الأخبار
الإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفة
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ترامب يزيل القناع عن وجهه .. بقلم د.مازن صافي

تاريخ النشر : 2017-11-20
ترامب يزيل القناع عن وجهه .. بقلم د.مازن صافي
ترامب يزيل القناع عن وجهه .. بقلم د.مازن صافي

ليست المرة الأولى التي تتم فيها المواجهة مع الادارة الأمريكية بخصوص مكتب فلسطين في الولايات المتحدة الأمريكية، في العام 1988 رأت محكمة العدل العليا أن القانون الأمريكي الداخلي لا يلغي او يلزم القانون الدولي، وبالتالي يعتبر الاجراء الامريكي مخالف للقوانين الدولية، واليوم دولة فلسطين عضو مراقب في الأمم المتحدة وبالتالي فان التعامل يجب ان يكون الزاميا للادارة الأمريكية وليس ابتزازا لمواقف سياسية ظالمة.

موقف الادارة الأمريكية من مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية، والمماطلة في اصدار التصريح الدوري من وزارة الخارجية الأمريكية لتجديد كل 6 شهور، يعتبر موقف سلبي للغاية وانحياز تام للموقف الإسرائيلي فرئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو، لم يغادر منطق الاحتلال والهيمنة على الشعب الفلسطيني، ولم يتم التقدم منذ 25 عاما في الملفات العالقة والتي تتصل بالدولة الفلسطينية، والحدود، والمستوطنات، والقدس واللاجئين، والمياه والأمن، وتوقفت الادارة الأمريكية منذ كامبديفيد 2000 عن اي مساعي حقيقة تهدف لإنهاء الاحتلال.

ان صفقة القرن او ما يعرف بالرؤية او الحل الأمريكي، يجب أن تكون تدخل مباشرة في تطبيق التسوية النهائية وبما يضمن توازن الحل والعدالة على اساس حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود العام 1967م وعاصمتها القدس، وفي حال نصت الرؤية الأمريكية على العودة الى المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على الادارة الأمريكية ألا تمارس الابتزاز ضد الضحية وهو الشعب الفلسطيني المحتل، والذي له حقوق ثابتة تضمنتها قرارات الشرعية الدولية، كما أن أي مفاوضات يجب ان تكون وفق برنامج زمني محدد وقصير، وان تكون تحت سقف المرجعيات والاتفاقات الدولية، وألا يتم الالتفاف على المبادرة العربية2002م.

ان استمرار الادارة الامريكية برئاسة ترامب بهذه الممارسات المستهجنة، يعني تخليها تماما عن اي خطة حل او برامج ضمن رؤية للسلام ولا يمكنها القيام بدور مستقل، كونها تقع تحت تأثير اللوبي الصهيوني والاملاءات الإسرائيلية ولقد انتظر الفلسطينيون طويلا لكي تتخلص الادارة الامريكية من سياستها الداعمة لأطول احتلال في العالم، ولكن الدلائل والمؤشرات تثبت عكس كل ذلك، فها هو الرئيس الامريكي وبادارته يزيل القناع عن وجهه، ويمهد لممارسة اسرائيل لعدوان جديد على شعبنا، وتسخين المنطقة بما قد يصل الى الانفجار.

ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية جادون بتقديم كل ما يمكن من أجل حل النزاع على اساس المرجعيات الدولية وحل الدولتين وحق العودة للاجئين وان ينتهي الاحتلال، ولكن في الحقيقة لا يوجد شريك اسرائيلي للسلام او قيادة اسرائيلية قادرة على اتخاذ القرار، وبالإضافة الى الغموض في الموقف الامريكي وفي تأخر الخطة الأمريكية، والخلاصة انه لا يوجد سلام تحت ضغط الاملاءات والابتزاز، ولن يكون هناك اي اعتراف بالدولة اليهودية، وعلى الادارة الأمريكية أن تعود لقراءة التاريخ وستجد ان م.ت. ف قامت بكل ما هو مطلوب منها، ومن أجل تحقيق السلام العادل والشامل، وأن تعديل الميثاق والاعتراف باسرائيل، قد لا يبقى رهينة للابتزاز الامريكي او العنصرية الاسرائيلية، لأن قرار اغلاق مكتب فلسطين قد يعود عقارب الساعة الى الخلف وينتهي الاعتراف باسرائيل وهنا يبرز البديل الفلسطيني في صراع الارادات وتوازن القوة، فالرئيس الفلسطيني ابومازن الذي قال للادارة الأمريكية السابقة 12 مرة (لا)، يمكنه اليوم أن يقول لترامب وسياسته (لا) وليسمعها العالم كله أن القرار الوطني الفلسطيني المستقل مقدس ولا يمكن أن يرهن لاشتراطات أو تنازلات او اضعاف للقيادة وتهديدات بتقليص او منع الدعم المالي للسلطة، فهذا كله لا يمثل شيء أمام الفوضى التي يمكن أن تدفع الادارة الأمريكية ثمنها في مصالحها الاستيراتيجية بالمنطقة سياساتها في ظل وجود أحلاف جديدة وقوى بارزة دولية واقليمية، تنتظر اي أخطاء أمريكية لكي تجهض مشاريعها القادمة وخطتها القادمة.

ان استمرار الحراك السياسي والدبلوماسي الفلسطيني والانضمام للمنظمات الدولية والمطالبة بدولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة، رسائل هامة للإدارة الامريكية المنحاز للاحتلال الاسرائيلي العنصري، كما أن إتمام المصالحة الفلسطينية والوصول للوحدة الوطنية والتضامن العربي مع قضيتنا كون فلسطين قضية العرب المركزية ولا تطبيع مع الاحتلال قبل انهاء وجوده فوق الارض العربية وقيام دولة فلسطين مستقلة ذات سيادة، كلها عوامل سوف تضعف القرار الأمريكي الذي سوف يتراجع عنه اليوم أو غدا، فالمعادلة الدولية والاقليمية معقدة ولا تتحمل مزيدا من الاوراق المحترقة.

د.مازن صافي / كاتب ومحلل سياسي- فلسطين
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف