بين إمام الدعاة واللاشيء
كثيرا ما أؤكد لطلبة العلم أن دخول مليون شخصا في الإسلام لن يزيد الإسلام شيئا؛ لأن الإسلام عزيز وباقٍ إلى يوم القيامة بهم أو بدونهم.
وكذلك لو أن مليون شخصا خرجوا من الإسلام لن ينقصوا الإسلام شيئا؛ لأن الإسلام عزيز وباقٍ إلى يوم القيامة بهم أو بدونهم أيضا.
قال الله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ؛ وقال سبحانه (إن الدين عند الله الإسلام) .
فأريحوا بالكم؛ لأن دخول مليون في الإسلام لا يفرحنا؛ وخروج مليون من الإسلام لا يحزننا أو يزعجنا؛ لأنهم هم المحتاجون إليه وهو في غنى عنهم.
هذه مقدمة تمهيدية للتعقيب على ما أثارته الكاتبة الصحفية/ فريدة الشوباشي عن إمام الدعاة صاحب الفضيلة مولانا الشيخ/ محمد متولي الشعراوي (قدس الله روحه ونور ضريحه) ؛ حيث إنها أنكرت عليه السجود شكرا في هزيمة 1967 م وادعت أن هذا الموقف كان طعنا في وطنيته؛ كما أنها لم تعتبره رمزًا وطنيا في حين أنها اعتبرت الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رحمه الله رمزا وطنيا.
ونرد على الكاتبة الصحفية مما قالته بلسانها:
1ـ هي سيدة مصرية من أسرة مسيحية نشأت بصعيد مصر؛ تزوجت من أ/ على الشوباشي سنة 1958م؛ واعتقل زوجها سنة 1959م؛ وفي سنة 1963م؛ وهي في الفرقة الأولى بكلية الحقوق تأثرت بما درسته عن عدالة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاعتنقت الإسلام؛ وفي سنة 2010م أظهرت إسلامها بسبب تأثيرها بخطاب الرئيس الأسبق/ محمد حسني مبارك أثناء فتنة نجح حمادي حيث قال (وأنا مسئول مسئولية كاملة عن الحفاظ على عنصري الأمة) ؛ وكما تقول هي: إنها رأت أن تعبير (عنصري الأمة) هو تعبير إسرائيلي! وأن المصريين عنصر واحد؛ وكتبَتْ مقالا في ذلك نشرته في جريدة المصري اليوم وكان أ/ مجدي الجلاد رئيس التحرير وقتئذ.
2ـ تقول الشوباشي: إنها لم تقرأ كتبا ولم تسمع تفسير إمام الدعاة صاحب الفضيلة مولانا الشيخ/ محمد متولي الشعراوي (قدس الله روحه ونور ضريحه)؛ وأنها كانت في باريس بفرنسا تعمل بإذاعة مونت كارلو أثناء ظهور فضيلة الإمام إعلاميا في الثمانينيات والتسعينيات.
ـ الرد:
أولا: إننا نَكِلُ حقيقة إسلامها إلى الله تعالى، فهو المطلع على ما في القلوب، وهو يعلم السر وأخفى، ولكنني أؤكد أننا لسنا في حاجة للفرح بإسلام أحد؛ لأننا لا ندري هل امتلك الإسلام عليه جميع كيانه أم أنه يتخذ منه مظهرا للمكر والخديعة؟ وكم ابتُلي المسلمون بأدعياء الإسلام على مر التاريخ، والكلام ليس موجها إلى الكاتبة الصحفية/ فريدة الشوباشي، ولكنها صفارة إنذار للشباب المسلم الذي يتعامل مع مجريات الأمور بعواطفه أكثر من التعامل معها بعقله .
ثانيا: في أحداث يوليو 1967م، كان فضيلة الإمام خارج مصر في الجزائر ريئسا للبعثة الأزهرية العلمية، وقد تعامل مع الموقف من منظور ديني حيث ارتمى النظام السياسي في مصر وقتها في حضن الشيوعية، فرأى أن الله عز وجل أراد أن يُنبِّه المسلمين إلى أنهم يسيرون في الاتجاه الخطأ وعليهم أن يصححوا أوضاعهم، وكان من لطف الله تعالى أن جعل هذه النكسة هي مفتاح النصر في 1973 م والتي سجد فيها فضيلة الإمام أيضا شكرا لله تعالى، فإذا كانت رأت في سجدته الأولى مطعنا في وطنيته فكيف ترى السجدة الثانية؟
وإذا كانت الكاتبة الصحفية تحتج بإنكار ابن فضيلة الإمام عليه فهي تنكر كما أنكر ابنه؛ فهذه مغالطة وعشوائية في قراءة الأحداث؛ لأن ابنه أنكر إنكار المستفهم، فلما بين له فضيلة الإمام وجهة نظره احترم الابن وجهة نظر أبيه، أما الكاتبة الصحفية فقد أنكرت إنكار مجادل لا إنكار مستفهم، ولم تحترم وجهة نظر الإمام بل طعنته في وطنيته مما أساء إليها هي ولم ينله من هذه الإساءة شيء، في حين أنها تطالب من يناقشها بأن يحترم وجهة نظرها مع أنها في الوقت نفسه لم تحترم وجهة نظر الإمام وطعنته في وطنيته .
ثالثا: أما كونها تعتبر الرئيس الراحل/ جمال عبد الناصر رحمه الله رمزا وطنيا، فهذا مما لا ننكره وإن كنا نختلف معه اختلافا كثيرا، ولكننا نعتبره رمزا وطنيا يجب أن يحترم، ونحن نترحم عليه كلما ذكرناه، ونرفض تناول جميع الرموز المصرية (الدينية، والعلمية، والسياسية) من الناحية الشخصية بالتنقص .
أما كونها لم تعتبر فضيلة الإمام رمزا وطنيا فقد كان يكفيها جدا أن إخواننا المسيحيين هم أنفسهم الذين يدافعون عنه ويعدونه رمزا وطنيا وعالم دين مسلم مستنير لا يحابي أحدا على حساب دينه ولا يغالي في الولاء والبراء عليه، لقد كان رحمه الله يلقي دروسه في المساجد لا يحمل في يده إلا المصحف الشريف، ويحمل في صدره قلبه الذي وسع جميع المصريين بحبه وعطفه، لم يحمل رشاشا ولا مدفعا ولا مسدسا ولا حتى نَصْل سهم، فاجتمع على حبه المسلم وغير المسلم، والصغير والكبير على حد سواء، حتى الأطفال الذين لم يعاصروه بمجرد أن يروا صورته فوتوغرافيا أو تليفزيونيا إلا ويضع الله حبه في قلوبهم .
رابعا: أما عن وطنيته رضي الله عنه فقد كان رحمه الله عنصرا أساسيا في مظاهرات الطلبة التي كانت تعم البلاد ضد الاحتلال الإنكليزي، وكانت قصائده السياسية والحماسية تصدح في فضاء مصر تلهب حماس الشباب ضد المستعمر، وتعرض رحمه الله للسجن بسبب ذلك .
خامسا: فقد اعترفت الكاتبة الصحفية/ فريدة الشوباشي بأنها لم تقرأ ولم تسمع لفضيلة الإمام رحمه الله إلا هذا المقطع الذي بين فيه وجهة نظره في هذه السجدة، وهذا يؤكد ما أنبه عليه دائما بأن كثيرا من الكتاب الصحفيين في حاجة إلى إعادة تأهيل، لأن منهجهم في الكتابة هو منهج الإثارة وعصر القشور، وكما نقول في العامية (بيأشوطوا من على الوش)، أي أنهم لا يعرفون منهج السبر العلمي الذي يعمل على تتبع المسألة التي يتناولونها بتفاصيلها الشاملة لتكوين صورة صحيحة عنها، فمن خلال مقطع فيديو واحد فقط رسمت في خيالها صورة معينة لفضيلة الإمام وحكمت عليه من خلالها، والمنهج العلمي يقتضي أن تقرأ له أكثر من مؤلَّف، أو تسمع له أكثر من برنامج حتى تستطيع أن تبني حكما صحيحا عن الشيخ رحمه الله تعالى .
العجيب في المسألة حقا أن معظم هؤلاء الصحفيين ممن هم على هذه الشاكلة من الطاعنين في السن، وكان ينبغي أن يكونوا أكثر منهجية في تناولهم للأمور، ولكن هذا يدل على أنهم نشأوا منذ صغرهم على اللامنهجية، فعاشوا طول حياتهم في فوضى فكرية غير منطقية، حتى طعنوا في السن ولا زالوا يخبطون خبط عشواء .
عفوا أيتها الكاتبة الصحفية فأنت بعد أن قاربت سن الثمانين؛ لا زلت في حاجة إلى تأهيل علمي من جديد .
أما إمام الدعاة صاحب الفضيلة مولانا الشيخ/ محمد متولي الشعراوي فجزاك الله عن الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الكرة الأرضية خير الجزاء . وكفى .
كثيرا ما أؤكد لطلبة العلم أن دخول مليون شخصا في الإسلام لن يزيد الإسلام شيئا؛ لأن الإسلام عزيز وباقٍ إلى يوم القيامة بهم أو بدونهم.
وكذلك لو أن مليون شخصا خرجوا من الإسلام لن ينقصوا الإسلام شيئا؛ لأن الإسلام عزيز وباقٍ إلى يوم القيامة بهم أو بدونهم أيضا.
قال الله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ؛ وقال سبحانه (إن الدين عند الله الإسلام) .
فأريحوا بالكم؛ لأن دخول مليون في الإسلام لا يفرحنا؛ وخروج مليون من الإسلام لا يحزننا أو يزعجنا؛ لأنهم هم المحتاجون إليه وهو في غنى عنهم.
هذه مقدمة تمهيدية للتعقيب على ما أثارته الكاتبة الصحفية/ فريدة الشوباشي عن إمام الدعاة صاحب الفضيلة مولانا الشيخ/ محمد متولي الشعراوي (قدس الله روحه ونور ضريحه) ؛ حيث إنها أنكرت عليه السجود شكرا في هزيمة 1967 م وادعت أن هذا الموقف كان طعنا في وطنيته؛ كما أنها لم تعتبره رمزًا وطنيا في حين أنها اعتبرت الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رحمه الله رمزا وطنيا.
ونرد على الكاتبة الصحفية مما قالته بلسانها:
1ـ هي سيدة مصرية من أسرة مسيحية نشأت بصعيد مصر؛ تزوجت من أ/ على الشوباشي سنة 1958م؛ واعتقل زوجها سنة 1959م؛ وفي سنة 1963م؛ وهي في الفرقة الأولى بكلية الحقوق تأثرت بما درسته عن عدالة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاعتنقت الإسلام؛ وفي سنة 2010م أظهرت إسلامها بسبب تأثيرها بخطاب الرئيس الأسبق/ محمد حسني مبارك أثناء فتنة نجح حمادي حيث قال (وأنا مسئول مسئولية كاملة عن الحفاظ على عنصري الأمة) ؛ وكما تقول هي: إنها رأت أن تعبير (عنصري الأمة) هو تعبير إسرائيلي! وأن المصريين عنصر واحد؛ وكتبَتْ مقالا في ذلك نشرته في جريدة المصري اليوم وكان أ/ مجدي الجلاد رئيس التحرير وقتئذ.
2ـ تقول الشوباشي: إنها لم تقرأ كتبا ولم تسمع تفسير إمام الدعاة صاحب الفضيلة مولانا الشيخ/ محمد متولي الشعراوي (قدس الله روحه ونور ضريحه)؛ وأنها كانت في باريس بفرنسا تعمل بإذاعة مونت كارلو أثناء ظهور فضيلة الإمام إعلاميا في الثمانينيات والتسعينيات.
ـ الرد:
أولا: إننا نَكِلُ حقيقة إسلامها إلى الله تعالى، فهو المطلع على ما في القلوب، وهو يعلم السر وأخفى، ولكنني أؤكد أننا لسنا في حاجة للفرح بإسلام أحد؛ لأننا لا ندري هل امتلك الإسلام عليه جميع كيانه أم أنه يتخذ منه مظهرا للمكر والخديعة؟ وكم ابتُلي المسلمون بأدعياء الإسلام على مر التاريخ، والكلام ليس موجها إلى الكاتبة الصحفية/ فريدة الشوباشي، ولكنها صفارة إنذار للشباب المسلم الذي يتعامل مع مجريات الأمور بعواطفه أكثر من التعامل معها بعقله .
ثانيا: في أحداث يوليو 1967م، كان فضيلة الإمام خارج مصر في الجزائر ريئسا للبعثة الأزهرية العلمية، وقد تعامل مع الموقف من منظور ديني حيث ارتمى النظام السياسي في مصر وقتها في حضن الشيوعية، فرأى أن الله عز وجل أراد أن يُنبِّه المسلمين إلى أنهم يسيرون في الاتجاه الخطأ وعليهم أن يصححوا أوضاعهم، وكان من لطف الله تعالى أن جعل هذه النكسة هي مفتاح النصر في 1973 م والتي سجد فيها فضيلة الإمام أيضا شكرا لله تعالى، فإذا كانت رأت في سجدته الأولى مطعنا في وطنيته فكيف ترى السجدة الثانية؟
وإذا كانت الكاتبة الصحفية تحتج بإنكار ابن فضيلة الإمام عليه فهي تنكر كما أنكر ابنه؛ فهذه مغالطة وعشوائية في قراءة الأحداث؛ لأن ابنه أنكر إنكار المستفهم، فلما بين له فضيلة الإمام وجهة نظره احترم الابن وجهة نظر أبيه، أما الكاتبة الصحفية فقد أنكرت إنكار مجادل لا إنكار مستفهم، ولم تحترم وجهة نظر الإمام بل طعنته في وطنيته مما أساء إليها هي ولم ينله من هذه الإساءة شيء، في حين أنها تطالب من يناقشها بأن يحترم وجهة نظرها مع أنها في الوقت نفسه لم تحترم وجهة نظر الإمام وطعنته في وطنيته .
ثالثا: أما كونها تعتبر الرئيس الراحل/ جمال عبد الناصر رحمه الله رمزا وطنيا، فهذا مما لا ننكره وإن كنا نختلف معه اختلافا كثيرا، ولكننا نعتبره رمزا وطنيا يجب أن يحترم، ونحن نترحم عليه كلما ذكرناه، ونرفض تناول جميع الرموز المصرية (الدينية، والعلمية، والسياسية) من الناحية الشخصية بالتنقص .
أما كونها لم تعتبر فضيلة الإمام رمزا وطنيا فقد كان يكفيها جدا أن إخواننا المسيحيين هم أنفسهم الذين يدافعون عنه ويعدونه رمزا وطنيا وعالم دين مسلم مستنير لا يحابي أحدا على حساب دينه ولا يغالي في الولاء والبراء عليه، لقد كان رحمه الله يلقي دروسه في المساجد لا يحمل في يده إلا المصحف الشريف، ويحمل في صدره قلبه الذي وسع جميع المصريين بحبه وعطفه، لم يحمل رشاشا ولا مدفعا ولا مسدسا ولا حتى نَصْل سهم، فاجتمع على حبه المسلم وغير المسلم، والصغير والكبير على حد سواء، حتى الأطفال الذين لم يعاصروه بمجرد أن يروا صورته فوتوغرافيا أو تليفزيونيا إلا ويضع الله حبه في قلوبهم .
رابعا: أما عن وطنيته رضي الله عنه فقد كان رحمه الله عنصرا أساسيا في مظاهرات الطلبة التي كانت تعم البلاد ضد الاحتلال الإنكليزي، وكانت قصائده السياسية والحماسية تصدح في فضاء مصر تلهب حماس الشباب ضد المستعمر، وتعرض رحمه الله للسجن بسبب ذلك .
خامسا: فقد اعترفت الكاتبة الصحفية/ فريدة الشوباشي بأنها لم تقرأ ولم تسمع لفضيلة الإمام رحمه الله إلا هذا المقطع الذي بين فيه وجهة نظره في هذه السجدة، وهذا يؤكد ما أنبه عليه دائما بأن كثيرا من الكتاب الصحفيين في حاجة إلى إعادة تأهيل، لأن منهجهم في الكتابة هو منهج الإثارة وعصر القشور، وكما نقول في العامية (بيأشوطوا من على الوش)، أي أنهم لا يعرفون منهج السبر العلمي الذي يعمل على تتبع المسألة التي يتناولونها بتفاصيلها الشاملة لتكوين صورة صحيحة عنها، فمن خلال مقطع فيديو واحد فقط رسمت في خيالها صورة معينة لفضيلة الإمام وحكمت عليه من خلالها، والمنهج العلمي يقتضي أن تقرأ له أكثر من مؤلَّف، أو تسمع له أكثر من برنامج حتى تستطيع أن تبني حكما صحيحا عن الشيخ رحمه الله تعالى .
العجيب في المسألة حقا أن معظم هؤلاء الصحفيين ممن هم على هذه الشاكلة من الطاعنين في السن، وكان ينبغي أن يكونوا أكثر منهجية في تناولهم للأمور، ولكن هذا يدل على أنهم نشأوا منذ صغرهم على اللامنهجية، فعاشوا طول حياتهم في فوضى فكرية غير منطقية، حتى طعنوا في السن ولا زالوا يخبطون خبط عشواء .
عفوا أيتها الكاتبة الصحفية فأنت بعد أن قاربت سن الثمانين؛ لا زلت في حاجة إلى تأهيل علمي من جديد .
أما إمام الدعاة صاحب الفضيلة مولانا الشيخ/ محمد متولي الشعراوي فجزاك الله عن الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الكرة الأرضية خير الجزاء . وكفى .