السعودية اللقمة الجديدة.
جوان محمود .
السياسة الأمريكية والاسرائيلية خطة قديمة جديدة , وبعيدة المدى و لا تقتصر علي زمان ومكان وتنتهي, ليس اتجاه فلسطين فحسب بل حيال الوطن العربي والعالم الاسلامي .
القارئ للتاريخ وللسياسة الأمريكية والصهيونية اتجاه البلاد العربية ليست خافية فان زعمائهم يجاهرون بملء الفم أن فلسطين لا تكفيهم, وما هي الا بوصله لتحقيق أهداف الصهيونية كلها والقضاء على ما تبقى من الجسد الفلسطيني ويعقبه سوريا ولبنان والأردن والعراق وسيناء ,ومناطق من خيبر وبني قريظة وبني النظير وغيرها من الأراضي الحجازية وبل المدينة المنورة بحجة أنها كانت مواطنهم في القرون الماضية .
المتتبع لهذه الحبكة الأمريكية الصهيونية يرى من عرض روزفلت للملك عبد العزيز آل سعود ليقدم له المدينة المنورة مقابل 20 مليون جنيه ذهب ولكنه رفض كما رفض خلفية المسلمين السلطان عبد الحميد اغراءات هرتزل وكانت النتيجة التآمر عليه وأحدثوا انقلابا في تركيا لتسقط دولة الخلافة أشلاء ممزقة في يد الأخطبوط الصهيوني الذي اذرعه تلتف لجذب المزيد من الأراضي العربية منطلقا من ايمانه بشرعية دولته (من النيل الي الفرات )
أيعقل أن العرب لم يتعلموا من درس نكبة فلسطين التي أتمت عامها السبعين تحت القبضة الاسرائيلية, ولا ريب الآن فقد تم الهضم التام للأراضي الفلسطينية لتبدأ مرحلة البلع الجديدة للعرب الذين يغضون الطرف عن المعدة اليهودية والأمريكية العالمية التي تريد بسط نفوذها علي الأرض التي تفيض لبناً وعسلاً.
وما حال الأمس ببعيد عن حال اليوم فالمملكة العربية السعودية أكبر دولة في الشرق الأوسط ومساحتها تبلغ مليوني كيلو متر مربع .وتمتاز بوضع سياسي واقتصادي مستقر واقتصادها النفطي حيث تمتلك ثاني أكبر احتياطي للبترول وسادس احتياطي غاز , واكبر مصدر نفط خام في العالم الذي يشكل بقرابة 90 %من الصادرات وتعتبر المملكة من القوى المؤثرة سياسياً واقتصادياً في العالم لمكانتها الاسلامية وثروتها الاقتصادية وتحكمها بأسعار النفط وامداداته العالمية ووجودها الاعلامي الكبير المتمثل في عدد من القنوات والصحف المطبوعة .
السعودية على قدرها اليوم تسبح في فلك أكبر دولة تطغى في الميزان وتخسر الموزاين لخدمة ربيبتها اسرائيل وبالتأكيد أمريكا لا تحالف دولة كالسعودية لسواد عيون الديموقراطية الفارغة المضمون التي تصدرها للمملكة فالوقت الراهن من خلال ولي العهد الجديد محمد بن سلمان .
أيام المملكة الماضية حملت في جعبتها ما لايتوقعه القريب منها ولا البعيد عنها فبدأت سلسلة من الاصلاحات التي قام بها ولي العهد تحت إطار رؤية (2030) .
باكورة هذه الاصلاحات الاجتماعية السماح للمرأة السعودية بالقيادة , ثم هزة اخرى للقاعدة الوهابية التي ارتكزت عليها المملكة العربية لمدة 82 حيث أصدر مجلس الشوري السعودي في 30 سبتمبر قراراً يجيز للمرأة الافتاء بعد أن كان مقصوراً على العلماء والرجال , وانطلقت المشاركة النسائية أيضاً في العيد الوطني وممارسة الرياضية البدنية التي كانت محظورة من باب أنها مخلة بالحياء داخل المدراس السعودية .الثوب الجديد للمملكة محبوك تماماً ثوب يناسب المستقبل الجديد لدولة ولي العهد .
ولم يقتصر الزلزال الاصلاحي في المملكة علي الحياة الاجتماعية فحسب بل طال الاقتصاد بتقليل الاعتماد علي النفط السعودي .
تطهير لم يتوقعه السعوديون أنفسهم يوماً بعد هذه الخطوات ,خطوة كانت أشبه بتصفيات كأس العالم فأصدر ولي العهد حملة اعتقالات في الصف السياسي والإعلامي والديني السعودي فتم اعتقال 11 أمير و 4 وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين والدعاة ,خطوة نالت اعجاب المستفيد منها بلا شك,تحت مظلة الفساد .
الحمم البركانية تتوالي على المملكة إثر سقوط صاروخ بالستي أطلقته مليشيات الحوثيين على مطار الملك خالد في العاصمة السعودية التي اتهمت إيران في سقوطه وأن هذا العمل هو عمل من أعمال الحرب .
تتوالى الأحداث سريعاً فلا يمكنك التنبؤ ما وراء الستار الملكي ,وبدون سابق إنذار خروج الحريري من المنبر السعودي معلناً استقالته تحت ذريعة التدخل الايراني في بلده واصفاًإياها حيثما وجدت ايران أفسدت .
حرب من التصريحات الكلامية بين إيران والسعودية على مصير لبنان والحرب على اليمن في ظل دعم واضح كالشمس من أمريكا للمملكة .وتتجه السعودية الى وتيرة من التصعيد في الشأن الداخلي والخارجي بحكم الصراع على السلطة .اضافة الى أزمة ما زالت قائمة وهي حصار قطر وشلل مجلس التعاون الخليجي .
القارئ للوضع الحالي يرى أن أمريكا تلعب بدول الشرق الاوسط كالأحجار علي رقعة الشطرنج وتحركها وفق شروطها وما يخدم مدللتها الإسرائيلية وترسيخ دعائم اليهودية كما قال وزير الخارجية الأمريكي "بايرود 1954"إن اسرائيل وجدت هناك لتبقى وأمريكا هنا لتؤمن حياتها .وهذا ما تؤكده كافة الحكومات السياسية المتعاقبة للعملاق الأمريكي. ف ترامب يرى في السعودية وآل سعود البقرة الحلوب ومتى جف ضرع هذه البقرة ولم يعد يعطي الدولارات والذهب عند ذلك نأمر بذبحها أو نطلب من غيرنا ذبحها أو نساعد مجموعة أخرى لذبحها وهي حقيقة يعرفها أصدقاء أمريكا وأعداؤها وعلى رأسهم ال سعود .
نهاية القول ليس في السياسة أحقاد دائمةأو خصومات مستمرة لذاتها, وكل أمة حية واعية إنما تعادي أو تصادق وفق مصالحها.
فهل تدرك السعودية ما يطبخ لها في المطبخ الأبيض الامريكي ؟
أم ستدق طبول الحرب وقعقعة السلاح لحافة حرب خارجية اقليمية ؟
لا أحد يقدر على التنبؤ بما يحدث في الفضاء السعودي وما هي الخطوات القادمة ؟
خلاصه القول من لم ينصر القضية الفلسطينية ويتعلم من دروسها, واستكان وغض الطرف عنها,سيؤكل يوما كما أكل الثور الأبيض (وان في ذلك لعبرة لأولي الأبصار )
جوان محمود .
السياسة الأمريكية والاسرائيلية خطة قديمة جديدة , وبعيدة المدى و لا تقتصر علي زمان ومكان وتنتهي, ليس اتجاه فلسطين فحسب بل حيال الوطن العربي والعالم الاسلامي .
القارئ للتاريخ وللسياسة الأمريكية والصهيونية اتجاه البلاد العربية ليست خافية فان زعمائهم يجاهرون بملء الفم أن فلسطين لا تكفيهم, وما هي الا بوصله لتحقيق أهداف الصهيونية كلها والقضاء على ما تبقى من الجسد الفلسطيني ويعقبه سوريا ولبنان والأردن والعراق وسيناء ,ومناطق من خيبر وبني قريظة وبني النظير وغيرها من الأراضي الحجازية وبل المدينة المنورة بحجة أنها كانت مواطنهم في القرون الماضية .
المتتبع لهذه الحبكة الأمريكية الصهيونية يرى من عرض روزفلت للملك عبد العزيز آل سعود ليقدم له المدينة المنورة مقابل 20 مليون جنيه ذهب ولكنه رفض كما رفض خلفية المسلمين السلطان عبد الحميد اغراءات هرتزل وكانت النتيجة التآمر عليه وأحدثوا انقلابا في تركيا لتسقط دولة الخلافة أشلاء ممزقة في يد الأخطبوط الصهيوني الذي اذرعه تلتف لجذب المزيد من الأراضي العربية منطلقا من ايمانه بشرعية دولته (من النيل الي الفرات )
أيعقل أن العرب لم يتعلموا من درس نكبة فلسطين التي أتمت عامها السبعين تحت القبضة الاسرائيلية, ولا ريب الآن فقد تم الهضم التام للأراضي الفلسطينية لتبدأ مرحلة البلع الجديدة للعرب الذين يغضون الطرف عن المعدة اليهودية والأمريكية العالمية التي تريد بسط نفوذها علي الأرض التي تفيض لبناً وعسلاً.
وما حال الأمس ببعيد عن حال اليوم فالمملكة العربية السعودية أكبر دولة في الشرق الأوسط ومساحتها تبلغ مليوني كيلو متر مربع .وتمتاز بوضع سياسي واقتصادي مستقر واقتصادها النفطي حيث تمتلك ثاني أكبر احتياطي للبترول وسادس احتياطي غاز , واكبر مصدر نفط خام في العالم الذي يشكل بقرابة 90 %من الصادرات وتعتبر المملكة من القوى المؤثرة سياسياً واقتصادياً في العالم لمكانتها الاسلامية وثروتها الاقتصادية وتحكمها بأسعار النفط وامداداته العالمية ووجودها الاعلامي الكبير المتمثل في عدد من القنوات والصحف المطبوعة .
السعودية على قدرها اليوم تسبح في فلك أكبر دولة تطغى في الميزان وتخسر الموزاين لخدمة ربيبتها اسرائيل وبالتأكيد أمريكا لا تحالف دولة كالسعودية لسواد عيون الديموقراطية الفارغة المضمون التي تصدرها للمملكة فالوقت الراهن من خلال ولي العهد الجديد محمد بن سلمان .
أيام المملكة الماضية حملت في جعبتها ما لايتوقعه القريب منها ولا البعيد عنها فبدأت سلسلة من الاصلاحات التي قام بها ولي العهد تحت إطار رؤية (2030) .
باكورة هذه الاصلاحات الاجتماعية السماح للمرأة السعودية بالقيادة , ثم هزة اخرى للقاعدة الوهابية التي ارتكزت عليها المملكة العربية لمدة 82 حيث أصدر مجلس الشوري السعودي في 30 سبتمبر قراراً يجيز للمرأة الافتاء بعد أن كان مقصوراً على العلماء والرجال , وانطلقت المشاركة النسائية أيضاً في العيد الوطني وممارسة الرياضية البدنية التي كانت محظورة من باب أنها مخلة بالحياء داخل المدراس السعودية .الثوب الجديد للمملكة محبوك تماماً ثوب يناسب المستقبل الجديد لدولة ولي العهد .
ولم يقتصر الزلزال الاصلاحي في المملكة علي الحياة الاجتماعية فحسب بل طال الاقتصاد بتقليل الاعتماد علي النفط السعودي .
تطهير لم يتوقعه السعوديون أنفسهم يوماً بعد هذه الخطوات ,خطوة كانت أشبه بتصفيات كأس العالم فأصدر ولي العهد حملة اعتقالات في الصف السياسي والإعلامي والديني السعودي فتم اعتقال 11 أمير و 4 وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين والدعاة ,خطوة نالت اعجاب المستفيد منها بلا شك,تحت مظلة الفساد .
الحمم البركانية تتوالي على المملكة إثر سقوط صاروخ بالستي أطلقته مليشيات الحوثيين على مطار الملك خالد في العاصمة السعودية التي اتهمت إيران في سقوطه وأن هذا العمل هو عمل من أعمال الحرب .
تتوالى الأحداث سريعاً فلا يمكنك التنبؤ ما وراء الستار الملكي ,وبدون سابق إنذار خروج الحريري من المنبر السعودي معلناً استقالته تحت ذريعة التدخل الايراني في بلده واصفاًإياها حيثما وجدت ايران أفسدت .
حرب من التصريحات الكلامية بين إيران والسعودية على مصير لبنان والحرب على اليمن في ظل دعم واضح كالشمس من أمريكا للمملكة .وتتجه السعودية الى وتيرة من التصعيد في الشأن الداخلي والخارجي بحكم الصراع على السلطة .اضافة الى أزمة ما زالت قائمة وهي حصار قطر وشلل مجلس التعاون الخليجي .
القارئ للوضع الحالي يرى أن أمريكا تلعب بدول الشرق الاوسط كالأحجار علي رقعة الشطرنج وتحركها وفق شروطها وما يخدم مدللتها الإسرائيلية وترسيخ دعائم اليهودية كما قال وزير الخارجية الأمريكي "بايرود 1954"إن اسرائيل وجدت هناك لتبقى وأمريكا هنا لتؤمن حياتها .وهذا ما تؤكده كافة الحكومات السياسية المتعاقبة للعملاق الأمريكي. ف ترامب يرى في السعودية وآل سعود البقرة الحلوب ومتى جف ضرع هذه البقرة ولم يعد يعطي الدولارات والذهب عند ذلك نأمر بذبحها أو نطلب من غيرنا ذبحها أو نساعد مجموعة أخرى لذبحها وهي حقيقة يعرفها أصدقاء أمريكا وأعداؤها وعلى رأسهم ال سعود .
نهاية القول ليس في السياسة أحقاد دائمةأو خصومات مستمرة لذاتها, وكل أمة حية واعية إنما تعادي أو تصادق وفق مصالحها.
فهل تدرك السعودية ما يطبخ لها في المطبخ الأبيض الامريكي ؟
أم ستدق طبول الحرب وقعقعة السلاح لحافة حرب خارجية اقليمية ؟
لا أحد يقدر على التنبؤ بما يحدث في الفضاء السعودي وما هي الخطوات القادمة ؟
خلاصه القول من لم ينصر القضية الفلسطينية ويتعلم من دروسها, واستكان وغض الطرف عنها,سيؤكل يوما كما أكل الثور الأبيض (وان في ذلك لعبرة لأولي الأبصار )