الرسالةُ المحمَّدية
*** ***
شريف قاسم
طابَ بالصَّالحين هذا الولاءُ | فشذاهُ مودَّةٌ وإخاءُ |
ولقانا تَجَوََّدتْهُ مساعٍ | طيِّباتٌ لبوحِها إغراءُ |
إنَّها الدعوةُ الأثيرةُ عادتْ | لبنيها ، فَلْيَنْهَض الأبناءُ |
جيِّدٌ ، والنقيضُ منه رديءٌ | هكذا فيها قالت العلماءُ |
قد أتانا بها النَّبيُّ ، فألفَتْ | موئلا للعلى له سيماءُ |
وهو العهدُ والأمانةُ والصِّدقُ ... | ... وهذا الإخلاصُ ليس يُساءُ |
فالسَّجايا والسيرةُ اليومَ ألفتْ | مارعَتْها حقولُنا الميثاءُ |
والقويُّ الأمينُ يحفظُها حبًّا ... | ... لها لاتُعيقُه الأعباءُ |
وأخو الدعوة الحفيُّ بمغناها ... | ... مثالٌ و قُدوةٌ و رجاءُ |
لايُجافي البِرَّ الذي نتوخَّى | ناسيًا عهدَه فذاك انكفاءُ |
أو يبثُّ الأقوالَ من غيرِ فعلٍ | كَبُرَ المقتُ عندها والبلاءُ |
*** | *** |
هو حقٌّ هذا الذي نتمنَّى | قد تشوبُ استحسانَه الأهواءُ |
ويردُّ امتيازَه مَن يجافيه ... | ... ويعشو مَن رفيقُه الإبطاءُ |
غير أنَّ الجهادَ باتَ نداءً | ردَّدتْ حُلْوَ شدوِه البُشَراءُ |
واصطفاهُ الرجالُ صنعةَ عــزٍّ | ولهم في ظلالِه إمضاءُ |
ولتاريخِنا العظيمِ نداءٌ | سَنَّةَ المجدُ فاستُعيدَ الرُّواءُ |
وتحرَّى منابتَ الرِّفعةِ اليومَ ... | ... فجاءَ الأبرارُ والأوفياءُ |
حيثُ هبَّ الشبابُ فيها أباةً | إنَّهم في الحياةِ أهلُه الأكفياءُ |
المثاني وسُنَّةٌ مُصْطَفَاها | في قلوبٍ ، والهمَّةُ القعساءُ |
فلها الفتحُ لم يزل يتراءى | والرجاءُ المحمودُ نعمَ الرجاءُ |
والرواياتُ والرؤى تتجلَّى | تبعثُ الأنُسَ ، فالقلوبُ ظِماءُ : |
لسدادٍ في القولِ والفعلِ باتا | أَخَوَيْ صادقٍ مداهُ العــــلاءُ |
*** | *** |
عصبةَ الخيرِ نلتُمُ اليومَ سهمًـا | من حقولٍ جادتْ لها الأنواءُ |
فسقَتْها مُزنُ العنايةِ كأسًا | طيَّبتْها الشَّريعةُ الغرَّاءُ |
سوف تعلو صروحُ خيرٍ وفضلٍ | إن أجادَتْ بِرَبعِها الأنداءُ |
وستمضي رسالةُ البِرِّ منها | بالعطايا يأتي بها الفضلاءُ |
ويُولِّي بإذن ربٍّ جوادٍ | مايعاني من شرِّه البؤساءُ |
فاشكروا اللهَ في مجيءِ نبيٍّ | من يديهِ هنا يفيضُ النَّمـاءُ |
فَحَدَتْنَا الأشواقُ للقيمِ العليا ... | ... وتاقت لشذوها الأحناءُ |
فعليه الصلاةُ دومًـا ، وتحلو | لنداءاتِ شرعِه الأصداءُ |
واصطفاهُ الرحمنُ حيثُ أتانا | فتلاشى عن الأنامِ الدَّاءُ |
واستجابتْ له القلوبُ ففاضتْ | في الحنايا بفضلِه الأضواءُ الأضواءُ |
والميامين للرسالةِ أصغوا | فأظلتْ بلادَهم نعماءُ |
عِظةٌ من تقلُّبِ الدهرِ أوحتْ | للحيارى فَفُنِّدَتْ آراءُ |
فأتتهم جليَّةً ماتناءى | عن محيَّا جليلِها الإيحاءُ |
وحضورٌ للمجدِ يشهدُ فخرًا | فله الشكرُ عاطرًا والثَّناءُ |
يحملُ المرودَ الجميلَ لعينٍ | ربما لم يؤُمُها الإغراءُ |
الشبابُ الذين قد غمرتْهم | شبهاتُ انبهارِهم إذ جاؤوا |
أسرَتْهم مساوئُ الإثمِ حينا | فتلاشى شبابُهم والعطاءُ |
غير أنَّ التَّقيَّ ظلَّ وفيًّـا | فَحَبَتْـه الرسالةُ العصماءُ |
فالفتى الواثبُ الحريصُ على الفوزِ | ... تولي عن سعيِه الأهواءُ |
ولكلِّ الأبرارِ طيبُ امتنانٍ | ومن الله للجميعِ جزاءُ |
لن يموتَ الإسلامُ ، واللهُ أبقى أبقى | وله العزُّ ــ جلَّ ــ والكبرياءُ | |||
كم أثيمٍ تحت الترابِ يعاني | ليس يُجديه من ذهولٍ بكاءُ | |||
وشقيٍّ لم يتَّعظْ وتعالى | وتثنَّى وسَمْتُه الخيلاءُ | |||
قد تردَّى والخزيُ باتَ لباسًا | نسجتْهُ الآثامُ والبُرحاءُ | |||
فاطمئنوا يا أيُّها الناسُ هذا | قدَرُ اللهِ لن يدومَ الشقاءُ | |||
فيدُ الطغيانِ البغيضِ مداها سوفَ يعنو للحقِّ كلُّ سفيهٍ أَوَلَمْ تُبصروا مآلَ عُتاةٍ هوَ درسٌ هيهاتَ يُنسَى وأنتم فاصبروا بل وصابروا فلكم والله ... خيبةُ المجرمين لاشك حانت والوجومُ الذي أثارَ علينا لم يزدْنا عواؤُهم غيرَ نـأيٍ لن يهونَ الإسلامُ أو سوف يخبو تتلقاهُ بالرضا مقلُ الناسِ ... سيعودُ الإسلامُ يحكمُ بالعدلِ ... تنفضُ المثقلاتِ عن كاهليها في المثاني ماينفعُ الخَلْقَ لكنْ أفقدَتْهم أهواؤُهـم ما تسامتْ هي ألفتْ سكينةً فَقَدَتْهَــا وبذكرِ الرحمنِ تهدأُ نفسٌ وتعاني إنْ لـم تُجَددْهُ يومًــا تطمئنُ القلوبُ إن أقبلَ الناسُ ... وعليهم إنِ استقاموا تتالت فَتَلَفَّتْ هيهاتَ تُبصرُ ركنًــا إن بَنَتْهُ التقوى وقامت لديه إنَّهــا العروةُ الكريمةُ أحيتْ فَنَضَتْ ما على الصدورِ من الكربِ ... فاغتَنمْهــا : رسالةُ اللهِ عهدٌ فمحيَّاهُ الأُنسُ الوريفُ ، ويشقى هاهنا شملُ أُمَّتي لم يُصَدَّعْ هي أقوى من الرزايا عَرَتْهــا إنَّمـا ردَّ كيدَهـا مَن سقتْهم ليس تنهارُ أُمَّتي من خطوبٍ مصطفاهـا مُحَمَّدٌ وغِناهــا | حِقبةٌ ليس بعدها إيذاءُ صَعَّدَ الكِبرُ شأنَه والدهاءُ يشتفي عندَ نشرِه الضعفاءُ ! لاتضيقوا إذا ادلهمَّ البلاءُ ... نصرٌ يهفو له السعداءُ لتبارٍ والهجمةُ الرعناءُ من غبارِ الونى : يــدٌ بلهاءُ عن مدارِ الهوانِ ، بئسَ العياءُ نورُ ربٍّ جاءتْ بـه الأنبياءُ ... وشوقٍ ، وترحلُ الأعباءُ ... فتربو وتزدهي الغبراءُ وتولِّي عن أهلِها الضَّرَّاءُ ضاقَ بالدينِ في الورى سفهاءُ بمآتي حنينِهــا الأحناءُ واستردتْها الفطرةُ البيضــاءُ إن عرتْها في عيشِها البلواءُ حيثُ نغشى أيامَهــأ الأرزاءُ ... على الله ، واستُجيبَ النداءُ رحماتٌ على يديها الهناءُ في البرايا يهمي عليه الجفاءُ في مغاني أفيائه الأوفياءُ سِيَرًا فُضْلَى عافَها الأشقياءُ ... و وافى شطرَ الصدورِ السَّناءُ لـم يُضَيِّعْهُ مؤمنٌ غدَّاءُ شانئيه الفُسَّاقٌ والأشقياءُ وبنوها لم تَجْفُهم علياءُ ورمتْ مجدَها اليدُ العمياءُ بيديْها الشريعةُ الغرَّاءُ قد عرتْهــأ وعربدتْ أعباءُ هو هذي الرسالةُ العصمــاءُ |