطريرك، على أن يكون حاملاً للجنسية الأردنية، ووفقاً للقانون الذي يحكم الكنيسة الأرثوذكسية اليوم، يصادق على هذا الانتخاب كل من الأردن والسلطة الوطنية الفلسطينية، باعتبار أن بطريركية القدس تشمل فلسطين المحتلة في عام 1948 و1967 والأراضي الأردنية، وقد جرت العادة أن ترحب اليونان بانتخاب البطريرك باعتباره يحمل جنسيتها، كما أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحتفظ لنفسها بحق الاعتراف بالبطريرك المنتخب، وهي غالباً ما تستعمل هذا الحق لابتزازه وحمله على تقديم تنازلات، وولاية البطريرك المنتخب تكون مدى الحياة، حيث لا يجوز تنحيته إلا في حال شذوذه عن العقيدة الأرثوذكسية أو إصابته بمرض يمنعه من القيام بواجباته الدينية، أو بتصويت ثلثي أعضاء المجمع المقدس على تنحيته.

وتعتبر البطريركية اليونانية الأرثوذكسية ثاني أكبر مالك عقارات في فلسطين المحتلة، بعد "سلطة الأراضي" التابعة للاحتلال الإسرائيلي، لكن حجم العقارات التابعة لهذه البطريركية تضاءل بشكل كبير بسبب صفقات بيعها لجهات إسرائيلية.

وكشفت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، إن ثلاث صفقات سرية بيعت بموجبها أراضٍ وعقارات وقفية تتبع الكنيسة الأرثوذكسية في القدس المحتلة بأسعار متدنية ومثيرة للتساؤل.

وأن شركة مجهولة اشترت مبنى مكاتب يتألف من ثلاثة طوابق في شارع "الملك داوود"؛ أحد أعرق الشوارع في القدس مقابل 850 ألف دولار. وأنه تم بيع مبنى آخر في شارع "هيس"، وهو يتألف من ستة طوابق، ويضم حوانيت وشقق سكنية فخمة، مقابل 2.5 مليون دولار، بالإضافة لبيع قطعة أرض تصل مساحتها إلى 2.3 دونم (2300 متر مربع) في حي البقعة بالقدس، مقابل 350 ألف دولار.

=

وكان قد كشف النقاب، قبل أسبوعين، عن بيع 430 دونما في قيسارية مقابل مليون دولار، وبيع  6 دونمات في منطقة تجارية في يافا، مقابل مبلغ 1.5 مليون دولار، وبيع حي كامل في القدس يضم 240 شقة سكنية بمبلغ 3.3 مليون دولار.

ويتّهم المسيحيون العرب رئاسة البطريركية صراحة بأنها لم تكن أمينة على أملاك الكنيسة حيث تم اكتشاف عمليات بيع وتأجير أراضٍ كنسية فلسطينية لمدة طويلة الى السلطات الإسرائيلية منذ قيامها وخاصة أيام البطريرك "فينادلتوس" في الخمسينيات من القرن الماضي، فضلاً عن مضايقة الشخصيات الوطنية داخل الكنيسة مثل المطران عطا الله حنا، ويطالبون المسيحيون السلطتين الفلسطينية والأردنية بتعديل القانون الخاص بكنيستهم، بما يتيح رفع الهيمنة اليونانية عنها.

وفي عام 2005 عادت أزمة الكنيسة الأرثوذكسية في القدس المحتلة إلى الظهور مجدّداً، بعد إعلان رئيس المجلس الأرثوذكسي في الأردن وفلسطين، رؤوف أبو جابر، أن الحكومة الأردنية سحبت اعترافها ببطريرك الكنيسة الأرثوذكسية المقدسية كيريوس ثيوفيليوس الثالث بسبب «عدم الوفاء بتعهداته».

أهمية الأردن تكمن في أنه يملك سلطة الوصاية قانوناً على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وأن "المسؤولية عن الأوقاف والمقدسات في القدس مسؤولية مقدسة حملها الهاشميون منذ عام 1924، وعندما فك الأردن الارتباط الإداري والقانوني بالضفة الغربية لمصلحة منظمة التحرير الفلسطينية عام 1988 لم يشمل ذلك الأوقاف والمقدسات، حرصاً من الأردن على الحفاظ عليها وخدمتها وصيانتها، وبطلب من الجانب الفلسطيني، وعند انتقال السيادة للفلسطينيين على المدينة المقدسة، فستنقل مسؤولية الأوقاف والمقدسات فيها من العهدة الأردنية الهاشمية إلى العهدة الفلسطينية.

بالرغم من هذه الأهمية فإن الأردن ليس من صلاحياته تعيين وعزل البطريرك، وإنما يقتصر دوره على المصادقة فقط، وسحب اعترافه منه لا يعدو كونه وسيلة ضغط ستعيق عمل البطريرك وستدفع المجمع المقدّس إلى الاجتماع ليعيد النظر في سياسته.

إن ما تطلبه الكنيسة الأرثوذكسية في فلسطين بات واضحاً وقد عبّر عنه الاجتماع الشعبي الذي عقد في قاعة النادي الأرثوذكسي في رام الله في 2005، بضرورة تعريب الكنيسة التي سعت خلال العقود الماضية "إلى استنزاف موارد البطريركية وتسريب أوقافها واستعداء العرب الأرثوذكس".

ان قضية  بيع املاك الكنيسة الارثوذكسية في فلسطين التاريخة ليس شأنا ارثوذكسيا مسيحيا فقط  بل شأن عربي شعبي ورسمي والجميع مطالب بوقفة جادة حاسمة وحازمة لوقف ورفض وضحض واسترجاع ما تم بيعه أو تاجيره ، والعمل على تعريب الكنيسة الارثوذكسية ليكون على رأسها الحريص على سيرتها ونقائها وجوهرها  الوطني الحر الذي يرى الاحتلال احتلالا مهما تقادم عليه الزمن ،. لذلك فإن المطلوب اليوم وليس غدا  وقفة شعبية من المسلمين قبل المسيحيين، لبيان مدى ما تتعرض له الكنيسة الارثوذكسية من تعسف وتسلط  وتضييع للأرض والانسان في فلسطين .

وإنه لمطلب مشروع من الغيارى في الكنيسة الارثوذكسية أن يكون رجال الدين الذين يتولون شؤون الطائفة ملمين بالثقافة العربية ومجيدين لغتها، ومتمسكين بثوابت أهل البلاد وحقوقهم. كي تكون هذه الكنيسة عربية الوجه واليد واللسان .

علام منصور

كاتب وباحث

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف